ندوب الهوى أول عشر فصول بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

من الصعب نفسه ولكن والده لا يستطيع التخلي عنه لا يستطيع أن يراه وهو غاضب عليه لقد ضغط عليه من ناحية يعلم جيدا أنها ستأتي بنتيجة مرضية له..
يحبها منذ أربع أعوام وهو غارق في العسل الصافي داخل عينيها وكلما فتن به وبجمالها الهادئ استغفر ربه وعاد مرة أخرى ينهي نفسه عن نظرتها ليرضى عليه ربه ويجعلها له بحلاله ليس غيره..
يجب رؤيتها يوميا في ملابسها الواسعة الفضفاضة يدوب برؤية وجهها الأبيض الذي يزينه النمش الخفيف..
كيف له أن يتخلى عنها وقد
زرع الله حبها بقلبه! وبعد الأن وهو يعلم أنه سيتزوج غيرها!.. لا محال هل يستطيع نسيانها..
كيف لا محال وهناك رب يدبر كل شيء لنا ولو كنا نراه شړا!..
ابتسم براحة متمتما بين نفسه بهدوء وسکينة
بسم الله الرحمن الرحيم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شړ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
وكأن ذلك البركان الثائر داخل قلبه هدأ تماما بقول تلك الآية الكريمة وكأن أفكاره وتشتت عقله وقف نهائيا بعد أن تحدث بهذه الكلمات الشافية لروحه..
رفع يده أمام وجهه متحدثا بيقين وجدية تامة وكأنه متأكدا مما يحدث
أنا عارف إنك مش هتسيبني لوحدي ومش هتكسر قلبي.. أنا مهما روحت وجيت ومهما كبرت أنا في حبي ليها طفل عارف إنك مش هتصعبها عليا أكتر من كده حتى بعد اللي قاله أبويا الحج..
صمت لبرهة ثم تحدث مرة أخرى قائلا بلهفة وجميع حواسه تناجي ربه بتلبية دعائه
اللهم إن كانت كتبت من نصيبي فأجعل قلبي يزداد خفقا لها ولحبها وإن كانت من نصيب رجل آخر فاللهم لا اعتراض على أمرك ولكن لا تترك قلبي مفجوعا وأزل حبها منه وكأنه لم يوجد
أخفض يده بعد أن استمع صوت هاتفه يعلن عن مكالمة هاتفية وقف على قدميه ورفع سجادة الصلاة ووضعها على الأريكة تقدم إلى الكومود بجوار الفراش وأخذ من عليه الهاتف ليراه رقم غير مسجل بعد أن فتح وضعه على أذنه وتحدث بخشونة
ألو مين
بشمهندس جاد
أتاه الصوت ليدغدغ خلايا أذنه وليستمع إلى أجمل معزوفة قد يستمع إليها والأحب إلى قلبه مرة أخرى يستغفر بعد تفكيره ورأى أن نفسه تغوية كثيرا تجاهها حمحم بصوت رخيم وتحدث قائلا
هدير. في حاجه ولا ايه
ممكن أشوفك على السطح دلوقتي
استمع إلى صوتها الخاڤت وعلم أنها تطلب ذلك على استحياء ولكن لماذا تريد مقابلته.. سيرفض لأن ذلك يجب ألا يحدث مرة أخرى يجب ألا يراها وحدها هذا هو الشيء الصحيح..
تمام طالع
أغلق الهاتف ونظر إليه بذهول ودهشة مستغربا من الذي تحدث به!.. لقد أنهى نفسه عن ذلك وقال أنه سيرفض كيف تحدث بهذه الكلمات إذا!.. يحاول بكل الطرق ولكن كل الطرق تؤدي إليها..
زفر بضيق ثم وضع الهاتف بجيب بنطاله وذهب إلى الخارج ليصعد إليها على السطح وليرى ما الذي تريده..
وقف جاد أمامها بعد أن وضع يده بجيب بنطاله تاركا بينهم مسافة نظر إليها ومن ثم إلى البعيد متحدثا بجدية وهو يسألها
مش فاهم يعني أنت عايزة توصلي لايه
نظرت هي داخل عينيه تتمعن بها وتراه وهو يتهرب منها بنظراته وكلماته هتفت مجيبة إياه بجدية
لأ على فكرة فاهم أنا سؤالي واضح وصريح مسعد كان متقدملي أنا..
نظر إليها هذه المرة وداخله يتسائل ما الذي يجعلها تشعر بذلك ربما تكن فتاة غيرها أردف بصوت أجش متسائلا
طب وليه بتقولي كده ما يمكن واحده تانية
وضعت يدها أمام صدرها وتحدثت بتهكم وسخرية قائلة
علشان مسعد بيقولي أنا بس برنسس الحارة وكمان طلبني قبل كده من جمال وأنا رفضت ده غير إنه كان في الخناقة بيكلمك ويبص ناحيتي
برزت تفاحة آدم بعنقه وهو يضغط على أسنانه پعنف وتحدث پغضب وعصبية بعد أن استمع حديثها الذي لأول مرة يستمع إليه
وأنت إزاي تسمحيله يقولك كده وليه مقولتليش
اندهشت من تغيره المفاجئ وتحدثه بهذه العصبية بعد أن استمع إلى كلماتها وهو الذي كان هادئ منذ قليل ولكنها لن تسمح له هو الآخر أن يتحدث لها بهذه الطريقة ولو كان هذا يعود بالنفع لها
بشمهندس جاد أنا مفيش حد بيقدر يتطاول معايا في الكلام حتى لو كان مين ومسعد بعرف أوقفه عند حده
صمتت قليلا ورأت الهدوء عاد إليه مرة أخرى بعد حديثها ولكنها استرسلت قائلة
وبعدين أقولك ايه وليه أصلا..
معها كامل الحق لماذا ستخبره! من يكون هو حتى تخبره ما يحدث معها حتى أن هذه أول مرة تتحدث معه عبر الهاتف مهلا.. نظر إليها قائلا بجدية وهو يتساءل
أنت جبتي رقمي منين
من موبايل جمال أخويا... مش هتجاوبني..
تنهد بعمق وأغمض عينيه ثم أخرج يديه من جيوب بنطاله واستدار بجسده ينحني على السور مستندا عليه بيده قائلا
أيوه أنت
في تلك اللحظات كان هناك رجل يقف على سطح منزل في الناحية الأخرى لهم بعيد قليلا
عن مرمى عينهم يأخذ لهم بعض اللقطات التي تظهر بوضوح وربما أكثر قليلا بعد أن أخذها بزوايا معينة ترضيه وترضي من سيراهم غيره..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الرابع
ندا_حسن
أعطاها
تم نسخ الرابط