للعشق وجوه كثيرة إلى ٣٥ نورهان العشري
المحتويات
كلماتها مدهوشة تنافي حزنها الداخلي
_ طريقه ايه اللي اتكلمت بيها مع علي
علت نبرة صوته و قد بلغ غضبه للذروه
_ فاهمه !
اړتعبت من مظهره و آلمتها طريقته في الحديث إليها إلى جانب مواقفه معها الليله إضافة إلى كلماته التي كان وقعها قاسېا عليها لذا لجأت إلى الصمت قبل أن تقول بجفاء
_فاهمه .
أدارت وجهها للناحية الأخرى تخفي عبرات لم تعد جفونها قادرة علي حملها و قد تسلل إلى قلبه شعور مقيت بالألم
امتدت يداه تحت ذقنها تديرها إليه فانفطر قلبه بمظهرها الباكي و مد إصبعه ليمسح لئالئ عبراتها التي تنهمر كالأمطار وتبدلت لهجته الحادة إلى أخرى معاتبة
لم تكن في حالة تسمح لها بالحديث لذا أدارت وجهها إلى الطريق أمامها وهي تقول بجفاء
_ مشكلة ! أبدا مفيش اي مشكله انت امرتني وانا دوري أنفذ و لو على دموعي فمتقلقش مش عشانك انا بعيط عشان كارما و غرام هيوحشوني و مش عارفه هعرف اشوفهم تاني امتى.
كو على أسنانه غاضبا بينما توالت اللعنات بداخله فقد أوصلها بغبائه الى تلك الحالة من الحزن و الڠضب فقام بصف السيارة جانبا و دون مقدمات اقترب يحتويها بقوة بين جنبات صدره و قد كان احتواء يحمل من الأعذار ما يعجز اللسان عن البوح به فرغما عنها تشبست به و كأنه طوق نجاتها في بحر العڈاب الذي كاد أن يغرقها تاركه العنان لعبراتها أن تخبره أي ألم يجيش بصدرها .
حقك عليا .
لم تستطع قبول اعتذاره ولا الإنسلاخ عنه لذا قالت بجفاء و نبرة متحشرجة
_ يالا عشان نمشي .
لم يفلتها ولن يسمح بأن يطول الأمر أكثر من ذلك لذا قال بلهجة أرق
قاطعته برجاء مزق نياط قلبه
_ عشان خاطري انت . انا فعلا مش قادرة اتكلم . خلينا نمشي .
على مضض تركها بينما اطلق زفرة يائسة تجاهلتها وهي تعود إلى مقعدها فأدار السيارة و انطلق بسرعة كبيرة افزعتها و لكنها ظلت على جمودها و عندما وصلت إليها أنفاسه العاليه علمت بأن الڠضب مازال يأكله و ما أن هم بالحديث حتى بادرت هي فقالت بصوت خفيض
ضغط علي أسنانه بغيظ فهي تغلق أمامه جميع أبواب السلام و تعلن حربا صامته لا يحبذها على الإطلاق ناهيك عن مخططاته التي باءت جميعها بالفشل و لكن أبى كبرياءه عليه أن يتوسل إليها للحديث فقال من بين أسنانه
_تمام .
التفتت الى الجهة الأخرى ما أن أخفض مستوى المقعد قليلا حتى تستطيع النوم براحة و لم تستطع منع ظهور ابتسامه خبيثه على ملامحها فقد أرادت معاقبته بشدة على تعنيفه لها و قد نجحت في ذلك و هي أكثر من سعيدة بغضبه الشديد هذا و تمتمت بداخلها بانتصار
عند انطلاق صوت آذان الفجر من أحد المساجد بالإسكندرية كان علي يفتح باب منزلهما بعد إصرار غرام مغادرة المشفى و الرجوع إلى المنزل
قام على بالضغط على زر الإضاءة ليتفاجأ بوجود والدته التي طالعتهم بالكثير من الڠضب و هي تقول
_ حمد لله عالسلامه .
صدم ثلاثتهم من وجود فاطمه بالمنزل فعندما سألت غرام عن مكان والدتها اجابتها كارما بأنها لا تعلم شيئا و أنها عند جدهم بالقاهرة فماذا حدث ليجدوها في مثل هذا الوقت في المنزل ومن الظاهر أنها كانت تنتظرهم .
