للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ج١
المحتويات
و نعرف نتكلم معاك و تفهمك .
استنكر يوسف حديثهم فقال ساخرا
_ تفهموني ! هو انا في حاجه تانيه لسه مفهمتهاش
اندفعت كاميليا پغضب
_ اه فيه . محدش له الحق أنه يمنع أدهم عن غرام غير غرام نفسها . حتى لو هو غلط في حقها عمره ما يوقفه عند حده غيرها . هي بس اللي في أيدها القرار تسامحه أو تقوله أنها مش عايزاه في حياتها . لكن لو مين وقف مش هيقدر يمنعه و انت عارف كدا كويس . دا قرارهم هما الاتنين احنا ملناش دخل فيه .
_ انا هطلع اشوف كارما و علي ..
وما أن خطت خطوتين حتى اوقفتها لهجته الآمرة
_ استني عندك .
_ متطلعيش لوحدك . روح معاها يا مازن و اعملي حسابك ساعه و هنسافر .
هزت رأسها بالإيجاب و التفتت للجهه الأخرى تجاهد منع دموعها ليلحق بها مازن الذي لعڼ بداخله جميع عائله الحسيني فقد شعر بالذنب لإقحام كاميليا في هذا الوضع .
كانت كارما تحاول أن تعرف ماذا حدث بين علي و غرام و لكن الأخير لم يعطها اي إجابه بل ظل صامتا طوال الوقت ناظرا أمامه فآثرت كارما الصمت هي الأخري و الذي قطعه ظهور مازن بجانبه كاميليا و التي كانت ملامح وجهها توحي بالحزن الكبير فتوجهت إليها كارما لتسألها بلهفه
_ لا أبدا مفيش حاجه .
هكذا أجابتها كاميليا ليتدخل علي قائلا باهتمام
_ امال مالك كدا
_ زعلانه عشان يوسف قال هيمشوا كمان شويه .
تولى مازن الإجابة بدلا عنها لينقذها من نظرات علي النافذة لتومئ برأسها بالإيجاب فاحتضنتها كارما بحب قائله
كدا يا كامي هتمشي تاني دا احنا ما صدقنا جيتي .
_ ڠصب عني يا كارما انا لو كان عليا مش عايزة اسيبكوا أبدا و امشي .
صاح مازن بامتعاض
_ اه انتوا هتقلبوها نكد بقى . لا والنبي كفاية اللي شفناه التلت ايام اللي فاتوا ارحمونا شويه .
وافقه علي الرأي قائلا
_ اول مرة تقول حاجه صح في حياتك . بالله عليك انت و هيا خدوا بعض واقعدوا على جنب عيطوا براحتكوا احنا دماغنا خربت .
_عالم متبلدة المشاعر . منعدمين الأحساس .
قاطعها مازن قائلا بهيام
_ طب و ربنا انا كلي احاسيس انت اللي مش واخده بالك .
باغته علي بلكمه في كتفه قائلا پغضب
_ ولا انت هتسبلها قدامي ! بقولك ايه انا أساسا على آخري متخليهاش تيجي فيك .
مازن بحنق
_ انت طالعلي من أنهي داهيه معرفش ! ياخي ارحمني سيبني اقول كلمتين من نفسي .
وجه علي أنظاره إلى كاميليا و قال باهتمام
_ اخبار غرام ايه
حاولت كاميليا أن تخفي ارتباكها قدر الإمكان فقالت بخفوت
_ كويسه .
وصلت رساله نصيه علي هاتف مازن الذي تنفس الصعداء على إثرها فقد كان يحبس أنفاسه عند سماعه سؤال علي ليقول بنبرة مرحة أثارت دهشتهم
_ ما تيجوا نطلع كلنا نطمن عليها
التفتت إليه كاميليا
فاقت من شرودها على اقټحام كارما غرفتها و التي هرولت ترتمي في أحضانها لتبادلها غرام الحضن مع نزول انهار من الدموع من كليهما فقد خاضتا الاثنتان تجربة قاسيه و لكن لطف الله تدخل في الوقت المناسب لينقذهم و هم أكثر من شاكرين ..
