للقدر حكاية سهام صادق
المحتويات
الغرفه... ثم سألتها وهي ترطب شفتيها بلسانها
هو انا عملتلك حاجه عشان تكرهيني
رمقتها المرأه بأستهزاء وهي تتذكر تحذير عنتر منها لا تعلم السبب ولكن تحذيره أقلقها
ياريت كل واحد يخلي في حاله... لا صباح الخير ولا مساء الخير سامعه
اطرقت صفا عيناها وقد ظنت ان عنتر افش بسرها ثم عادت تنظر نحوها
وقبل تكمل صفا عبارتها هتفت المرأة التي تدعي صابرين
استغفر الله العظيم... ما قولنا كل واحد يخلي في حاله... ده ايه الهم ده
اتجهت المرأة نحو دورة المياه الخاصه بالغرفه... فطالعتها
صفا بآلم لم تعد تقوى عليه فالسجن كان ارحم عليها
سقطت دموعها وهي تتمنى العوده اليه
ياريتني كنت فضلت في السچن... ليه سبتني
هوت بجسدها على الفراش الصغير بأرهاق ولم تشعر بنفسها الا وهي تسقط في سبات عميق
فقد ظن عنتر ان فرض الأعمال الشاقه عليها سيجعلها تعجز وتعترض ولكنه لا يعلم أن السچن علمها الكثير وأهم ما علمه لها
ان بروده جدران السچن كانت اهون عليها من الحريه
....
عادت مها من المدرسه التي تعمل بها بعدما اوصلتها إحدى العاملات لباب المنزل وودعتها حزينه انها لن تراها ثانيه... فقد طردها مدير المدرسه بعد أن ضجر من السرقه المتكرره في آلات الموسيقى.. أخبرها انه تحمل وضعها كثيرا ولكن صبره قد نفذ.. فلن تتكفل الاداره دائما بالخسائر.
فتحت لها شقيقتها الباب وقد أتت من عملها مبكرا سعيده بعدما ذهب إليها سالم لمكان عملها وصالحها طالبا منها ان يسرعوا بأمر زواجهم فقد مل من كثرت المشاكل
احتضنتها ماجده بقوه تخبرها بسعاده
انا وسالم رجعنا لبعض يامها
تجمد جسدها بين ذراعي شقيقتها.. تتذكر حديث شقيقتها مع جارتهم... ابتعدت عن شقيقتها تداري خلجات وجهها الحزين
مسحت ماجده على وجهها وقبلتها
حبيبت اختك انتي... قوليلي عملتي ايه في المدرسه
اطرقت مها عيناها أرضا وهي لا تعرف كيف تخبرها بالأمر
ادوني جواب شكر وفصلوني لان ظروفي متسمحش للعمل
ورفعت عيناها وقد لمعت مقلتاها بالدموع التي تصارعها
الآلات بتتسرق وده عبئ على المدرسه
لا انا مش هسكت انا لازم اعمل شكوى
تعلقت يد مها بذراع ماجده تسألها بأمل ان تنفي لها ما سمعته
أنا هروح فين لما تتجوزي انتي وسالم ياماجده
تنهدت ماجدة بثقل وهي تنظر إليها
مها متنفعيش تعيشي معايا بعد المشكله اللي حصلت مع سالم.. انا دورت علي حل والحمدلله لقيته ومش هتبعدي عني
أرتخت ملامح مها ونست حزنها ولكن كل شئ تلاشي سريعا
واردفت بحماس وهي تحتوي وجهها بين كفيها
هنضفهالك وافرشهالك... واه منبعدش عن بعض غير وقت النوم والوقت اللي يكون في سالم موجود... ها ايه رأيك
ابتلعت مها غصتها التي وقفت عالقه في حلقها
هترميني ياماجده فوق السطوح... انتي عارفه اني بخاف
وكان لماجده تفسير لكل ما تفعله
هرميكي ايه ياعبيطه ده هما بس دورين بينا... هو انا اقدر ابعد عنك
عانقتها ماجده حتى تشعر ضميرها بالراحه
ده انتي اختي حببتي
....
دلفت هناء حجرته كي ترتبها.... تقوم بمهامها الزوجيه بأكمل وجه وبقلب قد كسره حلم تشبثت به لسنون... ليس لديها
فضلتي بتدوري على الاجابه... عرفتيها خلاص
رفعت عيناها نحوه ومازالت ملامح الفتاه قابعه في مخيلتها
مين ديه يامراد
هتفت بأرتجاف... فصمت وهو يتأمل ملامح وجهها وقد شعر بالشفقه عليها لما ستسمعه
مراتي ياهناء!
.....
