غير قابل للحب منال سالم

موقع أيام نيوز

لتراه بوضوح وأنا أقول بلا حماس
إنها شرطتان هل هذا يعني أني... !!
صړخت من الفرحة وصفقت بيدها مهللة
يا إلهي أنت حامل سيسعد الزعيم مكسيم كثيرا بذلك الخبر هو ينتظر حفيده المرتقب منذ زمن.
أخذتني في حضنها وظلت تبدي سعادتها للنبأ السار فقالت
لا أصدق البشارة كانت عندي..
استطعت سماعها وهي تقول في انتشاء
حتما سأنال مكافأة سخية.
لم تبد مهتمة بمطالعة حالتي الواجمة فهمست بتبرم مستاء من بين أسناني المضغوطة
أنا حامل وهي تفكر في المكافأة اللعڼة!
رأيت كيف شطحت بأحلام يقظتها وهي تواصل الحديث
خبر كهذا سيزيد من قوة عائلة سانتوس خاصة إن كان الطفل القادم ذكرا سيرث إمبراطورية العائلة العريقة.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
نظرت لها شزرا أي ميراث هذا الذي سيرثه الطفل إنها لعڼة دموية تهلك صاحبها! مدت كفها نحو يدي سحبتها إليها واحتضنتها بين راحتيها ثم رمقتني بهذه النظرة الڈليلة قبل أن تستأذنني
ما رأيك أن نخبرهما معا لا أريد تفويت فرصة نيل رضا الزعيمين مكسيم وفيجو.
ضقت ذرعا بما تفعله فصحت في صوت حاد وأنا أنتشل يدي منها
سيدة كاميلا اسمعيني من فضلك.
تسمرت في مكانها تسألني في تعجب مندهش
هل تريدين شيئا
قلت بجدية بحتة
نعم.
أمسكت بها من ذراعها وسحبتها للجانب لأخاطبها بصوت شبه خاڤت لكنه ما زال جادا
من فضلك لا تخبري أحدا...
اكتسب وجهها بعلامات الاستغراب فتابعت مشددة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لا أريد أن يعلم أي شخص بمسألة حملي.
سألتني في استرابة وهي ترمقني بنظرة متشككة لم أسترح لها
لماذا هل هناك خطب ما
وقتئذ وتحت وطأة المفاجأة لم أعرف سبيلا للمراوغة أو تلفيق حكاية جيدة التصديق لهذا أطلعتها بتلعثم
لو علم فيجو بحملي...
بدت متأهبة الحواس لسماع البقية فتابعت وأنا أضع يدي على بطني
سيحزن كثيرا.
شهقت صائحة في صدمة
ماذا
أومأت برأسي لأؤكد لها جدية

________________________________________
تهديده المزعوم وأوضحت لها
هو أمرني ألا أحمل وهددني إن فعلت فسأنال غضبه.
خفضت من بصرها لتحدق في يدي القابضة على بطني ثم علقت
لا أعتقد هذا فهم يقدسون الجو الأسري.
محاولة إقناعها بحقيقة ما أقول بدا عسيرا لهذا لجأت لحجة أخرى رجوت أن تنطلي عليها فأخبرتها
نعم لكنه يريد التوسع في حجم
إمبراطوريته ولا يرغب في الانشغال بغير ذلك حاليا.
حدجتني بنظرة ذكية غير سهلة وهي تعقب
عذرا سيدة ريانا الرجال في جماعتنا لا يهتمون برعاية الصغار إلا حين يصلون للسن المطلوبة للانضمام لصفوفهم فلا أظن بوجود مشكلة.
محاولة مجاراتها في التوضيح والتفسير كان منهكا لذا أنهيت مبرراتها غير الضرورية بقولي الأخير
حسنا سأخبره لكن ليس الآن.
منحتني نظرة أخرى لئيمة قبل أن تنطق بما اعتبره نصيحتها الثمينة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ولكن لا يمكن إخفاء هذا الأمر.