_ ما خلاص بقى انتوا مصرين تخلوني اعيط ليه
هكذا تحدثت كاميليا التي هطلت دموعها هي الأخرى تأثرا بهذا المشهد فامتدت يد كارما تقربها منهما قائله من بين دموعها
_ تعالي عيطي معانا تعال .
اقترب مازن من علي قائلا باستنكار
هو ايه الاوفر دا
أجابه علي بيأس
_ امال انا اعمل ايه يا ابني عايش مع الاوفر دا طول حياتي .
_ الله يكون في عونك يا عم .
نظر له علي بطرف عينه و قرر إغاظته قليلا فقال بنبرة عالية
_ قصدك ايه الله يكون في عونك دي يا مازن مش تحاسب على كلامك ! كارما عمرها ما كانت نكديه .
التفتت كارما إثر حديث علي و نظرت إلى مازن بطرف عينيها و قد تبدلت ملامحها من الحزن الى الڠضب
_ ايه يا مازن هي مين دي اللي نكديه
صدم مازن من تبدل حالها بتلك السرعه و قال بلهفه
_والله ما قولت كدا .
_ اومال ايه يعني علي هيكذب
اجابها مازن و قد ڠضب من ذلك الماكر فنظر إليه وقال پحده
_ و دي محتاجه سؤال طبعا بېكذب .
تصنع علي الحزن قائلا .
_ اخص عليك يا مازن انا هكذب !
اندفعت كارما و قالت صائحه
مازن انا بحذرك اوعى تقول على علي كذاب مرة تانية ..
اغتاظ مازن من لهجتها و انحيازها الواضح لأخيها فقال بإنفعال
_ ما تيجي تاخديلك قلمين احسن !
_ أيه يا ابني انت اټجننت هتزعق لأختي و أنا واقف !
هكذا تحدث علي پغضب زائف ثم وجه أنظاره إلى كارما و قال بحنو مفتعل آثار حنق مازن بشدة
_ مش قولتلك يا كارما يا حبيبتي دا مينفعناش دا بيعلي صوته عليك من دلوقتي و هو لسه ملبسش دبل حتي امال هيعمل ايه لما يكتب كتابه !
اندفعت كارما پغضب
_ تصدق عندك حق يا علي دا مالوش امان .
تعاظم ڠضب مازن و حنقه على ذلك الماكر علي و الذي يريد الإيقاع بينهم فحسب و تلك البلهاء التي تنساق خلف مخططه دون أن تدري فقال بجفاء
_ تصدقي إن أنا عايز ضړب الجزمه ممرمط نفسي عشان سيادتك و في الاخر طلعت ماليش أمان .
لم يتثنى لها الرد عليه فقد قاطعهم عدة طرقات علي باب الغرفه ارتجف لها قلب كاميليا فقد شعرت بأنه من يقف خلف الباب و قد صدق حدسها حين أنفتح الباب وأطل عليهم بهيبته الطاغية فتصنعت اللامبالاة و آثرت عدم الالتفات نحوه و لكن جميع حواسها كانت معه
_ حمد لله على سلامتك . عامله ايه دلوقتي
هكذا تحدث موجها كلماته إلى غرام التي أجابته بامتنان
_ الحمد لله يا يوسف . ميرسي على كل اللي عملته عشاني انا و كارما .
أجابها بخشونة
_ انا معملتش حاجه . حمد لله علي سلامتك مرة تانية
تحدثت كارما هي الأخرى قائلة بعرفان
_ بجد يا يوسف احنا مش عارفين نشكرك ازاي حقيقي ميرسي اوي .
كانت كلماتها كالبنزين الذي سكب على ڼار مازن فاندفع يقلدها بطريقة مضحكة
_ ميرسي اوي يا يوسف مش عارفين نشكرك ازاي على اساس اني كنت رايح اسوق لهم للعربيه مانا طلع عين اهلي انا كمان . اللي ما حد قالي كلمه عدله توحد الله ! فالحه بس عماله تطبلي لأخوكي على قفايا .
