أفاقة الطوفان

موقع أيام نيوز

وهو يعبث بهاتفه 
_ كلهم في إنتظارك يا سيدى وأمك هتتجنن عليك 
تنهد أدهم فاقدا صبره وقال بشوق 
_ وأنا كمان هتجنن وأخدها في حضنى 
فمال عليه ياسين و سأله بمكر 
_ قولي بقا و بصراحة عملت كام علاقة
هناك أظن البنات كلها كنت بوبو 
مرر أدهم انامله بشعراته و قال بجدية شاعرا بنظرات مازن تخترقه و منتظرا لرده ليقول ادهم ببديهية 
_ انا قربت من ربنا اكتر و مش هكذب و اقول انه ما كانش فيه بنات في حياتي بس كلهم يا اما زمالة يا اما صداقة و عمرى ما لمست بنت لمسة حرام 
عقد ياسين حاجبيه و سأله بتعجب 
_ يعني و لا مرة ضعفت لاي بنت ! 
صمت أدهم لثواني و قال 
_ كنت لما بحس انه ممكن اضعف او غريزتي تتحكم فيا اجرى عالجيم و اهد نفسي علشان افصل ده غير انه انا عمرى ما هكون غير لواحدة بس 
لمح بطرف عينه إبتسامة مازن الجانبية التي إطمأن بها علي أخته التي ابتعدت عن اي لقاء او اتصال بأدهم ظنا منها انه تخلي عنها مقابل جميلات اوروبا 
زم مازن شفتيه وقال بإستسلام 
_ خلاص وصلنا إستعدوا بقا بدستة علب مناديل 
تطلعت ليلي لساعة معصمها و قالت بملل 
_ احنا هنقضي اليوم كله هنا بالكافيه قومي روحي يا فريدة ربنا يهديكي 
تركت فريدة ماصة العصير من فمها و
اجابتها ببرود 
_ انا قاعدة مافيش ورايا حاجة انتي لو عاوزة تمشي ما تمشي انا مساكة فيكي يعني 
هزت ليلي راسها و هي تبتسم بمكر و قالت 
_ حورى علي اي حد غيري يا ديدة انا فقساكي و عارفة انك ھتموتي و تروحي علشان تشوفي ادهم بس بتمثلي انه و لا فارق معاكي 
حركت الماصة بحركات دائرية داخل كوب العصير و قالت بهدوء منافي تماما لما يدور بداخلها 
_ خلصتي كلامك قومي امشي بقا 
لملمت ليلي اشيائها و نثرت شعراتها الصفراء خلف ظهرها و قالت بإستسلام 
_ همشي فعلا لأن امي عاوزاني اشتري ليها طلبتات البيت و مش لازم اتاخر عليها يالا سلام 
لوحت لها فريدة بيدها و قد تهدلت ملامحها و تنهدت بضعف ثم اشارت للنادل بأن يأتي و دفعت ثمن مشروباتها و لملمت اشيائها
و خرجت و هي تسير بوجوم 
ليلي معها حق فبداخلها يريد الركض ناحية البيت و رؤيته لربما تنطفىء نيران شوقها و كبرياؤها يمنعها فهو تركها و ابتعد لاربع سنوات دون ان يفكر و لو لمرة بالعودة لرؤيتها و كأنها لا تعني له شيئا 
صعدت سيارتها و قادتها بإستسلام ناحية بيتها و سكنها أدهم 
دلفوا جميعا بسياراتهم لداخل حديقة المنزل و كان الجميع بإنتظارهم 
نزل أدهم مسرعا بعدما رأى والدته ليتحول من هذا الرجل الصارم إلى طفل صغير يشتاق لرائحة والدته 
وقف أمامها قليلا متأمل ملامحها و تلك الخطوط الرفيعة التي حاوطت عيناها و فمها و تحسسهما برقة و هو يحتضن وجهها بكفيه متطلعا داخل عيونها ثم قبل جبهتها ببطء وبهدوء إحتضنها 
لتتحول دموعها لنحيب وهي متشبسة به كي لا تفقده مرة أخرى ظلوا هكذا حتى خرج أدهم عن صمته وقال بصوته العميق 
_ وحشتيني يا ست الكل 
ردت عليه أميرة بصوت متحشرج من بكائها الشديد 
_ وإنت وحشتنى يا حبيبي أخيرا يا أدهم بقيت معايا وجوة حضنى 
مال بجسده و التقط كفها و قبله قائلا بحنو 
_ فوق ما تتخیلی وحشتینی ازای يا امي 
مسحت أميرة على ظهره بنعومة مرددة بنبرة سعيدة افتقدتها ببعده عنها _ عارفة يا حبيبي و الله لأنك وحشتنى أكتر حمد الله على سلامتك يا حبيبي 
_ الله يسلمك يا أمي 
إقتربت منه سعاد وزهرة للترحاب به ولكن عيناه كانت تطوف علي وجوههم جميعا عله يروى شوقه لها 
وجد الجميع في إنتظاره ولكن أين هي 
شعرت زهرة بما يدور برأسه فوقفت أمامه وقالت بإبتسامة خبيثة 
_ حمدالله على سلامتك يا أدهم الدنيا نورت 
رد عليها بإبتسامته الهادئة 
_ الله يسلمك يا مرات عمى أخبارك إيه ! 
