عشقي الأبدي
المحتويات
للمساعده انتهزت أسيا فرصه نوم طفلتها بعد انخفاض حرارتها قليلا فى أتمام أعمالها المنزليه المتراكمة كانت الساعه تقارب الثامنه مساءا عندما أنهت جميع أعمالها المنزليه فقط تبقى لديها دواء اسيا وتسجيل درجه حرارتها مره اخرى تنفست الصعداء وهى تراها تقارب على السابعه والثلاثين أعطتها اخر جرعه من دوائها لليوم وجلست بقربها قرابه النصف ساعه حتى غفت صغيرتها وهى بين ذراعيها تذكرت بعد قليل انها لم تتصل بطارق بعد لطمأنته فقررت النزول إلى غرفه المعيشه تتحدث بداخلها حتى لا تزعج صغيرتها انتهت من مكالمتها معه بعد فتره قصيره وقد بدءت تشعر بأرهاق اليوم يتمكن منها عندما سمعت رنين جرس الباب سارعت فى النهوض لعل والدتها قد عادت مبكرا من رحلتها فتحت الباب فتفاجئت بمراد يقف امامها بوسامته الطاغيه التى ټخطف الانفاس كان يقف امامها مرتديا جاكيت رمادى بقميص ابيض تحتها كعادته وبنطال اسود وربطه عنق من نفس اللون ارادت الحديث ولكنها لم تجد صوتها فنظر إليها رافعا احدى حاجبيه متسائلا
هزت راسها ببلاهه وهى تتحرك من امام الباب تفسح له المجال للدخول وهى تحدثه
طبعا اتفضل معلش مش مركزه ...
بمجرد وصوله غرفه المعيشه الټفت ينظر إليها على الفور يلاحظ الإرهاق واضح على وجهها ونظرتها فتحدث بنبره تملؤها الاهتمام
دكتور طارق بلغنى ان أسيا تعبانه شويه عشان كده مجتيش الشغل النهارده ..
فعلا واضح ان جو بليل أثر عليها شويه كانت حرارتها مرتفعة الصبح وعندها احتقان فى الزور فمقدرتش اسيبها واجى ..
كان ينظر إليها متابعا ملامحها والقلق واضح فى نبرته
طب ما جبتهاش المستشفى ليه لدكتور طارق يشوفها عشان نطمن عليها ويعملها اللازم ! ...
اجابته اسيا بسخريه
بصراحه مفكرتش فى كده قلت اثق فى قدارتى كطبيبه اطفال شويه..
بس صدقنى لو حسيت انها محتاجه دكتور طارق مش هتردد وهاخدها على طول ..
شعر بالحرج من حديثه فأضاف مصححا
انا مكنش قصدى كده كل الحكايه ان العنايه فى المستشفى افضل وبعدين انتى عارفه انى طول عمرى بثق فيكى وشايفك احسن دكتوره فى الدنيا ...
ابتسمت بخجل من اجابته وهى تعيد احدى خصلات شعرها خلف أذنها بأرتباك تعلم صدق كلامه فالطالما كانت تسمع منه
هذه الجمله كتشجيع اعادها صوته إلى الواقع مره اخرى يسالها بأهتمام
طب هى كويسه دلوقتى ...
اجابته على الفور مطمئنه
اه اه تمام زى ما قلتلك كانوا شويه احتقان فى الزور عملوا حراره بس دلوقتى الحمدلله نزلت مفيش حاجه مهمه متقلقش ...
استغربت من رد فعلها فمنذ يومان كان ترتعب من فكره معرفته بوجودها والآن تقف امامه تطمئنه عليها من كل قلبها تقدم خطوه إلى الامام ينظر إليها متفحصا وهو يسألها باهتمام
ثم ضاقت عينيه عليها عابسا يتسأل
انتى اكلتى حاجه النهارده !! ...
نظرت له بفم مفتوح اللعنه بعد كل تلك السنوات مازال افضل من يعرفها لوت فمها بيأس فلقد امسك بها هذا ما كانت تفكر به فى تلك اللحظه هزت راسها بضعف نافيه لتجده يزفر بحنق غاضبا يسأل
ولا اى حاجه خالص !!!!!!! ..
مفيش حاجه ممكن تاكليها هنا ! ..
تحدثت بنبره طفوليه متذمره
مفيش غير شوربه الخضار بتاعه اسيا وانت عارف ان انا بكره شوربه الخضار وبصراحه ملقتش وقت اعمل حاجه تانى ..
نظر إليها معنفا
وده مبرر انك تفضلى من غير اكل لدلوقتى ! ..
