عشقي الأبدي

موقع أيام نيوز

!! احنا هنا فى مستشفى محترم مش قاعدين فى الشارع !! تانى حاجه الدكتوره اسيا هى رئيسه القسم هنا يعنى هى المسؤله الاولى عن اى حاجه تخص القسم بكل محتوياته واعتقد انها شرحتلك الوضع وان مفيش فى ايديهم حاجه يعملوها تانى ! اما ثالثا ورابعا وخامسا وعاشرا فأياك ثم إياك تفكر تتعامل معاها بالأسلوب ده تانى او طول فتره إقامتكم هنا ايديك تتحرك بحركه زى اللى حصلت من شويه دى وانت بتتكلم معاها ..
ثم تحرك خطوه اخرى إلى الامام جعلت والد الطفل يتراجع فى حركه تلقائيه منه ثم اضاف بنفس النبره الحاسمه
احمد ربنا ان مريضك اللى هنا هو طفل صغير لان ده السبب الوحيد اللى يمنعنى من انى ارميك بره دلوقتى حالا .. 
انهى مراد حديثه واستدار مبتعدا عنه ثم عاد بعد تحركه يضيف وهو يتقدم منه مره اخرى
اه وحاجه اخيره هستنى اسمع انك اعتذرتلها عن أسلوبك معاها هى والممرضه .. 
ثم تحرك مبتعدا عنهم دون الالتفات وراءه كانت اسيا تراقب كل ذلك بفم مفتوح من الصدمه والفرح معا وهى تشاهد والد الطفل ينسحب إلى غرفه طفله لتتحرك هى الاخرى والسعاده تملئ عينيها ..
كانت تتحرك والابتسامة البلهاء مازالت على وجهها من اثر تصرفه مع والد الطفل كانت الساعه تقارب العاشره مساءا عندما انتهت من فحص جميع الغرف ماعدا غرفه ٣ كانت قررت نسيان كل ما حدث من اجل الطفل الصغير ففى النهايه كان الاب فى وضع لا يحسد عليه وهو يرى صغيره يتألم امامه دخلت الغرفه تبتسم لذلك الصغير الساكن من شده تعبه تربت على يده وتقبل جبينه قبل البدء بفحصه جلست ما يقارب الربع ساعه تمزح معه وتحاول التخفيف عنه قليلا ثم ابتسمت مطمئنه لوالدته واتجهت للخارج لتتفاجئ بوالد الطفل يظهر امامها من العدم يبدوا متوترا تحدث على عجل محاولا ايجاد صوته
دكتوره انا أسف انى اتعاملت كده من شويه انا عارف ان اسلوبى كان غلط بس اتمنى تعذرينى وتقدرى موقفى ..
ابتسمت له اسيا مطمئنه وهى

تربت على كتفه وتقول بعاطفه حقيقه
حصل خير مفيش حاجه وربنا يطمنك عليه انسى الموقف كله ..
ثم انسحبت من امامه بهدوء .. 
بدء الهدوء يعم المشفى مع بدايه دخول منتصف الليل وبالطبع هناك شئ واحد كان يشغل بالها كانت فى مكتبها وقد انتهت تقريبا من كل أعمالها الاداريه إلى جانب جولتها المسائية فتململت فى مقعدها بضيق تتسائل بفضول هل مازال بالمشفى ام لا !. لقد كانت إجابته واضحه إذا فهو ليس لديه زوجه اذا ماذا حدث لتلك الفتاه التى تركها من اجلها ! اتركها ام انها مازالت معه لماذ لم يتزوجها ام انها عشيقته ! لا انه تعرفه جيدا فهذا ليس طبعه اذا ما الذى حدث لها واين هى فتحت عينيها پصدمه وهى تفكر ايعقل انها تركته من اجل رجل اخر لا فمراد لا يقارن بأحد وخصوصا اذا احب تأففت وهى تأنب نفسها بصوت مرتفع
يسيبها اولا شئ ميخصكيش خليكى فى حالك وفى بنتك ..
ثم تحركت من مقعدها وقررت الهبوط إلى الطابق الارضى لعلها تجد ما يشغل افكارها عنه .
كان الهدوء يعم الطابق الارضى أيضا فقررت التحرك إلى الحديقه بجوها المنعش لعلل مشاعرها تهدى قليلا وبالطبع اذا حدث شئ مهم فيمكنهم استدعائها من خلال الجهاز .. كانت تتمشى ببطئ غارقه فى افكارها حتى لمحته يتجه إلى الخارج متجها إلى سيارته فركضت خلفه مسرعه تهتف بأسمه
مراد مراد .. 
