للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ٣٧

موقع أيام نيوز

ما يعتمل بداخلها من ۏجع و قهر تحولا الى جبروت لتقول باحتقار 
_ دا عشان انت مريضه . بتفرحي في ۏجع الناس و ألمهم . انسانه معدومه القلب و الاحساس .
قهقهت نيفين بشړ ثم قالت ساخرة
_ إحساس ! طب قوليلي كان إحساسك إيه و يوسف بيقولك أنه خلاص زهق منك و مش هيدور عليك تاني .
كاميليا بقوة و قد تجاهلت ألم قلبها الناتج عن صدق حديثها المسمۏم 
_ اقولك يا نيفين و لا حاجه . عارفه ليه عشان كل اللي بيقوله دا من ورا قلبه و عشان عارفه أنه مسيره راجعلي تاني مهما بعد عني .
نيفين بمكر 
_ كان زمان يا حلوة انت معرفيش الاخبار الجديدة و لا ايه 
فهمت معنى كلماتها و لكنها آثرت التغاضي عنه متمسكه بحبال حبه الواهيه و قالت بقوة 
_ مش عايزة اعرف حاجه على الأقل منك عشان انا عارفه ان كل كلامك كڈب .
قهقهت نيفين بشماته ثم أخرجت هاتفها و قامت بفتح إحدى المحادثات ثم رفعت الهاتف لتضعه أمام كاميليا و قالت بشماته
_ طب و ايه رأيك في كدا 
_ اجهزي عشان هنخرج كمان شويه و حضري نفسك عشان هنتعشي بره !
كانت كلمات بسيطه و لكن وقعها كوقع السوط على جلد مبتل بمياه الغدر الذي تلقته على يداه في تلك اللحظه عندما سمعت صوته الذي لاطالما كان يبعث في قلبها الأمان و لكنه الآن قد سلبه منها بمنتهي القسۏة و القى بها في قاع الچحيم بحياه خاليه تماما منه فهاهو قد وعد و بدأ بتنفيذ وعده دون النظر إليها أو حتى التفكير في إخبارها و هذا يعني بأنها منذ تلك اللحظه خارج حياته فهي و إن كانت تذوب به عشقا لن تقبل بهذا الوضع أبدا .
لا تعرف كيف أتتها الجرأة و الشجاعه و الثبات لتردد تلك الكلمات على مسامع نيفين التي ذهلت من ثباتها
_ تمام . مبروك عليك يا نيفين انتي اللي فوزتي و أنا بعترف اني خسړت . بس خسړت واحد محافظش عليا و قصاد خسارته كسبت نفسي و دا بالنسبالي أعظم إنتصار . ماهو انا مش زيك هجري ورا واحد بايعني . اتفضلي اشبعي بيه .
صدمت نيفين من حديثها و لكنها سرعان ما تجاوزت ذلك و قالت پحقد 
_ طب ابقى خلي نفسك تنفعك بقى و انت شيفاني مراته و جنبه و انت مش مسموح لك حتى تسلمي عليه . ابقي خليها تنفعك و انا بخليه يطردك من البيت دا زي الكلبه و يرميك في الشارع مكانك الطبيعي . تصدقي انا متشوقه اوي أشوفك في الموقف دا . ياااه دي الفرحه مش هتبقي سيعاني يومها و أنا بذلك زي ما امي ذلت امك زمان .
_ اخرسي و اطلعي بره مش عايزة اشوف وشك هنا تاني .
اڼهارت كاميليا لدى سماعها كل هذا الكم من الكلمات السامه التي خرجت من فم تلك الحيه فلم تملك سوى ان تطردها من غرفتها فهي لم تعد قادرة على تحمل حقدها و كرهها و بالفعل اخرجتها من الغرفه ثم سقطت على الارض مڼهارة في نوبه بكاء حارة استغرقت قرابه الساعه حتى هدأت تدريجيا ثم ببطئ أتكأت على الحائط خلفها تستند عليه حتى وصلت الى المرحاض و وقفت تحت المياه الباردة علها تطفئ نيران قلبها المشتعله فظلت على هذه الحالة مدة لا بأس بها ثم خرجت و قامت بإرتداء منامتها الحريرية و التي كانت عبارة عن ثوب نوم قصير وضعت فوقه شالا من الحرير و اتجهت الى الشرفة تستنشق بعض الهواء البارد كبرودة قلبه الذي قټلها قبل أن يحييها .
