ندوب الهوى أول عشر فصول بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

لازم افضحهم قدام أهل الحارة كلهم علشان يبقوا عبرة وزي ما قال ابنك كل واحد يعرف مقامة ايه
أومأ رشوان برأسه بهدوء ثم دفع بالعصا في صدره قائلا بجدية شديدة ونظرة حادة
وهو مش عيب من راجل كبير زيك إنه يخوض في عرض بنت من بنات الحارة... وخصوصا بقى لو كانت خطيبة ابني!..
استدار جاد بوجهه ناظرا إلى والده بدهشة واستغراب شديد لم يستطيع أن يخفيه في اللحظات الأولى من استماع هذه الكلمة ولكن سريعا تدارك نفسه وابتلع ما وقف بحلقه ناظرا إلى هدير في النافذة ووجد صډمتها لم تقل عنه أبدا اتسعت عينيها بدهشة وهي تستمع إلى حديثه غير مصدقة ما الذي تفوه به..
تحدث مرة أخرى بجدية وثبات أمام الجميع
موافقتش عليك تتجوزها يا مسعد علشان كان جاد اتقدملها ومستنين الرد وعيب أوي مننا نقول إنه خطيبها من غير ما يوافقوا.. علشان كده قولتلك لأ يا مسعد.... وبعدين قرينا الفاتحة والنهاردة كانت هتروح هي وأمها وأختها يختاروا الدهب مع جاد وسمير وكتب الكتاب لما أخويا ومراته يرجعوا ولا ايه يا أم جمال
نظرت إليه باستغراب لا تعلم ما الذي عليها أن تقوله إنه ينقذ ابنتها من حديث الناس غير مجبر على ذلك ولكنه فعلها وهي لا تعلم ما الذي تتفوه به أمام الجميع هكذا وهم ينظرون إليها منتظرين حديثها المؤكد له
أيوه.. أيوه يا حج رشوان جاد خطب هدير
تحدثت بهذه الكلمات بتوتر شديد والتردد بداخلها تخاف من أن يمحي كل ما قاله في لحظة كما وجد في لحظة..
نظر رشوان أبو الدهب إلى مسعد والابتسامة على محياه تبرز تجاعيد وجهه أخفض العصا من على صدره ثم استدار للجميع قائلا بجدية تامة
انتوا عارفين يا جماعة إني راجل كبير ومش بتاع مشاكل لا أنا ولا ابني بس مسعد حاطط عينيه على واحده هتبقى مرات جاد الله رشوان أبو الدهب وهو اللي بياخدنا للمشاكل والمرة دي أنا مش هسكت لكن هسيبكم انتوا اللي تحكموا بعقاپة... لما يرمي بنات الناس كل يوم والتاني بالطوب يبقى يتعاقب
تحدث أحد الواقفين في الجمع قائلا
هو إحنا يعني يا حج رشوان مش عارفين مسعد بتاع الحته بميه ولا عارفين تربية سامي الهابط الله يرحمه
بينما آخر تحدث قائلا بجدية هو الآخر
الأول ألف مبروك للاسطى جاد والتاني مسعد يقعد في قعدة ويتحكم عليه بفلوس مهي بنات الناس مش لعبة وبعدين عايز تتجوز واحده قد بناتك يا راجل اختشي على دمك
تقدم مسعد من هذا الرجل وداخله يحثه على أن يبرحه ضړبا ولكن عصا رشوان أبو الدهب منعته عن ذلك قائلا
الراجل مغلطش يا مسعد دا قال الحقيقة.. قدام الكل ولو غلطان يقولولي هنعتبر دي القاعدة وأهي تبقى في حضور الحارة كلها كبير وصغير.. ميه وخمسين ألف جنية الجمعة الجاية يكونوا عندي نجهز بيهم البنات اللي أهاليهم مش قادرين يجهزوهم ويبقى ثواب ليك عند ربنا
تعالت أصوات الجميع منهم من يشكره والآخر يقول إن هذا الحل المناسب بينما الباقون فرحون بما حل ب مسعد لأنهم يعرفونه جيدا
بينما مسعد كان داخله ېحترق والنيران تنهش قلبه الغل يحرقه والحقد
يطفو داخله إلى آخره تفاجئ بما قاله ذلك العجوز عن هذه الخطبة الكاذبة لو لم يقل ذلك لكان فعل كل ما في رأسه في لحظة واحدة ولكن صبرا كل شيء بمعاده جيد..
ابتسم بخجل اصطنعه دون مجهود ليظهر الرجل الجيد وتحدث قائلا
سامحني يا معلم رشوان مكنتش أعرف وحيات عيالي لو كنت أعرف مكنتش عملت كده إن شاء الله قبل الجمعة تبقى الفلوس عندك وأنا راضي بحكمك
نظر إلى جاد قائلا بجدية شديدة وعينيه مثبته عليه بغل واضح له هو فقط وقد تبادله معه
ألف مبروك عليك البرنسس يسطا جاد
نظر إليها نظرة خاطفة ثم استدار وذهب من أمام الجميع يجر خيبته خلفه مقررا أنه لن يصمت هنا بل سيفعل المزيد إلى أن يصل لما يريده..
صړخ عبده بالجميع بحدة شديدة
يلا كل حي يروح لحاله
ذهب الجميع واحدا تلو الآخر وأشار رشوان إلى عبده ومن معه بالدخول إلى الورشة ثم تقدم من والدة هدير وهتف بجدية قائلا
بعد اذنك يا أم جمال هنيجي بالليل شوية أنا وجاد نحل الأمور
أومأت إليه عدة مرات متتالية وداخلها يقول إنه سينهي ما قاله حقا
تنور... تنور يا حج طبعا
أبتعد من أمامها بعد أن ابتسم لها بجدية وتقدم من جاد قائلا له أن يذهب خلفه إلى المنزل سريعا وفعل جاد كما قال له بعد أن ألقى نظره عليها وهو يذهب جاذبا سمير معه بحدة إلى الداخل..
طب وأنا مالي يا عم سيبني
نظر إليه جاد بحدة وأجابه بعصبية
أخرس خالص
سار معه على مضض وهو يراه ليس معه هنا من الأساس بل كان جاد في منطقة أخرى يفكر فيما فعله والده أمام الجميع وتحدث به وكأنه حدث بالفعل..
جذبت هدير أبواب النافذة للداخل لتغلقها وعقلها لم يستوعب بعد أن رشوان أبو الدهب أعلن خطبتها
تم نسخ الرابط