توقف مراد على الفور بمجرد سماعه صوتها واستدار ينظر إليه ليجدها تبتسم بسعاده عارمه وبدءت تتحدث على الفور باندفاع
اعتذرلى على فكره وانا طالعه من الاوضه لقيته جاى بيعتذرلى على اللى عمله معايا من شويه .. 
. نظر إليها مطولا وهى تتحدث بسعاده وحماس كطفله صغيره كان يفكر بيأس انها تمتلك اجمل ابتسامه رأها يوما انها تقف امامه الان تبتسم بتلك الطريقه الرائعه والعفويه ولا تدرى كم هى مدمره تلك الابتسامه لدفاعاته وجد نفسه يبتسم بالمقابل امام سعادتها الواضحه 
مراد بأبتسامه واضحه 
طب دى حاجه كويسه مبسوط انك اتبسطتى بأعتذاره .. 
خفضت رأسها قليلا بخجل وهى تقول
بس انت السبب لولا اللى انت عملته مكنش هيعتذر وكمان انا كنت حابه اشكرك انك وقفت معانا النهارده من قبل ما تعرف المشكله فين ... 
هز مراد كتفيه بعدم اهتمام وهو يتذكر ارتمائها باحضان رجل اخر
انا معملتش حاجه مهمه بيتهيألى ده واجبى كمدير ولو كان الموقف ده حصل مع اى حد من الموظفين كان هيبقى ده موقفى برضه .. 
اختفت ابتسامتها من وجهها وبدت خيبه الامل تظهر واضحه على تعابيرها ابتسمت بخفوت ونبره صوتها خرجت ضعيفه
احم فهمت بس فى كل الاحوال شكرا ليك بصفتك مدير على تصرفك الايجابى معانا 
عن اذنك .. 
ثم استدارت عائده إلى الداخل دون انتظار سارت وهى تنهر نفسها والدموع بدءت تتجمع داخل مقلتيها
غبيه انتى افتكرتى ايه ! عشان موقف ادارى منه انك بقيتى مهمه عنده ! بطلى تعشمى نفسك بحاجه مش موجوده غير فى خيالك وبس .. 
ثم اختفت داخل المشفى تحاول السيطره على دموعها فامامها ليله طويله تعلم ان افكارها لن تتركها تمرعليها بسلام .
دخل مراد منزله الجديد وهو عباره عن شقه سكنيه فى أفخم مبانى وسط المدينه كان يقع فى الطابق الثالث والعشرين يرى المدينه بأكملها أسفله عندما ينظر من نافذته الكبيره اما عن الشقه فكانت مؤثثه على أحدث طراز لتشعر ساكنها بالراحه والفخامه معا قرر الاستحمام أولا فأتجه إلى الحمام ثم خرج بعد دقائق قليله وهو يرتدى تيشرت اسود وبنطال رياضى مريح من نفس اللون رمى بجسده على الاريكه الكبيره التى تتوسط غرفه المعيشه فتح ملفها مره اخرى يتفحصه وهو ينظر بعبوس لم تستخدم المنزل الكبير الذى تركه لها !!! ولكنها فضلت عليه ذلك البيت الصغير فى الحى المتواضع بجوار منزل والدتها !!! حسابها البنكى الذى إنشائه لها أيضا لم تستخدمه على الإطلاق !! كل تلك الملايين التى وضعها تحت تصرفها لم تلمس منها قرشا واحدا اما اسوء ما فى الامر هو انها ارتمت فى احضان رجل اخر بعد طلاقهم بثلاثة اشهر !! فقط ثلاثه اشهر بينما كان قلبه ېتمزق من الالم والقلق عليها كانت هى تخطته تماما وعاشت مع رجل اخر ما كان يعيشه هو معها زفر پألم وهو يعود بذاكرته إلى ذلك اليوم الذى ظنوا فيه انها حامل وكيف كانا سعيدان بأحلامهم وتخيلاتهم عن طفلهم المنتظر كانت تمازحه بسعاده انا عايزه بنت على فكره امم لا انا عايزه ولد يكون شبهك فى كل حاجه شكلك وشخصيتك وتفاصيلك كل حاجه بس انا برضه نفسى فى بنت عشان البنات حنينه وبصراحه عايزه اعمل انا وهى عصابه عليك بص انا قررت خلاص انا عايزه ولد وبنت سوا ليبادلهما هو ابتسامتها وسعادتها مجيبا بحب وهو يحتضنها لا انا عايز بنت ويكون ليها نفس عيونك ونظرتك والاهم انى عايز اسميها أسيا على اسمك عشان كل ما اشوفها افتكرك وكل ما انادى عليها افتكرك وتبقى الوحيده اللى دخلت قلبى من بعدك هى اسيا قطعه منك ...