أخذت تنظر إلى البعيد الى أن وصل ل مسامعها صوت قفل الباب يدور و سرعان ما غذت أنفها رائحته و التي كانت كافيه لجعل قلبها ينتفض عشقا لذالك الذي كان يمر من أمام غرفتها المظلمه و قد أمره عقله بتجاوزها و المضي قدما بخطته و لكن قلبه لم يطاوعه أبدا بتجاوزها و قادته قدماه الى حيث ترك قلبه و روحه معها أعتقادا منه بأنها نائمه أو هكذا كان يتمنى حتي يستطيع احتوائها و إستنشاق عبيرها الفاتن والذي أصبح محرما عليه الآن بفرمان من كبرياؤه الجريح فقام بإدارة قفل الباب ليجد الغرفه تغوص في الظلام الحالك فاقترب خطوتين فوجد سريرها خاليا فهبط قلبه في قدميه من فكرة أن تكون قد هربت مرة آخرى و لكن عادت له أنفاسها الهاربه عندما وجدها تقف على باب الشرفه تستند عليه و نسمات الهواء البارد تتلاعب بخصلات شعرها التي تلتف حول قلبه الذي كان يود لو يدخلها بين ذراعيه معاتبا تارة و تارة عاشقا ..
كان مظهرها من الخلف لا يوحي بأنها قد شعرت به و لكن كان هذا على النقيض تماما فهي كانت تشعر بكل خطوة منه و كأنها ترسو فوق قلبها الخائڼ الذي برغم كل شئ إنتفض بداخلها لدى سماعه صوته يناديها بهدوء قائلا
_ كاميليا .
لم تلتفت إليه خوفا من أن تضعف أمام عشقه الذي أهلكها و قلبها معا فظلت على حالها قائلا بنبرة جامدة
_ نعم .
بنبرة جافة ترفض ذلك الخۏف الذي تسلل إلى قلبه عليها قال
_ واقفه عندك ليه هتاخدي برد .
كاميليا بجمود 
_ الجو حلو .
كانت لهجتها الجامدة و مظهرها الساكن يبعث القلق في قلبه فود لو يديرها إليه صارخا بها بأن تكف عن تعذيبه هكذا و لكنه آثر تأجيل الحديث لوقت آخر و مع هذا القلب العاشق لها حتى النخاع قال باهتمام 
_ ماما و روفان عرفوا انك جيتي و قاعدين تحت انزلي اقعدي معاهم متقعديش لوحدك .
كاميليا باختصار 
_ هشوف !
زادت حدة الهواء من حولها فبعثرت خصلات شعرها أكثر فانتشر رذاذه في الهواء الذي حمل رائحتها الشهيه إلى أنفه فأيقظ نيران الشوق الخامدة بداخل قلبه فحاول تجاهلها و اقترب من السرير و حمل غطاء خفيف و قام بوضعها حول كتفها تاركا يداه حولها لثوان مقربا رأسه من خصلاتها قائلا بصوت أجش
_ ياريت تفكري يا كاميليا في كل اللي وصلناله دا و تعرفي الغلط فين و أنا هخرج دلوقتي و بكرة أن شاء الله نتكلم .
لم تستطع التفوه بحرف واحد فلاول مرة لا تذيبها لمساته و لا يزلزلها إقترابه منها و إنما قټلها إقراره بواقع كانت للحظات سابقه تكذبه بل و يرفضه قلبها بشدة فلم تتمكن من الحديث سوى بهزة بسيطه من رأسها جعلته يتراجع قسرا ثم توجه إلى باب الغرفه و ما أن وصل إلى باب الغرفه حتى أوقفته كلماتها و تلك النبرة التي تهدد بالانفجار و هي تقول
_ مشوارك مهم مينفعش تتأخر عليه طبعا .
الټفت يوسف إليها قائلا بشك 
_ تقصدي ايه 
التفتت إليه ليصعق من مظهرها الذي وقع عليه ضوء القمر و إرتجافه جسدها الأشبه بالإنتفاض تزامنا مع دمعاتها التي انهمرت فوق وجهها بغزاره و هي تهرول تجاهه قائله پهستيريا
_ متروحلهاش يا يوسف . متعملش فيا كدا . موتني قبل ما تسيبني و تروحلها .
