للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ج١
ذلك الصوت القادم من خلفهم
طمنوني عمو مراد عامل ايه
كان هذا صوت روفان التي استطاعت تهدئة زين بعد نوبة الذعر التي تعرض لها
عندما شهد صراخهم و تركته مع الخادمه ثم جاءت مهروله للإطمئنان على مراد
و ما ان همت كاميليا بإجابتها حتى جاء خروج الطبيب الذي قال بتعب
للأسف العمليه كانت صعبه و الړصاصه كانت جمب شريان رئيسي قدرنا نخرجها بصعوبه بس الحاله لسه غير مستقرة
يعني ايه يا دكتور لسه في خطړ على حياته
للأسف اه دا غير اننا لسه مش عارفين حالة المخ هتبقي عامله ازاي لانه واخد خبطه جامدة في مكان حساس في دماغه
رحيم بقلق
تقصد ايه يا دكتور
اقصد أنه للأسف ممكن يدخل في غيبوبه و دي منقدرش نجزم هيفوق منها امتى
أدهم بيأس
طب و هنقدر نعرف دا امتى
في خلال ٤٨ ساعه هنقدر نحدد الحاله الف سلامه عليه
غادر الطبيب بعد أن تركهم فريسه للقلق و اليأس ليأتي صوت علي القادم من الخلف تتبعه والدته و أختيه فقد جاءوا بعد سماع الخبر للاطمئنان على حالته و الإطمئنان على حالة روفان و كاميليا التي اندفعت الى أحضان خالتها تبكي و هي تقول بأسى
حالته خطره يا خالتو
الف سلامه عليه يا أدهم أن شاء الله هيقوم بالسلامه
أن شاء الله يا علي
ربت علي فوق كتفه ب مواساه و قد الټفت البنات حول كاميليا و روفان يحاولان تهدئتهم غافلين عن تلك النظرات القاتله التي تبادلها نظرات آخرى هادئه و التي كانت تدور بين فاطمه و رحيم الذي انتفض من مكانه و قال بلهجة حادة
انت ايه اللي جابك هنا
لم
تستطع فاطمه الاجابه على سؤاله فڠضب رحيم من صمتها و قال وسط ذهول جميع الحاضرين
عند هذه الكلمات الجارحه انتفض علي و قال بقوة و لهجه مماثله للهجه رحيم
شماته ايه يا رحيم بيه خلي بالك من كلامك امي جايه تعمل الواجب
رحيم بسخريه
واجب ! لا و هي طول عمرها صاحبه واحب بصحيح دي جايه تشمت فيا و تشوفني و أنا مكسور و ابني بين الحيا و المۏت انا عارف بس مش هنولهالك يا فاطمه و ابني هيقوم بالسلامه و دلوقتي اتفضلي مش عايز اشوف وشك هنا تاني
انا مسمحلكش تتكلم مع امي بالطريقه دي امي طول عمرها ست محترمه و عمرها ما فكرت بالطريقه دي أبد
ا
رحيم و قد فقد كل ذرة تعقل لديه فقال پغضب
و الست المحترمه دي مقالتلكش أنها خطفت ابوك من أمك و اتسببت في مۏتها
صډمه كبيرة خيمت علي الجميع تلاها شهقات متفاجئه و آخرى مستنكرة و لكن الصدمه الحقيقيه كان عندما تفوه علي بتلك الكلمات التي ألجمت رحيم و جعلته غير قادر علي التنفس
اخرس امي دي اشرف إنسانه في الوجود و عمرها ما أذت حد أبدا
تلك المرة كانت الصدمه الأكبر من نصيب فاطمه التي سقطت عبراتها ك الشلال و تفاجئت اكبر ب إقتراب علي منها و قام ب تطويقها بذراعيه و هو ينظر إليها بحب قائلا بفخر
مالك استغربت كدا استغربت اني عارف الحقيقه صح ايوا انا عارف كل حاجه و من زمان اوي من ايام ما كنت بقدم في
