للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ٢٧ و ٢٨

موقع أيام نيوز

مبشبعش أبدا . دا سحر و لا ايه 
كانت كاميليا ترتجف كورقة في مهب الريح . ريح عشقه الجارف الذي يأخذها لجنه لم تكن تحلم بها يوما و تأتي تلك الكلمات التي جعلت كل خليه في جسدها تصرخ بعشق ذلك الرجل الذي تكاد تجزم أنه حلم من مدى روعته ..
تملكها خجل كبير عندما أخذت يداه طريقها تحت ذقنها ترفعه لتلتقي بعينيه التي تطوق قلبها باصفاد الهوى لتجده يقول بتلك البحه الرجوليه القاټلة
_ مردتيش عليا. دا سحر و لا ايه 
ابتلعت ريقها بصعوبه غير قادرة على قطع التواصل البصري بينهم و قالت بنبرة خافته
_ انا اللي مسحورة بيك يا يوسف . انت بجد انت حقيقي انا بخاف تكون حلم من كتر جماله صدقته . و في النهاية..
بتر جملتها بتصميم كبير نابع مع عينيه قبل لهجته
_ صدقيه يا كاميليا عشان هو اكتر حاجه حقيقه هتقابليها في حياتك .
_ نفسي افضل جمبك كدا عمري كله .
_ مش هسمحلك تبعدي اصلا .
_ مش هقدر ابعد ... اصلا قلبي لما بيتخير بيني و بينك بيختارك انت .
ابتسم يوسف بحب تناثر من بين حروفه حين قال 
_ بعد ما نلاقي كارما و غرام أن شاء الله هنعمل فرحنا مش هقدر على بعدك اكتر من كدا ..
كلمة واحدة خرجت من بين شفتيها دون أن تفكر و لو ثانيه جعلت قلبه يتراقص فرحا 
_ موافقة 
و كأن الإجابة خرجت من قلبها لقلبه مباشرة ليشعر به يتراقص داخله فاحتواها بحب جعلها تلقي رأسها بين ضلوعه كحال همومها و قالت بلهجة حزينة 
_ اوعدني انك ترجعلي كارما و غرام يا يوسف 
أجابها بلهجته الواثقة التي دائما ما تبعث الراحة في نفسها 
_ اوعدك أن شاء الله هلاقيهم و ارجعهم بيتهم بالسلامه . 
ما من شئ يسعد المرأة سوى أن تجد ذلك الكتف الذي تتكأ عليه في لحظات ضعفها فهذا يعطيها اقوي شعور في العالم و هو الأمان . فمتي تواجد ذلك الشعور أعلن القلب استلامه و رفع رايته أمام طوفان العشق ..
نورهان العشري 
بعد مرور ثلاث أيام كانوا جميعهم مجتمعين في بيت فاطمة التي قامت بزيارة هاشم الرفاعي بناء على طلب علي نظرا لسوء حالته و الذي كان هذا بالاتفاق مع جده مع قطعه آلاف الوعود بعدم مضايقتها و ذلك خوفا عليها من معرفتها بتلك الکاړثة لتمر الثلاث أيام في البحث المضني من كل جانب فقد سخر يوسف جميع معارفه للبحث عنهم و أيضا مازن الذي كان للقلق نهش عقله فأصبح كالمچنون لا ينام و لا يتناول الطعام فقد ېصرخ و يصب جام غضبه حتى على علبة سجائره
للتنفيس عن غضبه و كاميليا التي قضت معظم أوقاتها بالبكاء و الصلاة و التضرع الي الله أن يحفظ بنات خالتها و كان يوسف بجانبها لم يتركها سوى أوقات البحث و ما بين علي الذي كان الذنب يأكله لاعتقاده أنه اهمل في حمايتهم و روفان التي كانت دائما بجانبه
و ما بين ذلك الذي كان كالتمثال الي نحت من حجر لا يتكلم و لا يبكي و لا يثور فقط صامت يبحث و يبحث و يبحث و لم ينطق لسانه سوى بالقليل و كأن شفاهه أعلنت اعتزال الحديث حدادا على غياب حبيبته حتى جفونه أبت الانغلاق و التسليم الى النوم و هو لا يدري شيئا عن مكانها فقد تسلطت جميع المشاعر الانسانيه المرهقه على قلبه حتى شعر بأن جميع القوى الخارقة على هذه الأرض قد اجتمعت علي أن تعاقبه جراء ما فعله بحقها فلم يكن يكفيه الم غيابها حتى زاد عليه ألم شعوره بالذنب و لم تخفي حالته على أخيه الذي توجه إليه عندما وجده يقف بالشرفة يتطلع أمامه بنظرات ضائعه ليبادر بالحديث قائلا 
_ لما ربنا بيحب حد بيحب يبتليه عشان يشوفه هيصبر و لا لا هيلجأله و لا لا ربنا بيبقى مشتاق يسمع صوت عبده وهو بيدعيه و بيشكيله و لما بيرجع لربنا و بيصبر ربنا بيكافئه على صبره . أهم حاجه الإنسان يستفيد من البلاء أو المحنه اللي هو فيها أنه يقرب لربنا يا أدهم ..
انهى كلماته و ربت على كتفه ثم نظر إليه نظرة مشجعه و انصرف الى الداخل ليشعر أدهم بأن رئتيه سوف ټنفجر من شدة الإختناق و أن الهواء غير قادر على الوصول إليها فأخذ ينظر إلى السماء برجاء صامت و روح تبكي و قلب ېنزف حزنا على فراق الحبيب ليجد أقدامه تأخذه تلقائيا الى المرحاض و أخذ يتوضأ ثم ذهب الى غرفة حبيبته و أخذ ينظر إلى محتوياتها بقلب ېنزف من شدة الۏجع ليقوم بجلب سجادة الصلاة وفردها ثم شرع في أداء الصلاة و ما أن لامس جبينه الأرض حتى هطلت الدموع التي كانت ستفجر مقلتيه من شدة الحزن و أخذ يقول بقلب مفطور 
_ يااااااارب .
كلمه كانت تحمل بداخلها الكثير
تم نسخ الرابط