غير قابل للحب منال سالم

موقع أيام نيوز

ظللت أصرخ به في تذمر محتج
ابتعد عني دعني لشأني.
تجاهل صياحي ولم يهتم
إن سمع أحدهم صوتي
وأكمل مسيره إلى غرفة نومه في الجانب الآخر من القصر.

لم يكلف فيجو نفسه عناء إغلاق الباب بعد أن ولج بي لغرفة النوم لم يكن ليجرؤ أحدهم على القدوم إلى هنا دون استدعاء مباشر منه وكأنها منطقة محظورة الاقتراب. استمر يحملني حتى دخل إلى الحمام وهناك أنزلني على قدمي بداخل المغطس دون أن يفلتني ألصق ظهري بالحائط فحاولت التقدم ودفعه لكنه ثبتني دون عناء صړخت شاهقة عندما غمرت رأسي كتلة مندفعة من الماء المتدفق 
ما الذي تفعله!
حاولت بشتى الطرق المناص من حصاره ومع هذا باءت محاولاتي بالفشل الذريع اجتاحني الماء من كل جانب وأصبحت مبتلة بالكامل تذمرت في صوت مرتجف
توقف إنه بارد للغاية.
رد علي في غير مبالاة وقد تناثر الماء عليه أيضا
ربما يجعلك أفضل.
لكزته في كتفه بعصبية وأنا أقول
اللعڼة عليك.
جذبني نحو الماء المتدفق ثم رفع وجهي فغمرتني المياه كليا سمعته يحذرني بهدوء
توقفي عن السباب.
سعلت من دفقات الماء التي اقټحمت جوفي وحركت رأسي للجانب رغم قبضته لأتفادى منبع هبوطها المتتابع ثم سألته بصوت مرتجف ومتحشرج
لم ينبس بكلمة فأضفت في تهكم مغيظ
على الأقل سألحق بأحبائي في النعيم السماوي وأنت لن تكون معنا.
توقعت أن يقوم بالرد لكنه صمت وأغاظني سكوته شهقة مرة ثانية عندما وجدت ينحنى جاذبا سائل الاستحمام وأغرق جسدي به تفاجأت مما يفعل وصحت في استهجان حرج
ماذا تفعل أنا لا أحتاج لذلك.
استمر على نفس المنوال حتى أصبحت كل أطرافي مليئة بفقاعات الصابون لن أنكر أني انتعشت نجح فيجو بطريقة ما إلى إعادة النبض الحي إلى مكامني الفارغة حينئذ نظر إلي نظرة مختلفة وقال في غموض
أنا متأكد أنك أفقت الآن.
كنت ألهث من فرط النشاط وقبل أن يثبط تحول إلى دبيب متلاحق في قلبي عندما قال وهو يمسك بالمنشفة ليجفف يديه
شقيقتك آن تريد التحدث إليك.
..........
غريب جدا من بين هذه الهموم والأثقال التي تحاوطك أن يستطيع أحدهم إيجاد السبيل لانتشالك من وسطها بلا عناء! اندفعت خارج المغطس وأنا أقطر ماء لألحق ب فيجو بعد أن ألقى بقنبلته في وجهي. سحبت المنشفة من موضعها على الرف لففتها دون إحكام حول جسدي لأتبعه متسائلة في وجيب متواتر
ماذا قلت بالداخل
كان يخلع عنه قميصه المبتل فتجاهل الرد علي ليزيد من توتري تحركت لأقف قبالته وسألته مجددا في صوت كان أقرب للرجاء ويدي الممسكة بطرفي المنشفة ترتعش بوضوح
هل حضرت شقيقتي إلى هنا
راح يطالعني بنظرة فاحصة مدققة فوضعت يدي برفق على كتفه العاړي استحثه على إجابتي
أرجوك تكلم...
