ندوب الهوى أول عشر فصول بقلم ندا حسن
المحتويات
منتصف الصالة وخرجت إليه مريم مبتسمة بسعادة وخلفها رحمة نظر إليهم والابتسامة على وجهه ولم يفكر في أي شيء غير أنه يريد رؤيتها!..
أشارت إليه العاملة بهدوء ليتقدم منها يسير بهدوء إلى أن وصل إلى الغرفة المتواجدة بها حبيبته فتحت له الباب فدلف إليها والتوتر يحاول التغلب عليه ولكنه لن يتركه وجدها تعطي ظهرها إليه وهناك من يقف أمامها يوثق اللحظة
تقدم مرة أخرى بقدمه ودقات قلبه تزداد عڼفا وقوة بينما يده تقبض على الورود بشدة وعينيه مثبته على ظهرها هل الموقف صعب!. أو أنه لا يستطيع المواجهة
ابتسم وهو ينظر إليها كما طلب منه المصور ثم تقدم وتقدم وكان داخله يعد خطوات قدمه التي ستوصله إليها.. يا له من ساذج..
نظر إلى وجهها وعينيه تتوجه به دون كلل أو ملل ينظر إلى عينيها العسلية التي لم تغير لونها في مثل هذه الليلة بل بقيت على وضعها الساحر يزينها كحل أسود جعلها بارزة برسمه رائعة وذلك النمش الذي يظهر مثلما هو في وجهها يبدو أنها لم تغير أي شيء أنه يزيدها جمالا فوق جمالها برقته ولونه البني الهادئ..
أخفضت عينيها بخجل عنه بعدما رأت نظرة المصور لهما وهو مثلما هو لم يتحرك أو يبعد عينيه ربما نسي أين هم وأكمل النظر إليها وهو يرى حجابها الذي أظهر وجهها فقط وفستانها الرائع فستان الزفاف لقد كان كبير للغاية ويأخذ مكان كبير بأكمام طويلة إلى المعصم به كثير من اللؤلؤ اللامع من بداية صدره إلى نهاية قدميه يهبط باتساع من الخصر يعطي مظهرا رائع له حيث أنه من الخلف طويل..
قدم إليها جاد باقة الورود بعد أن تنحنح بخشونة والابتسامة تغزو شفتيه بقوة وقلبه لا يستطيع التحكم بنفسه وبدقاته من كثرة الفرحة التي تجتاحه أخذتها منه ونظرت إليهم بابتسامة هادئة ثم رفعت نظرها إليه ليميل عليها مقبلا رأسها قبلة مطولة بحنان وحب بالغ طبعه في هذه القبلة متمتما بالمباركة بصوت هادئ..
كان الزفاف في قاعة كبيرة وكل ما بها كان يليق ب جاد أبو الدهب وعائلته تواجد الأهل جميعا والجيران والأصدقاء وكل من كان يعرف جاد و هدير ومن يخصهم امتلئت القاعة بحضور كثير من الأشخاص لدرجة أنه لم يعد هناك مكان بها..
جعلوه يرقص معهم والفرحة تتطاير من وجهه إلى وجوه الجميع وقلبه يرقص قبل منه على حلم قد تحقق غاب يحلم به لسنوات..
نظرت إليه من بعيد وهي جالسة في المكان المخصص للعروسين الكوشة ممتنعه عن الرقص أمام كل هؤلاء الناس كما فعلت في يوم الشبكة أملت عينيها منه ومن وسامته التي لم تراها من قبل..
ظهر في هذه الحلة أفضل بكثير من أي يوم آخر لابد من هذا أليس يوم زفافه. وزعت نظرها على حركاته المضحكة هو وأصدقاءه وهي تبتسم تنظر تارة إلى وجهه وعينيه الرمادية التي تمطر فرح وسعادة يظهران للأعمى وتارة تنظر إلى جسده الرياضي الذي أحبته للغاية هو وعنفوانه المخفي..
لقد أصبح زوجها حقا!. إنها إلى الآن لا تصدق لقد كان حلم بعيد يحلق في الأفق تحلم به كل يوم وتدعوا أن تتلاقى النجوم معه مقررة جمعهم سويا ليحدث ذلك بعد عامين من الدعاء المتواصل وليكن لها نصيب به بقدرة من الله عز وجل..
أغلق الباب
خلف شقيقتها وآخر من خرج من عش الزوجية الخاص بهم بعد انتهاء ليلة العرس الطويلة التي استمرت إلى الساعة الواحدة والنصف صباحا ولو بقيت أكثر لكان الوضع استمر ولكن والده أنهى الليلة إلى هنا ليرتاح الجميع..
دلف إلى الداخل مرة أخرى بخطوات ثابتة
متابعة القراءة