للعشق وجوه كثيرة إلى ٣٥ نورهان العشري
المحتويات
يحرقه فهاهي تفصله عنها بعض سنتيمترات بسيطة و لكنه لا يستطيع الذهاب إليها و الارتماء بين جنبات عشقها فهو الشئ الوحيد الذي يجعله يهدأ الآن
فقد استرد أنفاسه عندما عادت مرة ثانية إلى منزله و الآن يشعر بالاختناق فوجودها معه في نفس المكان و لكن في غرفة منفصلة عنه ېقتله و لكن عليه أولا أن يجعلها تثق به و أن تتعلم أن تواجه أزماتها بدلا من الهروب منها فأبدا لن يحتمل أن يستيقظ يوما علي فاجعة رحيلها مجددا فقلبه لن يتحمل تكرار تلك المعاناة من جديد
إحنا لازم نتكلم
لم
تستطع أن تسيطر على براكين غيرتها التي ثارت عندما رأته خارج من غرفة نيفين لتندفع الډماء إلى رأسها ضاړبه بعرض الحائط كل العادات و التقاليد و لم تشعر بنفسها سوى و هي ټقتحم غرفته بعد أن عدت للعشرة حتى تسيطر على أنهار العبرات المتجمعه في مقلتيها لتجد نفسها وجها بوجه معه فاجتاحت جسدها
في احتواء ساحق سلب منها حتى أنفاسها ليكلل ذلك الاحتواء ببتلات الورد التي نثرها فوق تقاسيمها و بين ضفتي كريزيتها فضاع تعقلها و جميع ثباتها حتى أنها لم تدري كيف عمقت من اقترابهم تحيط بشهبها الدافئ رقبته لتضفي رونقا على قربهم و كأنها تخبره بأن روحها تتوقف على هذا القرب فلم تنتبه لتلك الطاوله التي سقطت و تلك المزهرية التي تحطمت و كأن جميع الأصوات أختفت حولهم فلم يصل إلى مسامعهم سوي همسات العشق المنبعثة من قلوب أضناها البعد ليستغرق الأمر دقائق حتى يستجيب كلا منهما لرجاء صامت لرئتين أوشكت على الهلاك
فرط الإشتعال و انفاسه الموقدة توازي ضجيج صدره المحترق بنيران العشق الذي روى خديها فأنبت زهرا مشعا مما جعله يقوم بقطف ثماره بتروي و يغرسها بين بطينانه فهو مكانها الصحيح و لن يقبل أبدا ان تنشق عنه بعد الآن و قد كانت تشاطره الرأي قولا و فعلا فبادلته القرب بأقرب حتى أنه شعر بأن الأرض لم تعد تحمله من فرط السعادة ليقول بصوت أجش
أجابته كاميليا بنبرة خاڤتة لها وقع مثير
يمكن عشان انت كمان وحشتني
أنهت كلماتها تزامنا مع انهمار شلال المطر من عينيها التي أحرقت صدره ليحوي ۏجعها بين كفوفه و يلف ضماد كلماته فوق چراحها النازفة
ليه الدموع دي
لم تفصح عن چراحها و اكتفت بإعلان شوقها صراحة
قولتلك وحشتني
إيه اللي واجعك يا كاميليا
قلبي يا يوسف قلبي واجعني أوي
غافلتها الكلمات و انبثقت من بين شفتيها على هيئة جمرات حارقه فوق طيات قلبه الملغم بآلام و آثار مضنية و لكنه حلول احتواء ۏجعها قائلا بحنو
سلامة قلبك يا روح قلبي
همست بحړقة منبعها جوفها المشتعل
جواه ڼار قايدة و مش راضيه تنطفي
شدد يوسف من احتوائه لها فكيف لا يعلم بنارها و قد أحړقته قبلها فهو يعلم مقدار غيرتها و لكنه لا ينبغي أن يكن أنانيا بعد الآن و يجب أن يعيدها إلى رشدها و يضع الأمور في نصابها الصحيح لكي يعاد ترميم هذا المنزل من جديد فأخذ يربت على ظهرها بحنان قائلا بصوته العذب
و أنا روحت فين من كل دا !
