للعشق وجوه كثيرة إلى ٣٥ نورهان العشري
المحتويات
و جيم. كل الحجج اللي عندي خلصت خلاص اقوله هخرج ازاي
_ ماليش فيه يا سميرة قولتلك عايز اشوفك النهاردة .
_ مستحيل هعرف أخرج النهاردة الا لو حصلت معجزة . معرفش حاسه إن مراد شاكك فيا بيبصلي بصات مش مريحه
الشخص الآخر بملل
_ خلاص يا سميرة مش طالبه معايا اسمع سيرة الزفت دا .
_ طب اقفل دلوقتي و هشوف هعرف اعمل ايه و هكلمك .
_ مين
_ ممكن ادخل
نظرت سميرة الى نيفين التي تقف أمام باب الغرفه مطأطأة الرأس ترسم على وجهها جميع ملامح الاعتذار و الخجل لتطالعها سميرة باستهزاء قائله
تقدمت نيفين بخطوات بطيئه الى داخل الغرفه بعد أن أغلقت الباب خلفها و نظرت إلى سميرة قائله بنبرة خافته
_ عايزة اتكلم معاك شويه .
طالعتها سميرة بشك ثم تقدمت و جلست على الأريكه واضعه قدم فوق الأخرى ثم قالت بملل
_ قولي اللي عندك يا نيفين و بلاش الحركات دي معايا .
اقتربت نيفين منها بحنق قائله بلهجه قويه تتنافى تماما مع لهجتها السابقه
سميرة بسخريه
_ و مالها حياتنا يا عين امك
_اقصد حياتك انت و بابا . هتفضلوا العمر كله كدا
_ و ايه الجديد ما أنت من يوم ما وعيتي ع الدنيا و هو كدا .
نيفين پغضب
_ و بعدين هتفضل كدا لآخر حياتنا يعني
يا ماما انت صعبانه عليا . حياتك و شبابك اللي بيدفنوا بالحياة و انت لسه حلوة و في عز شبابك .
_ صعبانه عليك ! و مصعبتش عليك لما روحتي لزقتي في ابن ضرتي عشان تقربي من روفان و تصاحبيها و لا لما ابوكي ضړبني علقھ مۏت بسببك ! جايه أصعب عليك دلوقتي ! بتخططي لايه على قفايا يا نيفين
نيفين بمكر
_ ماهو انت اللي مفهمتنيش يا ماما و قعدتي تزعقي و بهدلتي الدنيا من غير ما تسمعيني و لا تديني فرصه اشرحلك خطتي .
_ خطة ايه دي أن شاء الله
_ احنا لازم تخلي بابا في عبنا خصوصا بعد ما طلعنا زين دا من تحت الارض كدا تلتين ثروته هيروحله بما أنه الولد و طبعا احنا مش لازم نسكت عالكلام دا .
سميرة بسخريه
_ لا والله ! لسه واخدة بالك دلوقتي امال انا كنت هتجنن ليه و حاولت اخلص منه و أطلعه برة البيت
_ و هو بالجنان هتعرفي هتطلعيه بره البيت
_ قصدك ايه
نيفين بتخابث
_ قصدي اننا لازم نخلص منه يعني ميكونش له آثر .
شهقت سميرة قائله بفزع
_ قصدك نقتله انت اكيد اټجننتي.
_ مش بالظبط احنا بس هنهيأله الظروف اللي تخليه يروح في داهيه و يغور من حياتنا .
سميرة بسخريه
_ و انت فكرك أن الواد دا لو جراله حاجه مراد هيسبنا في حالنا ! دا احنا اول ناس هيشك فيهم .
نيفين و قد وصلت إلى تلك النقطه التي تريدها فقالت بمكر
_ ماهي دي الخطه اللي انا برسم و اخططلها احنا لازم نتعامل معاه كويس و نمثل أننا بنحبه و انت يا عيني تقبلتي وجوده خلاص بحيث لو حصل حاجه نبقي احنا بره الليله
سميرة باقتناع
_ طب و دا هيحصل ازاي
_ بصي يا ستي انا عيزاك الاول تحسني علاقتك ببابا و تعيشوا مع بعض زي أي زوجين .
سميرة پقهر
_ دا عشم إبليس في الجنه . مراد مبيكرهش ادي في الدنيا .
