ابنة القمر فاطمة الألفي
المحتويات
مسرعا متوجها إلي حيث وجودهم بخطوات واسعة وصلا في غضون دقائق معدودة اقتحم البروڤا پغضب جلي وهتف قائلا وهو يجذب لامارمن ذراعها يبعدها عن وتين
أنتي مرفودة وسوف أعلن ذلك في كل مكان أنك لا تصلحي تكوني عارضة أو وجهة لاسم شركة محترمة أو ماركة عالمية مثل براند أمان
ثم نظر إلي وتين قائلا
لا تصمتي عن حقك والمخطأ عليه أن يعاقب
غادري الشركة الآن لا يوجد مكان لك بعد اليوم وستتقاضين على ما فعلتيه
ركضت من أمامه هاربة كالفار المذعور وهي ټلعن داخلها تلك الصهباء التي أحتلت مكانها بقلب زكريا وأخذت مكانها كعارضة وتوعدت لها بالاڼتقام فهي لن تسامح في حقها.
انزوت على نفسها داخل الغرفة وكانت تحاول إستجماع شتاتها الذي تبعثر على يد تلك الفتاة الرعناء التي اقټحمت خصوصيتها داخل غرفة العرض الصغيرة.
هل أنت بخير
دارت وجهها المصبغ بحمرة قانية وعيناها الزرقاء التي تحولت بلون الډماء أثر ما تعرضت إليه ثم هزت رأسها بالايجاب وتماسكت وهي تقول
أنا بخير سوف ابدل ثيابي واذهب إلي منزلي الآن
هز رأسه بايماء وقال متفهما ما تمر به
حسنا سوف
اتركك اليوم فقط ولكن ستأتي في الغد باكرا من أجل البروڤا قبل العرض اتركي الثوب هنا وسارسل لزيكو لكي يعمل على إصلاحه لا تقلقي وبعد إنتهاء العرض لن أترك لامار تنجي بفعلتها سأحاسبها على خطأها
عادت ترفع مقلتيها لتنظر إليه وهي تقول پانكسار
يكفي أنني تسببت في طردها من العمل ولم أقصد بأن أحتل مكانها أو مكان غيرها
أنتي فتاه نقية ولا تعلمي كيف تخطط تلك الفتايات الحياة فرص والذكاء أن تغتنمي الفرصة التي قدمت لك لا تكترثي لغيرك
انهي كلماته ثم غادر المكان عائدا إلي مكتبه وبعد أن جلس باريحة رفع سماعة الهاتف وأخبر سكرتريته بضرورة إحضار زكريا الي مكتبه ثم أغلق الهاتف وعاد بظهره للخلف وهو شارد بتلك العيون التي كانت كامواج البحر وفجاة تحولت إلي بركة دماء
دلف زكريا مبتسما أشار إليه أمان بالجلوس
وعندما جلس بالمقعد المقابل جحظت عيناه پصدمة عندما وقعت على ثوب الزفاف الملقى أعلي مكتب أمان
التقط زكريا الثوب بلهفة وهو يتفقده بعينيه الصاډمة ثم نظر إلي أمان قائلا
ماذا حدث .! ومن مزقه بهذة الطريقة
لامارمن فعلت به ذلك ولم تكتفي بهذا وحسب إنما أحدثت مشاجرة قوية بينها وبين وتين وتجاوزت كل الحدود لذلك رفدتها من الشركة
شهق پصدمة ولم يتوقع حدوث ذلك وقبل أن يتسأل عن وضع وتين سبقه أمان قائلا
وتين غادرت الشركة بحالة يرثي لها وليس لدينا الوقت الكافي لتأخير الحفل لذلك أسرع بإصلاح ما أفسدته تلك الرعناء
سحب الثوب بين كفيه وغادر مكتبه بهدوء ولكن داخله بركان من الڠضب يريد أن ينفجر في تلك المغرورة التي تدعة لامار من تظن نفسها لتفعل ذلك بتلك الصهباء الجميلة
بعدما غادرت الشركة استقلت بسيارة أجرة لتقلها إلي منزلها وبعد مرور ساعة كانت تترجل من السيارة أمام العقار التي تقطن به سارت بخطوات واسعة لتدلف لداخل العقار قبل أن تراها والدتها وهي بتلك الحالة أبتعدت بخطواتها السريعة عن متجر الزهور الخاص بوالدتها ومن ثم استقلت بالمصعد لتصعد إلي الطابق المنشود
دلفت لداخل الشقة ثم أغلقت الباب خلفها بقوة وتوجهت إلي حيث غرفتها نزعت حذائها والقته بفوضوية ثم ألقت بجسدها أعلي الفراش وتركت لدموعها العنان تبوح لوسادتها ما تعرضت له اليوم وقلبها يئن بۏجع يحكي عن ألم روحها بعد ما ذاقته من ظلم وقسۏة هكذا دائما ما تفعله الحياة معها منذ أن أتت إلي الدنيا وهي تعاني ولازالت تعاني إلي الان.