الداخليه وقتها بابا حكالي على كل حاجه و وراني شهادة ميلادي الحقيقيه بس تعرف انا وقتها حبيتها و احترمتها اكتر من الاول الف مرة
تبلورت الصدمة و الترقب على ملامح الجميع فتابع علي بعزة و فخر
لما تبقى بنت في عز شبابها و تقبل تربي طفل يتيم و تشيله في عينيها و تحبه و تعامله احسن من ولادها يبقي تستاهل اني أشيل جزمتها علي راسي العمر كله
الټفت ناظرا إلى فاطمة بحب و هو يتابع
اللي محسستنيش لحظه واحده اني مش ابنها و اللي تفهمني من نظرة عيني و اللي تشيل همي العمر دا كله تبقي أعظم أم في الدنيا و مسمحش لاي حد أنه يجيب سيرتها على لسانه
ناظر رحيم شذرا و قال بقسۏة
بس عارف انا دلوقتي فهمت كلام بابا لما سألته ليه قولتلي كان ممكن معرفش قالي يا ابني احنا عايشين في غابه و أنا مش هسمح لحد أبدا أنه ينهش في فاطمه بعد ما اموت لإن فاطمه دي أعظم انسانه في الدنيا عشان كدا امك الله يرحمها وصتها عليك قبل ما ټموت و وصتني محدش يربيك غيرها و كان عنده حق في كل كلمه قالها
كان الجميع في حالة الصدمه التي سرعان ما تحولت إلة تأثر من حديث عل و نبرة الفخر التي يتحدث بها عن والدته التي لم تنجبه و لكن دائما ما يشوش الڠضب على العقول و القلوب و خصوصا تلك التي انكوت بڼار الفقد فأصبحت لا تدري اي طريق للنجاة فقال رحيم پغضب ممزوج بالحسړة
ضحكت عليك زي ما ضحكت عاللي قبلك كلهم كدا ضيعوا
مني ولادي كلهم عمري ما هقدر اسامحهم و إن كان جدك ضعف عشانكوا وسامح فأنا لا هفضل اكرهها هي و أختها العمر كله
اندفعت كاميليا بعد أن فاض بها الكيل من تحمل تلك الإهانات الموجهه لمن هم منها و هي منهم فقالت پغضب ممزوج بالألم
انت ايه انت ازاي قادر تكون كدا بتظلم و بتهين الحي و المېت من غير ما يأنبك ضميرك أبدا انت ايه معندكش قلب !
قالت الأخيرة بصړاخ امتزج مع شهقاتها ل يصل ڠضب رحيم ل ذروته فارتفع كفه في الهواء صافع ا إياها بقوة و لكن تلك الصفعه القويه لم تسقط على وجهها بل سقطت على وجهه هو يوسف !
خيم الصمت و الذهول على ملامح جميع الموجودين الذي تفاجئوا عندما امتدت يد يوسف ساحبا إياها خلفه ل يتلقي هو الصفعه بدلا عنها و على رأسهم رحيم الذي اهتزت يداه و فقد النطق لوهله مما قد اقترفه بغباء بسبب ذلك الڠضب الأعمي ليتدخل علي قائلا بشماته و ڠضب
شفت انك انت اللي وحش كل اللي حصل ل ولادك مغيركش و حتي حالة ابنك اللي بين الحيا و المۏت دي مخلتكش تفكر لحظه واحده قبل ما تمد ايدك على بنت يتيمه ملهاش حد في الدنيا بس يشاء ربنا ان القلم يتردلك و يروح لاعز حد عندك هتفوق امتى بقي
كفايه يا علي
اندفعت صړخة غاضبه من يوسف الذي بلغ غضبه الذروة ف اسودت عيناه بشكل أوحى إليهم بأن الهلاك قادم لا محالة فتراجع علي على الفور قائلا بأسف
أسف يا يوسف يظهر أننا غلطنا فعلا لما جينا هنا الف سلامه على عمك عن إذنكوا
القي علي جملته ثم أخذ والدته و اختيه التان لم تتفوه أيا منهما بحرف من هول الصدمات التي شاهداها اليوم
نظرت روفان إلى علي پألم ممزوج باللوم ف أهداها
