جوازة ابريل الجزء الأول نورهان محسن

موقع أيام نيوز

رقم مجهول وكان نصها كالآتي ماتفرطيش في جوزك بسهولة .. لو عايزة ترجعيه ليكي من تاني .. هو مش معرف عروسته انه متجوز .. ودي اخر فرصة ممكن تبوظي الموضوع بيه خصوصا انه مسافر .. سلام
استندت إلى مقعد السيارة وعيناها ما زالتا مثبتتين على شاشة الهاتف وسؤال يدور في ذهنها مرارا وتكرارا بفضول وعدم فهم.
من هو صاحب تلك الرسالة وماذا سيستفيد من عدم حدوث هذا الزواج
بقلم نورهان محسن
بعد مرور حوالى نص ساعة
فى غرفة ابريل
تجلس على سريرها وساقها منحنية تحتها بينما متعلقة مقلتا عينيها في الفراغ بنظرات قاتمة وقلب يئن من الألم من إستغفالهم لها ترتدي بنطال جينز أزرق وبلوزة باللون الأصفر بعد أن غيرت فستانها ورفعت شعرها على شكل ذيل حصان ومسحت كل مكياجها عن وجهها الشاحب بتعابيره الواجمة إذ لا تزال تحت تأثير صډمتها بعد أن كانت في ذروة الراحة والسعادة في الصباح فجأة في لحظة ترى كل شيء ينهار وتتحول مشاعرها إلى قلق وخوف وڠضب وتوجس مما هو قادم سيكون صعبا عليها أدرك أن حياتها انقلبت رأسا على عقب في غضون لحظات وتحولت فرحتها إلى رماد.
سقوها من كأس الأكاذيب فتلذذت بحلاوته بينما يمهدوا لها طريقا ممتلئ بالخداع وجعلوها تمشي فيه كالعمياء ولم تفكر إلى أين سيقودها هذا الطريق المهلك الحالك.
كانت تطمح إلى العيش معهم كعائلة واحدة يخافوا عليها ويدعموها تحبهم ويحبوها لكن هذا الموقف أعطاها الإجابات بوضوح ولا فائدة من التظاهر بالتعامي عن الحقيقة المريرة بعد ذلك أنها ستظل غريبة بينهم مهما طال بقاؤها معهم.
بعد مدة من التفكير
أخيرا اتخذت قرارها وهي تتجه نحو غرفة تبديل الملابس الصغيرة وأخرجت حقيبة السفر ثم حملتها إلى السرير ووضعتها فوقه وبيدين مرتعشتين أخذت ملابسها قطعة قطعة من الرفوف وبدأت في وضعها داخل الحقيبة.
توقفت عما كانت تفعله بعد عدة دقائق عندما سمعت صوت طرق على باب غرفتها أعقبه دخول رجل طويل القامة عريض المنكبين نوعا ما من الباب يرتدي بدلة رسمية سوداء لتضفي عليه مظهرا جديا بينما ينادى باسمها بصوت خشن وهادئ ابر...يل!!
انقطعت كلماته في دهشة فور رؤيته لها واقفة أمام

السرير ويداها تضعهما خلف ظهرها وراسمة الجمود على وجهها لتدحرج عيناه على الحقيبة وهو يسألها بتوجس انتي بتعملي ايه!
التفتت إلي ذلك الواقف في منتصف الغرفة بشعره الكثيف مغطى بالشيب ورغم أنه في النصف الأول من الستينيات من عمره إلا أنه بدا وسيما والوقار يشع منه فتنهدت قبل أن تجيبه بهدوء ظاهري بحضر شنطتي
زم فهمي فمه بضيق رغم أنه كان يتوقع منها أن تفعل هذا الشيء حيث كان يفكر طوال الطريق إلى هنا فى ذلك بعد اتصال زوجته ثم حك حاجبه بطرف ظفره قبل أن يعلق باستفسار رغم معرفته بالإجابة مسبقا وايه المناسبة!! ناوية تروحي علي فين .. ايه عايزة ترجعي عند ستك تاني!
غمغمت ابريل تأكيدا وهي تجلس على السرير وتنظر أمامها بملامح خالية من أي تعبير متناقضة مع ألمها وڠضبها الداخلي ايوه هسافرلها
تجمد من ردها رافعا ذقنه وهو يمشي عدة خطوات ثم جلس على أحد الكرسيين بجوار الشرفة وسألها بصوته الهادئ مثل كنية عائلته دون أن ينظر إليها وايه طلع فكرة السفر في دماغك كدا فجأة!
استفزها لأنه يدعى عدم المعرفة وكانت واثقة من أنه لم يأتي من تلقاء نفسه فلم يكن هذا هو الوقت المعتاد لعودته من الفندق الذي يديره والحقيقة أن ملكيته كانت ملكا لزوجته.
اتجهت بأنظارها نحو سلمى التي قد دخلت الغرفة للتو فنقلت بصرها بينها وبين زوجها الذي كان يتململ بتوتر عصبى في مقعده لتسحب نفس عميق ببطء قبل أن تنظر إليه مرة أخرى وتجيب على سؤاله بنبرة تحدي مباشرة عشان انا قررت اني مش هكمل وهفسخ خطوبتي من مصطفي يا بابا
صاحت سلمي بإستنكار عايزة تسيبي عريسك قبل الفرح بأسبوعين الناس تقول عليكي ايه
رفعت إبريل رأسها إليها بنظرة متحدية استوطنت فيروزيتيها المستهجنة واستحال وجهها الحانق إلى لون أحمر قاني واتبعت أسلوب الھجوم كأداة أفضل للدفاع وعلقت بنبرة استنكار مضيقة الخناق حول سلمي الناس اللي عارفة ان العريس متجوز و عنده ولاد .. العريس اللي غش عروسته وماقلهاش انه متجوز ..
تم نسخ الرابط