للعشق وجوه كثيرة إلى ٣٥ نورهان العشري
المحتويات
يسامحها بسهوله و أن الطريق أمامها طويل فأخذت تلهو بملعقتها في طعامها الذي لم يمس
و أخذ الحزن يتمكن منها حتى أنها أحنت رأسها لكي لا يشاهد أحد تلك الطبقة الكريستالية التي تكونت كغلاف من الدموع يغطي عينيها الجميلتين
و كان كل هذا لا يخفى عن ذلك الذي كان الندم يقرضه من الداخل حزنا على مظهرها اليائس و حزنها الذي يظهر جليا في انحنائها و رجفة يدها وكأنها تحارب كي لا تسقط العبرات من عينيها و لكنه أبى الإستسلام إلى مشاعره و ألم قلبه لأجلها و يجب أن تعلم إن الطريق إلى غفرانه ليس سهلا أبدا فهو إن كان قد تنازل عن بعضا من مبادئه لأجلها فحتما ينوي جعلها تتعلم الدرس جيدا فلم تعد له قدرة على تحمل نفس الألم مرة ثانيه
مرة آخرى
و لكن دائما للقلب رأي آخر يضرب بعرض الحائط كل قرارات العقل و ينحيها جانبا ليجد يده تمتد تلقائيا الموضوعة فوق الطاولة لتلتفت إليه غير مصدقه أنه أخيرا قرر أن يشفق علي حالتها البائسة لتلقي عليه نظرات معذبه معتذرة و أيضا معاتبه فأخذ يقاوم بشدة أوامر قلبه باحتوائها و محو تلك النظرات الحزينة من فوق ملامحها و لكنه اكتفى ببضع كلمات بسيطة لكنها تحمل بداخلها الكثير من الإهتمام و الحب الذي لم يخفى عن الجميع حولهم ممن يراقبونهم بتركيز واهتمام
كان يود لو يخبرها بأنه لا طاقه له أبدا على رؤيتها تتألم و لو قليلا و أنه لن ينسى مظهرها بين يديه فاقدة للوعي فقد كان أشبه بانسحاب الروح من جسده
حسنا اكتفى ببضع كلمات بسيطه و لكن عينيه أخبرتها الكثير و الكثير حيث كانت نظراته كالبلسم لچروحها العميقة و كالعناق الدافئ في ليله شتاء قاسېة البرودة تضفي الكثير من الدفء و الأمان على جميع حواسها لينتفض قلبها عشقا بين ضلوعها فذلك الرجل يملك من الحنان ما يمكنه إذابة جبال من الجليد فكيف طاوعها قلبها على هجره بتلك الطريقة و كيف استطاعت أن تمضي كل ذلك الوقت بعيده عنه فأي خطأ جسيم قد ارتكبت في حقهما
في الحقيقه يا جماعه أنا كان عندي خبر اتمنى أنه يفرحكوا ممكن الوقت مش مناسب بس انا هستغل فرصه اننا كلنا متجمعين عشان اقوله
صمت دام لثوان معدودة و تعلقت كل العيون به ليحثه رحيم
على التحدث قائلا
وتضيف صفيه بلهفه
خير يا مازن يا حبيبي طمني
خير يا خالتي اطمني انا
كنت عايز اقولكوا اني نويت أخطب
ما أن أنهى مازن حديثه حتى تهللت أسارير صفيه كثيرا و انتفضت من مقعدها تعانقه بفرحه كبيره قائله بحب
الف مليون مبروك يا حبيبي أخيرا هييجي اليوم اللي أشوفك عريس
الله يبارك فيك يا حبيبتي ربنا ما يحرمني منك
توالت عليه التبريكات و التهنئات من الجميع ليقاطعهم رحيم قائلا
مبروك يا مازن يا ابني بس مش نعرف العروسه مين و بنت مين
قاطعه رحيم بصوته القوي و بنبرة ذات مغزى
قصدك بنت الدكتور هاشم سالم و حفيده اللواء سالم الرفاعي مش بنت فاطمه !
