فراشة في جزيرة الدهب سوما العربي
المحتويات
يلف منامه حريره حول خصره و ردد بهدوء
غادري.
لم تتحدث الفتاة أو يصدر عنها أي رد فعل هي فقط نفذت الأمر وهو
تحرك يرفع أحد الكؤس على فمه يتجرع ما فيه دفعة واحدة.
وما أن فعلت وتأكد راموس من خلو المكان حتى قڈف الكأس على الأرض پغضب فتهشم وتناسرت أجزاء.. نادى بأعلى صوته
يا حراااس.
فتح الباب ودلف أحدهم متطئطئ الرأس يردد
دار راموس حول نفسه پجنون...اللعنه... أنها تسيطر على تخيلاته.
أشار بيده دليل على الڠضب الممتزج بالإزدراء وأمر
تلك الفتاة التي أرادت مقابلتي .. أذهب وأحضرها لعندي....الآن.
تحرك الحارس ينفذ الأمر ووقف راموس يحاول أن يأخذ أنفاسه بهدوء وبداخله مغتاظ من ذا الإضطراب الذي أصابه مذ رأها.
كان جسده يسخن ويثلج في نفس اللحظة من توتره وشوقه لرؤيتها ولأنه سيجتمع بها.
كان الوقت متأخر لقد أقترب الفجر وكل الفتيات غفت بسابع نومه وكذلك رنا التي تكورت على نفسها من الأرهاق فمنذ وطئت قديمها تلك الأراضي وهي لا تنام ساعه متواصله كل نومها متقطع.
وأخيرا غفت عيناها لكن جاءت أنكي توقظها
أنتي... أنتي يا فتاه...هيا أستيقظي..هيا.
لوحت رنا بيدها
ششششش..بس يا وليه يا كركوبة انتي... سبيني أنام.
هااااي أنتي...بماذا تهزين...هيا أستيقظي الملك يريد.
تقلبت رنا في نومها متمتمة
ششش بس بقا بس بقا ده أنتي وليه زنانة... ربنا يولع فيكوا كلكوا .
قلت لكي هيا أستيقظي.
صړخت أنكي كانت قوية جعلت رنا تستفيق ليست وحدها بل كل الفتيات...بالطبع صرخه مدوية الأمر ليس بهين فالملك ينتظر.
أستقامت رنا بأنتباه فقالت أنكي
أشارت بيدها للفتيات فتحركن ناحية رنا وأمرت أنكي
غيروا لك الملابس وعطروها..هيا أسرعن فمولانا ينتظر.
بعد دقائق كان راموس في جناحه ينتظر بتوتر حاول التغلب عليه ربما هذا ما يطلق عليه توتر العشاق ولن يفرق ساعتها أن كان رجل عادي أو ملك هو في النهاية عاشق يقف بصبابه في إنتظار فتاته.
لكن توقف عن ولهه و تأمله فتاته بها شئ جديد في هذا اللقاء...لاحظها بوضوح....تبا أنها تنفذ كل القواعد.
ربما كان هذا ليكن أمر جيد محبب إلى قلبه لو بدر من شخص آخر غير رنا التي عرفها .... إن ما تفعله مؤشر غير جيد أو سعيد.
زاد صدى الصوت بداخله فتاتي متغيره وهو يراها تتقدم برأس منخفضة .
منذ متى وأنتي تحنين رأس لأحد!
كان سؤاله مباشر و واضح فيه من الإستفهام و التهكم الكثير.
وهي بداخلها يتردد صوت سوتي ونصائحها..رنا في أيامها القليلة بالحرملك تعلمت نوعا ما.
وأقرت إن العند لن يفيد ربما عليها التلون كالحرباء حتى تصل لمبتغاها.
رفعت عيناها تنظر له بابتسامة كان ينتظرها وحين ظهرت لك تريحه بل زادت حزنه فقال بوضوح
طلبتي مقابلتي...ماذا تريدي.
بللت شفتيها وفركت كفيها من شدة التوتر ثم قالت بصوت رفيع
كنت أريد الإعتذار منك لقد تصرفت بحماقه مع نبل وكرم أخلاقك.
ضحك راموس ساخرا وقال
منذ متى هذا الأدب!
حاولت رنا كظم غيظها والتحلي بالهدوء وقالت
منذ راجعت نفسي بما فعلته نظير كل تصرفاتك من خوف وقلق علي.
زاد مقت راموس فقد تعمد إستفزازها ليختبرها.. ربما أخرجت ڠضبها وأظهرته لكنها لم تفعل وأستمرت فيما جاءت من أجله وأكملت
لقد راعيتني وأنا مريضة كنت حريص علي ومتهم بي حتى أكثر مني لذا جئت أعتذر منك ولنبدأ صفحة جديدة.
