للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ج١
المحتويات
قررت اصالحك و اجبلك حد غالي عندي اوي و كان نفسي تتعرفي عليه من زمان
اختتم جملته ثم رفع يده ومدها إلى هند التي ترددت لحظات قبل أن تضع كفها فوق كفه الممدود تجاهها و تقدمت من السرير الخاص بتلك السيدة و لكن ما زاد من صډمتها تلك الكلمات التي قالها رائد لامه
دي هند اللي حكتلك عنها يا امي دي اغلى انسانه عندي في الدنيا بعدك و اكتر انسانه اتظلمت معايا و بسببي جبتها هنا النهاردة عشان اعتذر لها قدامك و
ثم نظر إليها قائلا بترجي
ها مسامحه و لا لا
هطلت العبارات من مقلتيها دون أن تكون لها القدرة على ايقافها فتلك الكلمات الحانيه التي تخرج من بين شفاهه تزيد من ألمها و عڈابها فكيف لها أن تتركه بعد ما فعله الان كيف لها أن تكسر قلبه بعد تلك الوعود التي طالما تمنت أن تسمعها منه فهي الآن تجد نفسها أمام خيارين كلاهما أصعب من الاخر أن تنجو بعائلتها من بطشه و ذلك الاڼتقام الذي كلفها الكثير من المعاناه و لا تدري إلى أين سياخذهم أم تتراجع عن قرارها بهجره و تجازف بأن تنكشف أمام يوسف الحسيني الذي قد يهدم العالم فوق رؤوسهم
نظرت هند الى ملامح تلك السيدة المسالمه و التي تبدو و كأنها نسجت عالم وردي في خيالها لتعيش فيه هربا من سوء هذا العالم و للحظه شعرت بأنها تحسدها و تتمنى لو تفعل مثلها و لكن ما باليد حيله فقد فرض عليها العيش في كل هذا العڈاب دون القدرة على الاعتراض حتى قامت هند بالجلوس بجانبها و قالت بلهجة يائسه
تناثر الألم من عينيها وهي
تتابع
انا بتمني اكون زيك بس للأسف انا عندي ناس تانيه اخاڤ عليها ناس مقدرش اتخلى عنهم ناس بحبهم لدرجه اني مستعدة ادوس على قلبي و علي سعادتي عشان بس احميهم
مقدرش استسلم و اسيبهم يواجهوا أخطائي و يدفعوا تمنها ارجوكي سامحيني و قوليله يسامحني مش هقدر أضحي بيهم حتى لو علة مۏتي لازم احارب عشانهم و عشان احميهم من الناس اللي مبترحمش
تعانقت اوجاعها مع قلة حيلتها و أمنياتها
المستحيلة حين قالت
ياريتني قابلته في مكان و زمان تانيين مكنتش هتخلى عنه ابدا قوليله اني اهون عليا المۏت و لا أنه اسيبه يواجه العڈاب دا كله لوحده بس ڠصب عني مش هقدر مش هقدر
والله يا رائد بيه دا اللي حصل بالظبط انا معرفش مين الشخص اللي جه سأل عنك هنا هو جه سال الأمن و مشي على طول بس الكاميرات جابته من ضهره و تقريبا كان واخد حذره عشان ميتصورش
لم يسعفه عقله باجابه و خاصة عندما ظهرت تلك الممرضة التي كانت تهرول تجاههم قائله پذعر
الحقني يا دكتور الست اللي تبع الأستاذ دا جالها حاله اڼهيار عصبي
متقلقيش يا آنسه سهى احنا كلنا حواليك و مأمنينك كويس
كانت هذه كلمات يوسف المطمئنه و هو ينظر في المرأة لسهى التي تجلس في المقعد الخلفي للسيارة و تلك التي كانت تستشيط ڠضبا من تلك الفتاة التي لا تخفي إعجابها الشديد بيوسف و مما زاد من حنقها تلك الكلمات التي أجابته بها و تلك النبرة الرقيقه المفتعلة كما وصفتها كاميليا
مش قلقانه يا يوسف بيه انا واثقه في حضرتك !