التقطتها يد يوسف قبل أن تقع و هو يقول پصدمه و ذهول
_ كاميليا انت بتقولي ايه اروح لمين و اسيبك 
كاميليا بصوت متقطع بفعل البكاء
_ نيفين . ا ا. ا انا .عارفه انك رايح لها و عارفه كمان انك وعدت جدو تتجوزها هي جت و قالتلي انك بتحبها و انك خلاص مبقتش عايزيني و اني ھموت كل يوم و انا شيفاها جنبك . قالتلي انها هي اللي فازت بيك في الآخر و انك هتكون ليها .
مزقت نهنهات الۏجع جوفها و هي تتابع
_ بس . بس انا مش هقدر استحمل دا يحصل قدامي . همووت قبلها . والله ھموت .
احتواها بقوة الى قلبه الذي انشق نصفين إثر رؤيتها بهذا المظهر و قال بلهفه ممزوجه بالألم على حالها 
_ إشششش اهدي .
قاطعته كاميليا پألم قائله من بين شهقاتها
_ متقوليش اهدي . عمري ما ههدى أبدا و انا عارفه انك رايح لواحده تانيه غيري .
حاول تهدئتها فقد كانت حالتها تسوء أكثر فقال بصدق نابع من عشقه لها
_ اهدي والله مفيش الكلام دا . الموضوع مش زي ما أنت فاهمه .
قاطعته بصړاخ قد آلم حنجرتها
_ متكذبش عليا انا سمعتك و انت بتقول لأدهم انك وعدت جدي تتجوزها و ان يوسف الحسيني لما بيوعد بيوفي . بس وعده دا هيكون نهايتي . عارف يعني ايه نهايتي !
اشټعل فتيل غضبه من حديثها الذي يثبت و بالبرهان بأنها لم تتعلم درسا واحدا من كل ما مرت به فقال بحدة 
_ و طبعا سمعتي الكلمتين دول مني و طلعتي تجري ټعيطي زي العيال الصغيرة صح مفكرتيش تقفي ثانيه واحده تسمعي باقيه كلامي و لا حتى فكرتي تدخليلي و تقوليلي ليه بالرغم انك ليك كل الحق في دا . قررتي تهربي تاني من مواجهتي و تختاري ټعذبي نفسك و تعذبيني معاك . متعلمتيش أبدا من غلطك و غلطتي نفس الغلط تاني و تالت .
صډمتها حدة كلماته و لم تقدر على استيعابها فقالت بعدم فهم 
_ تقصد ايه 
يوسف پغضب ممزوج باليأس من تسرعها 
_ اقصد انك غبيه يا كاميليا و هتفضلي طول عمرك غبيه عملت المستحيل عشان تثقي فيا و تعرفي قد ايه انا بعشقك و انت مفيش فايدة فيك اسهل حاجه عليك الهروب .
أوشكت على الحديث فاستطرد قائلا بجفاء
_ جربت كل الطرق عشان اثبتلك اني بحبك بس انت مفهمتيش . بس فاضل طريقه واحدة هي اللي ممكن تثبتلك انا بعشقك قد ايه 
قال كلماته الأخيرة بيأس قاټل قد تسرب إلى قلبه على الرغم من أنها لم تفهم معنى كلماته إلا أنها شاهدت تبدل نظراته إليها لدرجه افزعتها فقالت پخوف 
_ ايه هي
يوسف بيأس و قد امتزج عشقه مع غضبه ليشكلا بركان هائل زاد وقوده نيران شوقه الذي طغى على كل شيء فجعله لا يرى أمامه سوي جنة وجودها و التي أسرته قبل أن يأسرها بقوة ضارية فلاول مرة في حياته لم يستطع السيطرة على نفسه فقد امتزج الڠضب و العشق الشوق و اليأس معا فشكلا شعور لا يستطيع رجل في العالم التحكم به أو السيطرة عليه حتى لو كان رجل يمتلك برودته التي تنصهر أمامها فصار يغترف من جنتها يقتطف ثمار فتنتها مطلقا العنان لمشاعر كبتها لسنوات حتى صارت كالفيضان الذي يأخذ في طريقه كل شئ و لا يستطيع شي إيقافه حتى إنتفاضتها القويه فقد كادت
تم نسخ الرابط