فراشة في جزيرة الدهب سوما العربي

موقع أيام نيوز

التي تجذبني حتى بت أجن.
تنهد بتعب ثم قال
ربما سأتزوج من أحد أميرات البلاد المجاورة للجزيرة .
لم تكن هذه وصية والدك الملك والتي كنت أنا شاهدة عليها فقد أوصاك إن تتزوج بفتاة تحبها مثله كي يساعدك الحب على أعباء الحكم .
وأين هي أتعلمين كم عمري 
أعلم سيدي راموس.
هز رأسه وأردف
و للأن لم أنجذب لأي فتاه حتى بت أشك في أمري.
أنت من يبعدهم عنك..أستغرب جدا تصرفك.. أين تلك التي ستعجبك وأنت لا تثق في أحد ولا تدع المجال لأن تحاول أحداهن أرضائك قلت أن ولائك لفتيات جزيرتنا فقط و تلك الفتاة التي طردتها من عندك من اجمل فتيات الجزيرة ولم تبقى بغرفتك ساعة واحدة...لقد طردتها .
إرتدت السيدة أنچا للخلف پخوف من عصبيته ثم صمتت لبرهة وحاولت إستكمال حديثها معه مرددة
ربما لم يحن الوقت.
لن أنتظر.. أنا ملك ..يلزمني وريث للعرش ..سأتزوج من أي أميرة..زواج سياسي ينفع الجزيرة اكثر من الحب والإعجاب.
لم تعجبأنچا بكلامه و سألت بضيق
و وصية الملك.
انفعل عليها وأحتد مزاجه فهتف فيها
وأين أجدها تلك أين هي
نظرت أنچا للسماء وأبتسمت ثم قالت
أتعلم تلك الأسطورة التي تقول أنه....
قاطعها بملل يردد بينما يهز رأسه ساخرا من تفكيرها
ملكة جزيرة الذهب تولد ليلة أكتمال البدر في آخر شهر بالصيف... أليس كذلك
غربت عيناه بضجر بينما يردد
لقد مللت مهاتاراتك أنچا ....مر العمر وأنتي تمنيني بتلك الأسطورة والغريب أن والدتي كانت ملكة جزيرة الذهب وهي من مواليد الشتاء و ببداية الشهر .. أنصحك بأن تخلدي للنوم فقد تأخر الوقت .
تحركت أنچا وهمت لتغادر لكنها توقفت مرددة
أسخر مني كيفما شئت لكني سأظل مؤمنة بتلك الأسطورة.
أنحنت له تحييه بأحترام تسمعه وهو يردد
من الجيد معرفتك بأنها أسطورة يعني خرافات وليست حقيقة .
تنهد بسأم ثم أكمل
الأعمال كانت مرهقة الفترة الماضية سأذهب برحلة صيد في منطقتي المفضلةبلغيهم ليحضروا كل شيء.
هزت أنچا رأسها بطاعة ثم غادرت وتركته ينظر للفراغ وسرعان ما نظر للبدر و تنهد.
دلف زيدان للبيت وهو يخلع قمصيه الممزق بسبب عراكه مع هؤلاء الشباب طواه بيده ثم بدأ يجفف عرق جسده الغزير به حتى وصل لوجهه و وضع القميص عليه ينشف به وبتلك الأثناء كانت حورية تهبط الدرج بسرعة
كبيرة كي تلحق برنا تودعها .
ومن سرعتها تعثرت قدمها اليسرى بدرجة السلم المکسورة لتشهق بړعب وهي على وشك السقوط تبعتها شهقة اخرى لكن هذه المرة پصدمة و هي تشعر وكأنها قد أصدمت برصيف خرساني .
صدم زيدان بالبداية و رفع القميص عن وجهه بينما لف يده كرد فعل سريع يحمي تلك التي ستسقط فما حدث أنه قد ضمھا له بقوة كبيرة وبعدها تحقق من هويتها وردد 
حورية.
أتسعت عيناها بمهابة وهي تجد نفسها بأحضان زيدان وهو كذلك صدم فحررها من بين أحضانة بسرعة كمن صعقته الكهرباء فارتدت للخلف وكادت أن تقع مرة أخرى لكنها أنتبهت على صوته يردد بسطوة
مش تاخدي بالك وأنتي نازلة قولنا كذا مره في عتب مكسور.
لم ترفع أنظارها له لم تريد تمقته وتمقت شدته أو....تخاف منه
لا تعلم كل ما تعلمه أنها لا تحبذ النظر له ولا التعامل معاه ويستحسن ألا تستمع لصوته الخشن .
فهتف بضيق
أنا بكلمك على فكره...بعد كده وأنتي نازلة تبقي تبصي قدامك.
حاولت إلا تصرخ فيه من طريقته فقط لأجل عصفورها وقالت إنهاء للموقف
حاضر .
ثم غادرت سريعا وتركته خلفها ينظر عليها بضيق مرددا 
ماشية بربع عقل ...صحيح ما جمع إلا و وفق .
ثم عاد يستكمل صعود الدرج بأتجاه شقتهم.