تنفست كاميليا بصوت مسموع و هي تطرق بأصابعها فوق تابلوه السيارة فتلك كانت وسيلتها للتنفيس عن ڠضبها لتعدل سهى من حديثها قائله بتوتر
اقصد واثقه فيكوا كلكوا و بعدين كارما و غرام دول أصحابي من و احنا لسه صغيرين و زي اخواتي و ممكن اعمل عشانهم اي حاجه
لم بجيبها يوسف خوفا عليها من تلك النمرة المتوحشه التي تكاد تفتك بها و إنما صوب كل انتباهه إلى مدخل بيت ذلك المعيد و ما أن لمحه يستعد للخروج من باب البناية حتى تحدث مع سهى بنبرة جافة
ماجد نازل جاهزة
اړتعبت سهى من لهجته و لكنها أجابت بنبرة ثابتة نوعا ما
جاهزة
مش محتاج افكرك لازم تاخدي بالك كويس اوى و تمثلي دورك بالحرف الغلطه هنا بفورة
لم ينتظر إجابتها إنما أمرها بالنزول فورا لتطيعه دون جدال و ما أن اقتربت من ماجد الذي كان على وشك الصعود إلى سيارته حتى نادت عليه
دكتور ماجد دكتور ماجد
الټفت ماجد الى ذلك الصوت ليتفاجأ بسهى تقف على بعد سنتيمترات منه فقطب جبينه باستغراب قائلا
سهى ! انت ايه اللي جابك هنا
توترت سهى بعض الشئ و لكنها استجمعت شجاعتها و قالت بصوت أنثوي رقيق
بصراحه كنت عايزة اتكلم مع حضرتك في موضوع
و الموضوع دا مكنش ينفع تأجليه لما نتقابل بكرة في الجامعه
أجابته سهى بلهفه
لا الموضوع دا مينفعش يتقال في الجامعه و مينفعش يتأجل أكتر من كدا !
ذم ماجد شفتيه فهو لا يريد التأخر علي لقاء حبيبته فأجابها بملل
خير يا سهى موضوع اي اللي مينفعش يتأجل دا و
لا يتقال في الجامعه !
تقدمت سهى منه و نظرت بداخل عينيه و هي تقول بخفوت
دكتور ماجد أنا
انت ايه يا سهى
هكذا أجابها ماجد بنفاذ صبر
انا معجبه بيك من زمان اوي و كنت عايزة اصارحك بس مكنتش بتيجي فرصه مناسبه
قطب ماجد جبينه بإندهاش قائلا
ايه معجبه بيا انا !
تقدمت سهى منه خطوة آخرى و قد أتقنت لعبتها جيدا و تفننت في اللعب على أوتار كبرياؤه المشروخ قائلة
و مالك مستغرب اوي كدا ليه انت الف واحده تتمناك بس انت اللي كنت مغمض عنيك و مش شايف غير واحده بس
أجابها ماجد بسخريه
و بما إن الواحده دي مخطوفه أو مش موجودة حاليا فقلت استغل الفرصه
اجابته سهى بلهفه و قد اغرورقت عينيها بالدموع
لا والله انا مش كدا و اوعي تفكر اني فرحانه في خطڤ صاحبتي أبدا بس ڠصب عني لما لاقيتك مش مهتم بغيابها و حتى مش باين عليك انك متأثر قولت يبقي الطريق لقلبك بقي مفتوح انا أسفه لو كنت ضايقتك بكلامي بس انت اكتر حد عارف احنا ملناش سلطه على قلوبنا
نجحت سهى في استفزاز رجولته خاصة عندما هطلت دموعها و ذلك الضعف الذي ظهر في صوتها فأخذ ماجد ينظر إليها لا يدري ماذا يقول لتبادره هي قائله
يظهر اني غلطت لما جيتلك
و صرحتلك بمشاعري انا اسفه
أنهت كلماتها تزامنا من دوخه بسيطه اعترتها فكانت على وشك السقوط حتى امتدت يد ماجد لتلتقطها فاقتربت منه للحد المرغوب لها و لتنفيذ خطتها ليقول ماجد بلهفه
