أفاقة الطوفان
المحتويات
و تسرب الخۏف إلى قلبها وقالت بقلق
_ اللواء فهمي بتاعنا و لا لواء فهمي تاني !
هز رأسه بتفهم من صډمتها و قال مؤكدا
_ أيوة هو
أعادت شعراتها للخلف و قالت
_ اللوا فهمي قصد حضرتك الجيش !
أوما برأسه مؤكدا
_ أيوة محتاجينك في مهمة كبيرة في للجيش
صمتت قليلا لتلتقط أنفاسها التي هربت منها من خۏفها فركت أعلي انفها و هي تسأله
نظر إليها كأنه يستلهم الصبر قائلا
_ أيوة يا سهى هما محتاجين حد مش معروف ومهمتك هتكون كشف خلية إرهابية في الإسماعيلية بتتعامل برسايل إليكترونية معينة قدرنا نفك شفرات بعضها بس هما حسوا وقدروا يغيروا كل حاجة في آخر لحظة
إرتسم علي وجهه الاحباط و شبك كفيه ببعضهما امامه علي المكتب و تابع بضيق
لمعت عيني سهي بعدما فطنت لمقصده ليأردف بحزم
_ مهمتك بقا تفكي لينا شفرة الرسايل دى وتحددى مكانهم وتعرفيلنا السفارة اللي بيبعتولها الرسايل
رفعت حاجبها وقد أصابتها دهشة مؤقتة من طلباته الكثيرة هز سالم رأسه بعدم صبر وقال
_ مالك يا سهى وباعدين إنتى ناسية إن اللواء فهمي اللي رشحك ليا علشان تشتغلى معانا یعنی
معرفتك وأكيد الشغل معاه هيبقى مريح لیکی قلقانة ليه بقا !
لم تبدى سهى أي إعتراض
ولكنها تنهدت بإرهاق
_ يا فندم حضرتك بتتكلم عن الجيش ده فخر ليا وتاريخ أعيش عليه باقى عمرى ومع ذلك قلقانة لأفشل وأخذل سيادة اللواء فهمى وأهز ثقته فيا و فشغلي
_ أنا واثق فيكى لأبعد الحدود إنتي قدرتي توقعی أكبر عملية تهريب وغسيل أموال كانت هتحصل في تاريخ مصر بس اللي جای مش سهل برضه إنتى هاتتعاملي مع ظباط الجيش فلازم ثقتك في نفسك تبقى أقوى من دلوقتى وما تتهزيشقدامهم وأنا متأكد من نجاحك إن شاء الله
_ تمام يا فندم أنا مستعده وتحت أمركم
طالعها بنظرة جادة وقال
_ بكرة إن شاء الله هتروحي بعربية خاصة لمكان سيادة اللواء وهيفهمك مهمتك بالتفصيل بس أهلك لازم يوافقوا إنك تبعدى عنهم طول فترة
المهمة
تمتمت بخفوت بعدما لوت ثغرها
_ أوبا ودول هقنعهم إزاى بقا
_ ما تقلقيش فهمي هيتولى المهمة دى هو معرفة عمك وهيقدر
يقنعهم بسهولة دى مهمة علشان مصر
قالت سهى پخوف
_ يا رب يوافقوا يا فندم أنا إتحمست جدا
أجابها بثبات
_ ان شاء الله تقدرى تتفضلي
وقفت و ودعته و عادت لمكتبها و هي تتمتم بتعجب
_ الجيش ! ده انا داخلة علي منحدر تاريخي و يا صابت يا خابت
إجتمع الجميع للإفطار سويا نزلت فريدة متأخرة على الفطار لنومها في ساعة متأخرة بعد حديثها المطول مع أدهم رغم سخطها و ڠضبها السابق منه الا انه بكلمة واحدة قد محي آلام قلبها السابقة و ما كابدته في غيابه
سارت ناحية الجميع بإبتسامة مشرقة و التي تلاشت من صډمتها عندما رات أدهم الجالس بثقة و يتحدث و يضحك ويبدو عليه أنه نام جيدا
وقف أمامها وحدجها بشوق وقال
_ الجميل ماله ايه التكشيرة دى !
عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت ببرود
_ ما فيش بس شيفاك واخد راحتك مع الكركوبة وبنتها اللعوبة
دخل أدهم في نوبة ضحك عالية جعلت الجميع يلتفت اليه بتعجب من سخريتها دنا منها بأذنه و قال مسرعا
_ إسمهم إيه ! والله لتقوليها تانى
قالت بعدما أطلقت صوبه نظراتها الڼارية من سخريته
_ الكركوبة وبنتها اللعوبة إيه عجبتك
رمقها بنظرات مطولة جريئة و متعمقا في ملامح وجهها منتهيا عند شفتيها هاتفا بهمس
_ أى حاجة منك بتعجبني وقوى كمان
إرتبكت في وقفتها و تنحنحت بحجل لينقذها صوت والدتها التي قالت
_ تعالى يا فريدة إفطرى يالا
ردت فريدة و كأنها تشكرها علي تدخلها بالوقت المناسب
_ حاضر يا ماما
زم أدهم شفتيه و تمتم پغضب
_ بقا کده یا سوسو أمك شكلها هاتقطع علينا
ردت فريدة بصوتها الطفولي و الذي بقي له من فريدة القديمة و الذي دك حصونه المتحكمة في إنفعالاته بذبذباته الناعمة
_ إخص عليك يا أدهم دى ماما عسل
لاحظ دلالها المثير و حركة كتفها الناعمة فرفع حاجبه پغضب وقال
_ اوعى تتكلمى مع حد بدلعك ده في الجامعة ولا مع حد غريب وباعدين ما مامتك عسل لأنها جابتك يا قمر إنتي
تنحنحت فريدة و صاحت قائلةو هي تبتعد عنه
_ حاضر يا ماما جاية أهه
تركته وإبتعدت وهو يتطلع إليها بإبتسامة متسلية جلست بجوار والدها وقالت
_ صباح الخير عليكم جميعا
رد الجميع
_ صباح النور
إجتذب أدهم كرسى و جلس بجوارها ببساطة مما أشعل ڼار الغيرة بقلب زهرة وحياة و تطلعا ببعضهما في صمت
سألها جلال بإبتسامة ساخرة
_ ما لسه بدرى يا أستاذة فريدة
تركت كوب الحليب من يدها و هي ترفع عينيها بملل و قالت
_ كل شوية يا أستاذة فريدة يا أستاذة فريدة قاصد تضايقني انت صح
فسألها أدهم بتعجب
_ و ايه اللي يضايق فيها مش فاهم
تعالت ضحكاتهم ليهتف جاسر بتوضيح
_ لما اختارت تدرس الحقوق و تبقي محامية بقا عمك جلال يتريق عليها و يقولها هتبقي زي الأستاذة فاطمة الفيلم بتاع فاتن حمامة ده و من يومها و انت عاوز تعصب فريدة قولها يا أستاذة
مال جلال عليها و سألها بتأكيد
_ عندكوا النهاردة درس الزومبی ده مش كده
ضحكت فريدة ضحكة عالية فوخزها أدهم فيقدمها فتأوهت و هي تقول
_ إحم إسمه زومبا يا بابا زومبا
فقالت زهرة وهي تلوى شفتيها بحنق
_ لازمتها إيه يعنى ولاهو دخول وخروج وخلاص البت مالهاش إلا بيتها ده غير ان حياة وريتني فيديوهات لسخام البرك ده و طلع استغفر الله رقص
و مسخرة
رفع مازن عينيه صوبها بنظرات ڼارية و ترك قطعة
الخبز من يده و اجابها بحدة
_ يبقي مسخرة لو جنس راجل بص عليهم
من بعيد انما المكان اللي بيتدربوا فيه أمان و كله بنات و انا بروحه دايما علشان اتطمن عليهم
ثم تحول بعينيه ناحية أخته التي كانت تصك أسنانها من الڠضب و غمز لها لتبتسم بإمتنان متابعة حديثه بكل ثقة
_ اما جو البنت مالهاش الا بيتها ده إنتهى خلاص
إحنا دلوقتى بنعمل شغلنا أحسن من الرجالة كمان و متفوقين عندك سهى مثلا اللواء سالم بيعتمد عليها في المهمات الصعبة والسرية لأنها تستحق اللي هي فيه بعد ما تعبت على نفسها وكملت دراستها العليا في كلية الشرطة وبقت أنجح من رجالة كتير في الجهاز عندها و انا من اوائل دفعتي علي كل شباب الدفعة رغم اني بنت حتي مي بنت حضرتك مسئولة عن سنتر كامل بأكبر مول للملابس الجاهزة و ممشياه زى الساعة و هي لسه بتدرس و أمثلة كتير ياريت حضرتك تراجعي افكارك
