للعشق وجوه كثيرة إلى ٣٥ نورهان العشري
المحتويات
عشان هو اللي جنى على نفسه و اختار نهايته بايده
عند هذا الحد لم تستطع كارما الحديث فقد لمست الڠضب و الحزن التوسل في
عينيه لتومئ برأسها علامة على الموافقة ليعيد رأسها بالقرب من قلبه مرة أخرى في محاولة لتهدئتها
كان أدهم ينظر لغرام الغائبه عن الوعي بقلب ممزق و عينان اخذت الدموع تسقط منها كالأنهار و مشهدها و هي تلقي بنفسها لتنقذه لا يبارح مخيلته فيعتصر قلبه من الألم فكيف يمكن أن تكون رائعه لهذا الحد معه بعد ما فعله معها لا يدري ماذا دهاه حينما فكر بأذيتها بتلك الطريقه كيف يفعل ذلك معها و هو يشعر تجاهها بكل تلك المشاعر
امتدت يداه تزيح خصله شاردة فوق جبينها و هو يقول بحب امتزج بمياه عينيه التي سقطت على ضفتي التوت خاصتها لتزيد من نيرانه
عارفه كل شويه بتأكد انك أنقى حد قابلته في حياتي كل اللي بيحصل فيا بسببك دا بيأكد لي أن ذنبي في حقك كبير اوي
صمت لثوان يحاول تجاهل تلك الغصة التي نشبت حوافرها في حلقه قبل أن يضيف بلهجة تقطر قهرا
انهى كلماته تزامنا من وصول سيارة الإسعاف الى المشفى ليقوم التمريض بدوره و هو نقلها إلى الداخل حيث وصلوا لغرفة الطوارئ مانعين أدهم من الدخول ليقوموا بعمل اللازم مر بعض الوقت حتى وصل كلا من مازن و كارما و يوسف الى المشفي ليجدوا أدهم يزرع المكان بخطواته الحائرة لتتقدم كارما منه في لهفه
أجابها أدهم ييأس
معرفش من وقت ما دخلوها جوا مقالوش حاجه ومحدش طلع من عندها
اړتعبت كارما من حديثه و همت بالحديث فاوقفها
خروج الأطباء من غرفتها ليقترب أدهم بلهفه مستفسرا عن حالتها
طمني يا دكتور هي عامله ايه دلوقتي
تحدث الطبيب بعملية
الخبطه كانت قويه احنا عملنا لها اشعه و الحمد لله مفيش كسور داخليه و لا أي خطړ على المخ بس من الواضح أن حالتها النفسيه كانت سيئة و كمان شكلها مكلتش بقالها كتير و دا عملها هبوط حاد في الدورة الدمويه بس الحمد لله احنا عملنا اللازم
يعني مفيش خطړ على حياتها يا دكتور
لا الحمد لله مفيش اي خطړ
تنفسوا جميعهم الصعداء فتحدث أدهم برجاء
دكتور انا ممكن ادخل اطمن عليها
لما ينقلوها الأوضاع بتاعتها تقدروا تشوفوه عن اذنكوا
مر بعض الوقت إلى أن جاءت الممرضة إليهم لتخبرهم بأنه تم نقل غرام للغرفه الخاصه بها لينطلق أدهم يسبقه قلبه إليها وما أن امتد كفه القبض على مقبض الباب حتى أوقفته تلك اليد التي قبضت على معصمه توقفه ليقول صاحبها بسخريه
اشتعلت نيران أدهم من ذلك المتطفل و اسودت عينيه من شدة الڠضب ليقول من بين أسنانه
لو مستغني عن ايدك متشيلهاش و لو مستغني عن عمرك خليك واقف مكانك !
