عشقي الأبدي
المحتويات
ان قلبى اتفتحلك وقلت دى البنت اللى لو كنت بتتمنى ربنا يكرمنى بيها مكنش هتتمنى احسن منها ولما أمل شافتك حست نفس الاحساس ومن ساعتها انا اعتبرت نفسى والدك اللى ملحقتيش تعيشى معاه وقررت ان حمايتك مسؤليتى وخلال السنين اللى فاتت غلاوتك كانت بتزيد عندى يوم بعد يوم فأوعى تفكرى للحظه واحده انى ممكن اخونك او اخبى عليكى أو أن فى حد ممكن تكون مصلحته اهم من مصلحتك عندى كنت عارف ايوه انتى حكتيلى كل حاجه عنه ولقيته زى ما وصفتيه بالظبط لو كنت قلتلك اول ما عرفت مكنتيش هتستنى هنا لحظه وكنتى هتضحى بكل اللى وصلتيله هنا عشان تبعدى عنه وكنتى انتى اللى هتخسرى وانا لا يمكن اسمح لبنتى انها تخسر عشان كده فضلت انه يكون أمر واقع تدى لنفسك فرصه وتشوفى هتقدرى تتعاملى معاه ولا لا بدل ما تنسحبى من قبل ما تشوفيه وانتى طلعتى قدها واكتر فكرى فى بنتك وفى مجهودك انتى فى السنين اللى فاتت كنتى جزء من نجاحنا هنا متضحيش بده عشان حد بلاش تسمحيله يهد حياتك من تانى اسيا من فضلك فكرى كويس بعقلك وبعدها قررى ولو لقيتى نفسك مش قادره انا بنفسى هشوفلك مستشفى تانى تتنقلى عليه بس عايز اقولك حاجه اخيره انا هنا جنبك وطول مانا جنبك وعد محدش هيقدر يزعلك او يجرحك تانى ..
خلاص ام دماغ ناشفه مش زعلانه منى ! ..
هزت راسها نافيه
طب يلا روحى اغسلى وشك واضحكى محدش يستاهل دمعه من عيون بنتى ..
كانت تستخدم سلم الطوارئ للهبوط إلى الطابق الارضى عندما اصطدمت به وهو فى طريقه للصعود كان رد فعلها سريع ومقتضب تمتمت بخفوت وهى تنظر للدرج
ثم اكملت هبوط الدرج دون النظر إليه مد ذراعه القوى يوقفها ممسكا ذراعها وهو يسألها بقلق
اسيا مالك فى حاجه حصلت ! ...
هزت راسها بالنفى وهى مازالت تنظر الى درجه السلم الواقفه عليها فأضاف
لا ازاى وانتى شكلك معيط !!! الراجل ده ابو الطفل مش فاكر اسمه ضايقك تانى !
لم ينتظر اجابتها وانطلق إلى الاعلى پغضب فركضت وراءه توقفه بلهفه فتوقف حين لمست ذراعه
نظر إليها متشككا ثم ضاقت عينيه ببطء وهو يتحدث كأقرار
طول عمرك مبتعرفيش تكدبى بتبربشى كتير وعيونك بتوسع لوحدها لما بتكدبى عليا
لم تستطع تمالك نفسها فنظرت إليه بحنين تهمس له
انت الوحيد اللى اكتشفت ده ....
يمكن عشان انا الوحيد اللى ... ...
ثم توقف عن الكلام فجأه وأخذ يتنحنح ثم تحدث مره اخرى بعد صمت بصوت عميق
اسيا انا أسف لو كنت ضايقتك امبارح بردى انا بس كنت مرهق شويه وانا فعلا مبسوط انك اتبسطتى بأعتذاره ...
نظرت إليه مطولا وعيونها تفيض بكلمات محپوسه تبتسم دون رد فاخفضت رأسها
الفصل العاشر ..