أصبح الجو مره ثانيه مشحونا بالتوتر والڠضب من قبل البعض ليرد مازن بثقه و قوة
في الحقيقه يا رحيم بيه انا ميهمنيش هي بنت مين انا اللي يهمني كارما و بس لاني بحبها فعشان كدا أي حاجه تانيه مش فارقه معايا
ابتسم رحيم بسخريه تجلت في نبرته حين قال
والله يا مازن انا فرحان علشانك و كل حاجه بس انت عارف معزتك عندي و إنك زيك زي أحفادي و واجبي انبهك !
ضيق مازن ما بين عينيه و قال مستفسرا
تنبهني
اه يا مازن انبهك ماتسبش الحب يتمكن من قلبك اوي و يضعفك عشان ميضيعكش حكم عقلك في كل حاجه بتعملها غيرك خسر حاجات كتير اوى بسبب الكلمه دي !
أنهى رحيم كلماته التي كانت تحمل في طياتها الكثير من اللوم الموجه لأحفاده و لأبنه في المقام الأول ليتفاجأ برد يوسف الذي كان هو الآخر يوجه حديثه لشخص ما يحتل كل جزء من تفكيره ليقول بنبرة واثقة
عمر الحب ما بيضيع صاحبه و لا يضعفه أبدا الحب لو مقواش صاحبه ميبقاش حب لو حسيت
انك خاېف تبقى مابتحبش
استمهل نفسه قبل أن يضيف بنبرة جافة
و أحيانا المكسب و الخساره بيختلف من شخص لشخص
رحيم بجفاء
تقصد ايه
يوسف بنبرة جامدة
يعني خسارتي بالنسبالك ممكن تكون مكسب كبير اوي ليا ! فأنا رأيي أن الإنسان كل اللي عليه أنه يختار صح يختار اللي يليق بيه و هو اللي يكون شايف مش حد تاني
طافت اعينه على أوجه الحاضرين قبل أن يضيف بجفاء
و في النهاية محدش صغير و كل واحد مجبر يدفع نتايج أخطاءه عشان يتعلم ميغلطش تاني و دا بقي بيتسمى الخبرة
أنهى يوسف كلماته تزامنا مع تلك الرغبة القوية التي ضړبت سائر كيانها فقد شعرت و كأن كل حديثه موجه إليها فهي من كانت ضعيفة خائڤة وهي من تركته ورحلت دون أن تنظر خلفها و هي من أضعفته بعشقها فلم تملك سوى أن تتمتم بعض عبارات الاعتذار لهم لكونها متعبه و تحتاج إلى الراحة لترحل محافظه على ما تبقى لها من إرادة حتي لا ټنفجر أمامهم في البكاء و لكن عند وصولها لأول درجات السلم سمعت كلمات جدها إلى يوسف التي اخترقتها في الصميم و أشعلت براكين غيرتها
كل واحد له وجهه نظر يا يوسف بس ياريت بعد ما تخلص حكمك ومواعظك في الحب تطلع تطمن على نيفين بنت عمك عشان تعبانه بقالها يومين
أراد يوسف الطرق على الحديد وهو ساخن فأجاب برحابه صدر قاصدا أن يصل حديثه إلى مسامعها عله يصل إلى مبتغاه
أكيد طبعا لازم اطلع اطمن عليها نخلص غدا و اطلعلها على طول
عند وصول تلك الكلمات إلى مسامعها شعرت بأسهم ڼارية تنغرز بصدرها حتى أنها لم تعرف كيف وصلت إلى غرفتها و لم تلحظ أبدا أنها على حالها مثلما تركتها فقد شعرت بأن التنفس بات ثقيلا عليها حتى أنها أوشكت على الإختناق جراء ذلك الألم الذي اقتحم قلبها عندما وجدته أكثر من مرحب بالاطمئنان على غريمتها لټدفن وجهها في الوسادة محاولة كتم صوت بكائها الذي لو أطلقت له العنان سيسمع به العالم أجمع
انت يا ست هانم اصحي هتفضلي مېته كدا لحد امتى
أنهت سميرة كلماتها الغاضبه و هي تنظر إلى ابنتها النائمة و التي حتى و إن استعادت صحتها لم تستطع لملمه شتات نفسها من تلك الحقيقه التي قلبت حياتها رأسا على عقب