ثم رفع ذراعه ينظر إلى ساعه يده ثم اكمل حديثه مفكرا
فى ايه هنا ممكن نعمله بسرعه ..
لم ينتظر إجابتها كأنه يحدث نفسه وتحرك يفتح باب ثلاجتها رفع راسه بعد قليل وهو يمسك احدى اكياس المعكرونة بيده وهو يبتسم لها
ايه رأيك !! ..
اجابته بمرح
انت عايز تأكلنى مكرونه دلوقتى !! عايز جسمى يبوظ ! ..
نظر إليها متفحصا بأغراء قبل ان يجيب بنبره مثيره وهو يلوى فمه
لو باظ انا معنديش اى مشكله ..
فشعرت بالخجل من ملاحظته الصغيره ثم غمز لها مكملا حديثه مغيظا لها
على العموم لو مش عايزه خلاص نشوف اى حاجه تانى ..
ثم تحرك يفتح باب الثلاجه مجددا ليجدها تركض فى اتجاهه تمسك بيده وهى تتحدث بلهفه
بتهزر !!! مفيش حاجه فى الدنيا ممكن توقفنى عن انى اكل مكرونتك أنت عارف انها ادمان بالنسبالى ..
شعرت بالتسرع فى جملتها الاخيره فارتدت خطوه إلى الوراء وهى تقضم على شفتيها فى حركه تلقائيه كان يراقب صراع مشاعرها الواضح على وجهها بأستمتاع فتحججت بضروره الصعود للاطمئنان على أسيا عادت بعد ربع ساعه لتجد معطفه موضوع بعنايه على احد المقاعد مع ربطه عنقه مشمرا عن قميصه ليكشف عن ساعديين قويين يتحرك بسهوله واسترخاء داخل مطبخها الصغير كانت تراقبه بأستمتاع عندما رفع
نظره إليها يرفع احدى حاجبيه يسألها عن وضع الصغيره فتحركت بخجل تجيب عليه تشعر كأنها قبض عليها متلبسه
بعد وقت قليل كان يضع احدى الاطباق امامها ثم جلس بجوارها يأمرها بحزم ولكن بهدوء
كلى وكله ..
اومأت برأسها إيجابا وهى تبتسم له
هأكل بس على شرط انك تاكل معايا مش هعرف اكل لوحدى فى الوقت ده ..
لدهشتها لم يجادلها بل على العكس تحرك نحو المطبخ ثم عاد بعد قليل يحمل طبق اخر وجلسا معا يأكلاا سويا كما لو إنهما زوج وزوجه وكان قلبها يرقص فرحا من تلك الفكره بعد فتره كانت تجلس فى الاريكه بجواره تشعر بحضوره الطاغى بجوارها وتتجمع بداخلها مشاعر متداخله من قربه ورائحه عطره التى لم تتغير كل تلك السنوات فقررت التحرك من جواره عل مشاعرها تهدء قليلا قامت من مقعدها تسأله بتوتر
قهوه !
وقف امامها يتحدث برقه وهو ينظر إليها بشغف
لا خليكى انتى باين عليكى الإرهاق واكيد تعبتى النهارده ومحتاجه ترتاحى ده غير ان الوقت أتأخر وانا لازم امشى دلوقتى ..
اومأت برأسها موافقه على كلامهبخيبه امل لا تعلم ماذا تجيبه فهى تشعر بالاحباط فكم كانت تتمنى ألا تأتى هذه اللحظه تحركت خلفه بهدوء وهو يلتقط جاكيته وربطه عنقه من المطبخ ليرتديهم قطعت الصمت مره اخرى تتحدث بصوت يشبهه الهمس
شكرا على كل اللى عملته النهارده وشكرا لأنك اهتميت انك تسأل على اسيا وان شاء الله بكره هكون فى المستشفى لو الامور فضلت مستقره ..
تحرك خطوتين إلى الامام يقترب منها ثم حاوط وجهها بكلتا يديه يتلمس وجنتها بأصبعه يتحدث بنبره واقعيه تشبهه همسها مع نظره حنون
اسيا المستشفى دى بتاعتك تعالى فى الوقت اللى يريحك لو محتاجه اجازه كمان خدى وقتك ومتشغليش نفسك بحاجه وياريت لو احتجتى اى حاجه متردديش انك تكلمينى ..
شعرت بقلبها يذوب من اثر كلمته ونظراته فتحت فمها لتجيب ولكن قاطعها رنين جرس الباب رفع احدى حاجبيه يسأل بأستنكار وهو مازال ممسك بها
مين اللى ممكن يجيلك دلوقتى !!! ..