اندفعت بنبرة محرورة
أنت اللي ولعتها يا يوسف و دا اللي واجعني أكتر أنك كنت قاصد دا
رفعت رأسها تطالعه بعينين تبلور بهم العتاب و الألم الذي انعكس على نبرته حين قال
أنا مقصدتش اوجعك انا بس قصدت افكرك باللي كنت عايزاني اعمله اني اعيش حياتي ووو
متكملش أوعى تكمل أرجوك انا لو كنت أطول اقطع ايدي اللي كتبت كدا كنت قطعتها والله العظيم
تلهفت نبرته حين قال وهو يستند بجبهته على خاصتها
اوعي تقولي كده تاني
لا هقول يا يوسف و انت لازم تسمع
لم يستطع مقاومة إغواء الحديث معها ووالنظر إليها عن قرب بعدما ذاق لوعه فراقها و قد راقه كثيرا نبرة التحدي التي لونت نبرتها
قولي اللي جواك سامعك
تجاهلت ضجيج قلبها إثر عينيه التي تشملانها بعشق لم تخطئ في فهمه ولكنها حاولت الثبات قدر الإمكان حين قالت
لو كنت مفكر انك كدا بتربيني و بتتأكد إني اتعلمت من الدرس فأنت اتأخرت اوى أنا اتعلمت الدرس من اول لحظه مشيت فيها و سبتك هنا و أنا سايبي روحي معاك
تحشرج صوتها وهي تضيف
اتعلمت الدرس في كل ثانيه اتمنيت بس المح طيفك حواليا عشان أحس بالأمان بس كنت بفتكر إني أنا اللي ضيعتك من ايدي في كل لحظه كنت بتجنن من شوقي ليك كنت بندم و اتمنى أني أكون في كابوس و أصحى منه الاقيني
جنبك
حاولت كظم ۏجعها بشتى الطرق وهي تقول
مش انت اللي هتعلمني الدرس قلبي اللي علمهولي
ارتفع رأسها و هي تناظره بعنفوان إمرأة صنعت من رماد حطامها جدار تتكئ عليه
لكن لو فاكر إن كاميليا الحسيني هتقدر تكسرها بواحده تانيه و خصوصا لو كانت الواحده دي نيفين فأنت غلطان و غلطان اوي كمان عشان قلبي اللى جابني لحد عندك دلوقتي يشتكيلك
منك هو بردو اللي هياخدني من إيدي و يقولي المكان دا مش مكاننا
لم تفلح في إخماد لوعتها وهي تقول
اغضب زعق كسر اضرب حتى لو دا هيريحك و يخليك تتأكد إني فعلا اتعلمت من غلطي بس اوعى توجع قلبي كدا تاني
أنهت كلماتها لاهثه فهي تعلم أنها قد تمادت كثيرا معه و
لكنها حتما لن تحتمل تلك النيران و آثارها على قلبها الذي اسودت معالمه جراء هذا الچحيم الذي تحياه
كعادته يفاجئها حين قال بجفاء
الإيد اللي تتمد عليك هقطعها يا كاميليا حتى لو كانت إيدي
لن تنكر أن كلماته لها وقع الغيث على قلبها الذي اهتزت اوصاله من فرط المشاعر التي أثارها به و لكنها لن تتراجع حتى تضمن أن طريقهم لم يكن به طرف ثالث لذا قالت بلهجة جاف
يعني إيه مفهمتش بردو إيه ردك على كلامي
زفر وجعه و حيرته في آن واحد وهو يقول بغلظة
معنديش رد يا كاميليا بس في نفس الوقت جوايا ڠضب كبير مش هيهدى غير بيك لكن
قطعت الخطوات الفاصلة بينهم بلهفة تناثرت من عينيها و لهجتها حين قالت
من غير لكن زي ما غلطت هصلح غلطتي و هكون قد ثقتك فيا المرادي والله مش هسمح لحاجه و لا حد أنه يخوفني بس ارجوك سيبني اداوي الچرح اللي اتسببت فيه
ضاع تخبطه أمام لوعتها و رجائها
سيب نفسك ليا و أنا هضيع الڠضب دا كله الله يخليك ادي قلوبنا فرصه تانيه
رفع إحدى حاجبيه و قال مستنكرا
تانيه !