مشاعر مبعثرة تتخبط به منذ أن التقى بتلك الصهباءفهذه المرة الأولى بحياته يظل شاردا بفتاة لا تربطه بها أي صلة ولكن قلبه الآن هو الذي يقوده بعدما أصبحت شاغله الشاغل تلك الجنية الصهباء فقد أتت إليه من عدم بعدما فقد الثقة بكل من حوله وأصبح باغضا للزواج بعد تحكمات والدته القاسېة وسيطرتها على شخصيته وعلي النفس الذي يتنفسه الآن تمرد عليها وفاز تمرده هذه المرة أمام سطوة والدته.
تنهد بضيق ثم عاد يهتم بعمله لكي يبعد عن التخبط الذي يشعر به الآن .
أما عن زكريا فظل منكب على ماكينة الحياكة لكي ينهي الثوب الذي أفسدته لامار بغيرتها الحمقاء
ضحك باعلى طبقات صوته ثم حدث نفسه قائلا
تظنني ساذج وأصدق أفعالها الحمقاء ولا تعلم بانن أفهمها وافهم كل أساليب التلاعب خاصتها ولكن من تظن نفسها تستحق ما فعله أمانبها
في المساء دلفت حورية منزلها وهي تشعر بالقلق على ابنتها فقد تأخرت اليوم بعملهامنما جعل القلق يتسرب لقلبها .
همت بخطواتها تدلف لغرفتها لكي تبدل ثيابها ثم تذهب لتعد العشاء ريثما تعود أبنتها من العمل.
وبعدما انتهت حوريه من تبديل ثيابها غادرت غرفتها وهى تضع الهاتف المحمول اعلي أذنها تهاتف ابنتها لتعلم ما سبب كل هذا التأخيرواثناء دلوفها للمطبخ استمعت لرنين الهاتف يصدح من داخل غرفة صغيرتها اتسعت عيناها بدهشه ثم أغلقت هاتفها ووضعته اعلي طاوله المطبخ وتوجهت الي حيث الغرفه فتحت الباب بهدوء لتزداد دهشتها عندما رأت صغيرتها متقوقعه على نفسها داخل فراشها اقتربت بخطوات ملتهفه ثم جلست بجوارها اعلي الفراش وهزتها برفق وهي تنادي باسمها
وتين .. وتين ما بك يا حلوتي
فتحت عيناها الحزينتين ثم ارتمت بأحضان والدتها الدافئة وهي تهتف بحزن
سوف اترك العمل يكفي ما تعرضت إليه اليوم.
مسدت على ظهر ابنتها برفق ثم ابعدتها قليلا عن أحضانها ونظرت لمقلتيها الحمراء التي اصطبغت بلون الډماء وقالت بتساؤل
لما هذا القرار المفاجئ لقد كنت سعيدة بعملك ولذلك شجعتك لآراء سعادتك إذا ما الأمر الطارئ الذي حدث معك
نظرت لعيناها بقوة ورفعت أناملها لتمحي دموع ابنتها وهي تقول
وعدتيني من قبل أن تظلي قوية ولن تستلمي للضعف إذا حدث لك بعض المضايقات فهذا لا يستدعي بأن تتركي عملك وتتخلي عن حلمك وهدفك الذي وضعتيه أمام اعينك منذ أول يوم عمل لك لا اريد أن أعلم سبب غضبك الآن ولكن
لن أسمح لك بالاستسلام ثانيا وأن تتقوقعي على نفسك داخل غرفتك ابنتي قوية وستظل قوية مهما عصفت بها الرياح فهمتي.
ثم جذبتها لداخل أحضانها وهي تهمس بحنان
مهما حدث لك ستجدين أحضان والدتك بانتظارك تشكي حزنك كيفما شئتي ولكن لا تسمحي للحزن أن يسرق فرحتك هيا أنهضي وتحممي لتزيلي الحزن من على جسدك وسوف أنتظرك لنتناول العشاء ثم نخرج في نزهة على النيل ونأكل الذره المشوي.
تركت لها الغرفة وتوجهت إلي المطبخ وهي تتنهد بضيق تشعر بالاختناق كلما رأت الدموع تسكن عينين ابنتها الغاليو
أما عنوتين نهضت من فراشها ثم توجهت إلى المرحاض لتنعش جسدها وتبدل ثيابها لعلها تزيل عنها الحزن وتنسي ما حدث لها قبل ساعات..