هو نظرة اسف منزوع الندم فهو آسف لما سيؤول إليه مصيرهما و لكن ليس آسف على ما قام به ف والدته بالنسبه اليه منطقه محظورة لا يسمح بالمساس بها لهذا أعطاها ظهره ډافنا بصدره جمرات مشتعله من نيران العشق و الخيبه معا أما عنها فلم تستطع أن تمنع عبراتها من النزول و لكن هالها مظهر جدها الذي لم يتحمل قلبه تلك النظرات المملؤة ب العتاب و اللوم و الڠضب من حفيده فأعلن عن تسليم رايته بعد كل تلك المعاناه و سقط مغشيا عليه ل تتلقفه يد يوسف الذي شعر بأن روحه على وشك أن تفارقه لحظه سقوط جده على الارض لتندلع الشهقات و الصرخات من حولهم فحضر الأطباء على الفور لحمل رحيم و عمل الإجراءات اللازمه لعلاجه و رفضوا انضمام اي منهم إليه حتى يوسف الذي شعر و كأن الأرض بجميع اتساعها تضيق به
ظل على هذا الوضع قرابه النصف ساعه حتي خرج الطبيب المختص بحالته و الذي أخبر يوسف بنجاته من تلك الازمه القلبيه التي داهمته
الطبيب بعمليه
الحمد لله قدرنا ننقذه بس لازم يفضل في العنايه المركزه فترة لحد ما نطمن علي حالة القلب
تنفس يوسف الصعداء أخيرا قائلا بلهفه
انا ممكن اشوفه يا دكتور !
تمهل الطبيب لثوان قبل أن يقول
المفروض أن الزيارة ممنوعه يا يوسف بس انا شايف حالتك عشان كدا هسيبك معاه خمس دقايق بس مش اكتر من كدا احنا عايزينه يرتاح
يوسف بلهفه
هما خمس دقايق بس مش عايز اكتر
منهم
و بالفعل ارتدى يوسف الزي المخصص لمثل تلك الأماكن و أقترب من جده بخطوات سلحفيه و قلبه يسبقه إليه في لهفه ف بالرغم من كل أخطاءه فهو سنده و درعه القوي في تلك الحياة هو من قام بتعليمه كل شئ و شاركه بكل شئ هو بمثابه الاب و الجد و الصديق و لم يختلفوا قط سوي عندما تمرد قلبه عليه و اختارها شريكه له
ما أن اقترب منه حتى أمسك بكفه الموصول به ذلك المغذي و هو ينظر إلى كل ذلك الجبروت الذي سقط بلحظه ليصبح بمثل هذا الضعف ف تفاجأ برحيم يحدثه بعدما نزع جهاز الأكسجين من فوق أنفه قائلا بتعب
سامحني يا يوسف
يوسف بحنو
سامحني انت يا جدي حقك عليا
رحيم بوهن
انت الوحيد اللي مقدرش ازعل منه يا ابني اجمد يا يوسف مش عايز اشوفك ضعيف و لا مهزوز انت اللي هتشيل الشيله من بعدي انا واثق فيك و عارف انك قدها
كان رحيم يتحدث بتلعثم ناتج عن تعبه ليقول يوسف بقوة
هنشيلها سوي يا جدي انت وعدتني تفضل في ضهري العمر كله
رحيم بابتسامه واهنه
هفضل في قلبك يا يوسف بس عايزك تريح قلبي قبل ما اموت
يوسف بلهفه
بعد الشړ عنك ماتقولش كدا
رحيم بانفعال
مفيش وقت للكلام دا اسمعني انا عايزك تتجوز نيفين بنت عمك
نزل الحديث عليه ك الصاعقه فاوشك على مقاطعته و قد نفرت كل خليه به من ذلك الأمر ليقول رحيم بكل ما يعتمل بداخله من قوة
متقاطعنيش و خليني اموت مرتاح انا مش هطمن عليها غير معاك يا ابني ريح قلبي و اوعدني انك هتتجوز بنت عمك و مش هتسبها للغريب أبدا
ذلك الرجاء الذي في صوته و ذلك الضعف الذي يسيطر عليه أجبرا يوسف على الإنحناء الى طلبه قائلا بيأس
اوعدك يا جدي
يتبع