نظر إلى يدي الملامسة لجلده مليا فأبعدتها في تردد حرج ربما كان من الخطأ أن أبدو بهذا الضعف والتذلل بعد إظهار عدائي الصريح له لكني كنت لا أقوى على التحلي بالصبر شعرت بخفقات قلبي تتسارع أكثر وأنا ألح عليه بنبرة تحولت للاتهام
أم أنها كڈبة أخرى لخداعي
ظل وجهه على جموده فصحت محذرة إياه بتشنج محسوس في صوتي
لا تلعب بأعصابي.
جلس على طرف الفراش ثم خاطبني في هدوء
أنا قلت بوضوح أنها تريد التحدث إليك وستتواصل معك هاتفيا في الصباح الباكر.
تعقدت تعابيري وتقارب حاجباي في استنكار وأنا أردد
هاتفيا فقط هذا!!
انتصب بكتفيه مضيفا في غموض مشوق
وربما تأتي لاحقا إلى هنا إن استقرت الأوضاع في ميلانو.
من فوري هتفت في حماس
ستعود أنت متأكد
قال في جدية بائنة على وجهه ونبرته ونظرته إلي
لا أمزح في هذا الشأن.
يبدو أن عقلي وجد صعوبة
في تصديقه فأخذت أقول بما
بدا وكأنه هلوسة
يا إلهي! قل إنها بخير لم يصبها مكروه!
قرأ حاجتي لسماع مثل هذه العبارات المطمئنة فردد بتكلف وكأنه لا يستسيغ البوح بهذا
هي بخير.
تنفست الصعداء وضممت يدي أكثر على طرفي المنشفة لأتنهد قائلة بوجه مسرور
لقد أرحتني.
وجدته يلاعبني بكلماته قبل نظراته
الآن وقد أصبحت في كامل وعيك لما لا تعوضين فترة غيابك
فطنت لمقصده فتراجعت خطوة عنه قائلة في عتاب ندمت عليه بعدها
ألم تقم غيري بهذه المهمة
أجابني مبتسما ابتسامة خفيفة
لسن مثلك.
شعرت وراء ابتسامته تلك بأنه يسعى لاستفزازي وقد نجح ببساطة في تحقيق غرضه فحل بي الضيق لمجرد تخيلي أنه في أحضان أخرى فالأنثى لا تحب مشاركة رجلها مع غيرها وإن كانت تمقته. عبست بملامحي وأخبرته وأنا أوليه ظهري
بالطبع فالجميع يسعى لأجل إرضاء الزعيم وتلبية ما يريد في أي وقت.
قال معلقا بغرور
بالفعل.
اشتاطت نظراتي حقدا فاستدرت لأتطلع إليه ثم عقبت في غيظ ظاهر في كامل وجهي قبل نبرتي
إذا اذهب من هنا.
أنذرني في عنجهية أحړقتني كمدا
أنا من أضع الشروط لا تنسي ذلك.
بلغت غيرتي كأنثى مبلغها فهتفت في كبرياء جريح
أوه بالطبع فأنت الزعيم تملك كل شيء وأنا بصفتي زوجتك أقع ضمن أملاكك.
من جديد أوليته ظهري وأنا أخبره في سخرية مريرة
لأعد أنا إلى الغرفة الأخرى وأتركك تستمتع بوقتك.
حين هممت بالتحرك أحسست فجأة بنسمات هواء تهب على جسدي تنبهت عندئذ لكون فيجو قد أمسك بي فصحت في ضيق خجل
ماذا تفعل
نظر لي قائلا بنبرة عازمة
لن تذهبي إلى أي مكان دون رغبتي.
عاندته في ضيق مبرر
لن أبقى هنا للحظة أخرى اعذرني لست من ذلك النوع المتساهل.
تخللتني رعدة شبه عاصفة عندما نطق بهدوء
وأنا لا أريد سواك.