تطلع إليها أدهم بإعجاب شديد لشخصيتها القوية وثقتها بنفسها فقال جاسر بفخر
_ عندك حق يا فريدة إنتى وسهى بمېت راجل
رفعت حياة حاجبيها بإستنكار وعلت السخرية وجهها و هي تقول
_ هما بس سهى وفريدة اللي بتقال لهم الكلام الحلو دايما إنما أنا ومى على الهامش
رد عليها جاسر بقوة و بنبرة قاطعة
_ لأ ياحياة إنتي اللي همشتی نفسك بعد ما سمعتى كلام أمك وقعدتى في البيت و مكملتيش تعليمك إنما مي بقا فامشاء الله مسئولة عن سنتر زى ما قال فريدة و ليها شخصيتها زى ياسين ومازن
أعاد جلال سؤاله على فريدة وهو يدارى غضبه من حياة
_ المهم يا فريدة انتم هتروحوا مشواركم ده ولا لا علشان اعرف يا بنتي قبل ما اخرج
ردت فريدة وهي تضع المربى على الشطيرة
_ أيوة يا بابا هنروح إن شاء الله لما سهى ترجع وليلى هتقوت عليا وهنروح سوا
تهللت أسارير ياسين وقال بلهفة
_ هي ليلي هاتيجي كويس إنك قولتيلي
صفع ياسين مقدمة رأسه سأله و هو يكظم ضحكته عليه بينما الټفت اليه جاسر و قال مداعبا
_ مهتم یعنی مش فاهم سؤالك ده ليه
حاول ياسين جاهدا أن يخترع سبب ما لسؤاله الغشيم فقال بتلعثم
_ يعنى علشان أوصلهم لو محتاجين مساعده وكده بس
فقال أدهم مسرعا
_ لا يا حبيبي أنا رجعت ولو محتاجين مساعده يبقى أنا اللي هساعدهم
ليرد مازن پغضب و هو يوزع انظاره بينهما
_ لا يا بابا إنت وهو هما لو محتاجين مساعده أنا أولى بإخواتي طبعا منكم
ضړبت فريدة جبهتها وقالت بصياح
_ إنتوا هاتتعازموا على بعض ناسين إنى معايا عربيتي وسهى كمان معاها عربيتها يعنى شكرا ليكم على المساعدة
لملم مازن أشيائه و قال
_ يالا بينا احنا يا ياسين عاوزك معايا و انا بستلم شساتين السواريه الجديدة لازم تشيك عليهم معايا
وقتشف اخر ما تبقي بكوب لشاي خاصته مرددا
_ مع انه عندي جامعة بس مش مشكلة فداك يالا عاوزين حاجة يا جماعة
اجابته اميرة
_ لا يا قلب امك ربنا يحسن ما بين ايديكم و يوسع رزقكم
أمضت العائلة يومهم سويا بعدما تحمل ياسين و مازن اعمال محلاتهم و تركوا الكبار ينعمون ببعض من الراحة و لو ليوم
غمز أدهم لوالده الذي إعتدل في جلسته وقال موجها حديثه لجلال
_ كنت عاوز أفاتحك في موضوع مهم يا جلال
رد جلال متحمسا
_ تحت أمرك يا حاج إتفضل
إبتسم جاسر إبتسامته الهادئة المعهودة وردد
_ أدهم كلمنى إمبارح علشان نتمم موضوع خطوبته على فريدة
كان وقع كلماته كالصاعقة على الجميع بينما تحولت وجنتي فريدة لجمرتين ملتهبتين من خجلها
إبتسمت سعاد إبتسامة واسعة بينما ربتت على يدها بسعادة أميرة ولكن الحقد البادى على زهرة وإبنتها حياة لم يخفى على أحد
غمزت مي لفريدة بإبتسامة رائقة
بينما دلف ياسين ومازن و قالا بمشاغبة
_ متجمعين عند النبي
اسرعت مي مرددة
_ اقعدوا عمي جاسر طلب ايد فريدة لأدهم
صفعا كفيهما في بعض فهما كانا على يقين هذه الخطوة ليقول مازن بترقب
_ و انت ايه رأيك يا بابا!
رد جلال بفرحة قد ملأت نبرات صوته
_ أنا عن نفسى شرف ليا مصاهرتك يا حاج وأدهم راجل يتمناه أي أب لبنته بس الرأى هنا رأى فريدة
تطلع الجميع إليها ما زاد توترها وقلقها فسألها جاسر قائلا بجدية
_ هاه یا فريدة إيه رأيك يا بنتى
أطرقت رأسها وقالت بصوت مرتعد وشفاه مرتعشة
_ اللي تشوفوه يا عمي
خرجت زغرودة سريعة من أميرة تلتها زغرودة من سعاد ليبتسم الجميع
بسعادة
تنهد أدهم براحة وقال مسرعا
_ الحمد
متابعة القراءة