كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري ٥

موقع أيام نيوز

بارتباك قائلة 
_وهل أجرؤ على قول الحقيقة 
في تلك اللحظة كان أسيرا للزيتون الذي يتلألأ بإغواء في حدقتيها اللتان لمعتا بهما ومضة من التحدي راقت له كثيرا فقال بخشونة
_نعم أريد سماع الحقيقة منك.
لا تعلم من أين جاءتها تلك الجرأة فقد خرجت الكلمات مندفعة من بين شفتيها
_نعم أطلقت عليك هذا اللقب لأنك بالفعل تملك قلبا مظلما متوحشا لا يليق سوى بأمير الظلمات.
_ومن أين تعرفين أن قلبي مظلما!
صدمة كبيرة اجتاحتها من سؤاله غير المتوقع فقد ظنت أنها ستكون فريسة لغضبه المريع ولكن نظراته ولهجته الهادئة أمرا يدعو للدهشة أو ربما الريبة هكذا حذرها عقلها ولكنها تجاهلت تحذيراته وتوهجت نظراتها التي كانت مفعمة بالتحدي وهي تواصل هجومها السافر قائلة 
_إن لم يكن كذلك فمن المؤكد أنك كنت ستشعر بالبشر من حولك ولكنك 
توقفت حين وجدته يعض على شفته السفلية بطريقة بعثت الرجفة إلى أوصالها التي شعرت بها ترتخي حين قال بهسيس مرعب
_ أتعلمين كل ما أشعر به الآن أنني أريد سحق عظامك. 
أخفت ذعرها خلف ستار الاستنكار حين قالت تتوارى خلف خداع واه 
_ستقتلني لأنني أخبرتك الحقيقة
ارتفع أحد حاجبيه باندهاش قبل أن يقول مستفهما
_ من أين اتيت بفكرة القټل الآن
بللت حلقها قبل أن تقول بسخرية 
_ألم تقل إنك تريد سحق عظامي
لاح شبح ابتسامة على شفتيه واكتفى بالتحديق الملي في تفاصيل وجهها فقد كان يشتاقها كثيرا فمنذ سنة ونصف لم يقترب من امرأة وقد كان هذا شاقا على رجل مثله وحتى عندما عاد لم يقترب منها سوى تلك المرة التي مضى عليها أسبوعا فتوهجت ألسنة الشغف بقلبه وتعاظم الڠضب وربما الخۏف بداخلها فصاحت بانفعال
_ أرأيت تريد قتلي لمجرد كلمات بسيطة تفوهت بها.
كان هناك بركانا ثائرا في قلبه يقترب من الفوهة قاذفا جمراته في عروقه النافرة قائلا بهمس محترق 
_لا ليس هذا هو السبب.
حمرة طفيفة تسللت إلى وجنتيها وتبعثرت كلماتها عند شفتيها تزامنا مع تلك الفوضى داخلها التي أثارتها لهجته ونظراته 
_ وما هو السبب إذن!
غافلته الكلمات وانبعثت من بين شفتيه حين قال بلهجة خشنة وعينين تشملها بنظرات متوهجة تطلقان سهاما مشټعلة إلى سائر كيانها 
_لأنك تبدين فاتنة بدرجة يصعب علي احتمالها.
انتفضت أوردتها وكأن كرات ډمها تحولت لجمرات جراء غزله المباغت فيما انكمشت ملامحها پصدمة سكبتها حروفها حين قالت 
_ما الذي تقصده لا أفهم!
رجل مثله يعتبر أن الحديث ما هو إلا مضيعة للوقت فهناك أشياء لا تفلح معها الكلمات لذا قام بمد يديه لتحتويها  مقربا إياها حتى التقت أضلعهما وهو يمسد بإبهامه فوق ذقنها برقة تتنافى تماما مع طباعه الحادة وملامحه الخشنة حين قال هامسا
_هذا لأنك تثرثرين كثيرا.

تم نسخ الرابط