ندوب الهوى أول عشر فصول بقلم ندا حسن
المحتويات
كانت فهمت ما رمى إليه فسيتحمل الذنب لأنه جعل فتاة تتعلق به وهو الذي ترك زمام الأمور إلى والده يفعل ما يشاء وهو يرضى..
اليوم التالي
جلس جاد على المقعد الخشبي عكسيا جوار باب الورشة مع ابن عمه سمير كان يتحدث معه عما يفعله به والده هذه الأيام وعن ذلك القرار السريع الذي اتخذه دون موافقة جاد التامة..
صاح جاد بصوت عال ليجذب انتباه المارة وهو يتحدث مع عامل المقهى الشعبي
أردف سمير بخبث يعبث معه ويثير حنقه وهو ينظر إلى نافذة بيت الهابط الخاصة بغرفة هدير
وايه المشكلة يا جاد لما يجبلك عروسة على مزاجه مهو في الأول ولا في الآخر أبوك وعايز يعملك اللي متعملش لحد قبل كده
نظر إليه بحدة وكأنه يود أن يضع يديه الاثنين حول عنقه ولا يتركه إلا وهو چثة هامدة لأنه يعلم أنه يثير حنقه ويستفزه
ارتفع صوت ضحكات سمير بعد نظرة جاد الحادة الصارمة وحديثه إليه وقد وصل إلى ما كان يريده هو أن يجعله يثور ويغضب..
مد يده كما فعل الآخر وأخذ الشاي من على الصينية التي كان يقدمها إليه عيسى عامل المقهى الشعبي..
ارتشف منه بهدوء دون حديث ثم بعد لحظات أردف قائلا بجدية وعقلانية في الحديث
وضع كوب الشاي على الأرضية جوارهم بين المقعدين ونظر إليه قائلا بضيق وانزعاج
الله يرضى عليك يا عم سمير بلاش تعذيني في نفسي.. أنا عارف إني غلطان بس أهو اللي حصل
استرسل في حديثه بعد أن زفر بهدوء وقال بيقين
في الأول ولا في الآخر أنا راضي باللي ربنا كاتبه ومحدش يعرف يمكن على آخر لحظة تبقى ليا
ياما نفسي أبقى زيك كده
ابتسم جاد وهو يوزع نظرة على المارة بالحارة وتحدث قائلا بنبرة رجولية جادة وحنونه في ذات الوقت
يوم ما تبقى رايد حاجه من قلبك وعارف إن ربنا بس اللي يقدر يحققها هتبقى كده يوم ما تقرب من ربنا علشان تبقى أحسن ويبقى عندك إيمان وصبر هتبقى كده يا عم سمير
السلاموا عليكم منور يسطا جاد أهلا ياعم سمير
رد عليه الاثنين السلام بابتسامة عريضة وأردف جاد قائلا بترحاب وهو يشير إليه
اتفضل يا باشا.. اتفضل يا عم محروس
أجابه الآخر وهو يضع يده على صدره من الأمام مربتا عليه بينما يسير مكملا سيره بابتسامة ودودة
ترك سمير كوب الشاي من يده بعد أن وقف على قدميه ووضعه على المقعد مكان جلوسه وهتف بسخرية وتهكم قائلا
أنا ماشي يا عم اروح أشوف شغلي بدل ما أقعد اولول جنبك على حبيبة القلب
رفع جاد نظرة إليه على حين غرة بحدة جدية هذه المرة وكأنه يرفض أن تأتي بخلد أحد غيره
ما تحترم نفسك يلا
ولا تحترم ولا أحترم أنا ماشي سلام
أردف جاد بضيق وانزعاج قائلا بسخرية وهو يرفع الكوب إلى فمه
في داهية
أتت رحمة بعد صلاة المغرب إلى منزل هدير لتخبرها ما وصل إلى مسامعها من والدتها كانت تفكر بأن تخبرها عبر الهاتف ولكنها عادت مرة أخرى
عن ذلك قائلة بأنها يجب أن تتواجد معها..
نظرت إليها هدير بقلق وريبة فهي منذ أن أتت تتحدث بمواضيع شتى ليس لها علاقة بهم وتوترها يظهر عليها بوضوح وهي تعلم أنها لا تكون في هذه الحالة إلا عندما تكون تخفي شيء سيء..
أردفت متسائلة بقلق بالغ وهي تنظر إليها بجدية شديدة
أنت مش على بعضك وحاسه إنك مخبيه عني حاجه في ايه يا رحمة..
ابتلعت رحمة ما وقف بحلقها ونظرت إليها بحزن شديد وهي تعلم أن هذا الخبر لن يكن هين على صديقتها التي احتفظت بحبها داخل قلبها لعله يرزق بمن أحب..
بصراحة كده فيه
نظرت إليها بتمعن منتظرة منها أن تكمل حديثها وتخبرها بما حدث وقفت رحمة على قدميها ثم اولتها ظهرها متحدثة بقلق وتردد
جاد.. جاد هيخطب بنت عم مروان البرنس
ايه!. أنت بتقولي ايه وعرفتي منين الكلام ده... أكيد كدب يا رحمة ما أنا قولتلك اللي قالهولي امبارح
كانت هذه كلماتها الحادة بعد أنه وقفت على قدميها هي الأخرى بعد استماع كلمات صديقتها عنه وعن أخرى غيرها وهو الذي بالأمس تحدث عنه وعنها! وأضاف إليها آمل لم يكن موجود من الأساس وهو من زرعه يود محوه بهذه السهولة..
استدارت رحمة إليها قائلة بجدية مضيقة ما بين حاجبيها
أنا دايما كنت بدعيلك لو شړ ربنا يبعده عنك ولو خير يقربه وأهو بعد يا هدير يبقى شړ.. احمدي ربنا
وزعت نظرها عليها پصدمة وذهول تام لا تستطيع الرد على حديثها الآن وعقلها يفكر بكيف ذلك وهو ألقى عليها كلمات يعلم أثرها جيدا!..
بس أنا كمان طلبت من ربنا إشارة
متابعة القراءة