ندوب الهوى أول عشر فصول بقلم ندا حسن
المحتويات
بجسده يستند إلى ظهر الأريكة وتحدث قائلا بنبرة جدية
أنت فكرت في الجواز وجبتلي واحدة أنا رفضتها وأنا عارف إنك مش هتعصى كلامي وقفلنا الموضوع من وقتها ومش هنفتحه تاني
لم يغلق مواضيع هو فقط ينتظر قليلا ليجعل قلبه يلين عليه هو لم يتخلى عنها ولن يتخلى عنها يريدها أن تكن زوجته الصالحة وليس هناك شيء يعيق ذلك سوى سبب والده الذي لا يعنيه..
ودلوقتي أنا عايز أفرح بيك... شاور على أي واحدة وأنا اخطبهالك.. ولا خلي أمك اللي تختار ولا أقولك بنت عمك مروان البرنس من كبار الناس في المنطقة.. مفيهاش غلطة أدب وجمال وأخلاق
هتف والده مستغربا صمته الذي بقى حتى بعد إنتهاء حديثه
مقولتش رأيك يعني
سأله جاد مضيقا ما بين حاجبيه وهو يعلم أنه لن يفعل ما يريده واضعا يده على فخذه وهو جالس منحني بجانبه
اسمعه
وقف جاد على قدميه أمامهم واستدار يعطي
ظهره إليهم هاتفا بجدية وحزم
أنا لما جيت أخد موافقتك كان عقلي وقلبي رايدين واحدة أنت رفضتها ولحد الأن رايدها
وقف والده هو الآخر على قدميه ينظر إليه من الخلف قائلا
يعني ايه يا بشمهندس جاد الله
استدار جاد ينظر إليه بعد أن نظر إلى والدته التي تضع كف يدها على وجنتها وتستمع إلى نقاشهم دون حديث ويظهر على وجهها الحزن لأجل ولدها أردف قائلا
صاح والده بحدة وضيق شديد من رفضه لحديثه لأول مرة وقد كان مقرر داخله أنه سيفعل ما يريد
لأ يا جاد كلامي هيمشي ومش هتتجوز البنت دي طول ما أنا عايش
زفر جاد بصوت عال والضيق احتل ملامحه وهو يرى أن رفض والده ليس له أي أساس وليس هناك أي أسباب مقنعة تحدث قائلا بصوت عال
نظر إليه والده بذهول أنه أول مرة يرفع صوته هكذا أمام والده ووالدته أول مرة له أن يزفر هكذا في وجهه كل هذا لأجل فتاة.. هل نسي ما ورد في كتاب الله ليزفر هكذا في وجهه
قال تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا
بعتصاني يا جاد..
أقترب منه جاد بخطوات بطيئة متحدثا بنبرة مترجية قبل أن تكون جادة وهو يشير إليه بيده
يا حج أنا مش عايز اعصاك بس أنت اللي بتجبرني.. لو أنت رافض فكرة جوازي من هدير فأنا رافض الجواز كله
جلس والده مرة أخرى جوار زوجته وعاد بظهره إلى الخلف نظر إلى ولده بجدية وهو يود أن يراه أفضل البشر ويعتقد أن ما يفعله هو الصحيح هتف بحدة وقسۏة قائلا
لو رفضت يا جاد الله لا أنت ابني ولا أعرفك
أبصر جاد والده بذهول ودهشة مستغربا ما يقوله هل يصل الأمر إلى هنا.. هل يتخلى عنه والده فقط لأنه يريد الزواج من فتاة ليست مثل ما يريدها والده وعلى الرغم من أنها كبرت أمام عيناه..
نظر إلى والدته التي إلى الآن لم تتحدث بحرف واحد ربما أخذت التعليمات من والده قبل أن يصعد نظر جاد إلى الأرضية وهو منهزم أمامه خياران الأول أن يعصى أمر والده ولا يتزوج سوى من هدير ويكسب غضبه عليه وعدم رضاه عنه والثاني أن يتخلى عن هدير ويكسب رضا والده عليه إلى الأبد وهذا ما يريده الله من عبادة أن يكون الوالدين راضيين عنا..
تحدث وهو ينظر إلى الأرضية بحزن بلغ أعماق قلبه جاعله الأمواج تثور داخله
اللي أنت عايزة اعمله يا حج
وذهب من أمامهم إلى الخارج متقدما ناحية غرفته وهناك چروح داخله خلقت الآن بعد ذلك الرفض القاطع ستترك ندوب خلفها لن تمحى إلى الأبد وهناك صورة بذاكرته لحب طاهر شريف لم يكتب له أن يخلق ويذهب للنور ولكن.. لن يكف عن الدعاء.
لا يدري كيف فعلها!.. كيف تخلى عنها بهذه السهولة واليوم كان يصيح في الجميع لأجلها!.. لماذا ترك الأمور بين يدي والده ليفعل ما يريد.. لما تحدث معه من الأساس ولكن هو لم يكن يعلم أنه سيرفض بهذه الطريقة..
كيف تخلى عنها هكذا!.. كيف تركها!.. ولكن هل كان يترك والده.. الأمران أصعب عليه
متابعة القراءة