هزت رأسها و هي تقول 
_ تسلم يا إبنى بخير والله 
إقترب ادهم من سعاد وقال لها مداعباكما اعتاد سابقا 
_ وحشتينى قوی یا سوسو 
ضړبته سعاد على ذراعه وقالت بضيق مفتعل 
_ سوسو في عينك قولي يا سعاد بس 
ضحك أدهم
علي مزحتها وقال مازحا
_ وحشتيني يا قمر بس إيه الحلاوة دى إنتى بتصغرى ولا بتكبرى 
صكت زهرة أسنانها من غبظها و حولت مقلتيها ناحية زوجها عثمان الذي وجدته يداعب مي و غير
مهتم لما يقولوه فشعرت ببعض الراحة 
بينما قال له جلال بجدية مازحة 
_ جرى إيه يا واد إنت إحترم نفسك لأقوملك هتعاكس مراتي قدامي 
رفع ادهم كفيه باستسلام ليتفاجأ بدموع سعاد التي انهمرت و هي تقول له بحنو 
_ وحشتنى يا إبني والله و مبسوطة انك رجعت نورت مكانك تاني 
كفف لها دمعاتها و قال بحب 
_ إنتى وحشتيني أكتر يا مرات عمى و البيت منور بيكم 
إنتبه لحياة التي تقف وراء سعاد في إنتظار دورها فقال وهو يتطلع إليها بإعجاب من جمالها الزائد 
_ ما شاء الله حياة إحلويتي قوى 
انتشت زهرة في وقفتها و طالعت سعاد بنصر بينما قالت له حياة بهيام و هي تحدجه بقوة متأملة وسامته و هيأته الجذابة 
_ ميرسي يا أدهم حمد الله على سلامتك 
أومأ لها برأسه و قال ببساطة 
_ الله يسلمك 
إبتسمت له سهى و التي لم تتحدث فقط تستند علي احد الطاولات بظهرها و تعقد ذراعيها امام صدرها و تتابع المشهد من بعيد حتى هز أدهم رأسه وقال بيأس و ڠضب مفتعل 
_ إيه اللى كهرب شعرك ده بس ! 
رفعت سهي حاجبها پغضب من تنمره عليها وقالت 
_ آااه إنت رجعت بقا لا بقولك من أولها كده فكك منى اتفقنا 
قطب جبينه بضيق مفتعل وقال بابتسامة ساخرة 
_ مين ده وراکي وراکی بس دلوقتي هعديها بمزاجي 
إبتسمت سهى رغما عنها وقالت 
_ أنا مش مصدقة إنى هقول كده بس وحشتنى يا أدهم 
رد عليها وهو يطالعها بغرور 
_ وأنا مش مصدق إنى هرد عالكذب ده بإنك وحشتينى برضه 
قفزت مي أمامه وقالت بصياحها العالي 
_أدهومي حبيبي وحشتني 
فقال ياسين بسخط 
_ يا منجي من المهالك يا رب 
رد أدهم بابتسامة واسعة و رائقة كبرائتها 
_ بكابوظة وحشانى قوى 
زمت شفتيها بطفولة متصنعه البكاء وقالت بلوم 
_ كده يا ادهومي زعلت منك 
قرص وجنتيها
المكتنزتين و قال 
_ ده انا بدلعك يا قلب اخوكي انتي 
اتسعت ابتسامتها التي تغلق مع عيناها و قالت بفرحة 
_ و انا بهزر معاك يا حبيبي اساسا محدش يقدر يقولى الكلمة دى غيرك إنت وفريدة 
بمجرد سماعه لإسمها تحرك قلبه بقوة وزادت سرعة أنفاسه وقال مسرعا 
_ صحيح هي فين مش شايفها 
أجابته حياة بمكر بعدما لاحظت حالته و ارتباكه 
_ عندها محاضرات أهم من إنها تسيها و تستناك 
فقالت له سهى مسرعة بعدما لا حظت عبوسه وهي تطالع حياة پغضب
_ فريدة في الطريق يا أدهم خلصت محاضراتها وجاية 
عقد حاجبيه وقال پغضب ممزوج بالتعجب 
_ جاية لوحدها !
دخل الجميع في نوبة من الضحك و سحبوا مقاعدهم و جلسوا عليها ليرد جاسر قائلا 
_ إنت فاكر يا إبنى إنها لسه فريدة الصغيرة اللي إنت كنت بتوصلها المدرسة والدروس وتروح تجيبها لا خلاص هي عندها دلوقتي عربيتها وبتسوقها لواحدها 
تشنجت تعابيره مرددا بعصبية 
_ بتسوق عربية لواحدها كمان !