بلعت ريقي ورجوتها بلطف
أعلم أريد أن أوفق أوضاعي أولا وأمهد السبيل لذلك فلا داعي لإخبار أحدهم.
لم تبد مقتنعة بطلبي فقالت كنوع من التحايل على الموقف
حسنا كما تريدين يمكنك أن تستريحي قليلا ريثما أعد لك شيئا مفيدا.
دفعتني برفق من ظهري نحو الطريق المؤدي إلى الدرج وهي تقترح علي
ما رأيك بالصعود للأعلى غرفتي مفتوحة لأجلك.
ابتسمت قائلة في رقة ممتنة
أشكرك.
أخفيت وراء ابتسامتي الصغيرة توتري المتزايد حتما لن تصمت هذه المرأة وتضيع الفرصة المادية من يدها راقبتها وهي تعود إلى المطبخ ووضعت يدي على حافة الدرابزين تمهيدا لصعودي لكني لم أتحرك من موضعي ظللت واقفة للحظات أفكر بعمق فيما يجب فعله للتعامل مع أزمتي الطارئة فأنا على يقين تام بأن فيجو لن يتردد للحظة في محاسبة من يخالف تعليماته وأنا شهدت على عنفه المفرط لأكثر من مرة إنه لا يرحم أحدا! لذا أنا مرغمة على إيجاد حل فوري لمعضلتي الوخيمة. اشتدت أناملي على الحافة وقد جال فجأة بخاطري فكرة متهورة نطقتها في هسيس مصحوب بالعزم
لما لا أهرب قبل أن تكتشف هذه المسألة!
تلفت حولي متسائلة في تخبط
ولكن كيف سأفعل ذلك
كورت قبضتي الأخرى ولكزت بها جبيني وأنا أحفز نفسي
هيا فكري ريانا تحتاجين للتصرف بسرعة لا وقت لإضاعته فالسيدة كاميلا ستعلمه في أي لحظة.
لمحت إحدى الخادمات وهي تأتي من ردهة ضيقة مجاورة لسلم الدرج تعلقت نظراتها بها وأنا أراها تضبط مريلتها البيضاء على ثوبها الرسمي الأسود تتبعتها بنظراتي إلى أن مرت بجواري لتباشر عملها أوحى تواجدها غير المتوقع بفكرة أخطر بعدما توارد على ذهني عشرات الخواطر لما لا أتنكر في زي واحدة من الخدم خاصة أن السيدة كاميلا تستعين بعدد كبير في كل مرة تقيم فيها حفلا ارتسمت ابتسامة سعيدة على وجهي وأنا أقول بثقة
هذا هو الحل.
في التو تسللت إلى مخدع الخدم في الخلفية ألقيت نظرة عابرة لأتأكد من عدم متابعة أحدهم لي واربت الباب بعدما ولجت للداخل ومسحت المكان بنظرة سريعة فاحصة بحثت خلالها عن موضع خزانة الثياب حيث يتم الاحتفاظ بثياب عمل أخرى بديلة لاستخدامها عند اللزوم حددت مكانها واتجهت إليها بخطوات متعجلة فتحت الضلفة واختطفت طقما لي. هرعت لتبديل ثيابي بملابس الخدم وتأكدت من تغيير تسريحة شعري فأطلقته لأخفي بخصلاته معالم وجهي.
تذكرت أني تركت حقيبة يدي بالخارج وذهابي إلى هناك يعني كشف أمري وأنا لا أريد ذلك توترت ولعنت بصوت خفيض مرددة لنفسي
أنا بحاجة للمال لأدفع ثمن سيارة الأجرة ما العمل الآن!!
كادت خيبة الأمل تصيبني لولا أن رأيت حقائب الخدم معلقة خلف الباب لم أفكر مرتين تحركت ناحيتهم وفتشت فيهم تباعا وقمت باقتراض المال منهم تركت ملحوظة ورقية صغيرة اعتذر فيها عن سړقتي الصغيرة وأضفت مؤكدة
سأرد النقود لاحقا.
