جوازة ابريل الجزء الأول نورهان محسن
المحتويات
استاذ اسعد
لاحت شبه ابتسامة على فمه ثم نطق بجديته المعهودة مثبتا نظراته فى زرقاوتيها خليها مرة تانية .. هسيبك تفكري في كلامي و عايز اسمع الرد عليه في اقرب وقت و اتمني يكون الرد يرضيني
أنهى كلمته الأخيرة تاركا المكان كله بينما وضعت ليلى القهوة على المكتب فلوحت لها ريهام لتغادر دون أن تنبس بكلمة غا فلة عن التى تغلي من شدة السخط والڠضب فهذه ليست المحاولة الأخيرة فقد تكررت هذه الكلمات في أذنيها منذ أكثر من عام عندما حصلت على الطلاق بعد خلعها له متنازلة عن جميع حقوقها من أجل ان تفر من برا ثنه وهذا ما يجعله مستهجنا ويريد أن يستعيد كرامته بأي شكل من الأشكال لذلك ظل يحاول أن يقنعها بالعودة إليه بكل طرق اللين الممكنة ولكن الآن نبرة الإصرار الغريبة في كلماته الحادة جعلتها ترتاب منه لكنها بالطبع تفضل الم على عودة للعيش معه تحت سقف واحد مرة أخرى مهما كان الثمن.
بقلم نورهان محسن
فى المساء نفس اليوم بعدما حل الظلام ليعم الأجواء.
تجلس ابريل على
الكرسي بجوار شرفة غرفتها من الداخل وترتدي بيجاما صيفية لطيفة باللون الأخضر الداكن بينما أصابعها تعقد خصلات شعرها الأشقر المجعد في جديلتين على جانبي كتفيها لأنها معتادة على فعل هذا كل يوم قبل الذهاب إلى الفراش حتى لا يزعجها أثناء نومها.
شاردة بنظراتها في نقطة واهية وأصابعها مستمرة تلقائيا في عملها حتى خرجت من سيل الأفكار بسبب رنين هاتفها على المنضدة الصغيرة المجاورة لها فإختلست نظرة إلى الشاشة المضيئة ثم نقرت على زر الرد ووضعت هاتفها على أذنها فأتى إليها صوت مصطفى الدافئ الرخيم حبي .. عاملة ايه!!
أتاها منه تنهيدة خاڤتة قبل أن ينطق بهدوء ايوه وبكلمك من الاوضة في الاوتيل
ردت ابريل بصوتها المتحشرج الرقيق حمدلله علي سلامتك حبيبي
جاءها صوته الطرف الأخر متساءلا بتوجس ابريل انتي كويسة!!
ردت ابريل بالإيجاب اه كويسة
تجهمت ملامحها وظهر الضيق عليها فكان أول ما خطړ ببالها هو ذلك الحدث المحرج في المطعم بالإضافة إلى اتصال أحمد بها لكنها حسمت أمرها مسبقا بعدم إخباره بأي شيء فلم تكن هناك حاجة لذلك وعفويا سعلت بخفة ثم تلفظت أخيرا بكذ ب لا ماتقلقش الدنيا تمام .. كل الحكاية حسيت بشوية تعب بسيط ودلوقتي بقيت تمام
همهمت ابريل بالإيجاب فقط وهى تمسح فوق شعرها بخفة ليتم الرد بنبرة تأنيب طيب مش انا كنت قولتلك ماتروحيش وهخلصلك كل حاجة
اعترضت أبريل علي كلماته برقة مبررة له ممكن ماتكبرش الموضوع يا مصطفي .. انا ماتعبتش من كدا خالص بالعكس اتبسطت اني روحت .. بس يمكن الحر هو اللي ارهقني شوية
رد مصطفى عليها بنبرة هادئة يتخللها المرح في منتهي الروعة .. كان نفسي تبقي معايا
أخبرته إبريل بنبرة حماسية مليئة بالمرح أنهتها بحنق زائف وانا كمان .. بس يلا تتعوض في المستقبل القريب ولا هترجع في كلامك !!
رد مصطفى ضاحكا ماقدرش طبعا
غمغمت ابريل بضحكة عفوية ايوه كدا انا بحسب .. هتعمل ايه دلوقتي !
أجاب مصطفى على سؤالها ببساطة هاخد شاور ونازل عندي شغل
تثاءبت إبريل وهى تفرك عينيها برفق وهمهمت بصوت نعاسا طيب هسيبك تخلص شغلك وانا هنام
أتاها صوت مصطفى بقوله الجاد الهاديء لكنه لا يخلو من الحنان روبي!! خدي بالك من صحتك ماتزعلنيش منك
ابتسمت ابريل سعيدة بإهتمامه وقالت بتدلل به لمحة شقاوة خلاص ماشي بقي
ضحك مصطفى بخفة مسترسلا
متابعة القراءة