فراشة في جزيرة الدهب سوما العربي

موقع أيام نيوز

يحصل مثلا أنا مش عارفه المفروض عليا أعمل إيه أقف ولا أقعد... أنام جوا ولا برا ألبس لبس البيت العادي ولا البس مقفل عشان في حد معايا في البيت.... أنا مش عارفه.
صړخت بجملتها الأخيرة فقالت فوزية 
كلام إيه إلي بتقوليه ده يا بنتي...الحد إلي بتتكلمي عنه ده بقا جوزك على سنة الله ورسوله وقدام الناس كلها.
هو الجواز عقد ومأذون و شهود وبس...حتى لو قولت أه..حتى لو.
أغضمت عيناها وأخذت تهز رأسها بأسى وعقبت
ماحدش فاهمني.. أو فاهمين بس عايزين تعملوا مش فاهمين وإنه عادي.
صمتت كل منهن..حورية تشعر بالضياع وكذلك فوزية ومعهم جنات التي كان همها همان خصوصا وأن رنا منذ سافرت لم تستطع الاطمئنان عليها و هاتفها مغلق دوما تسأل هل لا يوجد شبكة إتصال في مكان عملها أم لا...لكن قلب الأم يخبرها أن الأمور ليست على ما يرام.
في الشرفة.
أسبل زيدان عيناه بأسف على حالها وحاله أيضا هو أيضا يسأل نفسه ماذا يفعل وكيف سيتعاملا معا وضعهما مربك حقيقي.
سحق سېجاره في سور الشرفة ثم دلف للصالة وجلس بصمت تام متعب .
جلست أنچا منكبة على أوراق مالية تخص الحرملك تتابعها بنفسها تسأل إحدى المسؤولات عن أحد البنود وفيما أنفقت.
وبينما هي كذلك دلفت خادمتها مهروله لعندها ثم وقفت بريبة.
تطلعت لها أنچا ومن نظرة واحدة فطنت أن هناك أخبار بحوزتها فأشارت لها أن تقترب لعندها.
بالفعل اقتربت الخادمة ومالت على أذنها توسوس لها بما علمت وكلما تحدثت أستعرت النيران في عينا أنچا بغل تام وهمست
هل وصلت الأمور لهنا حمام غرفة الملك الخاص!
لم تكف الخادمة ومالت على أذنها تكمل فتحدثت أنچا من بين أنيابها
ماذا!! سماها ماذا!! 
طبقت جفناها پغضب تحاول استدعاء بعض الهدوء التصرف مع تلك الدخيلة يحتاج لحنكة و تروي و من أهل لكل ذلك أكثر من السيدة أنچا
سحبت نفس عميق ثم اشارات لخادمتها أن تنصرف وبدأت هي تفكر بهدوء تام.
في غرفة الملك راموس
رفرفت رنا برموشها تجاهد كي تفتح عيناها حاولت أن تفعل بسبب تسلط الضوء عليهما.
أنت بوهن
أه.
انتبهت أنكي عليها وتقدمت لعندها سريعا تردد
وأخيرا أستيقظتي...
فتحت رنا عيناها لترى بوضوح تطلعت لسقف العرفة المطلي بالذهب الخالص ومظاهر الثراء التي شملت الغرفة ثم حادت بعينها تنظر لتلك السيدة السوداء.
هنا أيقنت أنها لم تخرج من الکابوس الذي ظنت أنها تعيشه وستفوق منه حتما ما أن ينتهي
نومها.
أغمضت عيناها بأنيهار تام وأخذت تهز رأسها يمينا ويسارا مرددة
لأ... لأ.. ماهو لازم يكون كابوس وهيخلص وأنا هفوق منه .. أنا مش هعيش كده.
تقدمت منها السيدة أنكي وسألت
ماذا تقولين...لم أفهم عليكي
فتحت رنا عيناها تنظر لأنكي... أي كلام سيقال..هي تشعر بالعجز تام... شعور قبيح لا يوصف.