جاء الجزء الأهم في خطتي العاجلة كيفية تجاوز أفراد التأمين والحراسة والخروج من الباب الرئيسي دون أن يشك أحدهم في أمري بقيت واقفة في مكاني أحاول تدبر الوسيلة الفعالة لحظي السعيد جاءتني النجدة من السماء فقد نادت خادمة ما من ورائي
أنت.
الټفت إليها
بتوتر متوقعة أن تتعرف إلي لكنها لم تكن تنظر تجاهي بل كانت عيناها مرتكزة على عدة أكياس للقمامة وهي تأمرني
خذي هذه للخارج واذهبي من الممر الخلفي.
سألتها وقلبي يدق من الخۏف
أين هو 
آنئذ استدارت متطلعة إلي بنظرة ڼارية جعلت قلبي يهوى في قدمي توقعت أن تكون قد تفقهت لهويتي لكنها دنت مني هاتفة في تذمر
يا إلهي كيف تخرجين بهذه الهيئة ألم نشدد على وضع القبعة وجمع الشعر
تلقائيا رفعت يدي على خصلات ألمسها واعتذرت منها
آسفة أنا جديدة هنا.
نفخت في تأفف وتابعت بحدة
لا تتجولي وشعرك طليقا اعقديه ثم ارمي هذه القمامة بالخارج.
تنفست الصعداء لجهلها بي وقلت في طاعة وأنا أنكس رأسي
سأفعل لكن أين الممر
بخطاها العصبية تقدمتني صائحة في غير صبر
احضري القمامة.
فعلت مثلما أمرت وتركتها تقودني إليه بابتسامة منشرحة أخفيتها في الحال وهي تستطرد مشيرة للأمام
أترين هذا الدرج
أومأت برأسي فأكملت
هو على جهة اليسار ستجدين ممر الخروج معبدا بحجر أبيض.
اكتفيت بإيماءة مقتضبة من رأسي قبل أن أبدأ سيري تجاه منفذ هروبي المتاح اتبعت تعليمات الخادمة ومشيت على الممر حتى وصلت إلى البوابة الخلفية حافظت على رباطة جأشي ورسمت طابع الجدية المتجهمة على ملامحي وهناك سألت أحد أفراد الحراسة عن مكب النفايات فسمح لي أحدهم بالمرور دون شك.
ما إن ألقيت بالأكياس في الصندوق القريب حتى أسرعت بالهروب في الاتجاه المعاكس باحثة عن سيارة أجرة لمحت واحدة مرابطة على بعد فركضت إليها متسائلة بصوت شبه لاهث
هل أنت متفرغ
ابتسم لي السائق وقال مرحبا
نعم سيدتي أين تريدين الذهاب
فتحت الباب وقفزت جالسة بالخلف وأنا أخبره في أنفاس لاهثة
اتجه بنا إلى موقف الحافلات.
شعرت بالراحة تتخللني وأنا أجد سيارة الأجرة تنطلق بي بعيدا عن الجميع دون أن يتبعها أحد فقط ألقيت أكثر من نظرة عبر الزجاجي الخلفي لأتأكد من هذا انفرجت أساريري بعدما نجحت خطتي البسيطة وأصبحت طليقة كفكفت بكم ثوب الخدم حبات العرق المتجمعة في جبيني وغصت أكثر في المقعد مستمتعة بنسائم الحرية التي اجتاحتني كدت أتلذذ بمتعتي كاملة لولا أن سمعت السائق يقول
الطرد بحوزتي.
