للقدر حكاية سهام صادق

موقع أيام نيوز


النفس والقلب 
وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي 
وقف يتأمل اندماجها وهو حانق... فقد جاء اليوم لفرع الشركه الذي يديره شقيقه من أجل احد الأوراق الهامه التي تطلب اطلاعه وامضته ولكن قدومه قد جاء بنفع ليطردها من عملها

وصفق بيداه بقوه ثم هتف ساخرا 
نسيب شغلنا وخليني مع اغاني الحبيبه 
فأنتفضت ياقوت فزعا من صوته ونهضت من فوق مقعدها تزيل سماعات الأذن من اذنيها وقبل ان تحرك شفتيها وتخرج الكلمات من فاها تحرك من أمامها نحو غرفه المكتب صارخا بها 
حصليني 
اتبعته بقلق وهي تخشي طردها... وطرقت باب غرفه المكتب والقلق يدب بقلبها 
كان يقف معطيا ظهره لها تلامع عيناه بالحده والجمود سمع نحنحتها المرتجفه ليستدير نحوها بجسده
ده اخر تحذير ليكي على الإهمال... المره الجايه في طرد ومش معنى انه متوصي عليكي وتعينك جيه بالوسطه يبقى مسمحولك بالتجاوزات.. ده مكان شغل ياأنسه
ألقى كلماته عليها بحزم جاف وكادت ان تدافع على حالها لكنه اشار إليها بالصمت 
رجعي مكتبك وهاتي الأوراق اللي كان مفروض شهاب يطلع عليها 
خرجت من مكتبه تتماسك تهتف لنفسها وهي ترتب الأوراق المطلوبه 
متعيطيش يا ياقوت.. خليكي قويه 
عادت اليه بالاوراق ليرمقها بنظره جامده.. وقفت تنتظر اطالعه علي الأوراق وامضاته ولكن كان اليوم هو يوم تعويض راحتها في الأيام السابقه 
مدير حسابات تهاتفه ليأتي..موظف الشئون القانونيه وقهوه تأتي بها واوامر لا تنتهي 
حمدت ربها انها تعمل تحت اداره شهاب وليس هو.. وانتهى اليوم اخيرا لتجلس فوق مقعد مكتبها تأخذ أنفاسها متمتمه
الحمدلله اليوم خلص
رتبت مكتبها وبعض الأوراق وضعتها في الملف الخاص بها... ليخرج من المكتب يطالعها 
أنتي لسا ممشتيش
ثم اردف پحده ومقصد 
ياريت النشاط اللي شوفته وقت وجودي يبقى علطول كده حتى لو المدير مش موجود 
اهانتها عباراته ولو كانت صمتت منذ ساعات فلن تصمت الان
حضرتك بتهني عشان لقيت السماعات في ودني رغم ان مكنش في شغل مطلوب مني 
فأتسعت عين حمزة من جرأتها.. لتخرج هاتفها من حقيبتها ثم ضغطت على احد الازرار 
اتهمتني اني قاعده بحب وبقضي وقتي.. اه انا

كنت قاعده فعلا بحب وبقضي وقتي بس في حاجه اهم وافيد من الدنيا كلها ياحمزة بيه 
وحملت حقيبتها لتترك غرفة المكتب بعدما دافعت عن حالها برضى 
استنى عندك 
ألتفت نحوه بجرأة وداخلها كان قلبها يرتعش 
مبعترفش بغلطي مع حد
وصمت للحظات ثم اردف قبل ان ينصرف من أمامها مغادرا الشركه 
بعتذر علي سوء ظني ياأنسه ياقوت 
السعاده ارتسمت على شفتي ياقوت لتقف غير مصدقه ان حمزة الزهدي بغطرسته وجفاءه اعتذر منها
لتصيح كالاطفال مصفقه بيداها 
ده اعتذر مني 
.................................. 
ضحكت سماح بصخب وهي تستمع لفعله ياقوت وسعادتها بما حققته اليوم
كل ده عشان اعتذر منك..لاا حمزة الزهدي عمل انجاز في حياته 
لتشير ياقوت نحو حالها 
انا ياسماح بقى حد يعتذر مني
واردفت تخبرها عن شعورها وهي تقف أمامه 
لو تشوفيني قدامه كنت عامله زي القطه اللي واقفه قدام الأسد 
ضحكات سماح تعالت بقوة حتى بدأت تسعل دون توقف.. لتتجه نحوها ياقوت تضربها على ظهرها وهي الأخرى تضحك 
................................... 
وقف شريف جامد في مكانه وهو يرى أحدهم يصطحب مها من امام المدرسه نحو سيارته الصغيره ويحادثها لتبتسم إليها

 

تم نسخ الرابط