تحدثت وكأنها تبرر له
دى اكيد ماما كانت مسافره عند خالتو واكيد رجعت لما عرفت ان اسو تعبانه ..
تحركت تفتح الباب لتشهق پصدمه وفرح معا صړخت اسيا باسمه فرحه
خالد!!!!! مش معقووووول !! ايه المفأجاه الحلوه دى !!!..
ثم رمت بنفسها عليه تحضنه وصوت ضحكتها يصل إلى مسامعه بقوه .
عشقى الابدى
الفصل الثالث عشر ..
كان خالد هو صديقها منذ ٥ سنوات تعرفت عليه فى منزل الدكتور طارق فى احدى الأمسيات فقد كان الدكتور طارق عمه كان يتسم بخفه الډم ولدهشتها كان هو الوحيد القادر على اخراجها من حالتها الكئيبة التى كانت تمر بها وقتها فاعتادت على وجوده فى وقت قصير وأصبحا أصدقاء فى وقت اقصر كان شاب طويل القامه ذو جسم رياضى معتدل ابيض الوجهه ذو عيون عسليه قاتمه برغم من وسامته وخفه ظله الا انها كانت تعتبره أخا لها وصديق حنون رغم تلميح دكتور طارق لأكثر من مره عن إعجاب ابن اخيه بها ولكنها كانت تتجاهل تلك التلميحات وكأنها لا تسمعها كان طبيب يعمل خارج البلاد لذلك كانت تراه كل عام شهر او اقل وما أشد فرحتها عندما رأته الأن فهى مفأجأه ساره لكل من اسيا واسيا الصغيره المتعلقة به كثيرا كان صوت ضحكتها يدوى فى الخارج غافله عن ذلك الذى يراقب حديثها ورد فعلها بحذر شديد ويشعر بالڠضب فى كل عضله من عضلات جسده وهو يراها واقفه امام باب منزلها تحتضن رجل غريب وتبادله ابتسامتها المحببه له
كان ينظر إليها وهى عائده على وجهها ابتسامه عريضه وذلك الرجل إلى جوارها فشعر بالنيران تشتعل بداخله وقفت امامه تقدم له ذلك المدعو خالد كانت نظراته الان مليئة بالڠضب تحدثت بسعاده وهى تقدمه له
مراد ده دكتور خالد ابن اخو الدكتور طارق خالد ده الاستاذ مراد المالك والمدير الجديد للمستشفى اللى بشتغل فيها ...
ابتسم له خالد وهو يقدم يده يصافحه مصاحبا تلك الحركه بحديث
اتشرفت بمعرفتك يا استاذ مراد ...
مد مراد يده ببطء يقدمها لها بدون تعليق وهو ينظر إليه بعبوس يشعر ان كل ما يريد فعله هو لكمه على وجهه حتى تختفى تلك الابتسامه البلهاء توجهت اسيا بحديثها إلي خالد مره اخرى مبتسمه
بس ايه المفأجاه الحلوه دى ! انت وصلت امتى ..
أجابها خالد والابتسامة مازالت على وجهه
وصلت من كام ساعه وكنت ناوى افاجئك بكره بس لما عمى قالى ان أسو تعبانه مقدرتش استنى للصبح انتى عارفه هى بالنسبالى ايه ...
ردت اسيا على حديثه
انت عارف انت كمان بالنسبالها ايه هى متعلقه بيك اكتر من اى حد وكانت كل يوم بتسألنى عليك تقريبا عايزه تعرف انت هترجع امتى ...
شعر مراد بأنه يفقد السيطره تماما على أعصابه اذا فقد وجد اجابه سؤاله جاهد ليتحدث بنبره طبيعيه متنحنحنا بقوه
طب عن اذنكم انا مضطر استأذن ..
ثم تحرك دون انتظار اجابه تحركت فى اثره ولكنه اوقفها فى منتصف الطريق وهو ينظر إليها پغضب ويتحدث بنبره حاده قويه
مفيش داع تتعبى نفسك انا عارف طريقى كويس
خليكى انتى مع ضيفك البشوش ده ومفاجئتك ..
ثم خرج صافقا الباب وراءه بقوه تاركا إياها تنظر بحيره من تصرفه الغريب .
بمجرد وصوله إلى منزله فى وسط المدينه توجهه إلى الحمام مباشرة يقف تحت الماء البارد لعل ذلك يهدئ من غضبه قليلا بعد عده دقائق كان فى غرفه
متابعة القراءة