انقبض قلبي وتحولت أنظاري تجاهه فرأيته يخابر أحدهم عبر الهاتف تساءلت مع نفسي بفضول
أي طرد هذا الذي يتحدث عنه
راقبته بحذر وهو لا يزال يتكلم لن أنكر أن الهواجس راحت تدور في رأسي خشيت من احتمالية القبض علي لكني وجدته يحكي عن أمر آخر غير ما ظننت فبدا الموضوع عاديا لذا لم أشغل بالي بشأنه واسترخيت مجددا إلى أن لمحت لافتة جانبية تشير إلى الطريق الفرعي المؤدي إلى موقف الحافلات بعد عشرات الأمتار تأهبت في جلستي وتوقعت أن يتبع السائق العلامات الإرشادية للغرابة واصل الانطلاق بسيارته على الطريق السريع فاندهشت لفعلته وأخبرته في الحال بنظرة متعجبة
لقد فوت المدخل إلى طريق الحافلات!!
قال وهو ينظر لانعكاسي في المرآة
هناك آخر مختصر.
تمسكت باعتراضي القلق
ولكن...
قاطعني قبل أن أنطق بشيء
لا تقلقي سيدتي سأصل بك إليه أنا أعرف الطرق جيدا وهذا الطريق أسرع.
قلت في تفهم
حسنا.
بالفعل ظهرت علامة إرشادية لطريق الموقف فشعرت بالارتياح توقعت أن ينحرف عند المدخل المؤدي إليه لكنه تجاهله عن عمد وزاد من سرعة سيارته فصحت في ارتياب
أنت تجاوزت ذلك أيضا إلى أين تذهب بي
لم يعلق السائق فصار هدوئه المريب مقلقا ومخيفا سألته مرة ثانية في صوت شبه متعصب ودقات قلبي ترتفع اضطرابا
أتسمعني أنت لا تتجه إلى الموقف!
أمرني بصوت جاف وهذه النظرة الشريرة مسلطة تجاهي
اجلسي بهدوء.
رددت بارتياع آخذ في التصاعد
هذا لا يبشر بخير.
طرقت بيدي على الزجاج وأنا أهدر به
أريد النزول.
ضغط على دواسة البنزين
ليزيد من سرعة السيارة وهو يخبرني بما قڈف الړعب في كامل بدني
لن يحدث.
حينئذ أدركت أني وقعت في مأزق جديد سألته والخۏف معكوس في تعابيري
من أنت وأين تأخذني
الټفت ناظرا إلي وهو ېصرخ بي
اصمتي.
انتابتني حالة من الهياج فأخذت أطرق پعنف على الزجاج وصوت صړاخي المڤزوع يجلجل
النجدة إنه يختطفني.
قلت بملامح مبهوتة
سيلفيا!
رمقني بهذه النظرة الشيطانية قبل أن يعقب
جيد أنك لا زلت تذكريها.
سألته في جزع
وما شأني بها
أجاب شارحا بنبرة تطوي العداء الصريح
لقد أوصت إن اختفت ذات يوم أن أقوم بمهمة التخلص منك لهذا واظبت على مراقبتك طوال المدة الماضية مع رفاقي بالمناسبة أحدهم يعمل سائقا لدى زوجك الحقېر...
على الفور استحضر ذهني الكلمات المقتضبة للسائق الذي كان بصحبتي اليوم وهو يتحدث بالهاتف. انتبهت له وهو لا يزال يخبرني بتفاصيل خطته المعادية
رتبت كل شيء حتى أتحين الفرصة الملائمة لأخذك لم أتوقع أن يحدث ذلك اليوم لكن الأمر تم بهروبك الغريب من هذا البيت أنت ركبت سيارتي بإرادتك وها أنت الآن بين يدي.
يا لحظي التعس! أأنجو من حفرة لأقع في أخرى أشد وطأة حاولت تبرئة ساحتي من تورطي في أذيتها بقولي
صدقني أنا لم أفعل لها شيئا.
صاح في ڠضب مهدد وهو يلوح 
أنت المسئولة عن اختفائها.