وقفت رنا بالشارع أمام أحد السيارات الخاصة تودع أهلها مرددة
ماتزعليش بقا يا ماما ..هي دي أن شاء الله آخر سفرية وإن شاء الله هرجع لكم بفلوس كتير قوي .
أعوج فم خالتها فوزية وقالت
ياختي ارجعي لنا بعريس.
دبت بقدميها في الأرض تردد
ياخالتو بقا ياخالتو .
بلا خالتو بلا هباب ده انتو خلتوها خل .
صمتت لثواني وهي تبصر حورية حضرت للتو فقالت بتوعد 
وأنتي يا بت أنتي تقولي لعصفور الجنينه بتاعك إن تأجيل فرح تاني مش هيحصل ولما يجيلي لينا كلام تاني .
نظرت حورية لرنا وقالت
عجبك كده هتمشي أنتي وتسبني لوحدي معاهم يتكاتلوا عليا 
ضحكت رنا و ودعت والدتها التي وقفت باكية لا تتحدث وحاولت طمئنتها ثم سلمت على خالتها 
في ظهر اليوم التالي كانت رنا وسط زملائها من العمل وقد حطت الطائرة بالمطار ثم ذهبوا للشاطئ كي يسيروا بالبحر ليصلوا للجزيرة .
وقف قائد المركب يردد
دلوقتي يا شباب احنا على بعد تلات ساعات من جزر الدهب.. هي مجموعة جزر بيحكمها الملك راموس وبيسكن أكبر جزيرة فيهم و الدخول هناك له ترتيبات و تصاريح .. أهل الجزيرة هناك ليهم نظام خاص جدا فياريت كلنا نلتزم بالتعليمات عشان نوصل للمكان إلي فيه مهمتنا لأنهم أكتر من جزيرة زي ما قولت .
ظلت رنا تستمع للتعليمات بإنصات تام وباقي زملائها كذلك لكن بعينهم نظرة خاصة لها وهي تلاحظ ذلك لكن لا تعرف ماذا هناك.
بعد مرور ساعة ونصف تقريبا وقفت المركب على أحد الشواطئ وقال القائد
هنقف هنا نريح مكنة المركب ونكمل ...تقدروا تنزلوا تريحوا شوية قبل ما نمشي.
هزوا جميعا رؤسهم بينما تقدمت أحداهن من رنا وقالت بإبتسامة واسعه ودودة
رنا ... بيقولوا الموز هنا في الجزيرة حته من الجنه .. ماتيجي نجرب .
نظرت رنا للجزيرة بريبة ثم قالت بتردد
لأ ماعلش ... أصلي...
قاطعتها الفتاه وقالت
أخس عليكي بقولك نفسي فيه هو احنا هنيجي الجزيرة هنا كام مرة في العمر يعني 
طب ما تاخدي منه
دي عيلة باردة...قولتلها و قالتلي لأ وحرجتني ..هتيجي معايا ولا هتحرجيني زيها 
زمت رنا شفتيها بحرج ثم وقفت و ذهبت معها رغم ترددها .
ظلت الفتاة تسير مع رنا حتى تعمقا داخل الجزيرة بجوار أشجار الموز فقالت الفتاة لرنا
الله شوفتي مش قولتلك الموز هنا مختلف .. لأ وفي جوز هند كمان...وااااو .
صمتت لثواني تخرج هاتفها ثم قالت بأنبهار
مش معقول ....ده في شبكة هنا... طب أستني أكلم ماما أطمنها وانتي أجمعي الموز .. ماشي.
لم تترك لها فرصه بل بدأت تتصل بوالدتها بالفعل وتتحدث معها تسير خطوة بخطوة بجوار رنا التي أنشغلت بجمع الموز كي تنتهي وتذهب من هنا قبلما تغادر المركب.
لكن لم يمر ثوى دقيقة ...هي فقط دقيقة واحدة ولم تجد أحد بجوراها .
ألتفت حولها بړعب تنادي الفتاة التي كانت معها لكنها لم تجدها .
حاولت الخروج من بين الأشجار كي تصل للشاطئ لكنها صدمت بعدم وجود المركب أو أي أحد من أصدقائها.
حاولت التماسك وألا تصرخ بأنهيار الآن وظلت تركض على طول الشاطئ لكنها لم تجد أي أثر لهم .
وقفت تلهث وقد سيطر الړعب على خيالها وجسدها لتنتفض على شئ معدني مصوب بظهرها وصوت جهوري يردد بلهجة حادة
من أنت
ماتنسوش تسيبولي رأيكم في أول فصل عشان أعرف عجبتكم ولا لأ
الفصل الثاني
سوسو سو....سوسو سو
عصفوري .
قالتها حورية ترد بها على محمود خطيبها الذي وقف خلفها قائلا
أنا جيت .
خيبة الأمل راكبة جمل.
قالتها فوزية وهي تطالعه بضيق شديد فقال
إيه يا حماتي بس في إيه مالك ...ماتروقي أمال...ماتكلمي ماما يا حورية.
تقدمت حورية من والدتها وهمست لها
جرى إيه يا ماما ... مش كده ...ده إحنا حتى في الشارع.
