للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ٢٧ و ٢٨
المحتويات
الكلمات لهند التي أخذها رائد في رحلة غامضة و الذي جعل الړعب يدق في قلبها خوفا من أن يعيد فعلته الدنيئة معها مرة آخرة فأجابها هو بلهجة حانية قلما تظهر منه
_ من وقت ما خرجنا من الشركه و انت مش على لسانك غير السؤال دا . ممكن تثقي فيا شويه
تحدثت هند و قد كانت كلماتها تقطر الما و مرارة
_ ما انا وثقت فيك قبل كدا و النتيجة كانت ايه معتقدش اني ممكن اثق فيك تاني !
_ ورد عامله ايه في الدراسة لسه بردو بتعمل بطنها ۏجعاها عشان متروحش المدرسه
توترت هند لسؤاله عن أختها فمنذ ذلك اليوم المشؤوم و هو لم يسأل عن أحد من أفراد أسرتها فلماذا يسأل الآن ترى هل علم بما تخطط له حاولت أن تسيطر على توترها حتى لا يظهر في نبرة صوتها و قالت باقتضاب
قهقه رائد و هو يتذكر موقف حدث أمامه من تلك الشقيه ورد و قال من بين ضحكاته
_ مش قادر انسى منظرها لما عملت مغمي عليها هنا في العربيه و قال ايه ضغطها وطي و كل دا عشان متروحش المدرسه ! تصدقي وحشاني و نفسي اشوفها .
قال جملته الأخيرة و هو ينظر إليها نظرة ذات مغزى فشعرت بالړعب يدب في أوصالها من حديثه ونظراته لتلتفت الى الجهة الأخرى خوفا من أن يرى ذلك الخۏف المرتسم على ملامحها وهي تدعو الله في سرها بألا يكون قد كشف مخططها ليقف هو السيارة و يقوم بوضع أصابعه تحت ذقنها و أدار رأسها تجاهه ثم نظر داخل عينيها قائلا بنبرة مشبعة بالذنب
كانت كلماته أشواك تزرع في قلبها الذي لو أطلقت له العنان لكانت الآن مرتميه بين طيات قلبه تبكي حبها و ألمها و حماقتها فلو كان الأمر يخصها هي فقط لتركت كل شيء و خطت معه نحو المجهول ولكن الأمر يصل إلى من هم اغلى و أنقى منها بكثير فلم يعد لها مفر سوى حمايتهم من تلك اللعڼة التي أصابتها وهي لعنه عشقه
قال بلهجه ناعمه
_ انا جايبك اغلى مكان على قلبي و هكشفلك سر مفيش مخلوق في الدنيا يعرفه..
أضاءت كلماته وميض الفضول داخلها لتنظر حولها و إذا بها ترى لافتة منقوش عليها مشفى الأمراض العقلية
فقطبت جبينها قائلة باندفاع
_ هو انا كنت متأكدة مليون في الميه انك مچنون بس انك تبقى معترف بدا لا صدمتني الصراحه !
_ هو انا مچنون اه بس مش للدرجادي ! يالا انزلي في حد لازم اعرفك عليه جوا .
استجابت هند لطلبه و ترجلت من السيارة و تبعته الى الداخل و وقفت بانتظاره عدة دقائق حتى انهى حديثه من ذلك الطبيب ثم توجه ناحيتها و اخذها من يدها دون حديث وتوجه بها إلى إحد الغرف و ما أن فتح الباب حتى وجدت تلك السيدة الجميلة جالسه على سريرها ناظرة إلى الامام فلم تنتبه لدخولهم و الأحرى أنها لا تنتبه لشيء مما يدور حولها
_ وحشتيني يا امي .
نزلت الكلمة على هند كالصاعقة . هل فعلا هذه المرأة تكون والدته فالجميع يعلم أن عائلته متوفيه و هو طفل صغير فكيف تكون تلك المرأة والدته هل يعقل أن يكون أوهم الجميع بقصه والديه المحزنه تلك !
لم تلتفت السيدة تجاههم و كما توقعت هند فهي تعيش بعالم خاص بها يختلف تماما عن عالمهم و لكن هذا لم يثني رائد عن الحديث معها و محاوله إقحامها داخل ذلك العالم لتجده يحادثها و كأنها تسمعه
_ عارف اني إتاخرت عليك و انك اكيد زعلانه مني . بس ڠصب عني صدقيني . لكن انا النهاردة قررت اصالحك و اجبلك حد غالي عندي اوي و كان نفسي تتعرفي عليه من زمان .
اختتم جملته ثم رفع يده ومدها إلى هند التي ترددت لحظات قبل أن تضع كفها فوق كفه الممدود تجاهها و تقدمت من السرير الخاص بتلك السيدة و لكن ما زاد من صډمتها تلك الكلمات التي قالها رائد لامه
_ دي هند اللي حكتلك عنها يا امي . دي اغلى انسانه عندي في الدنيا بعدك و اكتر انسانه اتظلمت معايا و بسببي . جبتها هنا النهاردة عشان اعتذر لها قدامك و
متابعة القراءة