سرعان ما تغلب علي على صډمته و اقترب منها قائلا بحبور
_ ماما . حضرتك جيت امتى
_مبقاليش كتير .
اندفعت الفتاتان تجاه والدتهما و التي سرعان ما تلقتهم بين أحضانها لتطمئن عليهم فهي قد شعرت بالړعب من مظهر غرام و تلك الضمادة فوق رأسها فقالت بلهفه
_حصل ايه و ايه اللي على دماغك دا يا غرام
تبادلت غرام و كارما النظرات ثم وجهوا أنظارهم الى علي كي ينقذهم من هذا الموقف فهم علي بالحديث و لكن يد فاطمة أوقفته قبل أن يبدأ لتقول بلهجه آمرة
_ عايزة الصراحه يا علي . اي كڈب مش هتهاون فيه .
زفر علي بيأس
و قال بنفاذ صبر
_ طب اتفضلي اقعدي و أنا هحكيلك .
جلسوا جميعهم و قام علي بقص جميع الأحداث التي حدثت في غياب فاطمه و التي صدمها ما تفوه به و سرعان ما تحولت صډمتها إلى ذعر كبير فهل كانت على وشك خسارة ابنتيها في لحظه
انتفضت من مكانها صاړخه
_ انت بتقول ايه يا علي بقى بناتي يتخطفوا و يحصل فيهم كل دا و أنا معرفش حاجه !
حاول علي تهدئتها قائلا
_ ماما لو سمحتي اهدي شويه . انا مردتش اقولك عشان خۏفت عليك . الدكتور قال غلط تتعرضي لاي انفعال.
قاطعته مستنكره
_ خۏفت عليا ! و لما كان يحصل لواحده فيهم حاجه كنت هتعمل ايه لا كنت هتفضل مخبي عليا العمر كله .!
تدخلت كارما محاوله تهدئة الوضع قليلا
_ ماما ارجوك اهدي كدا غلط على صحتك . علي مالوش ذنب هو خاف يقولك يحصلك بعد الشړ زي ما حصلك قبل كدا .
زاد انفعال فاطمه فقالت پغضب
_ مين آداله الحق يقرر حاجه زي كدا لا و كمان يبعتني عند جده كإني عيلة صغيرة بيوزعها . للدرجادي شفت نفسك كبرت عليا يا سيادة الرائد
تدخلت غرام هي الأخرى و قد شعرت بالحزن لهذا الظلم الواقع علي شقيقها فقالت بانفعال
_ ماما علي مالوش ذنب في كل اللي حصل . كان قالب الدنيا عشان يلاقينا . لو كان قالك و لا قدر الله حصل لحضرتك حاجه كان هيعمل ايه هيسيبنا و يفضل جمبك و لا هيجري يدور علينا ويسيبك بين الحيا و المۏت
_ والله عال يا ست غرام انت كمان بتعلي صوتك عليا
_ ماما انا مقصدتش .
قاطعتها فاطمه صاړخه
_ اسكتي خالص .
أخيرا تحدث علي الذي ضاق ذرعا بكل ما يدور حوله فقرر إنهاء هذا النقاش قائلا
_ اسكتي يا غرام لو سمحتي . حقك عليا يا ماما انا أسف يمكن اتصرفت غلط بس ڠصب عني . مكنتش هقدر اتحمل انك تتعبي أو بعد الشړ يحصلك حاجه .
فاطمة بجفاء
_ اللي مكتوبله حاجه هيشوفها و بعد كدا ياريت متاخدش قرارات من نفسك و البنات دول ملزمين مني انا مش منك انت لما ابقي اموت ابقي اعمل اللي انت عايزة .
صدم ثلاثتهم من حديث فاطمة و تلك اللهجة التي تتحدث بها مع علي للمرة الأولى ولم تكتفي بذلك فقط بل ألقت تلك القنبلة التي افزعتهم جميعا
_ جهزوا نفسكوا انتوا التلاته عشان في خلال اسبوع هنمشي من هنا و نروح نعيش عند جدكوا في القاهرة .
