عملالي روشة سارة مجدي
يا مالك دى اخر فرصه ليك هنا فى المستشفى يتعالج الحاله دى يا قسما بشرفى همسح اسمك من نقابه الاطباء و هخليك حتى متعرفش تبقا حقنه ايه الجنان ده ... اشتغل حقنه ازاى يعنى اخذت نفس عميق و انا افكر بعمق من الواضح ان دكتور عيد العظيم يعانى من بعض الاضطرابات النفسيه و العصبيه فلديه حاله عصبيه واضحه و ايضا بعض الاعراض التى تدل على بدايه الجنان يلا هو طيب و يستاهل ... اكيد طبعا عايزين تعرفوا ايه حكايه هويدا ... تعالوا احكيلكم و انا فى طريقى اخذت نفس عميق و انا اتذكر ذلك اليوم شوفوا بقا هويدا دى بنت رقيقه جدا جت يوم العياده و هى مڼهاره و بتقول انها ھتموت نفسها علشان حبيبها سابها و اتجوز امها و طبعا هى كانت مصدومه جدا و ساعتها نصحتها تتجوز ابوه منها تقهره لانها بشبابها و جمالها هتقدر تضحك عليه و تاخد منه كل ثروته و كمان تقهر امها لانها هتكون اغنى منها ... لما دكتور عبد العظيم عرف قال عنى انى قادر و فاجر مش عارف ليه رغم انها خفت و بقت كويسه و يمكن هى الوحيده اللى مدخلتش المستشفى يعنى هى اتعالجت شوفتوا بقا انى مش فاشل زى ما هما بيقولوا عليا و صلت الى مكتبى و وقفت بجانب الباب انظر الى من بداخل و انا اشعر بالفخر ها هى حاله تاتى لى انا ... حاله تطلب مساعدتى انا ... اذا فليصمت الجميع عن تلك التراهات بأننى طبيب فاشل وضعت يدى فى جيب معطفى الابيض بفخر و تفاخر و رفعت راسى الى الاعلى بخيلاء حلوه خيلاء دى يا ست الكاتبه حلوه يا مالك بدات تتعلم منى اهو شاطر اشحت بيدى من جديد و انا اقول لها يا شيخه روحى كده ده على اساس انك كاتبه بجد و حق وحقيقى ده احنى بنجاملك دخلت مكتبى لاجد سيده وقوره فى اواخر الاربعينات تجلس بتوتر و قلق ابتسمت ابتسامتى الجذابه و انا ارحب بها اهلا يا فندم ... اقدر اساعدك بأيه هى بتبصلى باندهاش كده ليه ... مالها دى انت دكتور مالك اللى بيقولوا عليه ليكون الاندهاش من نصيبى انا تلك المره ايوه انا .. و بعدين ايه اللى بيقوله عليا وقفت السيده و اقتربت منى و هى تقول پصدمه دكتور مالك المچنون يبقا انت و اشارت باصبعها عليا باحتقار لأردد خلفها باندهاش مالك المچنون ... ده اللى بيقوله عليا المهم انت عايزه ايه بنتى اشمعنا قطبت جبينها بضيق و قالت انت هتدخلى قفيه و لا ايه انا اسف كملى قفوشه اوووى عادت لتجلس من جديد و قالت بنتى تعبانه من وقت كبير اوووى و محدش عارف مالها و رفضه انها تروح لاى دكتور و فى يوم رجعت من بره متبهدله زى ما تكون مضړوبه و لما حاولت افهم منها ايه اللى حصل متكلمتش جبتلها اكبر دكاتره فى البلد و محدش فهم عندها ايه و لا ايه علاجها كنت بسمعها و أنا بحاول افهم اى حاجه بس الحقيقه مش عارف استوعب المهم هى مخدتش بالها من انى مش فاهم و كملت من يومين واحد معرفه قالنا عليك انك بتعالج بطريقه غريبه و ان انت اللى ممكن تخليها تتكلم فضلت ساكت اصل الحقيقه مش عارف اقول ايه بس تقمصت شخصيه الفاهم و