كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري ٦

موقع أيام نيوز

لا عليك يا أمي المهم أنك بخير الآن.
فريال بلطف
_الفضل يرجع إليك وإلى اهتمامك بي طوال الأسبوع المنصرم.
لونت البهجة معالمها وتحدثت بلهفة
_لا لا لم أفعل شيء.
فريال بابتسامة لم تصل إلى عينيها 
_دائما كعادتك حانية ومسالمة.
أنهت جملتها وهي تتابع ملامح نور حين تابعت بتخابث
_ولكن للأسف العالم مكان قاسې للغاية والبشر أصبحوا سيئين وأنا أخشى عليك كثيرا.
انطفئ شهب عينيها الدافئ وتبدلت ملامحها المبتهجة إلى أخرى يخيم عليها الحزن الذي تجلى في نبرتها حين قالت 
_لم تقولين هذا الكلام!
سارت على نهج خطط له عقلها المسمۏم فقالت بتخابث
_واجبي كوني والدتك أن أنبهك أعلم أن العلاقة بيننا لم تكن وطيدة في السابق ولكن أنا أريد تعويض ما فاتنا.
لم تعرف بما تجيبها فقد خيم الحزن والحيرة على ملامحها ولكنها أومأت بالقبول فتابعت فريال تدق على الحديد وهو ساخن 
_لم يتبق لي الكثير وأريد أن أصلح أخطائي وأترك لأولادي وخاصة أنت ذكريات جميلة حين أموت.
_لا تقولي هذا أرجوك أدامك الله فوق رؤوسنا.
هكذا اندفعت الكلمات من فم نور فابتسمت فريال وبدا الارتياح على ملامحها وهي تقول 
_إذن هل نبدأ صفحة جديدة!
_بلى يا أمي فأنا أفتقدك كثيرا.
أشعلت كلماتها نيران الذنب بقلبها ولكنها سرعان ما نفضت عن قلبها ذلك الشعور وقالت بجمود
_ من الآن وصاعدا لن تفتقديني والآن لدينا أمرا هاما يجب أن نتحدث به.
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
_ تحدثي أسمعك.
فريال بترقب 
_هل بدأت بوضع خطة من أجل ثأرنا!
الهرب ليس سيئا في بعض الأحيان فحين يكون الواقع مؤلم للحد الذي يشعرك بأن العالم كله لا يتسع لشخص مثلك فحينها يمكنك الهرب دون أن تهتم ما إن وصفك أحدهم بأنك جبان ولكن الأهم من ذلك هو إلى أين يمكنك الهرب وأنت منبوذ من أقرب الأماكن إلى قلبك.
نورهان العشري 
ضاقت ذرعا بنظرات الشفقة التي تطل من أعين جميع العاملين بالمنزل الذي بالرغم من اتساعه فقد شعرت بأنه ضيق حتى كادت جدرانه أن ټخنقها فأرادت الاختباء في غرفتها من ذلك الوزر الذي لم ترتكبه ولكنها تدفع ثمنه من كبريائها وكرامتها التي
تم نسخ الرابط