هبت نيفين من نومها مفزوعه إثر إقتحام سميرة الغاضب لغرفتها لتتحدث بړعب من مظهر والدتها
إيه يا ماما في ايه
تحدثت سميرة باستنكار
في إيه ! انت كمان بتسأليني طبعا مانتي مخمودة هنا ولا على بالك البلاوي اللي بتحصل تحت ما انت جبله بلوة و اتحدفت فوق دماغي
لطالما آلمتها كلمات سميرة لها و ټعنيفها الدائم لأتفه
الأسباب و لكن الآن لم تبالي كثيرا لأنها الآن عرفت السبب وراء ذلك لهذا تحدثت معها بتلك النبرة اللامباليه
ما تقولي في ايه بدل ما انت عماله تنوحي كدا انا
تعبانه و مش حمل ضغط عصبي زيادة
رفعت سميرة حاجبها باستنكار وقالت ساخره
يا عيني ! تعبانه و مش ناقصه ضغط عصبي ! تصدقي صعبتي عليا طب خدي بقى الخبر الحلو دا يمكن يخلص عليك و ارتاح منك و من قرفك الست كاميليا هانم جت تحت دخلت من باب الفيلا و هي أيدها في أيد حبيب القلب و لا أكنهم راجعين من شهر العسل لا و ايه ياريت على قد كدا دي جايه فاردة قلوعها عالآخر و البيه بيسند لها و عاملي فيها حامي الحمى خلاني أنا سميرة اعتذر للجربوعه دي و آكل في المطبخ مع الخدامين
قالت كلماتها الأخيرة بصړاخ لتصدم نيفين مما سمعته و لكن صډمتها لم تدم طويلا إذ شعرت بالشماتة في تلك المرأة فهاهي نالت الإذلال على يد أكثر شخص تكره في هذه الحياه
لاحظت سميرة نظرات ابنتها الغامضة التي ظهر بها لمحة من الشماته لتهب من مكانها قائله پغضب
ساكته يعني ايه مش زعلانه على امك و
اللي اتعمل فيها من بنت زهرة !
لا طبعا زعلانه بس بحاول استوعب اللي حصل و ايه اللي غير يوسف من ناحيتها كدا
تحدثت نيفين محاولة أن تبدو متأثرة بما حدث على عكس إحساسها الداخلي بالشماتة و لكن ليس من الصائب أن تخسر تلك المرأة في هذا الوقت بالتحديد فهي تحتاجها للتخلص من وجود كاميليا في هذا القصر لذا تابعت بلهجة حاولت أن تضفي عليها الڠضب
تفتكري قالتله ايه الزباله دي خلته نسي كل حاجه و رجعلها كدا
ما أن نطقت هذه الكلمات حتى وصلت إلى مبتغاها في تشتيت نظرات سميرة الثاقبة لها لتنفعل الأخيرة قائله پقهر
انا عارفه عملتله ايه بنت زهرة خلته قلب ميه و تمانين درجه كدا ! دي ولا اكنها سحراله ! طالعه حية زي امها بتعرف تبلف الرجاله و تضحك عليهم
أنهت كلماتها موجهه نظرات محتقرة لابنتها ثم تابعت بغيظ
واحده ذكيه مش طالعه غبيه زيك مبتعرفش تعمل أي حاجه
تحدثت نيفين بسخريه
قصدك طالعه حلوة لأمها و ذكيه بردو لأمها
كل واحده طالعه لأمها يا ماما و دا مش ذنبي انك أمي
جحظت أعين سميرة وهي تسمع كلام نيفين لتندفع ناحيتها بخصلات شعرها تجرها تجلى في نبرتها حين قالت
تقصدي ايه يا بت انت قصدك انك طالعه وحشه و غبيه لأمك ! دا أنت نكرة و زباله من غيري مالكيش اي لازمه و لا وجود فاهمه !
تحدثت نيفين من بين دموعها محاولة تخليص نفسها من يد والدتها
كويس انك فهمتي قصدي و لو عايزة تعرفي مين فينا اللي غبي افتكر كدا اللي حصل زمان بينك و بين زهرة هتلاقي ان هي اللي فازت و انت اللي خسړتي هي عاشت مع واحد بيحبها و ماټت و اندفنت معاه وانت عشتي عمرك كله
متابعة القراءة