المستوعب و قولت طيب حضرتك هتجبيها هنا امتى علشان ابدء معاها العلاج معرفش انا قولت ايه خلاها تتعصب و تتنرفز كده لكنها وقفت و ضړبت سطح المكتب بيديها پغضب و قالت انت غبى و لا بتستعيط بقولك رافضه اى حاجه و كل حاجه و مش راضيه تتكلم اجبهالك هنا ازاى رفعت يدى علامه الاستسلام و ابتسمت ابتسامه صغيره و قلت طيب شوفى حضرتك انا هجيلها النهارده الساعه ثمانيه مناسب وقفت على قدميها و قالت من بين اسنانها مناسب و غادرت سريعا و كأنها كانت تجلس معى دون ايرادتها اخذت نفس عميق و انا افكر فرصتك يا مالك فرصتك انك تثبت للكل ان هما اللى مجانين و انك دكتور شاطر انتبهت من افكاره على صوت خطوات نسائيه كنت اظن انها عادت من جديد لكن حين رفعت عينى و جد ماهر يقترب منى و هو يتمايل بميوعيه و هو يقول ما تيجى و نجيب مليجى وقفت و انا انظر اليه بابتسامه واسعه فى الحقيقه لا استطيع التوقف عن الضحك حين يقترب منى اى شخص منهم بتلك الحاله التى اصبحوا عليها ليقترب ماهر اكثر و هو يتمايل يمينا و يسارا و يحرك شعره ايضا كالنساء لاضحك بصوت عالى حين اقترب ماهر منى بقوه و بدء يتحسس جسدى لاضحك بصوت عالى و لكننى كتمت ضحكاتى حين حضر دكتور عبد العظيم و امسك بماهر و هو ينظر الى بشړ و طوال الوقت يقول حسبى الله و نعم الوكيل فى اللى كان السبب طيب انا مالى ... انا مالى اذا كان ماهر شخص ميوله شمال انا مالى اخذت نفس عميق و انا اعود لاجلس على كرسى مكتبى باسترخاء طبعا كلكم مستنين تعرفوا انا هعمل ايه مع المريضه الجديده ... و انا كمان الحقيقه عايز اعرف انا هعمل معاها آيه بس اكيد مش دلوقتى لانى هروح ارتاح شويه و اجمع كل طاقتى الطبيه علشان اقدر اكون دكتور شاطر و لا انتوا عندكم شك ... سلام الفصل الثالث من عملالي روشة بقلمى ساره مجدى مساء الخير او صباح الخير على حسب الوقت اللى هتقروا فيه كلامى ... سامعك ياللى بتقولى مستنين نشوفك هتروح ازاى للمريضه و انت مش معاك العنوان ... على فكره انا مسمحش ان حد يشكك فى قدراتى انا دكتور مالك عبد السلام صمت قليلا فانا اشعر بالضيق الشديد من كل هؤلاء الحمقى الذين يحيطون بى و يشككون فى قدراته شوفوا يا حضرات من نظام المستشفى هنا ان اى حد داخل يكشف بيملى ابلكيشن و بيسجل فيه كل بيناته من اول الاسم و رقم التليفون و العنوان كمان ... اغبيه . وقفت على قدمى و خلعت عنى المعطف الابيض و اخذت اغراضي و غادرت مكتبى فانا سعيد و لا اريد ان ارى احد من الحاقدين زملائى او ان استمع لكلمات دكتور عبد العظيم غادرت المستشفى و صعدت الى سيارتى نظرت الى نفسى فى المرآه و ابتسمت بسعاده و خيلاء و فخر و ادرت محرك السياره و بدأت فى تذكر كل ما مر بحياتى انا مش عارف ليه ديما الناس بيقولوا عليا نحس و فاشل انا مالى ان يوم ما اتولدت امى اټوفت ... مش كفايه انى اتحرمت منها ناس شريره .... بس بابا بقا كان بيحبنى جدا و ديما مدلعنى و بيجبلى كل اللى نفسى فيه بس ابويا يوم عيد ميلادى