عاد إلى حاضره يفكر بسخرية لقد فعلت ما طلبه منها ولكن مع تغيير واحد فقط هو ان الطفله ليست ابنته إنما ابنه رجل اخر أغلق الملف واتجه إلى غرفه نومه محاولا النوم ولكنه كان بعيدا كل البعد عنه فأخذ يتأفف وهو يتحرك فى مخدعه حتى الصباح .
عشقى الابدى
الفصل التاسع ..
.. اما عن اسيا فنظرت إلى ساعتها لتجدها قاربت على التاسعه صباحا اذا اقترب موعد انتهاء مناوبتها بالطبع لم تكن ليلتها بأحسن منه ولكنها اعتادت على ذلك ففى احسن حالاتها كانت تستطيع النوم خمسه ساعات متواصلة وتكون ممتنه ان لم يهاجمها خلالهم كابوس او اثنان فى الحقيقه لم تكن تتذمر من ذلك الوضع فعلى العكس استطاعت الوصول إلى كل ما وصلت إليه فى ذلك السن الصغير بسبب طول نهارها كان النهار لعملها وطفلتها ودراستها اما الليل فكان لقلبها او بالأدق لألم قلبها وما كان اسوءه من ألم ! انقضت سنوات عمرها الست الماضيه وهى تقضى يومها على امل ان يزول او يهدء قليلا ولكنه لم يتحسن على الإطلاق والآن عاد لها من جديد ليزيد من سوءه .. تأففت فى مقعدها فقد كانت مناوبتها هادئه على عكس ما تمنت فمناوبه هادئه تساوى تفكير اكثر وتفكير اكثر يعنى الم اكثر وقد كان ...
قررت بدء جولتها الصباحيه باكرا عل ذلك يعدل من مزاجها ولو قليلا كانت قد انتهت من نصف جولتها عندما رأت دكتور طارق يتقدم منها مبتسما بنظرته الأبويه الحنون
امبارح مشيت من غير ما اشوفك والنهارده بقالى ساعتين واصل وملمحتكيش فيهم ! انتى بتسخبى منى ولا مبقاش مهم تشوفينى ولا ايه حكايتك بالظبط ... 
تجمعت الدموع داخل مقلتيها من اثر تلك الكلمات البسيطه فظاهريا يبدو انه سبب تافهه للبكاء ولكن داخليا كان يتجمع بداخلها منذ البارحه بركان من المشاعر حاولت كبتها ولكن عبثا لتظهر على هيئه انفجار من تلك الكلمات البسيطه المازحه نظر إليها بقلق وهو يراها ټنفجر بالبكاء على هذا النحو تقدم نحو ليحضتنها ويمرر يده على شعرها لتهدئتها وهو يحدثها پألم
بس خلاص اهدى تعالى نتكلم فى اوضتى وقوليلى مين مزعلك كده ..
ثم تحرك بها نحو غرفته انتظر حتى هدءت تماما وهو مازال يجلس امامها بهدوء ثم بدء يحدثها
ها يا ستى قوليلى بقى مين اللى مزعل بنتى كل الزعل ده وانا اتصرف معاه 
مسحت دموعها وهى تبتسم
مراد مراد هنا مراد هو مالك المستشفى الجديد ..
انتظرت منه اى رد فعل على ذلك الخبر ولكنه لم يظهر نظرت إليه بريبه تتحدث پصدمه
انت كنت عارف ! من الاول كنت عارف مين ومقولتليش ! ايوه صح انا اللى غبيه انت رئيس الأطباء يعنى دائما موجود فى اجتماعات مجلس الاداره وكنت اول واحد يقابله مننا وعشان كده كنت بتهرب منى كل ما اسالك مين المالك الجديد !! عموما الوضع ده مش هيستمر كتير انا هشوف مستشفى تانى فى اقرب وقت .. 
ثم قامت پغضب تتجه إلى الباب للخروج ولكن يده اوقفتها
اسيا من فضلك اسمعينى شويه انتى انسانه عاقله اسمعى منى كلامى وبعدين قررى موقفك ..
ثم أعادها إلى مقعدها مره أخرى وبدء يتحدث بهدوء
اسيا انتى بنتى اللى انا وأمل ربنا مكرمناش بيها من اول يوم دخلتى فيه المستشفى واتعاملت معاكى حسيت
تم نسخ الرابط