كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري ٦
المحتويات
ثم قالت بصوت مبحوح من فرط البكاء
_ أعلم ولكني لا أبكي عليه ولن أفعلها أنا أبكي على نفسي وعلى ما أوصلتها إليه.
تأثرت نور من حديثها فقالت تواسيها
_ إذن لا تجهزي عليها فهذا الحزن قد يقتلك يوما إن لم تقتليه أنت.
تشابهت عينيها مع نبرتها حين قالت بجمود
_ أعلم ولا تقلقي لقد قټلته ذرفته وسط تلك العبرات المريرة وتخلصت منه والآن أريد استعادة نفسي القديمة والأخذ بثأرها.
_عذرا لم أفهم أي ثأر هذا!
تجاهلت سؤالها وهي تهب من مكانها تتوجه إلى غرفة الملابس لتخلع عنها المنشفة ثم قامت بدس جسدها في أحد المآزر قبل أن تقوم بجمع كل تلك الملابس الباهتة التي تشبه سكان هذا المنزل وتقدمت إلى منتصف الغرفة وقامت بإلقائها أرضا ثم عادت وجمعت الباقي وأعادت ما فعلته مرة أخرى وسط أنظار نور المندهشة
_ أتخلص من كل هذه القمامة.
أنهت جملتها وتوجهت إلى الباب وقامت بفتحه والنداء على إحدى الخادمات التي هرولت إليها فقالت هدى آمرة
_هذه الثياب لك يا سيدة مديحة هيا خذيها.
ابتهجت الخادمة كثيرا وشكرتها بعمق وتوجهت تلتقط الثياب وهي تخرج من الغرفة فرحة فأغلقت هدى الباب خلفها ثم التقطت الهاتف لتقوم بإجراء مكالمة هاتفية وما أن أتاها الصوت على الطرف الآخر حتى قالت آمرة
ضاقت ذرعا بما يحدث فهتفت بنفاد صبر
_هل لي أن أعلم ماذا تفعلين! وإلى أين أنت ذاهبة!
أجابتها هدى بسلاسة
_ سنذهب للتسوق.
_لم لا تجيب على اتصالاتي أيها الوغد!
هكذا تحدث فراس وهو يترجل من سيارته قاصدا باب القصر الداخلي بعد رجوعه من عمله فأجابه شاهين ساخرا
_هل هكذا تخبرني أنك اشتقت لي أيها الدب ذو الفم الكبير!
_لا تثرثر كثيرا فلا طاقة لي باحتمال سماجتك.
واصل سخريته قائلا
_سماجتي أفضل بكثير من رياء تلك الأفاعي التي تسكن معها.
زفر بملل قبل أن يقول بجفاء
_كلاكما أسوأ من بعض هيا أخبرني متى ستعود!
شاهين بلهجة خيم عليها التعب
_لا أعلم ولا أريد العودة من الأساس.
فراس بصرامة
_ ثلاث أيام
متابعة القراءة