نيفين بإقناع
_ بس راجل في النهايه و اللي كان بيسيبك ويروحلها ماټت و غارت في داهيه و الساحه فضيتلك . انت بقي استغلي النقطه دي .
_ يعني اعمل ايه
_ يعني مثلا كلمتين حلوين على شويه نظرات انكسار و حزن بعد اللي عملوا فيك و شويه معامله حلوة مع الواد ابنه دا و أنا طبعا مش هسكت . شويه تعالوا نخرج سوي و شويه دا ماما تعبانه يا بابا اطلع شوفها و كل شويه صدفه كدا تخليك تستفردي بيه و معتقدش انك مش عارفه هتعملي ايه معاه لو جالك برجليه .
سميرة بلهفه
_ هو ييجي بس و مبقاش سميرة لو مخلتهوش يندم ندم عمره على كل لحظه بعد عني فيها .
نيفين بمكر
_ حلو اوي . نيجي بقى للشغل العملي . بصي بقي انت محتاجه تروحي للكوافير تظبطي نفسك و تشتريلك شويه حاجات كدا من بتاعت المتجوزين دي عشان نظبط الأداء
سميرة بحزن زائف
_ طب و هخرج ازاي دا انت شايفه جدك عامل عليا حصار و مانعني من الخروج بسبب اللي حصل آخر مرة .
نيفين بتخابث
_ سيبي الموضوع دا عليا . انا هغطي على غيابك بس متتأخريش بالكتير ساعتين تلاته .
توسعت عين سميرة فقد وجدت حل لمعضلتها آخيرا و قالت بلهفه
_ عيب عليك يا نيفو . قبل كدا هكون عندك .
هكذا تحدثت سميرة و لكنها تذكرت شي آخر فقالت بغيظ
_ طب و صفيه دي مبتخبيش عن جدك دبه النمله
_ لا دي متقلقيش منها خالص سبيها عليا يالا انا هقوم اروح لجدي و انت بقي جهزي نفسك و متتأخريش . اه و متنسيش تتوصي بمراد بيه الحسيني عايزينه ينسي اسمه .
اتبعت نيفين حديثها بغمزة جعلت سميرة تبتسم بخبث على سذاجتها ثم بعد أن تأكدت من خروجها قامت بإجراء مكالمه هاتفيه
_ ايوا يا حبيبي استناني في الشقه اللي بنتقابل فيها جيالك .
وصلت السيارات أمام ذلك القصر الكبير و ماهي ثوان حتي ترجلوا جميعهم الى الخارج كلا يكتنفه شعور مختلف عن الآخر و لكنهم جميعهم اجمعوا على الشعور بالخۏف من المستقبل كانت الفتاتين تشعران بالغربه و أخذتا تنظران حولهما ثم تحولت نظراتهما الى علي الذي كان هو الآخر لا يختلف شعوره عنهما و لكنه ابتسم تجاههم ابتسامه طمئنه و سرعان ما وجدوا الخدم تفتح باب القصر و ذلك العجوز الذي يمشي مستندا على عصاه قادما في لهفه تجاههم يحاوطه الخدم من كل جهه خشيه عليه من ان يسقط من فرط لهفته ل استقبالهما فهاهي أمنيته الوحيدة في تلك الحياه تتحقق بجمع شمل أحفاده من حوله
اقترب منهم هاشم الرفاعي و هو يهلل في فرح
_ أهلا اهلا يا ولاد الغالي . نورتوا بيتكوا .
تقدم علي منه تلاه شقيقتاه بعد أن تلقوا إيماءة من والدتهم بمعنى اقتربوا ليحاوطوه و هو يسلم عليهم في ترحاب شديد و قد لمسوا مدى حبه لهم و فرحته بمجيئهم و لم يفت عليه تحيه علي المتحفظه معه ليبادر هو بعناقه فاستجاب له علي ليشاطره اختيه العناق المحموم بأنواع شتى من المشاعر المتضاربة منها الندم و الشوق و المحبه و الحزن ليقطع الحديث آخيرا المساعد الخاص بهاشم قائلا باحترام
_ هاشم بيه . انا مقدر الحاله اللي حضرتك فيها بس الانفعال الزايد دا غلط على صحتك .
أجابه هاشم بصوت متحشرج
_ مش فارق المهم اني عشت و شفت ولاد الغالي في حضڼي مش مهم اي حاجه بعد كدا . انا مستعد اموت دلوقتي و مش هيهمني .