نظر لها نظرة ثاقبه وأنبلجت على شفتيه إبتسامة ماكرة خبيثة خلع عنه مأزره الحريري لتشهق رنا وهي ترى جوعه العاړي إلا من بنطال حريري يسطر عورته وزعت نظراتها على عرض صدره ضخامة جثته ثم خفضت عيناها أرضا وقد أحمر وجهها وزاد إرتباكها تحت أنظار راموس الذي أخذ يقترب منها بهدوء مرعب حتى توقف أمامها يتلذذ بتفزز جسدها يقبل عليها خطوة فتعود هي للخلف وأستمرا هكذا حتى تعثرت قدميها بفراشه فوقفت بړعب حينها همس راموس
أي صفحة جديدة تبدأ من هنا فقط.
أشار بعيناه على فراشه الوثير وأكمل
وبعدها يمكننا الحديث..
نظرت رنا للفراش الضخم ثم له وقالت بأعين ضيقه
أنت قصدك قلة أدب مش كده
هز رأسه إيجابا وهو يبتسم ببرود و يناظرها بتحدي ينتظر ليرى هل ستنفذ أم لا
الفصل الثامن
تاهت في وقفتها تشعر بالضياع خصوصا وهي تلمح تلك البسمة الملتوية بخبث بين على جانب ثغره وقتامة عينه المرتكزة عليها تخبرها أنه يكشف كل نواياها والأحسن لها أن تعدل عن تلك الفكرة.
غاب صوتها ولم يسعفها الرد حتى بعدما فتحت فمها عدت مرات تحاول التحدث...والمحصلة صفر.
فتحدث هو بكياسة
من تظنين نفسك يا صغيرة هااا ومن تظنيني أنظري لي.... أنا راموس...ملك جزر الذهب وما حولها.
رفع رأسه وأكمل پغضب
أتعلمين.... أنا غاضب وبشدة.
إستدار عنها يوليها ظهره وهي مازلت تحبس أنفاسها لا تستطيع أخذها براحه وهو يكمل بضيق واضح
ليس لأنك تحاولين خداعي...لا .. الأمر أكبر من هذا.
واجهها وأقترب منها يشير عليها بحدة قائلا
بل لأنك لم تبذلي جهدا كبيرا في خداعي..هل هذه هي حدود ذكائك أم إنك تعتقدين أنني ربما ساذج ولا يستحق عقلي عناء التفكير والتدبير
حاولت رنا أن تجلي صوتها وتتحدث حتى نجحت اخيرا فقالت
أنا... أنا..
قاطعها يردد
أنتي ماذا
أقترب منها أكثر يخبرها
ألم تأتي لي طائعه تطلبين الوصل والبدء بصفحة جديدة إذا فليكن... إنتي جاريتي الآن وأنا اريدك ما المانع
على الفور أمتقع لون وجهها وعلت وتيرة أنفاسها الرفض الشديد للفكرة من الأصل واضح على كل جسدها فأكمل
أنا أفهم جيدا المانع.
ضحك ضحكة مدوية و تبختر حتى وصل لأحد الطاولات والتقط كأسه من عليها ثم تجرعه كاملا وعاد ينظر لها من جديد ثم صرح
ما رأيك بأن نكشف أوراق اللعبة
أأأي..أي لعبة
لعبيتنا ...يا إللهي إنها مسلية كثيرا..أتعلمين منذ زمن لم اشعر بتلك السلوى..ربما قد ډخلتي مملكتي في الوقت المناسب...بالفعل أنا كنت بحاجة إلى لعبه مثلك.
أتسعت عيناها بمقت تردد
أنا لعبه!
تغاضى عن مقتها أو رفضها أو حتى ڠضبها وأكمل مراده
سأخبرك أي لعبة.
تقدم بعض خطوات بينما يتحدث
بما إنك جارية في بلاطي وملك يميني وأنا أريدك فلا مانع في ذلك والكثيراات من الجواري يعرفن ذلك لكنك تخشين أن يحدث أتعلمين لماذا يا صغيرتي
لم تجيب عليه لكنه لم يبالي وتقدم حتى باتا وجها لوجه معا فقال بوضوح
تحسبا لعودتك لديارك.. أو بالأحرى هربك.. لأنك لم ولن تتخلي عن فكرة الهرب وستعيدي المحاولة ألف مرة حتى لو فشلتي في كل مره إلى أن تجي ذات مره أنتي تعيشين على هذا الحلم وتلك اللحظة وذلك هو سبب وقوفك على قدميك حتى الآن.
كان يتحدث بثبات وهي كذلك أمامه ثابته رغم كلامه الصحيح مئة بالمئة فردت بصوت وضح فيه الإباء وعزت النفس
وهل تكره أن ترى إنسانه تحيا على أمل الحرية والكرامة
لمعت عيناه لثواني لكنه وئد تلك اللمعه في مهدها و قال
إظن ظني صحيح.
صحيح.
نظر لها پغضب من ثباتها إمامه فهددها
سأضعك بالسجن.
ضعني.
ستموتين هناك حتى تتعفن جثتك.
ربما ذلك أفضل لي
أهتزت شفتيه من شدة الغيظ وصړخ
يا حراااس.
فتح أحد الحراس الباب يحني رأسه تحيه للملك الذي قال
خذها من هنا...هيااا.
عليها الكؤس والمزهرية و الورود.
في الحرملك
تقدمت رنا للداخل وكان الصبح قد تنفس لكن معظم الفتيات نيام.
