ندوب الهوى أول عشر فصول بقلم ندا حسن
المحتويات
ظهر الفراش
أنت فرحان يا جاد
ابتسم متمتما كلمتها بتعجب وتساءل مثلها ثم هتف بمكنون قلبه عن الفرحة التي وقعت عليه
فرحان!. دي كلمة قليلة أوي على اللي أنا حاسس بيه
شعرت بما يقوله وشعرت بمدى فرحته أكثر من مرة ولكن ولا مرة منهم علمت ما السبب الحقيقي خلفها سألته مرة أخرى باستغراب
للدرجة دي
وأكتر كمان... أنت أصلك مش فاهمه حاجه
أردفت باستغراب وتعجب شديد من حديثه الذي يعتبر يتجه إلى ناحية ألغاز سخيفة يفعلها دائما
الله!.. طب ما تفهمني
هتف بلا مبالاة وهو يشعر أن الآن ليس الوقت المناسب للاعتراف لها بكل ما كان يشعر به
تنهدت بضيق وانزعاج منه لأنه دائما يخفي هذه النقطة بالتحديد عنها لم يتحدث إلى الآن وكلما أقترب معها إلى هذا الطريق الذي يحتم عليه الاعتراف يغير مساره إلى طريق آخر أسهل في السير الصامت تمددت على الفراش ثم سألته على منزل الزوجية بعد أن تذكرت أنه تم فرشه بعد ذهاب أشياء العروس
صحيح الشقة حلوة والعفش باين فيها وحلو ولا لأ
العفش شكله حلو واستايل هو أنت بتنقي حاجه وحشه بس لون اوضه الأطفال مكنتش عايزه أبيض قولتلك لون تاني بس أنت دماغك ناشفه
صاحت بحدة فحديثه دائما عن أثاث المنزل يجعلها تود أن تخنق نفسها من اختياراته الغبية
لا يا شيخ يعني عفش الشقة كله لونه بني داخل غامق وعايز كمان اوضه الأطفال غامقة دا ايه الدماغ دي
مكنتش غامقة كانت رصاصي
فعلت مثله وأردفت بسخرية وضجر واضح
جاد ممكن تسكت دا على
أساس يعني أن الړصاصي ايه
أومأ برأسه وأخذ الهاتف إلى الناحية الأخرى ثم هتف بمرح وهو يعبث معها
ياستي ماشي.. بس ايه كل الحاجات الحلوة اللي في الدولاب دي مكنتش أعرف أن ذوقك جامد كده
حاجات ايه
ضحك بشدة حتى أنها استغربت ضحكاته فأجابها بخبث وهو يغمز بعينيه وكأنها تراه
يا وحش الحاجات الهشك بشك
صاحت به مرة أخرى بانزعاج لرؤيته أشيائها ولأنه نقض الاتفاق الذي كان بينهم
آه يا قليل الأدب... أنت مين قالك تطلع الشقة وتشوف اللي فيها أصلا مش اتفقنا نتفرج عليها ركن ركن سوا
بصراحة مقدرتش أقاوم وبعدين متستعجليش هخليكي تشوفي ركن ركن زي ما قولتي
زفرت بهدوء وابتسمت مرة أخرى والسعادة ترفرف داخلها بكونها ستذهب لمنزله غدا!.. أتصدق ذلك..
النهاردة تعبت أوي في الحنه أنا ما صدقت أنها خلصت
زفر وهو يتذكر الذي فعلوه هو وأصدقائه في الشارع لتوديع عذوبيته
ومين سمعك أنا اتهديت مش تعبت... الشارع كله كان مسدود من اللي فيه وصحابي مخلوش فيا نفس من كتر الرقص
ضحكت عليه واستشعرت ضيقه من ذلك فهو لا يحب الرقص المفرط هذا على عكس ابن عمه
كنت سامعه كل حاجه.. كويس إني عملتها هنا على الضيق مش عارفه كنت هعمل أي بجد
أردف مبتسما باتساع
المهم أننا فرحنا واللي حوالينا فرحوا
عندك حق
قالت والابتسامة مازالت على وجهها وهي تتذكر وقفة سمير الجادة معه وكأنه زفافه هو
على فكرة سمير تعب معاك أوي.. ولا كأن هو اللي بيتجوز
سخر منها وكأنها لا تعلم أنهم أخوه وأكثر قائلا بمزاح
لو متعبش ليا يعني هيتعب لمين الواد ده
يا ساتر عليك.. كلمة شكر للراجل حتى تصدق لما أقابله هقوله
للحظة شعر بالغيرة لكونه تخيل أنها تتحدث معه بأريحية رغم أنه يعلم أنها لا تفعلها ولكن شعور الغيرة منذ أن أصبحت زوجته يزداد داخله دون دراية منه
وهتقوليله ايه إن شاء الله
رفعت إحدى حاجبيها وتحدث وهي تلوي شفتيها بسخرية
هقوله إني بشكر فيك وبقول قد ايه أنك تعبت علشانا وقد ايه أنت شخص كويس وفي المقابل الاسطى جاد مش عاجبه
جلس على الفراش وأخذ الهاتف للناحية الأخرى من جديد وأردف بنبرة رجولية جادة ليس مثل السابق
هو أنت وقفتي مع سمير قبل كده
شعرت بتغير نبرته للجدية التامة فأجابته بجدية هي الأخرى وهي تعتدل في جلستها على الفراش
لأ أبدا هو بس لما بيشوفني في الشارع أو حاجه بيسلم عليا وبيقولي لو محتاجه حاجه مش أكتر من كده... بصراحة شخص ذوق يعني
تمام
استغربت تغيره المفاجئ دون داعي فقط من بضع كلمات عن ابن عمه ولا تعني أي شيء أنه يغير عليها غيرة مفرطة ولكن ليس لهذه الدرجة
مالك في ايه
نفى وجود شيء ما به ثم غير الحديث سريعا إلى شيء آخر وهو يسألها بجدية
مفيش حاجه... أنت هتروحي الكوافير بكرة من امتى
الساعة اتنين
وقف على قدميه ثم هتف بجدية
طيب يلا تصبحي على خير.. أنا تعبان ومحتاج ارتاح شويه
نادته بلين ورقة
متابعة القراءة