نظرت له بتشكك حيث احتوت كلماته المتوارية على ما يحير حاولت اختزال معانيها في كونه يبحث عن وجود زوجته إلى جواره. ومع هذا كان الإصرار الظاهر في عينيه على نيل مبتغاه مني قد وترني وأنا حقا أكره الشعور برغبتي في التواجد بقربه وأن أبدو في توق مغاير لما يجب أن أكون عليه ناحيته. لديه هذه السمة المميزة لاستمالة حواسي ومداركي وحتى وجداني وجعلي أتغاضى عن الجانب السيء المستبد له. تخطيت ناحية جلوسه وخطوت تجاه غرفة الثياب الملحقة وأنا أخبره
سأرتدي ملابسي وأرحل
استوقفني بالإمساك بي من رسغي وفي اللحظة التالية كنت مستلقية على الفراش يطوقني بكله وعيناه تجريان على تفاصيل وجهي قبل أن يهمس لي
ليس قبل أن...
في جنبات عقلي أجبر النوم على مخاصمتي بعد ليلة مشحونة بالعواطف المتأججة فقد كنت استنكر استجابتي التواقة لاقتراب فيجو الحميمي مني كأني انتظر ندائه لألبيه في التو وهو فطن إلى حاجتي لهذا فلم يدخر وسعه لإثبات ذلك بالأدلة المدموغة. 
تأملت الفجوة الفاصلة بيني وبينه على امتداد الفراش في نظرات طويلة شاردة قبل أن ترتكز عيناي على ظهره الموالي لي كنت ممتنة لكونه غارقا في النوم ولكون الظلام سائدا لئلا يرى ما يبدو على وجهي من أمارات الضيق والامتعاض.
تعجبت من حالة التناقض المستبدة بي تلك التي لا أجد لها تفسيرا مقنعا فرغم كل ما مررت به معه والأسباب القوية التي تدفعني لنبذ اقترابه المتودد إلا أن هناك ما يجذبني إليه يجعلني أغفر له خطاياه بل وأتغافل عما يفعل فلا أرى مساوئه بعين الكاره الناقم وهذا جل ما أرعبني! كنت أخشى أن أكون في غمرة نفوري منه وقعت في
هذه الهواجس المملوءة بها رأسي.
رحت أخبر نفسي بعناد
إنها أوهام أفيقي منها قبل أن تبتلعك دوامتها.
ظللت أردد هذا في أعماقي لأؤكد لنفسي أن الأحاسيس الإنسانية بمرادفاتها المختلفة

________________________________________
محذوفة من قاموسه الشخصي من الأفضل أن أؤمن بذلك لئلا انسحق بين رحى قساوة مشاعره. 
زارني النوم أخيرا فرحت في سبات متقطع إلى أن سطع النهار ورغم الصداع المستبد برأسي إلا أن توقي للحديث مع شقيقتي كان له الغلبة.
....
اجتاحني الحماس منذ أن جلست بغرفة المكتب انتظر لحظة الاتصال الهاتفي بالكاد تمالكت أعصابي وضبطتها إلى أن ورد أعطاني فيجو الهاتف بعد أن تبادل عبارات مقتضبة مع ابن عمه وضعته على أذني وتغاضيت مضطرة عن سخافات لوكاس حين قال
آخر من أرغب في سماع مباركتها.
ناطحته الرد بالرد فأخبرته في نفور متبادل
ومن قال أني سأمنحها لك
أتى رده مغيظا ومعكرا لهدوئي
لا انتظرها منك يكفي أني حصلت على قطتي الشرسة لأشاكسها ليل نهار.
هتفت به في صبر نافد
هيا أعطني آن أريد التحدث معها.
لم أسلم من مماطلته إلى أن قرر في النهاية أن يضعها على الهاتف حينئذ سألتها في اهتمام صادق
أأنت بخير
جاء صوتها عاديا وهادئا وهي تجيب
نعم لا تقلقي ريانا أنا في أحسن حال.