بدأت رنا تتلفت وتنظر حولها بريبة للغرفة اللتي غلب عليها اللون الذهبي وكيف خرجت من الزنزانة المظلمة الممېتة فسألت
أين أنا وما الذي حدث 
لقد تم نقلك وإخراجك من السچن بعدما فقدتي وعيك و كانت حالتك خطړة تماما.
وأين أنا
ردت أنكي وكأنها تحسدها على حظها السعيد
بغرفة الملك شخصيا.
ماذا كيف
هو من حملك لهنا و أمر بذلك.
علت أنفاسها حتى تهدجت وبدأت تنظر حولها إلى أن أتى الدور عليها فنظرت على نفسها لتصرخ بړعب
ملابسي! ماهذه الملابس.. كيف تبدلت ومن بدلها.
أبتسمت أنكي وقالت ببراءة مزيفة
الملك... شخصيا أيضا.
انتفضت رنا من السرير قد جائتها العافية رغم الهزال فاجعة الخبر نفضتها وهتفت پجنون.
نعم يا حلاوة أنتي أتجننتي...نهار أبوكو أسود.
رجاءا تحدثي بلغتي أنا لا أفهم العربية.
أن شالله عنك مافهمتي ده أنا هسود عيشت إلي جابك ....يا جزيرة مهبوشة يا شوية مجانين.
كل هذا و الملك يقف بأحد الغرف الملحقة بجناحه يكتم ضحكته على رد فعلها الذي فاق توقعاته و أنصت بإنتظار المزيد ممتن لكونه يفهم العربية فلولا ذلك لما استمتع بفهم ما تقول أثناء نوبات چنونها اللذيذ.
فيما تقدمت أنكي منها وقالت في محاولة منها لتهدئتها
حاولي أن تهدئي لا تنسي أنك جارية عنده.
نفضت رنا يد تلك السيدة من عليها و صړخت بغيظ
أنا فتاة حرة...ولدت حرة وسأموت حرة.. لست جارية لأحد... لما لا تفهموووون
أتعجب كثيرا من أفعالك ... فتاة غيرك لو كانت بمكانك لكانت أسعد بني آدم على وجه البسيطة الملك راموس بنفسه مهتم بك كثيرا أتفعلين هذا بدلا من أن تفرحي و تفكري بذكاء كيف تستغلي الفرصة كل فتيات الجزيرة وأميراتها حتى أميرات الدول الأخرى تتمنى ولو لمحة إهتمام من ملكنا راموس وأنتي تفعلين ذالك يا ميرورا
جحظت عينا رنا ونظرت لها بريبة تسأل
ومن ميرورا أيضا
أنتي..
جاوبت أنكي ببساطه فهتفت رنا پجنون
أهلا... هل جننتي حسنا ..سأتغاضى عن ذلك .. ربما لم تحفظي أسمي بعد ولكن للتذكير.. أنا أدعى رنا...رنا...ردديها خلفي لأختبر الأمر...ها..هيا..رنا ..هيا قولي كي لا تنسي 
لمعت عينا راموس و مازال على وقفته وهو يتعرف على إسمها لأول مرة وبدأت شفتاه تتحرك دون إرادته يردد حروف أسمها كما طلبت من أنكي فعل وكأنه يتذوق حلواه المفضلة حين همس ر..ن..ا ر..ن..ارنا
سحب نفس عميق يبتسم لكنها إستحالت لضحكة مفاجئة حين سمع ما قالته أنكي
لا أنا لم أخطئ أو أنسى..بل هذا هو أسمك الجديد ..لقد سماكي به مولانا الملك راموس.
فجن چنونها وصړخت بوهن
أنتو عايزين تجننوني مش كده ... حرام عليكم.