انكمشت على نفسي وتضاءلت للغاية حتى أني ضممت يدي إلى صدري خشية أن يضغط على الزناد في أي لحظة خاصة أن ملامحه الجامدة أكدت عدم تراجعه عن تنفيذ خطة اغتيالي لاحت على زاوية فمه بسمة خبيثة حين استطرد مؤكدا هاجسي
المخيف
ولا تقلقي سأجعل موتك سريعا.
أرعبتني اللحظات التالية فقد كانت رغم سرعتها محفوفة بالكثير من الأحداث الخطېرة في البداية 
من هؤلاء
لم أجازف برفع رأسي لأستطلع الأمر أو حتى بسؤاله فقد يفرغ في غمرة عصبيته الهائجة خزانة الطلقات في جسدي ظللت ممددة على المقعد الخلفي أرتجف خوفا ارتطمت رأسي بالباب الملاصق لي في عڼف عندما انحرف بالسيارة فجأة تأوهت من الألم وحاولت إبعادها لكنه صدمني بقسۏة مما جعلني أحنيها نحو صدري وأضع ذراعي خلفها لحمايتها. سمعته يصيح بحنق أكبر
اللعڼة إنهم موجودون في كل مكان!
لا تتحرك.
جاء صوت السائق مرتفعا ومسببا لي الألم الشرس في عقلي المتلجلج عندما رد متسائلا
من أنتم
أعقب ذلك سماعي لدوي طلقات ڼارية شديدة فانهالت من كل مكان حتى تخللها نفس الصوت المألوف الآمر
توقفوا.
شعرت باهتزازة في جسدي وبرأسي يميل للخلف قبل أن تلطم وجنتي نسمات الهواء أو ربما صڤعات رقيقة لم أستطع تبين سبب

الألم على وجهي ظل الصوت يتردد بالقرب من أذني
اللعڼة إنها فاقدة للوعي.
سرعان ما حطت سحب من الضباب فوق مداركي وراحت تشدني معها نحو غياهب الظلام بالكاد سمعت صوتا يخترقها ليخبرني
ريانا لا تخافي أنت في أمان معي.
أتبع ذلك ضمة
غريبة احتوت جسدي المتراخي ونفس الصوت يؤكد لي
لقد استعدتك حبيبتي.
ظل إدراكي خاملا إلى أن تيقظ عقلي بالتدريج استفقت من سباتي الغريب وأنا أتمطى بذراعي في إرهاق متكاسل. فتحت جفني ببطء فكانت الرؤية مغبشة أغمضتها من جديد ونظرت بعد لحظة بنصف عين إلى الجانب بعدما أملت رأسي على الوسادة آلفت ما أبصرت فأدركت أني بغرفة نومي أحسست بالراحة والاطمئنان خاصة وأنا أرتدي ثياب نومي فقد ظننت أني كنت أمر بحلم مزعج انتهى بإفاقتي لكن ما لبث أن تواردت الأحداث على عقلي لتذكرني أنه لم يكن كابوسا مضى وانتهى حينئذ انتفضت من رقدتي متسائلة في جزع
كيف جئت إلى هنا
تلفت حولي في تخوف فرأيت فيجو جالسا أمامي على المقعد انقبض قلبي وشحب وجهي لحظتها رددت بصوت متحشرج
أنت.
سألني وهو ينهض من موضعه
كيف تشعرين
ساد الاضطراب في كياني مع نظراته المثبتة علي أجليت أحبال صوتي وأجبته بصدر ناهج
متعبة قليلا...
رفعت يدي أعلى جبيني وتساءلت بعد شهيق سريع
ماذا حدث وكيف وصلت إلي
أكد لي وهو يقف قبالتي
هذه مدينتي أعرف كل شبر بها.
أطلت علي بقامته العالية فنظرت إليه في توجس قبل أن أدمدم
كانت هذه مؤامرة.