مر اسبوع هادئ على نفس الوتيرة الا من تخبط اسيا فى مشاعرها من اقترابه المفاجئ تارة ومن غضبه الغير مبرر تارة اخرى لوت فمها بسخريه وهى مستلقيه على الفراش تفكر فيه فكرت بيأس انها اعتادت على تقلب مزاجه حتى انها كانت تذهب إلى المشفى يوميا مستعده لاى رد فعل غريب قد يصدرعنه كانت تحاول قدر استطاعتها إظهار اللامبالاه فى التعامل معه عكس ما يدور بداخلها فأحيانا يحاول الاقتراب منها دون سبب واحيانا اخرى يرمقها بنظرات ناريه وخصوصا عند تعاملها بود مع الدكتور طارق اواحد زملائها فى العمل تحركت من فراشها على مضض فاليوم هو يوم عطلتها لذلك قررت قضاءه مع والدتها والسيد كمال كانا فى المطبخ يعدان طعام الغذاء عندما انتهزت السيده جميله فرصه انشغال الصغيره اسيا باللعب مع السيد كمال فى الخارج لتسأل اسيا بحذر وهى تراقب الممر
هزت اسيا راسها بالنفى فاستكملت والدتها السؤال
يعنى الوضع كويس ! طب بالنسبه للمستشفيات اللى كلمتيهم حد رد عليكى ! ...
اجابتها اسيا عابسه الجبين وهى تزم شفتيها إلى الامام معا
ولا اى رد مع انهم كانوا متحمسين جدا حاجه غريبه! بس عمتا مفاتش وقت طويل يمكن احنا بس اللى مستعجلين ..
تنهدت السيده جميله ثم حاولت طمئنه ابنتها بهدوء تفتقده
متقلقيش اصبرى وربنا هيسهلك الحال ان شاء الله ..
هزت اسيا رأسها هذه المره بأيجاب تطمئنها وهى تدعى بداخلها ان تسير الامور على خير ما يرام انقضى ما تبقى من نهارهم بسلام ودفئ عائلى وفى المساء حملت اسيا صغيرتها النائمه فى حضنها واتجهت بها إلى منزلهم الصغير لتضعها فى غرفتها وتستلقى بجوارها وهى مطمئنه ان صغيرتها تنام فى حضنها بالقرب منها
فى اليوم التالى كان موعد مرورها النهارى قد حان ومنذ لحظه دخولها المشفى وهى تلتفت كل دقيقه تقريبا تنظر حولها متسائله اهو بالمشفى ام لا فالبارحة كانت موعد عطلتها الاسبوعيه واليوم الذى يسبقه كان بعمل خارج المدينه وبناءا على ذلك لم تراه منذ يومان بالطبع استطاعت معرفه تلك المعلومه من دكتور طارق بطريقه غير مباشره كانت تعلم أيضا بمدى ضعف ارادتها امامه ولكنها كانت فاقده السيطره على قلبها بشكل كلى هذا ما فكرت فيه بسخط اثناء بحثها بلهفه عنه ..
.. اما مراد فوقف بعيدا يتأملها وهى ترتدى بنطال من الجينز الفاتح وبلوزه سوداء اللون تعكس بياض بشرتها وتزيدها جمالا بشكل يخطف الانفاس اما عن شعرها فكان مجدلا بضفيره طويله تصل إلى ما بعد منتصف ظهرها يضاف إلى ذلك الرداء الابيض الخاص بالأطباء كانت تسير وهى تتلفت و تبتسم ابتسامه عريضه لكل من يصادفها فكانت أشبهه بالملائكة كما كان يلقبها دائما ب ملاكى أوشك
على التحرك فى اتجاهها عندما أوقفه دكتور طارق يتحدث معه عن بعض الامور التى حدثت البارحه فى غيابه ولكن كان تركيزه فى مكان اخر جعل دكتور طارق ينظر فى نفس اتجاه تركيزه ليرى اسيا ابتسم بخبث ثم هتف بأسمها فالتفتت على الفور ازدات ابتسامتها اشراقا وهى تنظر إليه تقدمت فى اتجاههم بسعاده تضع كلتا يديها فى جيوب ردائها الابيض ثم توقفت أمامهم فعلق دكتور طارق بمرح
اسيا وأضح ان اجازه امبارح فادتك جدا الابتسامه الحلوه رجعت تنور المكان تانى اهى ...
ثم استدار موجها حديثه لمراد
انت تعرف يا مراد ان الموظفين هنا فى المستشفى مسمينها ذات الابتسامه الساحره من جمال ضحكتها ليهم ...
دوت ضحكتها وهى تعود براسها الى الخلف فى حركتها المعتاده اوشكت على التعليق ولكن اوقفتها نظرته الجليدية التى رمقها بها قبل ان يتحرك بتوتر فى مكانه دون التعليق على ملاحظه دكتور طارق قطع الصمت بعد قليل مشيرا اليها فى حديثه
دكتوره لو سمحتى لما يكون عندك وقت فاضى تعالى مكتبى فى كام حاله كنت براجع أوراقهم ولما سألت قالولى ان التفاصيل عندك فياريت لو نراجعهم سوا ...