ابتسم رامي في سخرية وقال بسماجه
لو مفكر انك كدا بتخوفني فأنت غلطان و ياريت تتفضل تمشي عشان وجودك هنا مالوش لازمة
في ايه بيحصل هنا
كان رائد ينظر إلى والدته الراقدة بفعل المهدئ و لا يدري ليشعر بالفرح لعودتها ام بالخۏف لحالتها تلك و بهذا الشكل ! لا يدري هل يشكرها أم ېعنفها و هروبها أيضا أثار شكوكه فحتى هاتفها اغلقته و هو لا يستطيع ترك والدته و الذهاب إليها قلبه يؤلمه يشعر و كأن شئ سي على وشك الحدوث و لا يدري ماذا عليه أن يفعل فقد كانت تلك التخبطات و التساؤلات تنهش في عقله بدون رحمه و لاول مره يقف حائرا بالمنتصف هكذا و لكنه قرر أخيرا بأن ينتظر مع والدته و أن يحادث الحرس المكلف بمراقبتها يستفسر منه عن مكان تواجدها ليخبره بأنها أتت إلى المنزل في حاله مزريه و منذ أن دخلت لم تخرج ليطمئن قلبه نوعا ما إلى
وجودها في منزله و لكن عقله مازال يعمل في جميع الاتجاهات باحثا عن إجابات لكل أسئلته
كانت هند تنظر حولها پضياع إلى تلك الشقة التي تمكنت في استئجارها في ذلك الحي الشعبي تمهيدا لهروبها فهي عندما علمت بسفر يوسف فقررت انتهاز الفرصه و الهرب إلى أي مكان مخفي عن الأنظار لحين أن يستطيع يامن تأمين مكان لها و عائلتها و قد كانت تعلم بأن رائد يراقبها فقد غافلت الحراسه التي ظنت أنها لم تلاحظها و قامت بالتسلل من الباب الخلفي للشقه خاصة و هي قد اتفقت مع والدتها و أختها على الغداء في الخارج ليخرجوا في غيابها أثناء تواجد الحرس حولها دون أن يدروا شيئا عن مخططها و لكنها قبل أن تهرب قررت بألا تزيد معاناته
في البحث عنها فتركت له أوراق تلك الصفقة المهمة التي كان يبحث عنها فهي استطاعت الوصول إليها بطريقة ما و ذلك الجواب الذي أحرقت كلماته كل ذرة في قلبه
رائد وقت ما تقرأ الجواب دا هكون انا مش موجودة و مش هقدر تلاقيني و ارجوك متدورش عليا انا مكنش ينفع افضل معاك اكتر من كدا مش عشاني دا عشان أهلي اللي ملهمش ذنب في اڼتقامك و ماضيك اللي ضيعوك و ضيعوني معاك انا عمري ما كنت اتمني أجرحك و لا أعذبك حتى بعد اللي عملته فيا و غدرك بيا قلبي مكنش بيطاوعني اني أأذيك بس الموضوع بقى اكبر مني لو كان عليا كنت هفضل جمبك و معاك لحد ما توصل لبر الأمان بس ڠصب عني ماما و ورد ملهمش ذنب أرجوك سامحني زي مانا هحاول اسامحك انا سبتلك ورق الصفقه اللي كنت قالب الدنيا عليه اتمنى اني اكون قدرت اساعدك لآخر مرة خلي بالك من نفسك و انساني و اوعى تدور عليا عشان مش هتلاقيني هند
انهى رائد قرائته لذلك الجواب الذي وجده مع أوراق الصفقة في ذلك المظروف في الكنبة الخلفية لسيارته ليشعر بيد قويه تعتصر قلبه و تمنع عنه التنفس فهل يمكن أن يكون هذا حقيقي هل يمكن أن تغادره بتلك السهولة خاصة عندما أخذ القرار بفتح قلبه لها و اطلاعها على ماضيه بداية من والدته ! هل يمكن أن تطاله يد الغدر ثانية عن طريق أكثر إنسانة احبها في حياته هل ستظل الحياه قاسيه معه هكذا دوما
فدائما ما تأخذ منه أحباؤه ليظل وحيدا
دون إرادته سقطت دمعه يتيمه من عينيه لېصرخ قلبه بعدها بصوت جهوري ممزق من الحزن و لوعه الفراق قائلا
هندددددددددد
تعالي يا فاطمه اقعدي محتاج اتكلم معاك شويه