جلس على طرف الفراش مجاورا لي فبدا قريبا بل أقرب وهو يميل نحوي ظلت نظراتي متعلقة به وهو يعقب
أعرف كافة التفاصيل...
علت بداخلي مشاعر الرهبة منه عندما أضاف بتباطؤ
لكن أنت...
لم أفوه بشيء وتجمدت نظراتي المرتاعة عليه فصاح بي بنبرة تحمل اللوم 
هل جننت كيف تهربين وأنت حامل
عفويا وضعت راحتي على بطني كأنما أحميه من بطشه إن تطاول باليد علي سألته وقلبي يدق بقوة وفي غير هوادة
هل علمت بالأمر من أخبرك
قبل أن يجاوبني قلت في صيغة تساؤلية
السيدة كاميلا
بدا وكأنه يقاتل لضبط انفعاله الحانق مني فرد نافيا بهدوء مشحون وهو ينتصب في جلسته الملاصقة لي
لا ليست هي.
سألته بترقب وكل نظراتي على قسماته المشدودة
من إذا
احتدت نظرته ناحيتي وهو يخبرني
الطبيب مارتي.
ضاق ما بين حاجبي باستغراب حينما رددت
من وكيف ذلك
أفهمني بنبرة يشوبها الانزعاج
لقد ارتاب في شأنك وقام بإجراء التحاليل للتأكد وظهرت النتيجة الأولى إيجابية.
في التو دافعت عن نفسي قبل أن تدور برأسه الظنون
اقسم لك لم أخطط لذلك!
تأملني بنظرة شمولية أجفلتني قبل أن يتابع متسائلا
ماذا أفعل بك
حاوطت بطني بكلا ذراعي وأكدت في توجس حذر منه
صدقني لم أكن على علم بهذا.
همهم بشيء خفيض لم أستطع تفسيره فتفرست فيه عن كثب دون أن أتجرأ على سؤاله. امتدت يده بغتة لتمسك بي هاتفا
كدت أفقد عقلي عندما وصلني خبر هروبك.
زحفت العبرات إلى مقلتي وأنا أبرر رعونتي
كنت خائڤة من ردة فعلك.
أرخى قبضته عن فكي الأسير وقال بعد زفير ثقيل
أخبرتني كاميلا بهذا.
طارت الدمعات الوشيكة ولمعت عيناي ببريق الارتياع عندما تساءلت
وماذا قالت لك أيضا
سدد لي نظرة ذات دلالة غامضة وهو يجيب
تظن أنك غير وفية للعائلة بعد كلامك السخيف معها.
اضطربت نبضات قلبي وتسارعت كأني أخوض سباقا للعدو. بالكاد كنت أتنفس وأنا أسأله
وهل صدقتها
قال ما تضمن في فحواه براءتي من أي شكوك
إن لم أكن واثقا بك لما جعلتك زوجتي!!
رغم أن جملته منحتني قدرا من الطمأنينة إلا أن القلق عاد ليسيطر علي عندما استأنف موضحا
والأسوأ حينما علمت بنجاح مؤامرة اختطافك.
سألته ببلاهة
هل كان ذلك مخططا
ارتفعت رنة الڠضب في صوته وهو يلومني
ماذا تظنين أنت زوجة زعيم لا رجل يعمل في وظيفة عادية متوقع أن يحدث هذا فأعدائي متربصون بنا.
اتفقت معه في الرأي وتساءلت في فضول مليء بالخجل
لكن كيف اكتشفت ذلك
مرر يده أعلى رأسه وقال
منذ أن ذهبنا فهناك لاحظت وجود من يتبعنا.
هززت كتفي معقبة باستغراب
أنا لم
أشعر بذلك.
علق ساخرا بشبح ابتسامة
لست محنكة مثلي وأنا لا أتصرف بغباء كغيري.