نطق جميعهم في آن واحد
_ بعد الشړ عنك يا جدو . متقولش كداا يا جدو . ربنا يطولنا في عمرك .
هاشم بتأثر
_ ربنا ما يحرمني منكوا يا حبايب جدو .
كان مازن يقف من بعيد يراقب ما يحدث في تأثر دون أن يحاول الاقتراب احتراما لخصوصية ذلك اللقاء الحار و نظر إلى فاطمة المتأثرة ثم اقترب منها قائلا بلهجه حانيه
_ اكتر حاجه صح عملتيها هي انك وافقتي أنهم ييجوا يعيشوا معاه . صدقيني انك تفرحيه الفرحه دي كلها و هو في حالته دي ثوابها عند ربنا كبير . دا غير أن عمي سالم الله يرحمه لو كان عايش كان زمانه طاير من الفرحه دلوقتي .
نظرت إليه فاطمه بحنان و قد سقطت دموعها تأثرا بما يحدث دون التفوه بحرف حتى تحدث هاشم قائلا بصوته الواهن
_ اتفضلي يا ست ام على . نورتي بيتك و بيت ولادك .
نظر الاخوات الثلاثه الى بعضهم في ترقب و اندهاش من لهجه جدهم الحانيه و التي يرتسم بها الاحترام مع والدتهم التي اقتربت بعد أن أمسك مازن بيدها ليتقدموا الى مكانهم فمد هاشم يده إليها و في عينيه نظرات خاصه لم يستطع ايا من المتواجدين تفسيرها لتظل فاطمه لثوان تبادله النظرات هي الأخري ثم مدت
كفها إليه تبادله السلام مع إيماءة بسيطه من رأسها ليدعوهم هاشم الى الداخل بعد أن أمر الخدم بحمل أمتعتهم و وضعها في غرفهم التي تجهزت خصيصا من أجلهم ..
في الداخل ما أن جلسوا جميعهم في غرفه الصالون حتي سمعوا صوت الباب يفتح و صار قلب أحدهم يدق كالطبول عندما سمع صوت محبوبته الذي غرد كالعصفور و هي تقول بشقاوة
_ جدو هاشم . يا جدو .
_ اهلا بحبيبه جدو . انا هنا في الصالون تعالي .
نظر جميعم الى مصدر الصوت في دهشه و ترقب لرؤيه تلك الفتاة التي تنادي على جدهم بكل تلك الحميميه ما عداه فقد كان يتطلع بلهفه و إشتياق و تسارعت أنفاسه خاصة عندما دخلت الى الغرفه بهييتها الملائكيه الساحرة و شقاوتها المعهودة فقد كان ينوي أن أول ما سيفعله عندما يصل هو رؤيتها فقد اشتاقها كثيرا لتفاجئه هي تلك المفاجئه الاكثر من رائعه و تأتي لإستقباله
تقدمت روفان الى الداخل و كانت كل خليه بها ترتجف شوقا و خجلا فها هي سوف تراه آخيرا بعد عنائها مع ذلك الشوق الذي كان يرهقها في غيابه فلم تستطع المشي بهدوء بل اندفعت مهروله الى الداخل خلفها كاميليا التي أمسكت بمعصمها و هي تقول بخفوت
_ اهدي يخربيتك أدهم جاي ورانا لو حس بحاجه هينفخك .
روفان پذعر
_ بالهوي دانا نسيت أدهم خالص .
_ لا افتكري ياختي عشان منتعلقش بسببك .
تقدمت كاميليا خلفها روفان التي كانت تنظم أنفاسها بصعوبه فما أن رأت الفتيات كاميليا حتى اندفعن نحوها بالعناقات و السلامات و كانت روفان تقف خلفهما لتجده ينظر إليها بنظرات اخجلتها كثيرا فقد كان الشوق يملؤها لتعلم وقتها بأن إشتياقه لها قد اضناه هو الآخر فنظرت تجاه هاشم الذي لاحظ تلك النظرات الخفيه بين حفيده و بينها فانشرح قلبه كثيرا و ناداها ببهجه كبيرة قائلا
_ روفان حبيبة جدو . ايه المفاجأة الجميله دي
اقتربت
متابعة القراءة