عادت من منزل والدتها تجر خيبه جديده...تلك المره أصبح العريس مطلقا ولم يعد لديها حجه... عبدالله ابن شقيق زوج والدتها... شعرت وكأنه هو قدرها كما اسمعتها امها لتقنعها بالأمر
طرقت على باب منزل ابيها وهي تشعر بالضياع وإلحاح والدتها عليها ان تقبل حتي يصبح لها منزلا واطفالا
وجدت زوجه ابيها أمامها تحمل غداء والدها
كويس انك جيتي.. خدي الاكل ودي لابوكي عشان يتغدى
ألقت الكيس عليها لتتلقاه
خلي اي حد غيري... انا جايه تعبانه
طالعتها سناء بمقت
ما انتي لابسه اه وجايه من عند امك...ولا جيتي عند ابوكي التعب جالك
زفرت انفاسها وعادت أدراجها للخارج نحو محل الفاكهه الخاص بوالدها
وعلى مقربه من محل والدها كانت ترى اخر شخص توقعت رؤيته
تعلقت عين حمزة بها من بدايه عبائتها السوداء المطرزه وحجابها الذي لم يعد مهندما فوق رأسها لذلك الكيس الذي تمسكه بيدها والضمادة التي تضعها فوق جبهتها
تجمدت في وقفتها وقد دب الړعب بقلبها وارتجف جسدها وهي لا تفكر الا انه هنا من أجل أن يدفعها ثمن خساره صفقته
أرادت ان تهرب ولكن والدها أشار إليها بالتقدم وهو مبتسم
ولم تكن ابتسامه والدها فقط إنما أيضا ابتسامه السيد مهاب والد هناء صديقتها
وأصبحت تبحث عن اجابه ولكن لم ترى تفسيرا.. حمزة الزهدي هنا في محل والدها والسيد مهاب اي سبب ستفكر فيه... فلا سبب تجده ولولا ابتسامه والدها لظنت السوء بالتأكيد
تقدمت منهم بقلق.. لتجد والدها يقترب منها فرحا
كويس ان سناء بعتتك انتي بالأكل
ونظر نحو حمزة الذي مازالت عيناه متعلقه بها
حمزه بيه طلب ايدك للجواز يابنتي
يتبع بأذن الله
الفصل الثامن والعشرون
جلست على فراشها بأعين شارده الي الان صدى عبارته تخترق قلبها.... اليوم علمت اپشع حقيقه لم تتخيلها...
تحجرت دموعها في مقلتيها ولأول مره تأبى الهطول...
حلمها سرقته اخري من قبلها وسړقت
ما تمنته لسنوات ولم يكن لها قلبه الذي تمنت ان يحبها ولو قليلا...اغمضت عيناها بقوه وصدي كلماته لا تتوقف في اقټحام اذنيها
مراتي ياهناء... اتجوزتها قبل ما اتجوز
شعرت بوجوده من صوت أنفاسه الهادره.. لم تصرخ كما ظن إنما انسحبت تداري كسرتها بعيدا عنه
هناء انتي كويسه
سؤاله كان ليس له جواب... لو اجابت لصړخت حتى تقطعت أنفاسها
هناء ردي عليا.. انا مفكرتش ان ديه هتكون ردت فعلك
واقترب منها يجلس أمامها فوق الفراش ينظر لعينيها الثابته نحو نقطه ما
هناء
طالعته پقهر.. لقد أعطاها اهتماما اخيرا... واي اهتمام تلقته منه اهتمام المواساه.. كان متزوج من غيرها ولم يكن يريدها
خرج صوتها اخيرا
انا كويسه ياابن عمي مجرد بس سکينه اتغرزت في قلبي... بس هو يستاهل عشان بني حياته على احلام
واشارت نحو قلبها ټضرب عليه بضعف
خليه يتوجع وېنزف عشان يفوق... كان محتاج الصدمه ديه لانه مكنش مصدق... كان اهبل وغبي
ولم تعد تتحمل كبت دموعها... فحررتها بضعف.. لينظر إليها بحزن وصړخت بۏجع
ياريتني متمنيتك... ياريتني سمعت كلام عقلي
آلمه كسرتها لم يكن يظن انه سيشفق عليها يوما.. تنهد وهو يلعن تلك اللحظه التي قلبت حياته ولعڼ اللحظه التي جعلته يترك غربته ويعود لموطنه
هناء انا اسف.. انتي تستحقي الاعتذار
ضحكت وهي تسمع كلمته التي يراها كبيره عليها
اسف.. كتر خيرك ياابن عمي
تعلقت عيناه بها كاد ان يخبرها انها هي من وضعت نفسها في حياته لو كانت رفضت خطبتهم من البدايه لكن كل واحد منهم يعيش حياته سعيدا
ممكن تخرج من الاوضه... محتاجه اقعد مع نفسي
نظر لها طويلا فأشاحت عيناها عنه وتكورت بجسدها فوق الفراش الذي تغفو عليه كل يوم باكيه منذ زواجهم فلا بأس من ليله أخرى ترثي فيها حالها
نهض من جانبها وطالعها مليا ثم غادر الغرفه عندما وجدها تعطيه ظهرها
وقف على الباب ساندا ظهره عليه بعد أن غادر غرفتها ليسمع صوت بكائها وآنينها
كتمت صوت صړاخها أسفل وسادتها وهي تعض يدها.. نيران كانت تشتغل داخلها.. لقد كسر حبها واطفئ سعادتها وفي النهايه اكتشفت انه تزوجها من أجل والده فعمها هو من ارادها حتي انه كان يعلم بزواج ابنه من قبل
قضمت شفتاها بقوه وجسدها اخذ يرتجف والۏجع يسري في جسدها
....