الفصل الثامن
عاد حاتم من رحلته التي استغرقت أسبوعا في مدينة أسطنبول وكان طوال ذلك الاسبوع يتواصل هاتفيا معزيزي الفتاة التي تقطن بمنزله واعلمها من قبل بموعد عودته لتكون في أستقباله فهو يفتقد ذلك الشعور أن يعود من عمله ويجد من تنتظره وتهتم به ولم ينسي بأن يغدق عليها كلمات العشق والغزل وهو يتفنن في تلك الأفعال ليجعلها تهيم به عشقا لتظل جواره فهو لايريد أن يفقدها بعدما شعر باحتياجه لها دون أن يتزوجها فهو يرفض الزواج لانه يعلم بأنه سيفقده حريته ويقيده بمسؤليه ليس مؤهل لها .
استقل سيارته من داخل المطار وقادها متوجها إلي منزله
أما زيزي فقد كانت تتزين أمام المرآة فهي تعلم بموعد وصوله وتريد أن تستقبله بمظهر جذاب لذلك ارتدت ثوب فيروزي بحمالة واحدة على كتفها الشمال ينثاب الثوب بنعومة على جسدها الممشوق يصل إلي كاحلها وتركت شعرها الأسود ينساب خلف ظهرها ووقفت تتطلع لهيئتها من خلال إنعكاس صورتها داخل المرآة أبتسمت برضا ثم نثرت عطرها الفواح وظلت تدور حول نفسها تشعر بالسعادة من أجل عودته
استمعت لصوت غلق الباب تركت غرفتها بلهفة لتستقبله بشوق استقبلها حاتم بلهفة داخل أحضانه وحملها ودار بها لم يذق ذلك الشعور من قبل.
لم يدعها تلمس الأرض بقدميها إلا بغرفته الخاصة أوقفها أمام المرآة ووقف هو خلفها ثم دس يده داخل جيب سترته وأخرج عقد من الماس ثم البسها إياه وطبع قبلة رقيقة بجانب أذنها
احتضنته بكفيها وهي تنظر له بفرحة قائلة
لم أصدق عيناي
أبتسم حاتم وجذبها إليه بقوة ثم نظر وقال
أريدك لي وهذا انتقيتها من أجلك
أذا كنت تريدني حقا لك تزوجني
لوي ثغره بضيق ثم حرر عنقه من بين كفيها وقال بضجر
لا أريد الزواج أريد أن أظل كما أنا فأنا مثل الطائر الذي يحلق من غصن لآخر اتمتع بحريتي لا أريد أن يكون مصيري حبيس القفص
قضمت شفتيها بضيق ثم قررت أن تلعب على وتره الحساس
اعدك بأنك تفعل ما يحلو لك ولن اتدخل في أي أمر خاص بك ولكن أريد أن أصبح زوجتك أمام الله ثم اردفت قائلة بحزن متصنع
انا وحيدة ليس لي أهل وأنت أصبحت كل أهلي ما رأيك في عقد زواج عرفي من أجل إرضاء الله وسوف أعيش لك خادمتك طوال عمري
حك ذقنه بطرف اصابعيه السبابة والابهام ثم قال
حسنا سوف اتزوجك بعقد عرفي
جذبها بقوة إلي الفراش ثم قال وهو يريد
ولكن أنا مشتاق الآن غدا سافعل ما يرضيكي
ابتعدت عنه بمكر ثم قالت
الان .. أريد أن أصبح ملك يديك ولا تقربني إلا وأنا زوجتك
زفر أنفاسه بضيق ثم نهض يبحث عن ورقة فارغة داخل غرفة المكتب وبعد لحظات عاد إليها وهو يحمل بين يديه ورقة وقلم خطى بها بعض الكلمات ثم زينها بأمضته ووضعها أمامها وهو يقول
اكتبي أسمك هنا بجانب أسمي
لوت شفتيها پغضب
تراني ساذجة لهذا الحد! الزواج العرفي لابد من أن يحضره اثنان من الشهود ويوقعون أيضا العقد
القي الورقة بنفاذ صبر وصړخ منفعلا
فعلت كل شيء من أجل ارضاءك الا تثقين بي
ضحكت برقة وهي تقول بدلال مصطنع
اثق بك ولكن لا أثق بعيناك الزائغة ماذا سيحدث لي عندما تجد فتاة أحلامك بالطبع ستترك الجارية وتذهب خلف الأميرة أليس كذلك
ضحك هو الآخر وقال
لا توجد أميرة غيرك بلا فقد أصبحتي ملكة متوجة وهنا مملكتك وأنا أيضا ملكك من الآن ثم أردف قائلا
وإذا حدث ذلك لن اظلمك سوف البي لك كل ما تحتاجين إليه وسوف أومن لك مستقبلك هل يكفيك ذلك
شعرت بلذة الإنتصار التقطت الورقة وزينت الورقة بتوقيع أسمها بجانب أسمه ولكن طوتها ودستها داخل ثوبها
ضحك حاتم باعلى طبقات صوته على تلك الفعلة
متابعة القراءة