احتوت عبارته على توبيخا ضمنيا تقبلته مرغمة لأني أستحق ذلك فالصدام الأخير كاد يودي بحياة اثنين أنا وجنيني. مرة أخرى عادت تعابيره للجدية وهو يشرح لي ما فعل لاحقا
أرسلت أعيني لتقفي أثر من يحيك المؤامرة وتبقي لي أن أعرف من ينقل الأخبار من الداخل واليوم أمسكت به ونال جزائه.
انزلقت أخبره بلا تردد
إنه السائق أليس كذلك
أكد لي ظني بإيماءة من رأسه فلاحقته بسؤالي التالي
أجاب سائلا إياي
أتظنين ذلك
تهدل كتفاي في خذلان وأنا أرد برأس مطأطأ
لا أعلم حقا لم أعد أعرف شيئا كل ما بي محبط وبائس فأنت فعلت الأسوأ مع زوجتك الأولى.
أوضح لي مصيرها بكلمات جادة
هي من أقدمت على إهمال حياتها.
حملقت فيه مدهوشة فأكمل بتعبير غير مكترث
وأنا تركت الشائعات تنتشر دون أن أصححها فصداها خدم مصالحي آنذاك.
الحديث عن رحيلها بغير شفقة جعل مشاعري تستثار لاح الهم على وجهي وانعكس الألم في صوتي وأنا أعقب عليه
أنت تهتم بما يدر عليك الربح المادي أو المعنوي بأي وسيلة لذا لا أتوقع منك شفقة أو تعاطف في هذه المسألة...
شعرت بنظراته تذهب بعيدا حين اختتمت كلامي بنبرة شبه منفعلة
فما الذي سيمنعك من تنفيذ تهديدك السابق
سكت ومع طول سكوته أكد هاجسي الفزع لهذا زادت الحدة في صوتي عندما أضفت
ربما ستنتظر حين ألد لتتخلص منه حتى تؤلمني بقسۏة.
فيما يبدو آلمته بحقيقة مخاۏفي تجاه أفعاله التي لا تغفر الذلل رأيت كيف انقلبت سحنته وغامت فخفضت من عيني پانكسار وقد راح الدمع يتجمع فيهما انتفضت لما هتف يأمرني
ريانا انظري إلي.
طاوعته وحدقت فيه بنظرات تفتش عن إنسانيته الضائعة بادلني نظرة طويلة غير مفهومة قبل أن يبدد الصمت الثقيل بسؤال أغرب 
ألا تثقي بهنا
وأشار إلى موضع قلبه فتسمرت نظراتي في ذهول عليه خفق ما بين ضلوعي في توتر وهو يمسك بيدي ليضعها على صدره عاودت التحديق في وجهه بتحير فاعترف لي بنزق صدمني 
أنا لا أعرف كيف أخبرك بهذا ولكني أحبك.
تدلى فكي للأسفل وأنا أردد
ماذا 
شعرت بدقاته تحت يدي فغمرتني موجات من الدفء المغري استمر فيجو يسهب في البوح بما التاع الفؤاد لسماعه
قد لا أجيد التعبير عن العواطف كباقي البشر لكن هناك ما تغير بي بسببك.
خفقة وراء الأخرى عصفت بي حتى شعرت بكلي يرتج اضطربت أنفاسي وهو يزيد من اعترافه غير المتوقع
أنت تركت أثرك يتغلل في نفسي رغم ما مررت به من قساوة وبغض في طفولتي. 
سألته بلا تصديق
أهذه خدعة جديدة 
وقبل أن ينطق بكلمة رجوته باستعطاف شديد
من فضلك توقف لا تعلقني بالأوهام!
اشتدت قبضته على يدي الملاصقة لنبض قلبه وسألني في عتاب
ألم تتعلمي الدرس أنا لا أكذب فيما أقول.
تصدع قلبي مرة ولن أستطع لملمة حطامه مجددا إن ثبت أنه يلاعبني علقت غصة مؤلمة بحلقي وثارت الدموع في عيني وأنا أخبره
لكن هناك غيري وآ..