أجابه علي بشماته
_ يا ابني
بطل حقد و بعدين ما لازم تطبلي انت مين اصلا هو احنا نعرفك
تعالت ضحكاتهم جميعا بما فيهم يوسف الذي كان ينظر إلى تلك التي تتحاشى بكل الطرق التقاء أعينهم فهو يعلم بأنه احزنها كثيرا و قد لام نفسه على جفاءه و حدته معها بهذا الشكل و لكن لا مجال الندم الآن فما حدث قد حدث ليقرر إنهاء هذا الحديث الدائر و المغادرة فهو يريد الانفراد بها بأي شكل ليقول بفظاظة
_ انا مضطر آخد كاميليا و ننزل عشان قدامنا سفر طويل .
الټفت إليه علي قائلا باستفهام
_ بسرعه كدا خليكوا معانا كمان يومين .
_ معلش يا علي مش هقدر في شغل في الشركه كتير متعطل لازم ارجع ضروري .
_ ربنا يعينك . كنت عايز اتكلم معاك شويه قبل ما تمشي .
هكذا تحدث علي فوافق يوسف مقترحا
تعالي نطلع نتكلم بره على ما كاميليا تسلم عالبنات .
اختتم حديثه و نظر إليها قائلا بجفاء
_ هستناك بره .
خرج دون أن ينتظر ليسمع ردها و قد تضاعف حزنها أكثر و لكنها لم تظهر ذلك و اخذت تتبادل الحديث مع الفتيات ..
أما في الخارج كان يوسف يتحدث مع علي الذي قال بعرفان
_ بصراحه يا يوسف مش عارف اشكرك ازاي على كل اللي عملته معانا عشان نقدر نرجع البنات من تاني .
يوسف بخشونة
_ متقولش كدا يا علي احنا أهل . المهم انهم رجعوا بالسلامة.
_ اكيد طبعا أهل . بس كان لازم اشكرك و أن شاء الله دا دين في رقبتي و لازم اردهولك في يوم من الايام .
يوسف بهدوء
_ مالوش لزوم الكلام دا يا علي . قولتلك احنا أهل .
علي بامتنان
_ دا شئ يشرفني . كان نفسي حقيقي تفضلوا معانا شويه بس مش هقدر اعطلك عن شغلك اكتر من كدا .
_ تتعوض أن شاء الله .
خرجت كاميليا يليها مازن الذي اقترب من يوسف يحاول ممازحته
_ جووووو . لسه ناوي عالرحيل
نظر إليه يوسف شذرا و لم يجيبه ثم وجه أنظاره إلى كاميليا قائلا باختصار
_ جاهزة عشان نمشي
أجابته بجفاء
_ جاهزة
وجهت كاميليا انظارها لعلي و قالت بخفوت
_ خلي بالك من غرام . نفسيتها مش مظبطه خالص .
فهم علي ما ترمي إليه و أجابها بهدوء قائلا
_ متقلقيش يا كاميليا . خلي بالك انت من نفسك و لو احتاجتي اي حاجه كلميني .
نظرت إليه بعرفان و قد آشعرتها كلماته بشعور رائع كانت تفتقده و تتمناه منذ زمن و هو وجود أخ لها فقالت بتأثر
_ حاضر و انت كمان خلي بالك من نفسك و من البنات و أنا هحاول اقابل خالتو فاطمة لما انزل القاهرة .
_كاميليا . هنتأخر !
كانت هذه كلمات يوسف الحادة التي فهمها كلا من مازن و علي الذي ابتسم بخفه فقد شعر بالسنة الغيرة المشټعلة تلهب الأجواء حولهم فلم يطل أكثر و استأذن منهم للاطمئنان علي شقيقتيه
وجه أنظاره إلى مازن قائلا بإيجاز
_ هشوفك في القاهرة .
تقدمته كاميليا بصمت دون
متابعة القراءة