_ هي وسهى عايشين على راحتهم خالص ولا كأنهم صعايدة زينا 
وقف مازن وقال پغضب 
_ قصدك إيه يا حياة مش فاهمك !
ردت عليه بخبث 
_ ما أقصدش حاجة وحشة قصدى إنهم هما بس اللي مسموح لهم يسوقوا لوحدهم ويلبسوا على مزاجهم ده حتى سهى مش محجبة زينا وقفت سهى بدورها وقالت محذرة بنبرة حادة 
_ حياة خليكي في نفسك وبس إحنا محترمين ومؤدبين وناجحين في حياتنا وبابا وأعمامي واثقين فينا جدا فبلاش كلامك ده 
صاح بهم جاسر وقال پغضب 
_ بس انتي و هي مش عايز اسمع صوت تاني هو مافيش إحترام لقعدتنا و لا ايه 
إلتفت الجميع على صوت فرملة سيارة فابتسمت سهى وقالت 
_ أهي فريدة جت 
تطلع أدهم للسيارة بحركة سريعة ود لو أذابها بعيونه حتى يراها بسرعة غلم يعد يمتلك صبرا 
إبتلعت فريدة ريقها بصعوبه وشعرت برجفة شديدة أصابت جسدها وإنتبهت لحركة صدرها السريعة نتيجة تنفسها بصعوبة 
تمسكت بمقود السيارة ستلهم منه القوة ها هو
أمامها تشعر بنظراته تكاد تخترق السيارة من عمقها و قوتها لقد أصبح وسيما جدا و مهندم بشكل آخذ 
حاولت السيطرة على إنفعالاتها و سحبت نفسا طويلا و فتحت باب السيارة و انحنت بجزعها و حملت كتبها و حقيبتها و أنزلت قدمها من السيارة و سحبت مفتاح السيارة 
تطلع أدهم لحذائها الطويل و الذي يكاد يلامس ركبتها بلونه البني ذي الكعب العالى 
رفع أدهم حاجبه بتعجب فهل كبرت لدرجة انها ترتدى كعبا عاليا كالفتيات أغمضت فريدة عيونها وتنفست نفس طويل وزفرته مرة واحدة وترجلت من السيارة 
ارتفع حاجبي أدهم من الدهشة و شهق شهقة خفيفة و لم يشعر بنفسه و هو يهم واقفا صكت حياة أسنانها من الغيظ و أشاحت بوجهها بعيدا عنه متوعدة لتلك التي تتقدم ناحيتهم بخيلاء و أنوثة 
إقتربت منهم بخطوات واثقة وعيونها متعلقة بأدهم من
خلف زجاج نظارتها تطالعه بنظرات تحمل التحدى و الڠضب و الحنق و الكثير من الشوق 
كأنه كبلها
به لم تستطع الحيد ببصرها بعيدا عن مرمى عينيه 
حمدت ربها أنها ما زالت ترتدى نظارتها الشمسية لتخفى ورائها توترها ولكنه تمنى لو جذب هذه النظارة وحطمها آلاف القطع فهي تحجب عيناها عنه 
وقفت فريدة أمامهم وقالت بهدوء هو أبعد ما يكون عن شعورها حاليا 
_ السلام عليكم 
رد الجميع عليها 
_ وعليكم السلام 
خلعت نظارتها وقالت وهي تطالع أدهم بقوة 
_ حمدالله على سلامتك يا أدهم 
ذاب داخل عيونها التي أصبحت ساحرة ولكنه رد عليها بصرامة
_ الله يسلمك أخبارك إيه 
حاولت الثبات أمام نظراته التي تلتهمها وقالت و هي تحرك ذراعيها 
_ زى ما إنت شايف كويسة جدا وإنت !
أجابته وهي تملأ عيناها بملامح وجهه التي إفتقدما كثيرا لاحظ تأملها له فإبتسم بسخرية وقال محركا ذراعيه مثلها 
_ زى ما إنتي شايفة كويس جدا 
لاحظت تقليده لها فزفرت فريدة بضيق من طريقته ووكزت على نواجذها وأشاحت ببصرها عنه وقالت و هي تسحب مقعدا لتجلس عليه 
_ إوعوا تكونوا أكلتوا من غيرى 
ردت عليها مي بسرعة 
_ لأ يا ديدة لسه كنا بنستناكي
وقفت مى وإتجهت ناحية ياسين و إجتذبته من می ذراعه بالقوة وقالت 
_ إتفضل قوم قدامي على الشواية يالا الناس جاعت 
وقف ياسين بتعثر وقال بضيق 
_ طب بشويش طب هو انا قدك 
تطلع ياسين لمازن بنظرة إستعانة فوقف مازن ضاحكا علي حالته وإتبعهم 
وقفوا على المشواة بينما وضع باقى الطعام على الطاولة الكبيرة والجميع
يتبادل أطراف الحديث مع أدهم وهو يرد باقتضاب نتيجة غضبه من تلك التي إنشغلت بهاتفها عنه 
لكنه
تم نسخ الرابط