ندوب الهوى أول عشر فصول بقلم ندا حسن
المحتويات
ولكنها لا تدرك ذلك..
داخله قرر عدم تركها نهائيا حتى لو أنها لم تقتنع بعد بفكرة الزواج القريبة هذه لقد فهم أن حكمة الله في ما فعله
مسعد معها هو الزواج منها.. لو لم يكن مسعد حاول ثم تحدث في الحارة في اليوم الثاني لم يكن والده تحدث أمام الجميع بأنها خطيبته وجعل الأمور تسير بسرعة البرق..
حتى وإن كان والده مقررا أنه سيزوجه منها لم يكن يسير الأمر بهذه السرعة بل كان من الممكن أن يأخذ سنة كاملة في الخطبة سيرا على نهج العادات والتقاليد لديهم..
وقف سمير أمام سور السطح ينظر إلى الخارج وعينيه تدور على الأسطح المجاورة بهدوء وجواره عبده وبيد كل منهم كوب من الشاي التي صنعته إليهم مريم تلك الجميلة الرائعة!..
وتم وضع أمام هذه المقاعد سفرة كبيرة عليها مزهرية جميلة للغاية ملتف حلو السفرة مقاعدها الكاملة ليجلس عليها العروسان ومعهم المأذون والوكيلان لهم...
هنزل أغير هدومي واطلع الصب وبعدين أنزل أشوف جاد
وضع عبده هو الآخر الكوب فارغ وتحدث مجيبا اياه
وأنا كمان الحق أغير هدومي واقابل طارق وحمادة
قبل أن يجيبه سمير وجدوا جاد يتقدم منهم مبتسم بسعادة كبيرة ونظرة ائتمان ظهرت لهم بعد أن نظر إلى السطح ورأى ما فعلوه به..
الله ينور يا رجالة.. نردها في افراحكم إن شاء الله
تأفأف سمير وتحدث بضجر وهو يبعد يده عن ظهره بقوة وضيق
ياعم كده هتردها في المستشفى شيل ايدك دي
ضيق جاد عينيه الرمادية الخلابة ناظرا إليه بسخرية قائلا وهو يشير إليه باستهزاء ليضحك عبده
نايتي أوي يا ابن أبو الدهب
ياخي اتنيل كده وخليك في خيبتك
تقدم جاد ووقف في المنتصف بعد أن أسند ظهره إلى سور السطح وتحدث بابتسامة عريضة ونظرة فخر في عينيه
انهي خيبة دي دا أنا بتجوز يعني هاكل لحمة كل يوم
استمع إلى ضحكات الاثنين التي انطلقت عاليا بعد حديثه الذي فهموا ما المقصود منه ليهتف عبده بهدوء
الشعب المصري كله كان مفكر كده بردو يا كبير بس لقوا نفسهم فجأة بتوع كشړي
ابتسم جاد مردفا وهو يعتدل في وقفته ويستند بمرفقيه خلفه على السور
أبلع ريقك يابا الشعب المصري غير جاد أبو الدهب
تهكم سمير وهو ينظر إليه عابثا معه بعد أن غمز إلى عبده
بكرة نقعد جنب الحيطه ونسمع الزيطة
ربت جادعلى كتفه بعد أن وقف معتدلا وهتف بسخرية وتهكم واضح وهو يلوي شفتيه
لأ دي كده بقت قعدة ولامؤاخذة... أنا نازل احضر نفسي
ثم أبتعد عنهم يسير متوجها إلى الأسفل لكي يجهز نفسه لعقد القرآن وداخله سعادة لا توصف ولا تحكى بينما ذهب عبده خلفه هو الآخر وبقي سمير الذي أخذ الكوبين بيده دون صينية لأنه طلب منها أن تأخذها معها وذهب خلفهم هو الآخر...
بعد صلاة العشاء بقليل كان الجميع على السطح جلست والدتها وشقيقها ومعهم أهل جاد والده ووالدته وعمه وزوجة عمه والدة سمير الذين أتوا أخيرا كان سمير يقف مع عبده يحاول تشغيل جهاز مكبر الصوت وكان طارق و حمادة أيضا هنا معهم وبعض الأشخاص القليلة للغاية من الأقارب والجيران لهم..
جلس والده في انتظار أن يذهب سمير لإحضار المأذون إلى هنا وهم على اتفاقهم لقد فرح والده عندما رآه سعيد وأبعد عنه فكرته الغبية التي كانت تلازمة عنها..
حقا إنه لم يكن يريد هذه الفتاة إلى الوحيد والغالي على قلبه
أكثر من نفسه كان يريد أخرى من اختياره بحسبها ونسبها تشرفة وتأتي بأولاد نسلهم يشرف ويرفع الرأس ولكن ابنه بار به كثيرا ولا يكسر كلمة له بل يفعل ما يقوله ولو كان سيف على رقبته لذا فكر لماذا سيجعله تعيس طوال حياته!.
تنحى عن فكرته وقرر أنه سيزوجها له مادام هو لا يريد غيرها ولا يهوى غيرها إن الهوى ليس له حكيم بل هو الحكيم الأول والأخير على نفسه..
بعد أن فعل ذلك أمام أهل الحارة جميعا ورأى فرحة ابنه بما
متابعة القراءة