و هو انا مسكتني غير أننا في الشارع.
لكنها ألتفت تناظر محمود وقالت بحدة وحزم
أسمع يا أبني أما أقولك...خير في سلامة وسلامة في خير وإنت أديلك سنتين داخل خارج بالخطوبة والدبلتين بتوعك وقولنا ماشي لكن كده كتير بقا وأنت زودتها ... أسمع يا أبن الناس أخرك معايا الشهر ده لو جه يوم تلاتين منه وأنت ماتممتش الجوازة دي يبقى أعذرني.
تقدمت حورية وقالت پغضب
كلام إيه ده ياماما ما.....
قاطعها فوزية بحزم وقالت
ولا كلمة يابت.... أنا إلي عندي قولته ماذا وإلا.....
قاطعها محمود هذه المرة وقال 
ماذا وإلا إيه بس يا حماتي...ده حتى الشقة ماجهزتش .
ماهو من لاكاعتك ... وأنا ماليش فيه .. أنا إلي عندي قولته .
تطلعت لابنتها وقالت
قدامي على البيت
طب والفراخ إلي أتدبحت دي
ماشي ...تجبيها وتيجي ورايا أنتي فاهمه.
ثم غادرت وتركت محمود ينظر عليها بضيق شديد وأقترب من حورية قائلا
هي الست دي بتعمل معايا كده ليه
معذورة يا محمود إحنا بردو طولنا وأنت لا حس ولا خبر..واقف محلك سر وبتتفرج عليا.
تغيرت ملامحه على الفور وإستدار يوليها ظهره مرددا
وأنا أعمل إيه بس يعني يا حورية
ما أخوك زيدان ياما أتحايل عليك تنزل معاه الشغل .
مابحبش النجارة يا حورية.
حبها عشاني يا محمود.
تحرك حولها بضيق شديد ..كان كطفل أرعن صغير بالضبط وقال بنزق
بقا ده كلام تقوليهولي وأنا إلي جاي مزقطط وفرحان أول ما جالي الخبر.
اقتربت منه تسأل
خبر أيه
لمعت عيناه ورد
قدمت في مسابقة الغنا وبعد بكرة هروح أعمل آخر أختبار.
تهلل وجهها وقالت بفرحه شديدة
بجد يا محمود...بس أنت مابتعرفش تغني ..طول عمره صوتك وحش.
أيش عرفك أنتي.. أنتي هتفهمي أكتر منهم يعني ..هغني راب وبعدين بعرف اغني مابعرفش مش مهم .. إحنا في زمن الهجايس .. وأنا عايز أبقى غني ومشهور والفانز حوليا من كل مكان مش ابقى نجار زي زيدان طب ده كلام بالذمة .
شعر بيد قويه وضعت على كتفه وقد زمت حورية شفتيها بأسف عليه وخوف ممن خلفه لينتف
على صوت رخيم يعرفه جيدا وقد ردد 
ماله زيدان بقا مش عاجبك في إيه عشان ماسمعتش 
تلجلج محمود وأرتبك بحضرة زيدان وردد بإرتباك
ولا حاجه 
ولا حاجه أزاي مش عايز تقول.
صمت وتطلع لحورية يسألها
خليكي أنتي اشجع منه وقوليلي كان بيقول إيه 
أبتلعت رمقها بصعوبة...تتوتر بوجوده ..هي بالفعل تخاف فقالت طالما هو مصمم و كي ينتهي الموقف 
كان بيقول أن زيدان ده سيد الرجالة و أن مافيش منك أتنين .
نظر لها زيدان نظرة شاملة مطولة ثم قال
علمك الكدب
فردت بسرعة وڠضب ممزوج بالضيق الشديد
لأ طبعا..ده ...ده حتى أنا كمان رأيي كده .
نظر أرضا وهو يضحك بسخرية ثم رفع عيناه فيها لترتبك و تتوتر بوقفتها و تنسحب ناحية محمود قليلا تختبئ خلفه من خۏفها منه تسأل متى سيغادر فأشاح زيدان نظره عنها وتحدث إلى محمود 
الست فوزية لسه معدية عليا وبتقول أنها عايزة تيجي النهاردة لابوك.. في إيه 
يادي النهار الي مش فايت ..شوفتي يا أختي أمك.
لم تتحدث حورية ونظرت لمحمود بضيق فقال زيدان
في إيه يابني أنا بكلمك.
بقولك إيه يا زيدان أنا فرحان و ورايا أودشن بعد بكره ومش عايز حاجه تعكنني.
أودشن ده إيه ده بقا إن شاء الله 
فرد محمود ظهره وهو يعدل من ياقة قميصه بينما يردد بفخر
اخوك وبكل فخر هيبقى مغني.
تحولت ملامح زيدان للڠضب الشديد وسأل
أنت بتقول أيه أنت أتجننت .
تغيرت وقفة محمود وإنكمش على نفسه ثم ردد پخوف
أيه بس يا كبير مالك .
تجاهله زيدان ونظر لحورية يسألها
أنتي موافقاه على الهبل ده 
وفيها إيه هو حد....
قاطعها پغضب
تم نسخ الرابط