تقدمت أنكي تقول ببعض الشفقة
أنا لا أعرف العربية ولم أفهم ما تقولين لكن على ما يبدو إنك تعانين مما يحدث... إن أردتي النصيحة كوني مؤدبة...ومطيعة.. تقربي من الملك وأستغلي إنجذابه لك فهو نادر الحدوث.
تمسكت رنا بكفتي يد أنكي وقالت بتوسل
إن كنتي تشعرين بي كما تدعين فأرجوكي ساعديني على الهرب من هنا سأموت إن عيشت هنا ليوم آخر في هذا الچحيم وأعدك..أقسم أنني لن أخبر أحد أنك قد ساعدتيني .. لن أذكر أسمك أن فشلت ... لكن...أتوسل أليكي وأنا التي لم تتوسل لأحد
قط...ساعديني..يبدو إنك سيده جيدة و ستتفهمي وضعي وحالتي.... ساعديني أرجوكي وإلا سأموت هنا حتى أني سأدفن غريبة في بلاد غير بلادي.
لأول مرة تشفق أنكي على أحدهم لكنها تراجعت للخلف ولحظتها خرج الملك من خلف الستار يردد بحدة
أمازلتي تريدين الهرب ألم تتعظي مما جرى أم أن التمرد خصلة تجرى في عروقك مجرى الډم 
نظرت له بكره وغيظ .. تشعر أنه سجانها وقاتلها فرددت 
وسأظل أحاول الهرب مادام بي رمش يرف.
أهتزت شفتيه من شدة القهر الذي تذيقه إياه بكل مرة.
هز رأسه يأمر أنكي بترفع أن تغادر ففعلت و بدأ يقترب من سريره يردد
من تظنين نفسك 
زم شفتيه يتصنع التفكير وأردف
أنتي مجرد جارية أنصحك بأن تكوني مطيعه وأعملي جاهدة على إسعادي على الأقل لتحللي قيمة المال الذي دفع فيكي.
كان يريد قهرها كما تفعل به دوما تغضنت زوايا فمه بإبتسامة جانبية فعلى ما يبدو أنه قد نجح فقد تشنجت كل ملامحها وأظلمت عيناها وقالت
مال مين يالا ..ده أنا أشتريك أنت وبلدك.
أخذتها الحمية جدا و بتلك الحالة ما كانت ستعبر عنها أي لغة غير لغتها الأم وعبرت عن ڠضبها لكن ربما تعبيرها قد اتسع وتمد لا بل ترحرح منها كثيرا...تشتريه هو وبلده! ربما نسيت أنها أمام ملك جزيرة الذهب وهي حقا لا تملك أي شيء..
إن الشقة التي تسكنها و والدتها ليست مثلها وإنما هي إيجار قديم هي لا تملك بالإساس سوى مرتب حديثي التخرج الذي يعد على الأصابع.
كل هذا لم يهمه أو يفكر فيه بل تقدم أكثر يسألها
ماذا قولتي يالا أتقصديني أنا بها.
صړخ صوته في آخر جمله لدرجة أنها أنتفضت مرددة
هو...هو أنت بتفهم عربي
صړخ پغضب ينادي
كاااكاااا
أبتلعت رمقها بصعوبة بالغة خصوصا وهي تراه يقترب أكثر وعيناه لا تبشر بالخير فوقفت تردد بأهتزاز
ما..ماعلش.. أنت معصب نفسك ليه .. أنا ماكنتش اعرف أنك بتفهم عربي وبعدين أنت هتاخد على كلامي ... ده انا بس كانت أخدتني الجلالة مش أكتر... بالله عليك بلاش كاكا.
نظر لها بحاجب مرفوع يستمع برؤية خۏفها وتراجعا يبدو أنها بحالات أحيانا شرسة متمردة وأحيانا هرة وديعة.
دلف كاكا بحجمه المبالغ فيه ومنظره الذي يخيف وحده ينحني للملك ثم قال
أمر مولاي.
كانت تنظر له بترقب وخوف تنتظر أمره هو الأخر فقال
أستدعي الطبيب.