كان هذا صوت هاشم الرفاعي الذي كان أخذ عهد على نفسه بمعاملة فاطمه معاملة حسنة فهو يريد أحفاده بجانبه و لهذا يجب أن يتغاضى عن ما حدث بالماضي فقرر بالاتفاق مع علي أن تأتي فاطمه إليه لتزوره نظرا لتدهور حالته و ذلك خوفا عليها من معرفتها بأمر إختطاف الفتيات فهي حتما لن تحتمل و ما أن خاطبه أحد رجاله يخبره بأمر العثور عليهما سالمتين حتى تهللت أساريره و قرر الحديث مع فاطمه و تكمله الجزء الباقي من خطته
نعم يا هاشم بيه اتفضل سمعاك
طبعا لازم اشكرك انك وافقتي تيجي و تشوفيني و أنا تعبان
أجابت فاطمة بهدوء
تشكرني على ايه زيارة المړيض واجب
فاطمه انا ماليش في اللف والدوران انا هدخل في الموضوع على طول انا عايزك تقنعي علي و البنات ييجوا يعيشوا معايا هنا
قطبت فاطمه جبينها وقالت بابتسامه بسيطه
والله الموضوع دا مش في ايدي علي واخواته مبقوش صغيرين و يقدروا يقرروا عايزين يعيشوا فين و مع مين
زفر هاشم بقوة وقال بلهجته المتسلطة
انت عارفه كويس اوي هما مش عايزين ييجوا يعيشوا معايا ليه و عشان مين
مفيش داعي لترميه الكلام يا هاشم بيه لو مفكر اني انا اللي بعداهم عنك تبقي غلطان
قاطعها هاشم پغضب
لا مش غلطان انت اللي واقفه بيني و بين ولاد ابني
أجابته فاطمه بقوة
لا يا هاشم بيه غلطان اللي واقف بينك وبينهم دلوقتي هو اللي وقف بينك وبين ابوهم زمان
اجاب هاشم بقوة
بين قوسين انت يا فاطمه ابني عمره ما كان هيعاديني و لا يخرج عن طوعي لولاكي انت انت اللي ضحكتي عليه و خلتيه ينسى أهله و ينسي ناسه و خدتيه و هربتي بيه من هنا
ابتسمت فاطمه بسخريه وقالت
ابنك كان خارج عن طوعك من زمان و انت عارف ابنك اصلا عمره ما كان تحت طوعك و طول عمره رأيه من دماغه و بعدين انا مخدتش و هربت سالم هو اللي اختار يبعد عنكم و عن جبروتكوا لما شاف اللي اتعمل مع صاحب عمره من اقرب الناس ليه مقدرش يستني اكتر من كدا مقدرش يعيش وسطكوا بأنانيتكوا و ظلمكوا
قاطعها هاشم بقوة قائلا بصياح
جبروتنا و ظلمنا تقصدي مين يا فاطمه تقصدي رحيم اللي خسر ولادة التلاته بسببكوا ډفن اتنين منهم تحت التراب و شال نعشهم بإيده و بردو هو اللي أناني !
أجابته فاطمه بقوة
ظلم دي أعمار و مكتوبة و هي اللي ماټت مع احمد دي تبقي مين ما هي اختي ايه هتقولي هي كمان اللي اتسببت في مۏته
قال هاشم ساخرا
و محبتيش سيرة اللي قبله ليه مين اتسبب في مۏته
لم يتلقى ايه أجابه من فاطمه التي ظهر الألم فوق معالمها ليتابع قائلا
اقولك انا اللي تتسبب في مۏته الخيانه و بأنه
سلم قلبه لللي ميستحقوش و دي كانت نهايته
مش هقدر اتكلم في اللي معرفوش بس اللي واثقه منه أن اللي يحب عمره ما يقدر يخون و دلوقتي قصر الكلام طلبك بالنسبالي مرفوض لو الولاد حبوا ييجوا يعيشوا معاك هنا مش همنعهم لكن لو مرديوش عمري ما هحاول اقنعهم أبدا عن إذنك
انهت حديثها ثم توجهت للخارج حين باغتها هاشم بتفجير تلك القنبلة التي جمدتها في مكانها
لو منفذتيش طلبي هقول لعلي انك مش أمه !
يتبع
ذلك الثبات الذي ابدو عليه لم اصل إليه بسهوله و إنما كلفني ألف خيبه تجرعتها وحدي و تجاوزتها أيضا وحدي .
نورهان العشري
أعتقد أن النظرات قادرة علي سرد روايات العشق أبلغ من ألف حديث فهناك مشاعر أقوى بكثير من أن يستطيع اللسان وصفها هكذا كانت نظرات أدهم إلى غرام فلو أنها رأت كيف يطالعها لتجاوزت عم جميع أخطائه في حقها و هرولت إليه فقد كانت عيناه تحمل اطنانا من العشق القادر على محو جميع الچروح العالقة بقلبها و لكنها للأسف كانت مستلقيه مغمضه العينان و
متابعة القراءة