اومأت برأسها على الفور وهى تجيبه بأهتمام
اه قصدك حاله الطفل محمد والكام طفل التانيين ! اوك حاضر هخلص المرور بتاعى واطلع لحضرتك على طول ...
هز رأسه موافقا ثم انسحب بهدوء تاركا طارق يلاحظ كل هذا التوتر الواقع بينهم سألها بعد انصرافه
مالك فى حاجه جديده ! ..
إجابتها نافيه ثم اكملت حديثها
كنت خاېفه جدا تسألنى عن اسيا وهو معانا انت عارف انى مش عايزاه يعرف اى حاجه عنها خصوصا فى الوقت الحالى ..
اومأ طارق براسه متفهما
مفهوم مفهوم مع انى ضد قرارك ده بس ليا انى احترمه خلينا فى المهم لسه مضايقه ومقرره تمشى ولا اتأقلمتى مع الوضع الجديد! ...
نظرت إليه بحيره ولكن نبرتها خرجت جديه وهى تتأفأف
اتأقلمت وعايزه امشى ...
نظر لها دكتور طارق بأستنكار فأضافت موضحه
طول ماهو قريب منى يعنى قريب من انه يكتشف حقيقه أسو عشان كده لازم اكون بعيده ..
أجابها دكتور طارق بأحباط
طيب اتمنى على الاقل تبلغينى بأى خطوه هتاخديها قبلها وبالمناسبه هو مسافر من بكره بره البلد ولمده اسبوع كامل على الاقل فكرى تانى على مهلك فى الفتره دى وهو مش موجود
اومأت برأسها موافقه ثم استأذنته فى الذهاب لم تعلم لماذا أحبطها سماع خبر سفره من الناحيه المنطقيه يجب ان تكون سعيده بذهابه حتى تستطيع الاسترخاء قليلا ولكن الحقيقه هى انها قد اعتادت على رؤيته يوميا مره اخرى وهذا اكثر ما كان يؤلمها .
انتهت استراحه الغداء لذلك قررت الذهاب إلى مكتبه طرقت باب غرفته فأذن لها بالدخول
على الفور كان مشغول ينظر إلى احد الملفات ولكنه رفع رأسه عندما لمحها وأشار لها بالجلوس على احد المقاعد ثم تحرك يترك مقعده ويجلس فى المقعد المقابل لها مجرد استقراره فى المقعد تحدث إليها على الفور بجديه
امبارح كنت براجع مع مدير الحسابات الملفات الخيرية واكتشفت ان ملف الطفل محمد مفيهوش اى معلومه ولما سألته قال انك طلبتى انه يكون على مسئوليتك وان المعلومات الكامله عندك انتى ممكن اعرف التفاصيل ! اومأت برأسها بقلق وفى حركه تلقائيه ارجعت احدى خصلاتها إلى الوراء ثم بدءت تتحدث بنبره هادئه ولكن التوتر كان يكسو ملامحها
انا بصراحه معنديش اى معلومه عنه عشان احطها فى الملف كنت لسه هتحرى عن الموضوع ده بس يمكن ملقتش وقت الكام يوم دول ...
رفع احدى حاجبيه وهو يضع إصبعه تحت ذقنه و ينظر إليها بتعجب
مش فاهم ازاى معندكيش معلومه وهو بقاله حوالى اسبوعين هنا !
اجابته وتوترها يزداد
بص هحكيلك من حوالى اسبوعين او اكتر تقريبا كنت فى طريقى للبيت وقررت أتمشى شويه على المضيق قبل ما اروح وانا قاعده هناك لقيت واحده قاعده على جنب لوحدها وكانت عماله ټعيط قررت فى الاول انى أتجاهل عياطها ده ومليش دعوه بس بعد كده لقيته بيزيد بطريقه صعبه مكنش ينفع اتجاهله اكتر من كده فقررت اروح اشوف مالها لقيتها ماسكه فى ايديها ملف طبى بعد ما اتكلمت معاها كتير اكتشفت ان الملف ده يخص ابنها محمد وانه عنده مشكله فى القلب وللأسف لازم يستنى دوره عشان يدخل فى اى مستشفى عام وهى متملكش فلوس تدخله مستشفى خاص لان زوجها سابها ومشى بدون اى مقدمات ومفيش حد ممكن يعولها هى او طفلها لما فتحت الملف فعلا لقيت التقرير بيثبت صدق كلامها فطلبت منها انها تجيبه تانى يوم اكشف عليه واتاكد
متابعة القراءة