جوازة ابريل الجزء الأول نورهان محسن

موقع أيام نيوز

عادت لتنظر إليه بنظرة جوفاء معاكسة تماما لنظرتها المفعمة بالحب له في الصباح وهو نائم بشكل فوضوي ومسترخي تماما على بطنه وغير مبال بشيء فشعرت بوخز قوي في قلبها ومرارة في وهي تمشي على أطراف أصابعها خارج الغرفة تنوي الذهاب إلى المرحاض.
أغلقت الباب خلفها وأسندت ظهرها عليه تهبط تدريجيا حتى جلست على أرضية السيراميك الباردة ضد حرارة بالڠضب والغيرة وخيبة الأمل.
رفعت نادية يديها لتمسك بخصلات شعرها وتسحبها للوراء ببقوة وهي تضغط على وبدأت دموعها تنهمر على خديها في اڼهيار ومن سوف تلقى اللوم عليه وهي التي أوصلت نفسها إلى ما هي عليه الآن إلى متى ستستمر في الهروب من كونها بديلا لشبح أنثى أخرى في حياة زوجها الذي لن يتوقف عن حبها أبدا
هي التي خدعت نفسها منذ أول يوم لها في هذا المنزل أو بالأحرى منذ أن تقدم لخطبتها علما أنه سبق أن كان خطيب صديقتها المفضلة التي لم تمر على فسخ خطوبتها منه إلا أشهر قليلة لتتفاجأ بوالدته تدق على باب بيتها معه ليتزوجها.
هي التي أقنعت نفسها بأنها ستجعله يحبها ولا يرى أحدا سواها وعمي الحب عينيها عن الواقع المرير لتحلق مع الأحلام الوردية فوق سحابة في سماء حبه حتى جاء يوم زفافها منه وبدلا من أن ترى الكثير من الحب والحنان والرغبة من زوجها لها تفاجأت بالعكس إذ تركها في غرفة نومهما ليخرج إلى غرفة المعيشة بينما كان يحاول الاتصال بأبريل لتسمع كلماته الممزوجة بالدموع والڠضب يقول لها إنه لا يحب زوجته لا يستطع أن يحب غيرها لا يريد غيرها ليس لديه رغبة في المرأة التي تنتظره في غرفة نومه فهو يريدها فقط لا سواها.
استمعت إلى تلك الكلمات وهي تضع يديها على تكتم شهقات بكاء والعبرات تتدفق

من عينيها فى صدمة وقهرا وعدم تصديق وكل ما كانت تطمح إليه هو أن تفتح صفحة جديدة معه في هذا اليوم لتصارحه عن عمق مشاعرها تجاهه وأنها لم تحب أحدا سواه منذ الصغر لكنها دفنت حبها الصامت له سنوات حتى لا تفقد صديقتها التي لم يستطع أن ينساها على مدار سنوات زواجهما حتى في لحظاتهما الخاصة.
تهدجت أنفاسها بسبب تنهداتها المخټنقة قبل أن تتكئ علي معصمها وهي تجاهد من أجل الوقوف على قدميها المرتعشتين دون أن تلتفت إلى الغطاء الذي سقط إلى الأرض.
خطت بضع خطوات حتى وصلت إلى صنبور الدش وفتحته على اخره ووقفت تحته مغمضة العينين بقوة وقطرات الماء تندفع بغزارة على رأسها وهي تبكي بصوت عال وتتزايد آهاتها النابعة من أعماق قلبها المعذب وصوت خرير الماء يحجب صوت شقهاتها المقهورة.
بقلم نورهان محسن
فى فترة الظهيرة
داخل مطار القاهرة
أخرج يوسف هاتفه من جيب بنطاله ثم نقر على الشاشة ليتصل على رقم ابريل وعيناه البنيتان مغطاة بنظارة سوداء أنيقة.
تأفف بسأم عندما وجد أنه لا يزال مغلقا يبدو أن والدته لن تتراجع عن عنادها لكنه سرعان ما اتصل مرة أخرى برقم آخر ووضعه على أذنه وجاء الجواب بعد ثواني فأجاب صوت أنثوي حنون مساء الخير يا حبيبي
رد يوسف بإبتسامة مساء الفل يا ديجا .. بتعملي ايه كدا
أجابت خديجة التي تعمل في منزل فهمي الهادئ على استفساره بتلقائية هكون بعمل ايه في المطبخ بحضر الأكل
سأل دون مقدمات ابريل عاملة ايه انا نزلت بدري اوي الصبح وكنت خاېف احاول اكلمها لا تصدني
إلتوى شدقها بضيق ثم أخبرته بصوت خفيض دي ماغمضش ليها جفن من امبارح يا يوسف وكل ما اطلعلها الاكل .. ماترضاش تاكله احترت معاها والله يا بني
مسح علي وجهه بضيق ثم قال بتساءل هي ماما فينها!
_مدام سلمي راحت للكوافيرة بتاعتها ومفيش في البيت الا ست ابريل في اوضتها بس
_ولسه قافلة عليها
_لسه
تأفف بصوت مسموع هاتفا بسخط انا معرفش ايه جو الافلام القديمة اللي احنا عيشين فيه دا .. الزمن اتغير و بقينا في 2023 موضوع عقاپ البنت بالحبس في اوضتها دا خلاص اتلغي
تنهدت قائلة بعجز طب قولي ايه الحل طيب .. والله البت صعبانة عليا بس ايه في ايدي اعمله انا عبد المأمور
حك رقبته وقال بنبرة جادة خلاص يا ديجا .. كل شوية بس اطمني عليها وشوية
تم نسخ الرابط