هتفت بحدة
عاشرة يا يوسف ايه منستحقش !
لم تجد منه إجابه لتتابع قائله بلوعة قد أحرقت قلبه
أرجوك طمني أنا طول الوقت خاېفه و مړعوبه من فكرة إنك تعاقبني و تبعد عني طول الوقت عايزة اترمي بين حدود قلبك عشان عارفه ان دا الوقت الوحيد اللي قلبي هيأمن فيه من عقابك
ذرفت لوعتها في تلك الكلمات الملتاعه
طول الوقت بدعي قلبك و قلبي يشفعولي عندك لكن أنا بجد خاېفة و خۏفي منك اكبر من اي خوف في الدنيا انا عارفه انك عمرك ما بتسامح و مش سهل أبدا تنسي بس أنا إستثناء
همست بالوعة
صح صح يا يوسف
قالت جملتها الأخيرة بنبرة أشبه بالتوسل و كانت نظرات عينيها يائسه و كأن حياتها بأكملها متوقفه على إجابته لسؤالها و ظلت للحظات أسيرة نظراته الغامضة التي استطاعت و ببراعة إخفاء ذلك الصراع الدائر بداخله بين قلبه العاشق لها و عقله الرافض لوجودها و كلاهما يملكان الحق و هو ممزق بينهما يعلم أنه تنازل كثيرا لأجلها ودائما ما تغلبه نوبات اشتياقه لها فيتجاهل تحذيرات عقله و يضرب بعرض الحائط كل القرارات التي يأخذها في غيابها و متى تشرق شمسها على قلبه يصبح كالمسحور أمامها فيتحول صدره إلى بركان مشتعل من شدة لهفته إلى قربها
هم بإنهاء ذلك الصراع المرير على طريقته عله يستطيع أن يمحو تلك النظرات الحزينة من عينيها ليتفاجئ من إقتحام نيفين لغرفته و التي اصطدمت بوجود كاميليا داخلها و التي لم تكن أقل صدمة منها لتتفاجئ بدخولها هكذا بدون أي إستئذان لغرفته و هو الشئ الذي كان من رابع المستحيلات سابقا فتمزقت اوتار قلبها الذي بدا و كأن قبضة قوية اعتصرته و خاصة عندما لم يصلها أي رد منه لتشعر بوجوب انسحابها و إذ بنيفين تباغتها بذلك الاستفهام الأهوج الذي أشعرها و لأول مرة بأنها دخيله علي حياته
ممكن أعرف حضرتك بتعملي إيه هنا
لملمت شتات نفسها بصعوبه و قالت بصوت حاولت أن يبدو واثقا رافعه رأسها بكبرياء بعد أن طالعتها بنظرة قاسېة
اللي بعمله هنا ميخصكيش يا نيفين و عموما أنا خلصت اللي كنت جايه عشانه و كنت هخرج
ما أن همت بالتحرك لتتفاجئ بقبضه قويه اوقفتها جاذبه إياها لتصبح على مقربة كبيرة منه و لم يكتفي بذلك بل التف قيد عشقه حولها لتستشعر دفء حناياه يغمرها وكأنه بتلك الفعله محى من قلبها كل تلك الچروح التي أوشكت في أن ټقتلها ألما
فقد كانت غافلة عن أن حزنها هو أكثر ما ېقتله أنه لم يسمح لأحد قط بالتجرا عليها و بأن مكانتها بينهم كونها زوجته لن يتم التعدي عليها أبدا و أخيرا جاءت لهجته قاسېة باردة كالصقيع
في حاجه يا نيفين
كانت تغلي في مراجل من رؤيه غريمتها بجانبه بتلك الطريقة
و قد أعمتها الغيرة فبعد كل ما فعلته لإزاحتها من طريقها تأتي
مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن !
فصاحت مغلولة
عايزة اعرف هي بتعمل ايه في أوضتك يا يوسف
رفع يوسف إحدى حاجبيه و قال بلهجه ساخره
مش ملاحظه إن سؤالك غريب شوية ! يعني في حد يسأل واحده بتعمل إيه في
متابعة القراءة