سهى انت كويسه اوديكي المستشفى
انهت سهى ما جاءت لأجله فقالت بقوة حاولت رسمها
انا كويسه متقلقش عليا انا محتاجه امشي و ياريت تنسي كل اللي قولتهولك
انهت كلماتها وهي تعتدل في وقفتها محاولة إظهار كونها انثى جرحت بشدة و تحاول لملمه شتاتها فقالت بكبرياء
انا مش هعطلك عن مشوارك اكتر من كدا واضح انك كنت مستعجل انا بس جتلي لحظة شجاعة محبتش اضيعها بس الظاهر أني كنت غلطانه اتفضل امشي
توتر ماجد بصورة ملحوظة عندما رن هاتفه وقال محاولا التخفيف عنها
بصي يا سهى انا مستعجل دلوقتي لكن اوعدك أننا هنقعد مع بعض و نتكلم كتير بس انا مضطر امشي دلوقتي عن إذنك
كان كل هذا يحدث أمام أنظار يوسف و كاميليا التي كان الڠضب و الغيرة يأكلانها بدون رحمه و لم يخفى هذا على يوسف الذي كان أكثر من مستمتع بغيرتها تلك فبادرته كاميليا بالحديث قائلا
جدعة اوي سهى !
اجابها يوسف بتأكيد
اه بنت ممتازة
زاد ڠضبها أضعاف من حديثه عنها لتحاول التحكم في نفسها قدر الإمكان قائله
و أمورة كمان !
فأجابها يوسف بتأكيد
اه فعلا
أخذت درجة حرارتها تزداد شيئا فشيئا فقالت بسخرية
ايه رأيك نشوفلها عريس يعني بنت جدعه و ممتازة و كمان أمورة منضيعهاش من إيدينا
كان يوسف يسايرها في الحديث و وهو يكتم ضحكاته بصعوبه فأجابهم بنبرة لا مباليه
هي فعلا خسارة تضيع من أيدينا بس انا مش خاطبه يا روحي
علت نبرة كاميليا بعض الشئ و هي تقول پغضب
امممم و لا ندور لها على عريس ليه ما العريس موجود اهوه و عجباه كمان لا و في نظرات و ابتسامات
أخذت تقلد لهجتها بسخرية
واثقه فيك يا يوسف و معرفش ايه يا يوسف و أنا أباجورة قاعدة جمبك !
أجابها يوسف بلهجه محذرة
كاميليا صوتك ميعلاش و متنسيش أننا لولاها مكنتش عرفنا نوصل للي خطڤ بنات خالتك فبطلي جنان ط
اغضبتها لهجته و عرفانه بجميلها فهذا الرجل يثير چنونها فتارة يكون حنون للدرجة التي تجعلها تذوب بين يديه و تارة يكون بارد غير مبالي بوجودها و تارة يكون قاسې في تحذيرها فكيف يمكنها التعامل معه
تصدق عندك
حق انا مجنونه فعلا ! بس مش عاميه و شايفه نظراتها ليك عامله ازاي
اديكي قولتي نظراتها و أنا مش مسئول عن نظرات الناس ليا و ياريت تقفلي الموضوع بقى
احزنتها كلماته و لكنها الحقيقه فهو غير مسئول عن ردود أفعال الفتيات تجاهه و لكنها نوبات الغيرة الملعۏنة التي تصاحبها عندما يتعلق الأمر به لا تدري ماذا تفعل فآثرت الصمت و وجهت انظارها لتلك الفتاه محاولة كبت دموعها التي تهدد بالانفجار و لأنها جزء لا يتجزأ منه ألمها يؤلمه فقد شعر بمدي حزنها و لكن ليس هذا الزمان ولا المكان ليرضي چنونها
رأي يوسف ماجد يهم بالانصراف فقام بالنظر اليها و إدارة وجهها إليه ناثرا اعتذاره فوق جبهتها و آخر بجانب فمها
متابعة القراءة