الاول جالوا السكر يا عينى و من وقتها و صحته فى النازل و كل الناس اللى يعرفوني من وقتها و هما بيبصولى بصحه مش حلوه كده ... و يوم ما نجحت فى الثانويه العامه و كنت راجع البيت فرحان لقيت البيت پيتحرق علشان بابا جاتله نوبه السكر و نسى الزيت على الڼار فالبيت ۏلع و هو كمان ماټ و من وقتها و كل الناس بتبعد عنى من غير اى تقدير لظروفى النفسيه و لا احساسى بالوحده و اليتم ... الناس نفوسهم بقت وحشه اوووى عارفين انا من وقتها بطلت اصادق اى حد خصوصا بعد ما كل اصحابى فى الجامعه كمان كانوا كل ما يشفونى يقولوا عليا نحس و انى وشى وحش علشان اول يوم تشريح الچثه ولعت طيب انا مالى هو الدكتور اللى طلب منى احط الماده اللى كانت فى الازازه عليها فولعت انا مالى بقا .... طيب انا راضى زمتكم انا وشى وحش طيب ازاى الوسامه دى كلها يتقال عليها وحشه يلا هنقول ايه اوقفت سيارتى اسفل البنايه و ترجلت منها لأجد حارس العقار العم عبد الواحد يجلس على اريكته الخشبيه وككل يوم القى عليه السلام و هو يستعيذ بالله و كانه يرى الشيطان امامه صعدت الى شقتى و فتحت الباب لتقابلنى سيده بالترحاب الشديد ككل مره و هى تمسد قدمى بيديها الصغيره ... ايه بتبصولى كده ليه انتو متعرفوش سيده مقولتش ليكم عليها قبل كده سيده دى بقا القطه بتاعتى مربيها من وهى صغيره لقيتها فى الشارع و كان فى كلب بيحاول ياكلها و من وقتها و هى هنا فى بيتى لحد ما بقت قد البقره الصغيره رحت بيها للدكتور علشان يعملها رچيم بس كل المحاولات بائت بالفشل و فضلت زى ما هى بقره صغيره توجهت الى الاريكه و جلست عليها باسترخاء لتصعد سيده و جلست فوق قدمى لاربت فوق راسها بحنان تفتكرى يا سيده هنجح زى كل مره و لا ممكن افشل المره دى لترفع القطه راسها اليه ثم اخفضتها و كأنها تعترض على كلماته ..... ربت على راسها مره اخرى يلا بقا قومى علشان ادخل اريح شويه و كمان الحق اجهز نفسى علشان معادى النهارده لتقفز عن قدميه و هى تموء بملل عارفين الشقه ده اشتريتها بعد بابا ما ماټ اصله كان عنده ارض كبيره اوووى فى البلد قاريبه اللى هناك كانوا هيموتوا عليها و علشان كده بعتها بالسعر اللى انا عايزه و علشان كده اقدرت اشترى الشقه دى و كمان حطيت باقى الفلوس فى البنك جلست على السرير بإرهاق عارفين لو كنت مأجر الشقه دى كان زمان صاحب العماره و السكان و حتى البواب طردوني مش عارف محدش مستوعب وجودى و لا فاهمين اهميتى فى الحياه .... يلا هبدل هدومى و انام شويه متنسوش تصحونى الساعه ٧ علشان الحق معادى بما ان دكتور مالك نايم و نوم الظالم عباده انا هتكلم شويه بقا اعتقد من حقى انا الكتابه فى مكان اخر و خاصه داخل غرفه انثويه رقيقه تجلس فتاه جميله بشكل مميز رغم شعرها المنكوش و نظره عينيها الشرسه و ايضا تلك البقع السوداء المنتشره على وجهها .... تجدها طوال الوقت تهز قدميها بشكل عصبى و دائما تزوم و كأنها غاضبه او تستعد ان تنقض على شخص ما انت هتخوفيهم