جوازة ابريل الجزء الأول نورهان محسن
المحتويات
وراءها بذهول يعني ايه تسافري يا رزان!! هتسافري فجأة كدا .. لحد امبارح كانت الامور معاكي تمام .. ايه اللي جد حاجة حصلت
أخذت رزان نفسا عميقا قبل أن تجيب بهدوء جاتلي فرصة العمر .. عقد لشركة عالمية للازياء ومختارني بالأسم اكون موديل البراند الجديد وانهاردة الصبح حجزولي تذكرة الطيران والاوتيل وكل حاجة
صمت باسم مطولا دون أن ينبث ببنت شفة محاولا استيعاب ما قالت ثم سأل بسخرية والله !! معناه ايه الكلام دا !
بقلم نورهان محسن
بعد مرور عشر دقائق
عند ابريل
فى غرفة الملابس
تجلس ابريل على الكرسى محدقة بشرود في شكلها بالمرآة وهي تجفف شعرها الأشقر بالمجفف الكهربائي.
تدلى كتفيها وهي تضعه على منضدة الزينة أمامها متمعنة النظر إلى وجهها الشاحب في المرآة وكان من الواضح أنها مرهقة من تأثير صډمتها القوية لكنها تعلم جيدا أن شعورها بخيبة الأمل والإنهيار أمر طبيعي بعد الفراق لذا فإن التظاهر بالقوة ورفض الاعتراف بالانكسار والحزن شيء لن يساعدها أبدا في تجاوز تلك العلاقة وبالتالي كان عليها أن تطلق العنان لمشاعر الحزن تسيطر عليها لټنهار بلا مقاومة لكنها لن تنسى أنها مرت بأقسى الأمور فى حياتها فألم الخذلان الذي ېمزق قلبها ليس جديدا عليها.
بعد وقت قصير
تنظر ابريل إلى ملابسها في المرآة المؤلفة من بنطلون أسود بقماش الساتان وأرجل واسعة بطيات من الأعلى مع قميص من نفس اللون وأكمام طويلة بياقة عريضة ويضاف إليها حزام يلتف حول على شكل ربطة جانبية ضخمة يتدلى منها ذيل أمامي قصير لتجمع بين الأنوثة والأناقة.
بقلم نورهان محسن
فى الحديقة
عند باسم
نفخ باسم خديه بضجر ليقول بصوت ساخط مش فاهم عقد وشركة ايه اللي عمالة تكلمي عليهم .. ما قولتلك انك هتشتغلي معايا وهتكوني نجمة الحملة الاعلانية الجديدة زي ما انتي عايزة ..
لم يرد باسم فإستطردت رزان قائلة بنبرة مرتبكة إلى حد ما عموما انا مقدرتش اسافر من غير ما اكلمك عشان شوفت مكالماتك ليا لما فتحت تليفوني دلوقتي ومحبتش تفضل منتظرني
أطلقت رزان تنهيدة حزينة ثم قالت مبررة باسم بليز حاول افهمني وتقدر موقفي احنا مش هينفع نرتبط ببعض .. انت اللي فجئتني وانا كنت محتاجة وقت اكتر اعرف انا عايزة ايه..
باسم قبضته بقوة وهو يستمع لكلماتها ثم زمجر بنبرة ساخطة وقت ايه وبتاع ايه انتي جايه تقوليلي الكلمتين دول وانتي علي سلم الطيارة!
بقلم نورهان محسن
داخل مطبخ منزل فهمى الهادي والد ابريل
حك الرجل الأشيب فروة رأسه لينطق بإستفهام لمين الاكل دا يا أم تقي
خفضت السيدة العجوز نظرتها إلى الصينية التي وضعتها أمامه على المنضدة الرخامية لتجيبه موضحة لإبريل يا عم سعيد .. البت كل ما اطلعلها الاكل يرجع زي ماهو
بسط يديه أمامه دلالة على قلة حيلته ليتمتم بآسى ربنا يكون في عونها يا ست خديجة
هتفت خديجة بإبتسامة بشوشة تكسب ثواب وتطلعلها الاكل يا عم سعيد هي بتعزك ومش هتكسف ايدك انا غلبت فيها
واصلت خديجة حديثها بنبرة لوم تحثه على النهوض ولا عايزها يجرالها حاجة ونشيل احنا ذنبها
هز سعيد برأسه نفيا وهو يستقيم من مكانه ويأخذ الصينية ليقول بهدوء هاتي الله
متابعة القراءة