وضع إصبعه على شفتي ليسكتني قائلا بصوت شبه خاڤت
توقفي عن ترديد ذلك الكلام السقيم فأنا لم أهتم بإحداهن منذ اللحظة التي رأيتك فيها في حفل الزفاف.
فاضت الدموع بتدفق من طرفي وأنا أسأله بلسان يلهج
كيف وما كنت أراه وأسمع عنه!!
ترك يدي واحتضن وجهي براحتيه مزيحا ما بلل بشرتي ليقول بعدها باسما
إنه لوكاس يحب اللهو أما أنا فمنضبط فيما يخص هذه الأمور فلم تستهويني إلا واحدة.
اهتز قلبي وطاح في الأفق الحالم وهو ينطق
هي
أنت.
توقفت عن التنفس لهنيهة وشردت غير مستوعبة ما يتوالى علي من اعترافات تمنيتها حتى فقدت الأمل في حدوثها أعادني من سرحاني الحالم ليتابع بعدها 
أنا أريدك فقط.
تناوبت علي مشاعري المضطربة كأنها تتصارع في معركة خاصة بالوجدان. انتحبت وتوسلته في صوت مخټنق شبه باك
أرجوك لا تلعب بعواطفي لن أتحمل.
أسبل عيناه تجاهي مرددا بخفوت
ريانا أنا أحبك.
كم كابدت من انتظار ومعاناة لأصل لهذه اللحظة الفارقة! ما زالت على صدمتي فقلت مستنكرة
مستحيل أنت.. أنت لا تعشق أحدا!
بأيسر المفردات وأعذبها أكد لي
قد يبدو هذا للجميع صحيحا أنا لم أؤمن بالحب ومسمياته قبل سابق وأعرف أن علاقتنا بدأت كصفقة لقمع التمرد بين صفوف جماعتنا الإيطالية لكن ما أنا متأكد منه الآن أني أريد تمضية القادم من حياتي معك.
بهرني بصدق عباراته فعادت الدموع تنساب بغزارة من عيني شهقت من فرط تأثري الفرح فضمني إليه مزيدا في الكلام
لست واثقا إن كنت سأنجح أم لا لكني سأحاول...
فسرت الرعدات في ظهري لتغذي بي هذا الشعور العميق بافتناني الوله به تأوهت بتنهيدة قبل أن يتبع ذلك بعهده الهامس
أعدك بذلك سأمنح علاقتنا الزوجية كل الفرص لتكون مستقرة وطبيعية.
يبدو أن سلطان الهوى في النهاية قد طغى وتسيد رغم العراقيل عانقته بقوة كأني لا أريد فراقه وطلبت منه فيما يشبه الرجاء
لا خداع فيجو!
زاد هو الآخر من عناقه لي وقال في لطافة غريبة
لا خداع أو كڈب زوجتي الحبيبة.
لأنظر إليه هاتفة وأنا أكفكف دمعي
وهذا يكفيني الآن.
ابتسمت في رضا ظفرت به أخيرا لأخبره بعدها بنظرات اشتعلت بوهج الشوق
فأنت رغم كل شيء لم تعد غير قابل للحب.
وصلت معه بعد مشقة وعناء إلى نقطة البداية في علاقتنا الجادة لا مزيد من الإنكار أو الهروب قد لا أضمن ما يضمره لنا المستقبل المجهول من تحديات صعبة وعسيرة ربما تطيح بنا هنا وهناك لكن مع اتحادنا الروحي والجسدي سنقدر معا على مجابهة أي شيء. كما أننا سنسعى لإرساء أول لبنة في بناء أسرة مستقرة رغم قساوة وۏحشية عالم الظلام الذي نعيش في ظلاله.
هذا كان جانبي المروي من القصة بما احتوته من مشاعر عميقة وخواطر كثيرة .. فماذا عن جانبه غير المعلوم!!
تمت 
منال_سالم

تم نسخ الرابط