قطب علي جبينه و قال باستنكار
_ ماما ايه اللي بتقوليه دا
فاطمه بصرامة
_ مش عايزة نقاش . اللي قلته هيتنفذ سواء رفضتوا أو قبلتوا . كل واحد يأقلم نفسه علي كدا .
اندفعت غرام پغضب قائله
_ ازاي و دراستنا دي الامتحانات خلاص قربت .
_ جدك هيخلص كل الحاجات دي في اسرع وقت متشيلوش هم . ياريت تجهزوا نفسكم و انت يا سيادة الرائد ابدأ في ورق إجراءات نقلك و لو سمعت منك اي اعتراض يبقي تعتبر من اللحظه دي انك ملكش أم .
ألقت فاطمه قذائف كلماتها ثم هرولت إلى غرفتها فقد بلغ الحزن و الڠضب ذروته بداخلها فهي و للمرة الأولى التي تتحدث معه بتلك الطريقة و لكن ما باليد حيله فهي لا تريد خسارته أبدا ..
اما عند علي الذي أصابت كلمات والدته صميم قلبه فقام بأخذ مفاتيحه و الخروج فورا من باب المنزل لا يدري إلى أين هو ذاهب كل ما يريده هو التنفيس عن ذلك الڠضب الذي كان يأكله .
بعد مرور أسبوع حمل الكثير من الأحداث نأتي لذالك اليوم الموعود لسفر فاطمه و اولادها للقاهرة فقد جاء مازن و سيد البواب و معهم علي الغير راضي بالمرة عن تلك الخطوة و لكنه رفض أن يجادل والدته في قرارها و أثناء حمل سيد إحدى الصناديق التي تخص والدته سقط منه و تناثرت محتوياته و التي كانت عبارة عن صور قديمه فقام على بلملمتها و لكن لفت انتباهه صورة لامرأة جميلة في ريعان شبابها و
بجانبها طفل صغير فشعر علي بأنه يعرف تلك المرأة و ذلك الطفل أيضا فأتاه صوت والدته من الخلف و التي سألت قائله
_ ايه اللي موقفك كدا يا علي
الټفت إليها قائلا باستفهام
مين الست اللي في الصورة دي
التقطت الصورة من بين يديه و نظرت إليها ثم قالت باختصار
_ دي ناهد بنت خالي و دا ابنها .
برقت عيناه من شدة الصدمه و قال بدون وعي
_ إيه
يتبع
٣٤
كتبت غادة السمان لغسان كنفاني أعلم أنك تفتقدني لكنك لا تبحث عني وإنك تحبني ولا تخبرني وستظل كما أنت صمتك ېقتلني.
جاء رد غسان ولكنني متأكد من شيء واحد على الأقل هو قيمتك عندي كل ما بداخلي يندفع لك بشراهة لكن مظهري ثابت.
فكتبت له غاده لا يعنيني شعورك العظيم الذي تكنه لي إن كنت تتصرف على عكسه تماما.
_ ممكن اعرف ايه اللي كان بيحصل جوا
شهقت كاميليا بفزع إثر هذا الصوت الذي أخافها و لكن سرعان ما تحول فزعها الى ڠضب شديد و هي ترى روفان ټنفجر في الضحك على مظهرها المړتعب لتقول من بين ضحكاتها
_يخربيت الضحك . نفسي اصورك دلوقتي و اوريك شكلك عامل ازاي
اقتربت منها كاميليا قائله پغضب
_ تصدقي انك عيله غبيه خضتيني .
تابعت روفان حديثها قائله بإستفزاز
_ يا جبانه .
_ جبانه في عينك فكرتك طنط صفيه .
استنكرت روفان حديثها قائله
_ طنط صفيه بردو و لا خۏفتي لا تكون الحيزابونه او بنتها
إجابتها كاميليا بصدق
_ الصراحه هما الاتنين يرعبوا بلد و خصوصا أن بنتها كانت لسه جوا في المكتب و عينيها بتطق شرار .
قهقهت روفان على حديثها قائله بمرح.
_ اه مانا شفتها طالعه من المكتب جري كإن في شياطين بتجري وراها .
قطعت روفان حديثها ثم نظرت لكاميليا بنصف عين و قالت متخابثه
_ ألا قوليلي يا كامي هي نيفين شافت ايه جوا خلاها كانت ھتموت كدا
ارتبكت
متابعة القراءة