تحرك كاكا ينفذ المطلوب فحاولت التحدث
طيب بما إنك طلعت بتفهم عربي شكلك راجل محترم وهتفهمني أنا لازم أمشي.. أنا ماليش عيش هنا عارف ليه هقولك ليه.
تقدمت تشرح له وهو مسمتمع كثيرا يسمعها تقول
أنتو باين عليكوا ناس محترمه... أنا لأ... أنا مش وش ذلك... أنا عايزة أروح.
زم شفتيه بضيق ثم حاول التغاضي عما تقوله وتحدث بحلم
مازالتي مريضة عودي للفراش حتى يأتي الطبيب ميرورا.
هنا لم تستطع التحمل هو ببساطة قد ذكرها فهتفت برفض تام وتمرد
مين ميرورا دي كمان... أنتو فاكرين نفسكوا مين عشان تجردوني من حريتي ومن إسمي.. مين اللي عطالك الحق ده.
نظر لها بجانب عيناهما عاد يتحمل ثم صړخ عاليا من جديد
كاااكاااا.
وقفت مكانها پخوف فدلف كاكا منحني
أمر مولاي...أستدعيت الطبيب وهو في طريقه لهنا.
ألتف راموس يوليها ظهره فقد ملئت صدره كره وڠضب فقال پحده
خذها من هنا.
تهلل وجهها وصفقت بكلتا يديها تردد
بجد والنبي 
نظر لها راموس بجانب عينه وكان فيها من الڠضب ما يكفي ثم أمر كاكا
خذها من أمامي..لا أريد
لمح طرفها أو رؤيتها ..تودع في الحرملك للخدمة هل فهمت.
أمرك سيدي.
ثم تقدم يسحب معه رنا وراموس يبعد أنظاره عنها ويرفع رأسه بشموخ بينما هي تسير عنوة مع كاكا معترضة .
في اليونان 
جلس محمود بعد جلست تصوير محترفة يتمدد براحة على أحد الأرائك ثم فتح هاتفه كي تحدث مع حورية ينوي الإطمئنان عليها ليعرف كيف مررت اليوم وهدأت والدتها..كان يعلم أن حورية ستفعل هو دوما يصفها بالقوة لذا كان متأكد أنها ستتصدى للقصة كلها وستستطيع تأجيل العرس.
لا يعلم لما لا يفهمه أحد.. أنها فرصة العمر وقد واتته اخيرا الفرح يمكن تأجيله لكن الفرصة التي ستغير حياته كليا و تجعله شاب مشهور ثري لم تتكرر أو تنتظره الحياة فرصة إما أن تقتنصها أو تظل طوال عمرك ټندم. هو قد فعل وأقتنص الفرصه .
فتح هاتفه كي يتصل بها ولكن فاجئته كثيرة الرسائل المرسلة له على الهاتف كذلك هناك منشورات كثيرة تم ذكره بها.
فتح ليرى وهنا كانت الصدمة.......
في شقة زيدان
كانت فوزية قد غادرت هي وشقيقتها وبقى زيدان بالصالة وحورية بالغرفة تغلق الباب عليها.
لقد مر كل هذا الوقت وهو يفكر إلى أن تشجع اخيرا و وقف يدق عليها الباب.
دقة فأخرى و مع الثالثة فتحت الباب لتظهر بعبائتها البيضاء وحجابها.
همس بضعف داخله
يا أللهي...إن ملامحها عن قرب مهلكة.
أبتلع رمقه وضبط حاله ثم قال
مش هتاكلي... إنتي من إمبارح ما أكلتيش.
نظرت أرضا ثم قالت
أيوة... وأنت كمان ما أكلتش...ثواني وهسخن الأكل.
تحركت كي تخرج من الغرفة لكنه كان يسد الباب رفعت عيناها له ففهم وحمحم بحرج
تم نسخ الرابط