ندوب الهوى أول عشر فصول بقلم ندا حسن
المحتويات
الأمل الأكبر في حياتها بعد مرور يوما واحدا أخذه مرة أخرى ليعيده إلى مكانه وكأنه لم يعطيه إليها
في تلك اللحظات كان هناك رجل يقف على سطح منزل في الناحية الأخرى لهم بعيد قليلا عن مرمى عينهم يأخذ لهم بعض اللقطات التي تظهر بوضوح وربما أكثر قليلا بعد أن أخذها بزوايا معينة ترضيه وترضي من سيراهم غيره ابتسم من زاوية فمه بخبث ثم وضع الهاتف داخل جيبه وعاد مرة أخرى من حيث أتى..
أنت رفضتي مسعد ليه
ابتسمت بسخرية وذهول حل عليها بعد هذا السؤال الذي يجيب على نفسه أمام أي شخص عاقل أردفت قائلة بتساؤل
أحب أعرف أسبابك
استدارت ووقفت أمام السور تنظر إلى الخارج وبدأت بالحديث عن الأسباب الذي تتوارى خلفها
لأنه أكبر مني يمكن بخمستاشر سنة أو أكتر مش عارفه ولأنه متجوز تلاتة ولأنه مش قريب من ربنا بالعكس بيتاجر في حاجات ربنا يبعدنا عنها ولأني عارفه هو عايز يتجوزني ليه وعلشان ايه...
والأهم من كل ده إني مش بحبه ولا بطيقه أصلا وأنا لا يمكن اتجوز واحد مش بحبه حتى لو السکينة على رقبتي
يتحدث بداخله الآن هل يسعد أم يحزن!. لن تتزوج إلا شخص تحبه سيسعد لذلك وسيحزن لأنه لا يعلم من تحب وسيحزن لأن والده لن يتركه يفعلها إلا بأمر الله..
أكبر منك ماشي ده سبب مقنع متجوز تلاتة بردو مفهوم بعيد عن ربنا وبيتاجر في حاجات ممنوعة طب ما جمال زيه!..
بعد أن تلقت صډمتها منه ومن حديثه عن شقيقها ابتسمت ابتسمت بحزن يتغلغل داخلها لأجل شقيقها الذي تأخذه الحياة في طريق لن يعود منه إن فات الأوان
أبتعد بنظره عنها ساحبا نفسا عميقا ثم نظر إليها مرة أخرى دون تردد قائلا بجدية شديدة
السبب اللي قبل الأخير مسعد عايز يتجوزك ليه
نظرت إليه بتوتر وقد أحمر وجهها خجلا وضيقا من سؤاله الغريب والذي لن تستطيع الإجابة عنه وهو يعرف ذلك جيدا إذا لما سألها!..
عن اذنك
ذهبت من أمامه سريعا متجهة إلى باب السطح لتهبط إلى الأسفل بعد أن ذهب الحديث بينهم إلى اتجاه آخر لا تفضله أبدا..
طب لو اتقدملك واحد في سني من الحارة مثلا.. ومش متجوز بيسمع من والدتك دايما أنه كويس ممكن هو مش قريب من ربنا أوي بس على الأقل بيصلي وبيقرأ قرآن على طول يمكن كل يوم وبياكل بالحلال وعايز يتجوزك علشانك أنت مش علشان حاجه تانية.. هتوافقي. ولا لازم تكوني بتحبيه
وقفت دون أن تذهب خطوة أخرى إلى الأمام عندما استمعت أولى كلماته قلبها يدق پعنف يرفرف من السعادة اتبتسم. تفرح تترك قلبها يصعد إلى السماء مرفرفا مع الطيور من فرط السعادة.. يتحدث عن نفسه صحيح!.. صحيح مؤكد أنه يتحدث عن نفسه..
ظلت هكذا لحظات أو ربما دقائق لا تدري تعطي إليه ظهرها والهواء يعبث بطرف حجابها من الخلف أغمضت عينيها بقوة ثم فتحتهما واستدارت تنظر إليه قائلة بهدوء وخجل اعتقادا أنه يتحدث عن نفسه
لو هو كده فعلا يبقى أنا أصلا بحبه
نظرت إلى داخل عينيه بعمق وهو يبادلها
نفس النظرة بحب خفي بينهم هم الاثنين منذ زمن ربما الآن فقط تبادلت القلوب الهمسات وبدأت شعرة الحب في الظهور..
أخفضت نظرها عنه واستدارت تستكمل سيرها لتهبط إلى الأسفل والسعادة تلح عليها من كل جانب أن تتركها وتفتح لها الأبواب حتى تشعر بها وبحب عمرها وهذا طلب صغير بالنسبة لما تشعر به الآن..
هبطت الدرج والدموع تخرج من عينيها فرحة متمتمة داخلها بالحمد والشكر إلى الله معتقدة أن هذه الإشارة التي طلبتها في دعائها..
بينما جاد بقي على السطح ينظر في أثرها بعد أن رحلت عنه ويفكر فيما فعله هل توقعت أنه يتحدث عن نفسه أم أنه مجرد سؤال. يا الله عقله سينفجر لقد أوقع نفسه في مأزق بسبب سؤاله هذا وسيكون أول توضيح يصدر منه تجاهها والمذنب الوحيد هو لأنه لا يدري ما الذي سيحدث في الأيام القادمة..
فإن
متابعة القراءة