ندوب الهوى أول عشر فصول بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

وأنا جاي وراك معاها 
أومأ إليه ابن عمه دون التفوه بحرف ومن مظهر هدير فهم ما حدث فاخفض وجهه بالأرض وخرج ذاهبا ليفعل مثلما قال له جاد..
استدار لها جاد أخذا نفس عميق وحاول أن يتحدث بهدوء ونبرته الرجولية سيطرت على حديثه
اهدي خلاص اعتبري إن محصلش حاجه.. بطلي عياط علشان خاطري
رفعت بحر العسل الصافي الخاص بها لتنظر إلى عينيه الرمادية والحزن يتربع على قلبها وكل خلية داخلها عينيها تخرج منها الدموع بغزارة دون توقف أخفضت عينيها مرة أخرى وهي شاعره أنها لا تستطيع أن تنظر إليه بعد ما حدث وبعد رؤيته لذلك الوضع الذي كانت به...
طيب بلاش علشان خاطري الست والدتك لو شافتك كده ممكن يحصلها حاجه وأختك الصغيرة تروح فيها... أرجوكي أهدي
وضعت وجهها بين يدها الاثنين ثم أخذت تبكي بشدة منحنية على نفسها والألم ينهش قلبها مما حدث وما مرت به عقلها يلقي عليها مشاهد بشعة كانت ستحدث لها لو لم يأتي إليها جاد في الوقت الذي كان ينفذ منها بسرعة كبيرة انتحبت بشدة وصوت شهقاتها يعلو فتركها تفرغ ما داخلها لعلها تستريح فما حدث لها لم يكن هين بالمرة عليه هو فما شعورها هي!..
كان قلب والدتها ېحترق وهي لا تدري ما الذي حدث لابنتها وأين هي عندما عادت للمنزل حاولت الإتصال بولدها جمال حتى يأتي ويبحث عن شقيقته ولكن هاتفه كان مغلق وهو هكذا دائما لا تجده في مثل هذه المواقف بينما حاولت مريم الإتصال ب رحمة على أمل أن تكون فتحت هاتفها ولكن دون جدوى..
جلست هي وابنتها على جمر أسفلهم خائفين على هدير والقلق ينهش قلوبهم..
عاد سمير إليهم بعد وقت ليس طويل وأخبرهم أنها مع جاد في الطريق إلى هنا اطمئنت والدتها وحمدت
الله كثيرا وجوارها ابنتها التي هدأت وأغمضت عينيها براحة لينظر إليها سمير بهدوء واستأذن منهم ليقف في الخارج لأنه لا يجوز بقائه معهم في المنزل في مثل هذا الوقت وقف أمام الباب الخارجي ينتظر عودة جاد..
رآهم قادمون من أول الشارع يسير جاد و هدير بجواره منكمشه على نفسها وكلما أقتربت رأى الذعر والخۏف يرتسم على ملامحها..
دلفت إلى داخل البيت معه وأتى ابن عمه خلفهم فتحت لها الباب شقيقتها بعد أن دقه جاد وكانت والابتسامة على وجهها ولكن عندما رأت شقيقتها زالت الابتسامة وذهلت وهي تنظر إليها قائلة اسمها پصدمة
هدير!
وقفت والدتها سريعا عندما استمعت إلى ابنتها مريم تهتف باسم شقيقتها وتقدمت من باب الشقة لتراها فتحت الباب إلى آخره لتتفاجئ بهذه الهيئة أمامها!..
حجابها ليس كما خرجت بل مغطي رأسها عنوة عنه لأنه ممزق! وجهها شاحب منتفخ وعينيها حمراء وانفها وتبكي!..
عباءتها عليها غبار كثيرا ويبدو وكأنها نايمة على الأرضية ولكن پعنف شديد نظرت إلى جاد و سمير خلفه وتحدثت متسائلة بخفوت وصدمة احتلت ملامحها
في ايه!. هدير حصلها ايه
أجابها جاد بجدية وحزم وصوته جاد قائلا وهو يشير إلى الداخل
طيب ندخل وهقولك على كل حاجه
أبتعدت عن الطريق ليحث هدير على الولوج إلى الداخل ففعلت وهو من خلفها وابن عمه أيضا الذي أغلق الباب من خلفه..
جلسوا على الأريكة في صالة المنزل ناظرا إلى هدير التي دلفت غرفتها وأغلقت الباب من خلفها فنظر إلى مريم قائلا بحزن عميق ظهر بعينيه
خليكي معاها يا آنسة مريم
فعلت كما أخبرها وذهبت خلفها إلى الداخل فوجه نظره إلى والدتها التي تحدثت بحدة قائلة وهي تشير بيدها
في ايه يسطا جاد بنتي حصلها ايه
وضع وجهه بالأرضية لا يدري ما الذي عليه قوله لها في مثل هذا الموقف ولكن يجب أن تدري بكل ما حدث رفع وجهه إليها وتحدث بجدية ونبرة حادة قليلا
الحمد لله يا أم جمال محصلش حاجه هو بس مسعد حاول يتعرضلها
وقفت على قدميها تصرخ بهلع وحدة قائلة وهي ټضرب يدها على صدرها
اتعرضلها إزاي يعني! عمل فيها ايه.. عمل فيها ايه قولي... عمل ايه في البت
وقف سمير على قدميه أمامها وتحدث قائلا بعقلانية حتى تهدأ
يا خالتي أم جمال أهدي جاد قالك محصلش حاجه هو لحقها
جلست أمامهم تندب حظ ابنتها العثر مع ذلك الدنيء مسعد وهي ټضرب بيدها على فخذيها قائلة بحدة وڠضب
هو الجواز بالعافية يا ناس لا إحنا موافقين ولا هي موافقة يا عالم
نظر إليها جاد باستغراب مستنكرا حديثها ف هدير وافقت اليوم أمام عينيه ما الذي تغير!.. ولما قد يفعل مسعد ذلك بعد موافقتها تسائل قائلا مضيقا عينيه
بس هي وافقت
أجابته بحزن وعينيها منكسرة بسبب ما يفعله ابنها بهم
موافقتش والنبي يا ابني لامؤاخذة يعني قالت كده قدامك علشان محدش يدخل بينها هي وأخوها بس بعد ما مشيت أنت قالتله أنها مش موافقة ولو ھتموت حتى ټموت ولا أنها تتجوزه 
هل أرتاح قلبه أم ماذا حدث!. يبدو أنه أرتاح حقا لم توافق عليه ولن توافق أبدا أنه كان يشعر بذلك ولكن حديثها هو من جعله يتوقع منها الموافقة والزواج لقد نهشت
تم نسخ الرابط