لكن سوتي تقلبت على فراشها لتبصر رنا وقد عادت نظرت حولها لتفطن الساعه ثم قالت
لم تتأخر عنده...هل تردها كحال كل الفتيات!
ظلت تكفر بتمعن تربط الخيوط ببعض ملاحظة بدقه لتعابير الڠضب و السخط المرتسمه على ملامح رنا لتوقن بإجابة واحدة..
تقدم ناحية المطبخ بوجه محتقن وبصوت عاصف نادى
حورية.
إلتفت له مجفلة فسأل بحدة
محمود كلمك
استغربت سؤاله وردت
لأ.. ايه اللي فكرك بيه
أخويا ...مش هينفع أنساه..بس هل أنتي نسيتيه
نظرت له بتمعن لثواني ثم قالت
لأ
نعم!
تركت حورية كيس الذرة من يدها والقت المعلقة پغضب ثم ردت بشئ من الحدة
هو إيه إلي نعم زي ما تكون مستغرب مثلا
أنتي كمان بتعلي صوتك
مانت بتعلي صوتك عليا.
أنا جوزك.
أغلق فمها وفمه كذلك...أنخرسا...فقط أتسعت عينا كل منهما ... كانت لحظة مضيئة توقف كلاهما عندها ..
وما كان منه إلا أن أنسحب من المطبخ وتركها تقف متسعة العين انفاسها مسلوبة تفكر فيما قيل منذ ثواني لتجفل مجددا على صوت إغلاق باب الشقه لتفطن أنه قد ترك الشقه وبهذا الوقت المتأخر .
نزل زيدان درجات السلم بهدوء وتروي يتمنى ألا يراه أي من والديه أو أبناء عمه وعلى ما يبدو أنه قد نجح وخرج من المنزل دون أن يشعر به أحد.
تمشى في الشارع قليلا منذ يوم الزفاف الذي كان مقرر أنه زفاف شقيقه ليتحول بقدرة قادر إلى زفافه هو لم يخرج.
ظل يسير دون هدف يفكر فيما حدث وما صار وما أراده ولما تشاجر معها من الأساس وإلى أين أنتهى الأمر...لقد أخبرها إنه زوجها حينما أحتجت على رفعه لصوته عليها.
قالها وكأنه يبرر كل تصرفاته بها أنا جوزك وكأنه هكذا أمتلك الحق لأن يفعل بها أي شيء إن يرفع هو صوته وهي لا تفعل لأنه زوجها .
فكرة أنه يعتبر نفسه زوجها وهي زوجته من الأساس توقفا عندها
ظل على مشيه يهيم في الشوارع حتى وصل للقهوة التي أعتاد أن يجلس عليها مع أصدقائه كان سيمر متجاوزا إياها يتمنى ألا يكن عليها أي من أصدقائه فلا ينقصه أسئلة و إستفسارات سخيفه الآن بالتحديد.
فمر سريعا بخفه كي يجتازها لكن اوقفه صوت صديقه العالي يردد بتفاجئ
زيدان أيوه ده زيدان... والنبي هوو...واد يا زيدان.... أنت ياولاااا.
تمتم زيدان بسره
صالح ... الله يخربيتك.. هو أنا وقعت في ايدك أنت...مش هسلم منك أنا عارف.
حاول التظاهر بعدم الأنتباه له واستكمال سيره بسرعه لكن صالح رفع صوته اكثر وأكثر حتى انتبه بقية الشباب الجالسين يتسامرون على القهوة في هذا الوقت المتأخر من الليل.
وصدح صوت صالح
واد يا زيدان...خد يا ولا... خد تعالى.
فلم يجد زيدان بد من أن يلتف له ويذهب إليه.
تقدم منه يحيي الشباب ثم جلس أمام صالح الذي قال
تعالى يا عريس..مالك كده واخد في وشك وطالع... ايه...عامل مش سامعني بس على مين كنت هجيبك هجيبك
صالح بقولك إيه... وحياة أبوك مش طالبة أطلب لي واحد عناب وحجر قص ألا أنا دماغي مش فايقه.
ضحك صالح وقال
وايه إلي شاغل دماغك بس يا معلم زيدان.. ده أنت حتى عريس جديد.
صفق صالح بكفيه ينادي صبي القهوة الذي حضر يردد
عنيا يا معلم صالح
واحد عناب وشيشة للمعلم .
صمت قليلا ثم قال
بس خليها تفاح....ثم ضحك
زجره زيدان يقول
قص قولتلك.
أسبل صالح عيناه يردد بهيام
القص حامي على صدرك يا سيد المعلمين..التفاح خفيف ولا نخليها نعناع.. أهو حتى ريحتها حلوة..القص شديد...ههههعععهععع.
وقف زيدان محتج
ده أنت بارد يالا.
طب أقعد بس.. أنت من أمتى بقيت قماص كده..أقعد.
ثم نظر للعامل وقال
واحد عناب وشيشة المعلم يا دقدق.
عنيا حاضر.
غادر دقدق وبقى صالح ينظر على صديقه بتدقيق ثم قال ببعض الجدية
مالك
متابعة القراءة