ندوب الهوى أول عشر فصول بقلم ندا حسن
المحتويات
عايز اطمن أنك راضي عن الجوازه
اطمن يا بشمهندس
ابتسم جاد وقلبه يرفرف من الفرحة حامدا الله داخله وشاكره على ما حدث وكأن ما حدث هو سبب من الأسباب ليجعلها من نصيبه حقا لقد كان واثقا في قدرة الله رغم أن كل شيء لم يكن لصالحه ولكن ها هو الآن والده وافق والجميع يعلم أنها له.. له هو وحده بعد أن سبب الله الأسباب ليتم ذلك على أكمل وجه ابتسم وشعر بالراحة بعد أن علم أن يقينه وإيمانه بقدرة الله في محلها ودائما ستكون في محلها..
حيث كده بقى يبقى ألف مبروك ليا
ابتسم الجميع بينما وجد والدته تدلف إليهم بعد أن استمعت إلى آخر كلماته تهتف بالزغاريد عاليا لقد كانت تستمع إلى حديثهم!
فرحة والدته لا توصف عانقته وعينيها تدمع لقد كانت تريد أن يتزوج بها منذ زمن هي الوحيدة التي اختارها قلبه وهي الوحيدة التي تستطيع إسعاده من بين الجميع كانت تريد له السعادة معها لأنها تعلم أن هدير فتاة على قدر من الجمال والأخلاق وستناسب ابنها كثيرا..
هو إزاي يقول كده أكيد ابنه مش موافق ليه يعمل كده
صړخت والدتها مجيبة إياها بحدة بعد أن ملت من الحديث معها
علشان بيحاول يبعدك عن كلام الناس عمل كده الراجل مشكور وابنه لو مش موافق محدش هيجبره على حاجه
أردفت رحمة بجدية وهدوء والتي أتت إليها بعد أن استمعت بما حدث
هتفت مريم بعقلانية متحدثة هي الأخرى بعدما عملت بما
حدث منهم لأنها كانت في الخارج
وليه يفركشوا أنا معتقدش أن الاسطى جاد هينجبر على الجواز منها مهو أكيد مش هيضع حياته علشان حركة شهامة زي دي.. هو آه شهم وجدع بس مش لدرجة شريكة عمره يعني
صاحت هي بحدة وعصبية من جديد وهي تسير ذهابا وايابا في الصالة
لأ أنا مستحيل أوافق على الجوازه دي... دي جوازه شفقة منهم ليا
فجأة استمع الجميع إلى صوت الزغاريد العالية انتبهوا جميعا إلى ذلك ووقفت مريم سريعا وفتحت باب الشقة لتستمع إلى الصوت وترى من أين يأتي وجدته يأتي من الأعلى شقة جاد ابتسمت وأغلقت الباب لتنظر إلى شقيقتها بهدوء قائلة
أتت لتتحدث مرة أخرى فقاطعتها رحمة قائلة بجدية شديدة وحزم
أكيد مش علشان الناس يعني يا هدير ده علشان جاد موافق أكيد.. وبعدين هو هيلاقي زيك فيك أصلا
جلست هدير على الأريكة بهدوء وعقلها لا يستوعب إلى الآن فكرة أنها ستتزوجه بهذه الطريقة الغريبة لم يطلبها بل كان سيتزوج غيرها لم يعترف بحبها بل لم يتحدث من الأساس وعلى حين غرة حدث هذا أمام الجميع شفقة ليس إلا..
ابنك فين.. هيجوا يكلموا مين..
يكلموني أنا يا هدير.. أنا الكبيرة هنا مش هو وكلامه لا هيقدم ولا هيأخر
أومأت مريم رأسها مؤكدة حديث والدتها
ماما معاها حق هو أصلا على طول مش موجود لما نحتاجه
وقفت والدتها جوارها وتحدثت بحزم قائلة
متتعبيش نفسك في التفكير بالليل كله هيبان ولو مش موافق إحنا كمان مش هنوافق يا بنتي متقلقيش
نورتوا البيت يا حج رشوان
ابتسم رشوان وتحدث بهدوء مجيبا إياها
بنورك يا أم جمال
حمحم بحدة ثم تحدث مرة أخرى بجدية وثبات قائلا وهو يشير إلى جاد
إحنا بإذن الله جاين علشان نخطب هدير لجاد ابني
ابتسمت بحرج واخفضت وجهها بالأرضية لحظات ثم رفعته وتحدثت بجدية دون خجل لتحسم الأمر
أنا مقدرة المعروف اللي عملته أنت والاسطى جاد علشان خاطر بنتي وكلام الناس بس انتوا مش مجبرين تعملوا كده ولا الاسطى جاد مجبر أنه يتجوز بنتي ولو على الناس والكلام اللي قولته نقول إن الدنيا ماشيه وأسبوع ولا حاجه ونقول إن محصلش نصيب
وضع والده يده الاثنين متكئا بهم على العصا وهو ينظر إليها بهدوء بينما جاد دق قلبه داخل صدره خوفا من رفضهم..
استمعت هدير إلى كلمات والدتها من خلف باب غرفتها وحمدت الله كثيرا أنها فعلت هكذا لأنها لا تريد أن يشفق عليها بهذه الطريقة المهينة..
تحدث والده متسائلا
افهم من كده إنك رافضه جواز هدير من جاد يا أم جمال
أجابته بصوت حازم سريعا لتنفي ما قاله وهي تنظر إليه بجدية
لأ طبعا أنا بنتي تحت أمرك أنت وجاد ماهو أنت زي أبوها... بس أنا بعفيكم من الجوازه دي علشان جاد مش ذنبه يتجوزها وهو مش عايزها
أردف جاد باستنكار قائلا وهو يشير إلى نفسه
ومين قال إني مش عايزها يا أم جمال!
استغربت حديثه ولم تستطيع الرد عليه هل هو يريد ابنتها حقا!
استمعت إلى والده مرة أخرى يردف
أنا معملتش كده علشان أداري على بنتك مثلا يا أم جمال ولا شهامة مننا لأ.. إحنا فعلا كنا جاين نخطبها لجاد
متابعة القراءة