للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات

موقع أيام نيوز

بيساعدني .
لاول مرة بحياتها تشعر بالشفقه عليه فهي تعلم بأنه يحمل على أكتافه هموم الجميع و يقوم بحمايتهم منذ أن أبصرت تلك الحياة لذا اندفعت الي داخل صدره محاولة التخفيف عنه فقد شعرت بأن ذلك الجبل الذي تستند عليه طوال حياتها قد تعب أيضا و يريد أن يسنده أحد و ستكون أكثر من مرحبه بالتخفيف عنه فقالت بأسف من بين دموعها
_  حقك عليا يا يوسف . حقك علينا كلنا . انا عارفه أننا تعبناك اوي و أن الحمل عليك تقيل . سامحني ارجوك .
احتواها بقوة و قد سمح لنفسه بالتنفيس عن بعض من معاناته معها و لما لا و هي الوحيدة القادرة على امتصاص جميع اوجاعه بل و قربها هذا يمنحه قوة هائلة تدفعه للمواصله . 
اغمض عينيه بتعب و أخذ يتنفس عبيرها الفاتن الذي يأسره فظلا على هذه الحاله لوقت ليس بقصير لتقطعه كاميليا قائله برجاء
_  سامحني يا يوسف .
خرجت تنهيدة قوية من جوفه ثم اقترب يلثم جيدها بتمهل قبل ان يرفع رأسه ناظرا بعينها بحب قائلا بصوت أجش 
_ مسامحك من قبل ما تطلبي مني دا . بس كان لازم آخد منك موقف عشان افهمك .
تابع حديثه معها و هو يناظرها بنظرات ذات مغذي 
_ وبعدين بلاش حركات الستات المفقوسة دي عشان هتقلب معايا بنتايج عكسيه و انت اللي هتزعلي في الآخر .
ارتبكت و تصنعت عدم الفهم قائلة بتلعثم 
انت تقصد ايه مش فاهمه .
ابتسم على حركاتها الطفوليه و قال بمكر
_ انت فاهمه و عارفه . لو كنت رقدت علي جنب أخته في المستشفى كنت هتبقي مبسوطة 
طالعته كاميليا بحرج من كشفه لمخططها الأحمق فقالت بخجل 
_ انا مقصدتش على فكرة .
_ بلاش كڈب يا كامي و إياك تفكري تثيري غيرتي تاني عشان النتايج هتكون وحشه اوي . 
اومأت باستسلام و قالت بخنوع
_ أسفه .
يوسف بخشونة
_ مش عايزك تتأسفي أبدا . عايزك تفهمي و تعرفي غلطك و تحاولي تصلحيه . 
_ حاضر .
احتواها بيد طيات عشقه ثم قال بتخابث
_ طب مستنيه ايه يالا صلحيه .
خجلت كثيرا من نظراته و احتوائه لها بتلك الطريقة التي تجعلها و كأنها جزء منه فقالت بخفوت 
_ ما انت قولت سامحتني عاللي حصل .
تناثر العبث من بين حروف كلماته حين قال
_ ايوا سامحتك بس محتاج إقناع بصراحه ..
فهمت ما يرمي إليه فترددت قليلا ثم وقفت على أطراف أصابعها و قامت بنثر ورود اعتذارها فوق خده الأيمن و قد غزا الإحمرار خديها فجعلها قابلة للإلتهام فقرر يوسف مشاكستها قليلا حين قال باستنكار 
_ انت كدا اقنعتيني 
قالت بتذمر
_  ايوا دا اللي عندي و بعدين انت إقناعك صعب كدا ليه 
أجابها متخابثا
_ معلش بقي لوح تلج هتعملي ايه !
برقت عيناها من الصدمة و خرجت الكلمات مدهوشة من بين شفتيها
_  انت سمعتني و لا ايه 
_ ايوا سمعتك . بقى في واحده تقول على جوزها لوح تلج بردو !
حاولت استجماع شجاعتها قبل أن تقول باندفاع
_  ايوا بصراحة لما بتزعل بتبقى لوح تلج .
ابتسم على مظهرها و شجاعتها الزائفه و قال بلهجة تقطر عشقا
_  لو تعرفي لوح التلج دا بيدوب معاك ازاي و بيتحول لبركان ڼار بخاف عليك منه .
انهى كلماته وهو يبرهن لها مدى سلطتها على قلبه وهو يحتوي ضفتي التوت خاصتها بشغف قاټل عله يجعلها تتذوق جزء بسيطا من نيران عشقها التي تحرقه كل لحظة و لتعلم تلك الحورية بأنها وحدها لها القدرة علي جعل الجليد ينصهر عشقا بين يديها .
بعد وقت ليس بقليل استطاع السيطرة على براكين شوقه و الابتعاد عنها محتفظا بها بجانبه فقد اسكرتها خمړة عشقه للحد الذي جعلها تتكأ على جدران قلبه الذي كان يدق پجنون و يشاطره قلبها في جنونه و استمرا على هذا الوضع لدقائق فنطق قلبها ملتمسا الأمان و الإطمئنان 
_ يوسف انت سامحتني صح 
تنهد مطولا و نظر إلى داخل عينيها قائلا بخشونة
_ مسامحك يا كاميليا بس من حقي اعرف لو في حاجة تانيه مخبياها عني و خليك فاكرة إن دي آخر مرة هسألك فيها
نظرت الى عينيه تلتمس منها القوة للإجابه عن سؤاله فأخذت بعضا من الوقت لتنطق أخيرا 
في يا يوسف . 
يتبع......

تم نسخ الرابط