ندوب الهوى أول عشر فصول بقلم ندا حسن
المحتويات
بابنه جاد! ربما لم تستمع جيدا! كيف لم تستمع وهو تحدث بكل شيء حتى أنه ذكر عقد القرآن!..
في مكان آخر تجلس به كاميليا مع إحدى صديقاتها والتي تدعى شهيرة كانت تتحدث معها بضيق واضح وانزعاج تغلب عليها بسبب زوجها الحقېر بنظرها..
أنت دلوقتي هتعملي ايه
نظرت إليها كاميليا بحيرة ولا تدري ما الذي ستفعله معه لتجعله يطلقها ويبتعد عنها أخفضت السېجارة من على فمها وتحدثت قائلة بانزعاج
نفثت دخان سجارتها واكملت حديثها بغل وحړقة
مكنتش أعرف إنه هيقوى كده بس بردو هيطلقني وهاخد منه القناة ڠصب عنه
مرة أخرى بغل واضح تحدثت وهي تسبه
الواطي
تحدثت شهيرة بهدوء وهي تلوي شفتيها متذكرة كم من مرة حذرتها سابقا
أنا قولتلك كتير إنه شكله مش سالك مسمعتيش الكلام كل اللي كان هامك شكله
وحيات ده لازم يطلقني واتجوز سيد سيده وأخد منه القناة وهفضل بردو كاميليا عبد السلام اللي مفيش زيها
رفعت شهيرة أحد حاجبيها باستغراب منتظرة أن تعلم ما الذي ستفعله
وده هتعمليه إزاي بقى..
لحد دلوقتي مش عارفه بس هطلع عينيه لحد ما يطلقني
قالت الأخرى بجدية محاولة أن تفهم كيف تفكر به الآن وما الذي يدور بخلدها
تشدقت كامليا قائلة بسخرية وتهكم لأنه الآن أصبح من الرجال أصحاب الأموال الكثيرة لا ينتظر امرأة لتقوم بالانفاق عليه
لأ.. لا كنز ولا حاجه أصلا مبقتش فرقاله هو بس بيعاند فيا
آه قولتيلي
نظرت إليها شهيرة بابتسامة سخيفة وداخلها تحتقر هذه الغبية الذي ترى كل شيء مال ومظهر ووجود كاميليا عبد السلام ولا ترى زوجها الذي تتحدث عنه بالسوء وأنه كان لا شيء وبمالها ظهر وأصبح له عمله الخاص ونسيت أنه أصبح هنا بفضل جهوده وتركيزه على أن يكون شخص ذو أهمية وكانت هذه الغبية هي اليد التي تمده بالمال بفضل الله.. إنه سيطلقها وأيضا سيعطيها مالها بالكامل ولكنه يريد أن يعذبها قليلا حتى تعلم ما مقامها ومن هو أنه لا يريدها من الأساس ف وجود زوجته شهيرة أغناه عنها!...
هذه كانت كلمات جاد لوالده وآخرها بعد أن أخبره بكل شيء حدث بداية من تعرض مسعد إلى هدير وبالنهاية ما حدث في بيتهم قص عليه كل شيء حتى مقابلته
لها على السطح ليكون على دراية تامة وليقرر على أساس ما حدث لها وله وللجميع
أومأ والده بهدوء وهو يمط شفتيه للأمام وآمال رأسه قليلا ولم يتحدث نظر سمير إلى جاد باستفهام فنظر الآخر إليه ولوى شفتيه كدليل على عدم معرفته بما يفكر..
هنروح النهاردة نخطبها ليك يا جاد
ابتسم سمير بسعادة واضحة عليه لما تفوه به عمه الآن ونظر إلى ابن عمه ليجده لم يبتسم لم يفرح ولم يظهر على وجهه أي شيء سوى تعابير الدهشة أو الاستغراب استمع إلى سؤاله الجاد
علشان أنت قولت أنها خطيبتي قدام أهل الحارة ولا علشاني يا حج
لما لقيتك عايزها بجد.. بحق وحقيقي يعني فكرت كده مع نفسي وقولت يا واد يا رشوان هي البت دي ناقصها ايه يعني مهي زي الفل وتربيتي وأنا معتبرها هي وأختها زي عيالي تمام يبقى ليه أرفض
عاد بجسده إلى الخلف يستند بظهره إلى ظهر الأريكة وأكمل قائلا بجدية وهو يبتسم بوجهه وظهر حديثه صادقا للغاية لأنه كان هكذا حقا
كنت ناوي أقولك النهاردة الكلام ده ونروح نتقدملها بس مسعد كان رايد إني أقول الكلام ده قدام الحارة كلها قبل ما أقول ليك
ابتسم سمير باتساع مبادلا عمه بينما الآخر بقى مثلما هو لم يظهر عليه أي شيء ربما يحاول الاستيعاب وأن يتفهم ما قاله والده الآن إنه وافق دون شروط أي قبل كل ذلك!
خرج من شروده على صوت سمير وهو يتحدث قائلا بمرح ومزاح إلى عمه
بقولك ايه يا عمي دا شكله رجع في كلامه أنا هنا موجود في الخدمة
نظر إليه جاد بحدة وڠضب مجيبا إياه وهو يقترب منه بعصبية
أقسم بالله هعمل فيك زي اللي عملته في مسعد بالظبط
وقف سمير سريعا وتوجه يجلس جوار عمه يضحك عاليا ويتبادل عمه معه الضحك بينما اعتدل جاد في جلسته وتحدث مرة أخرى بجدية إلى والده سائلا إياه
يعني مقولتش كده علشان تحميها من كلام الناس!. وكنت مقرر من قبلها فعلا
نظر إليه والده بجدية بعد أن نظر إلى ابن أخيه وكأنه يقول له هل هذا الشاب أبله!
أيوه يا جاد وكان ممكن متكلمش قدام الناس واستنى لحد ما أقولك ونروحلهم بس زي ما قولتلك أنا اعتبرتها بنتي ومكنش ينفع اسيب حد يتكلم عليها... تحب احلفلك!
العفو يا حج مش قصدي أنا بس كنت
متابعة القراءة