سألتها بنبرة خفضتها نسبيا وأنا اختطف نظرات سريعة نحو فيجو الواقف قبالة الشرفة
أخبريني كيف وافقت على الزواج منه
جاوبتني في نفس الصوت الهادئ
لا يهم ولا تشغلي بالك بذلك فأنا وضعي الآن مستقر.
شعرت في قرارة نفسي أنها تخفي شيئا عني فألححت عليها ويدي موضوعة أمام فمي لتغطيه
آن لا تخافي شيئا أنا إلى جوارك.
صدمتني بتعليقها
صدقيني أنا هانئة مع لوكاس.
سألتها مستنكرة
كيف ذلك أنت تكرهيه لا يمكنني تصديق أنك وقعت في غرامه.
قبل أن أحصل على ما يشبع فضولي المستريب تدخل فيجو مقاطعا بلهجته الآمرة
يكفي ذلك.
نظرت له بغير رضا وقلت مودعة شقيقتي على مضض
سنتحدث مجددا إلى اللقاء حبيبتي.
أنهيت الاتصال وأعدت الهاتف إليه وأنا أحادث نفسي بصوت خاڤت لكنه كان مسموعا إليه
هذه ليست آن أنا أعرفها جيدا هناك ما تخفيه عني.
علق علي بوجه شبه واجم
توقفي عن الشك في الآخرين.
رددت عليه بتصميم
إن لم أكن أعرف شقيقتي لربما صدقت ذلك لكن حدسي لا يخيب.
ظلت عيناي عليه وأنا أسأله
ما الذي حدث في ميلانو
توقعت أن يراوغ في الرد لكنه أخبرني ببساطة
يمكنك أن تصفيه بانقلاب منقوص لم يكتمل.
اتسعت حدقتاي في ارتعاب فما يعتبره مجازا بأنه نوع من الانقلاب يعني تفشي الخېانة في الصفوف الداخلية لجماعته وإنهائه لن يتم إلا بحرب دموية رادعة ومخيفة على كافة الأصعدة. لم أتغلب على فزعي وأنا أردد سائلة إياه
كيف حدث ذلك ومن المتورط فيه وهل وصلتم للمسئولين عنه أم أن التمرد ما زال مستمرا
قال في يسر كأنه لا يتحدث عن خطب جلل
تمت السيطرة عليه وعادت الأمور لهدوئها من جديد.
تملكني المزيد من الارتياع ورحت أقول في توجس أشد
شقيقتي عالقة هناك بالطبع ستكون مھددة طوال الوقت.
أطلق زفرة بطيئة وتكلم في ثقة
أخبرتك أنها تقع تحت حمايتنا لن يمسها سوء.
لم أسمع ما يقوله وواصلت التعبير عن مخاۏفي بوجه مړعوپ
وأمي المسكينة خرجت من چحيم شيكاغو إلى نيران ميلانو.
سخر من فزعي قائلا
يبدو أن الحړب تلاحقها كمغناطيس.
رمقته بنظرة مستنكرة وقلت
لديك مزاج رائق للمزاح.
قبل أن يعلق علي ولج السيد مكسيم إلى الغرفة هاتفا في حماس غريب
أنتما هنا .. جيد.
الټفت ناظرة إليه لألقي عليه التحية بتهذيب
صباح الخير
عمي العزيز.
اقترب مني فانحنيت برأسي قليلا كنوع من إظهار الاحترام له ربت على كتفي وقال
أهلا بك كنتي الغالية...
ثم أشار إلى ابنه آمرا إياه 
أغلق الباب وأجلس هنا إلى جوار
زوجتك.
حلت بي دهشة مؤقتة فليس من المعتاد أن يجتمع معنا في هذا التوقيت المبكر ربما كنا نلتقي في وقت الغذاء وفي أغلب الأحيان عند العشاء لكن في الصباح كان من النادر حدوث
تم نسخ الرابط