وقفت ياقوت خلف باب الغرفه تستمع لصياح زوجه ابيها عندما علمت بخبر طلب زواج ابنة صباح كما تنعتها دوما
انت بتقول ايه يازيدان مين ديه اللي تتجوز قبل بنتي وتاخذ فلوس جهازها
اغمضت ياقوت عيناها آلما فهى كانت تنتظر والدها حتى تخبره انها ليست موافقه على عرضه ولكن كلمات زوجه ابيها كانت كالسم تسقط على مسمعها
قوله معندناش بنات للجواز... احنا حيلتنا ايه عشان نجهزها هي كمان
سمعت صړاخ والدها بها لأول مره لترتجف في وقفتها
لمي لسانك ياوليه... ايه بنت صباح ديه ياقوت زي ياسمين عندي... ولعلمك هتتجوز قبل ياسمين وهجزها احلى جهاز انا لسا عايش وماموتش مش عشان سيبك طحناها في شغل البيت وانتي قاعده متبغدده وقول ياراجل سيبها مهما كان في مقام امها لكن لحد هنا ومسمعش صوتك.
كتمت سناء حقدها ورسمت الوداعه فوق شفتيها
نجوز ياسمين الاول وبعدين نشوف...لو عايز يشيلها كده يشيلها اه نرتاح من الهم
تحركت ياقوت بصعوبه نحو الباب وفتحته تنظر إليهم.. فتعلقت عيناها بوالدها الذي جلس على احد المقاعد وارخي رأسه لاسفل يلتقط انفاسه بصعوبه
بابا انا مش موافقه
رفع زيدان عيناه وقد قطب حاجبيه
مش موافقه على العريس عشان الكلام اللي سمعتيه لا يابنتي أبوكي قدها صحيح انا راجل على باب الله بس عمري ما اكسرك قدام حد
سقطت دموعها تلك المره حبا وركضت... كلماته احيتها وازالت آلام سنين طويله
ربت زيدان على ظهرها بسعاده
انا فرحان اوي يابنتي... الراجل ماشاء الله باين عليه حاجه كبيره زي ما عمك مهاب قالي... وانا راجل ابن سوق ونظرتي في الناس متخيبش
ابتعدت ياقوت عنه كي تخبره انها لا تريده.. فقد طردها من العمل دون رحمه دون أن يسمع دفاعها عن نفسها فهل سيكون زوجا تأمن حياتها معه... لو يوما نظرت اليه بأعجاب خالص لكن بعد فعلته في مكتبه وطردها استحقرته ولم تعد تحمل له سوي النفور
بابا انا....
لم تكمل كلماتها... فوجدته يمسح على وجهها بحنان
الحمدلله ربنا استجاب لدعائي وهفرح بيكي قبل اختك الصغيره واطمن عليكي
اخيرا هسلمك لجوزك يا ياقوت
ودلفت شقيقتها الشقه بعدما عادت من الخارج... فتعلقت عيناهم بها وقبل ان تسأل عن سبب هذا العناق... خرجت والدتها من الغرفه هاتفه
كويس انك جيتي من عند خالتك يا ياسمين... تعالي شوفي ابوكي عايز يجوز ياقوت قبلك وتاخد فلوس جهازك
اتسعت ابتسامه ياسمين مما زاد سناء مقت.. وهتفت بسعاده حقيقيه
هي ديه الاخبار
اللي تفرح... وماله ياماما انا وياقوت واحد
وعانقتها ياسمين وهمست بأذنها
اخيرا هتهربي من ماما وجالك الڤرج يابنتي
ولم تعرف اتضحك على حديث شقيقتها ام تدمع عيناها
.....
جمع شريف متعلقاته ثم أغلق حقيبة ثيابه ووضعها جانبا... فقد انتهى تدريبهم وقد حان وقت عودتهم
وجد سيف يقف على أعتاب الغرفه يطوي ساعديه أمامه يرمقه بتفحص
هتطلب ايد بنت سياده اللواء
طالعه شريف بطرف عيناه ثم اخذ يعدل من هندام قميصه
نفي برأسه الأمر فأقترب منه سيف وطالت نظراته نحوه
لسا هتفكر ولا صرفت نظر خالص عن الحكايه ديه حاليا
ابتسم شريف وهو يرتب خصلات شعره
هتجوز مها ياسيف
وتنهد بشوق فسيجعل لقاءه بها مفاجأه لن يهاتف شقيقتها حتى لا يفسد مفاجأته... سيذهب لها بباقه ازهار وبخاتم الخطبه
رسم كل شئ بحب وندم على ما فكر به من قبل... لن يتخلى عنها مهما حدث.. بعده عنها جعله يدرك
متابعة القراءة