جوازة ابريل الجزء الأول نورهان محسن
المحتويات
دا بالظبط اللي بيجري معايا لما بيكون قدامي
قامت هالة على الفور وفركت ظهرها بحنان محاولة التخفيف عنها ثم هتفت بصوت متحشرج مليئ بالتأثر بطلي عياط يا زفتة وجعتيلي قلبي اكتر
سألتها لميس بتردد يعني مش زعلانة مني!
تصدقى انتي فعلا غبية
همست هالة بضحكة خاڤتة وكانت قد هدأت قليلا من نوبة البكاء التي إنخرطت فيها منذ فترة قصيرة وهذا ما جعلها تشعر بالارتياح لأنها أفرغت شحنة التوتر والڠضب من داخلها لتحدق فيها بأنف محمر وردت بتوبيخ لطيف بعد أن تنحنحت لإزالة ما توقف في حلقها بسبب بكائها انا بعيط عشان كل اللي قولتيه مظبوط يا لميس .. بس انا بجد خاېفة ومش عارفة اعمل ايه!
كلامها كان بمثابة سيف الحق الذي اخترق منتصف قلب لميس دون رحمة فابتلعت تلك الغصة الحارة في جوفها
وفضلت الصمت وهي تخفض وجهها في خجل وتدرك في داخلها أن ما قالته صحيح فتذرف الدموع من جديد بجوى.
رفعت وجهها إليها وواجهت اليأس والحزن في نظرتها فهمست لها بجزع ممزوج بنبرة باكية انتي مش حيرانة حيرتي يا لميس .. انا مش واقفة علي أرض ثابتة .. معرفش ياسر عايز ايه مني بالظبط ! عايز يتجوزني .. وعايز صحبته تفضل في حياته .. وعايزني اتقبل دا بالبساطة دي .. ومعرفش صبري عليه هيكون لحد امتي حقيقي محتارة اوي!!!
فى نفس الوقت
عند ابريل
تسمرت ابريل في مكانها كتمثال محنط في حالة من الصدمة قبضتيها إلى وهى ممسكة بالهاتف وعيناها متجمدتان على نقطة واهية كما لو أن أحدهم قد أمسك بدلو من الماء المثلج وسكبه فوق رأسها دفعة واحدة ولم يتمكن عقلها من استيعاب ما حدث للتو.
بعد بضعة ثوان أخرجت نفسها من قوقعة الصدمة بصعوبة بالغة وهي تجبر قدميها على الاقتراب من سيارة ريهام بخطوات بطيئة لتجحظ عيناها بقوة حتى كادت ان تخرج من محجريها بعد أن رأت الباب الخلفي للسيارة منزوع من مكانه وملقى بإهمال على بعد مسافة من السيارة فشعرت للحظة أنها فقدت القدرة على التفكير أو النطق حينما تخيلت أنها في مكان هذا الباب.
تقدمت نحوه بخطوات سريعة قبل أن يتمكن من الهروب بهذا الفعل الشنيع ثم ركلت باب السيارة الذي سقط على الأرض بخفة وهي في طريقها إليه لتصرخ پغضب انت يا حضرت .. هو انت اعمي ولا ايه!!
قالت ذلك في ذهول حينما رأته يتجاهل النظر إليها كما إعتقدت موليا لها ظهره ورافعا رأسه لأعلى لتتهادى في خطواتها إتجاهه عندما أدار نحوها فاهتزت فيروزيتيها ومقلتيها مفتوحتان على مصراعيهما من وقع دهشتها وهي تقف في مواجهة له.
حدق بها باسم وفاغرا فاهه محاولا التنفس بإستماته لكن شيئا ما يعرقل من حدوث ذلك وتلك القبضة القاسېة تعتصر المنقبض بشدة.
لم يجبيها بأي شيء ووجه بصره إلى الأعلى مرة أخرى فواصلت حديثها بصوت حانق ايه دا انا بكلمك .. بتبص فين ! انت هتستهبل وتمثل عشان تداري علي عملتك!
خرج صوته مش عارف اتنفس
ضيقت ابريل عينيها عليه بارتياب مما قاله لتنتبه إلى حالته المؤسفة أخيرا محدقة فى
متابعة القراءة