عن العشق و الأسر و ما بينهم نورهان العشري قيثارة الكلمات

موقع أيام نيوز

بسم الله الرحمن الرحيم
عن العشق و الأسر و ما بينهما
الفصل الأول 
والنبض إذا هوى..
والقلب إذا ارتوى..
وعشقك حين زارني ضل فؤادي وغوى..
وهنت إرادتي وضنت حيلتي أمام قدر على شقائي قد انتوى..
فكيف لبرعم رهيف على غراري الثبات أمام عواصف الهوى
جذبتني ألسنة الشهب كالفراشات ف انسقت مفتونة خلف عشق يائس أهلك الروح وعلى وجداني جوى.. 

فيا مالك حلفتك بالذي أنزل عشقك على فؤادي حتى اكتوى.. 
أرفق بقلب الريم وأسلك معي دروب الهوى.
ولك مني عهد في الروح انطوى..
فاليوم ترجيت وصالك وابتهلت
وغدا ستشهد السماء أن عشقي بين ضلوعك قد دوى
نورهان العشري 
دقت ساعة الذروة في هذا المنزل الكبير الذي يعج بالكثير من البشر من جنسيات متعددة وطبقات متفرقة من عمال وخدم وحرس وصولا لأسياد المنزل وهم عائلة الصياد 
تلك العائلة العريقة المعروفة في المنطقة والمناطق المجاورة بأموالها ونفوذها وقوة بنيانها وترابط أفرادها. وخاصة بأن كبير هذه العائلة كان رجلا حكيما عادلا يقصده أصحاب النزاعات والخلافات مرتضين بأحكامه.
أين كنت يا ريم مضت ساعة كاملة على مغادرتك والسيدة صفاء لاحظت اختفائك. 
هكذا تحدثت راجية إحدى خادمات القصر موجهة حديثها إلي ريم التي تسارعت أنفاسها وأجابتها برقة بينما ارتبكت الحروف على شفتيها
اعتذر لم.. أكن اقصد.. فقد.. كنت آتى بأحد المذكرات فكما تعلمين اقترب موعد الاختبارات
شعرت راجية بأن تلعثمها يخفي كڈبة بيضاء ولكنها لم تعلق اكتفت بتوجيهها إلي عملها فأطاعتها ريم على الفور وتوجهت إلى عملها في ترتيب الغرف ولكنها تركت روحها وقلبها مع ذلك الفارس الوسيم الذي خطڤ أنفاسها منذ أن رأته أول مرة حين بدأت ترتاد ذلك البيت لمساعدة خالتها في الأعمال فمنذ ذلك اليوم لا تبارح صورته مخيلتها حتى أنها داومت على العمل هنا فقط حتى تراه وكم كان هذا شاقا نظرا لأنها تحاول الموازنة بين العمل ودراستها ولكن كان كل شي يهون حين تراه أمامها.  
لم تحظى بفرصة لقائه وجها لوجه فقد كانت تراه دوما من النوافذ تطالعه ب أعين التمتعت بها نجوم الحب الذي فاض به قلبها الصغير فبات يتلهف بشغف لتلك الدقائق القليلة التي تختطفها من الزمن وهي تراقب خروجه من القصر للعمل  وتنتظر بشوق لحظة رجوعه ومن بعدها تذهب إلى بيتها على أمل رؤيته في اليوم المقبل.
أخذت تنهي ما في يدها سريعا حتى تستطيع التسلل إلى الحديقة الخارجية لمشاهدة مالك الصياد بطل أحلامها فقد اقترب موعد رجوعه إلى القصر وهي لا تريد تضييع الفرصة فيكفيها ساعات الليل التي تحرم بها من رؤيته.
بالفعل ما هي إلا دقائق وأنهت ما بيدها وتسللت على أطراف أصابعها إلى الحديقة الخلفية حيث تراه من بعيد دون أن يكتشف أمرها أحد.
مر الوقت و كأنه على ظهر سلحفاة وهي تنتظر ولكن لم يأتي فخربش القلق جدران قلبها ولون العبوس ملامحها الجميلة وهي تراقب البوابة الكبيرة بأعين تتوسل للقدر أن يرسله إليها الآن فلم يعد يتبقى سوى دقائق قليلة وتعود إلى بيتها مع خالتها ولكن لم يستجب القدر إلى توسلها وأزف الوقت فأجبرت نفسها على العودة إلى المطبخ الكبير بأقدام مثقلة بالخيبة وأكتاف متهدلة مما جعل راجية تقترب منها قائله بقلق
ما بك ما الذي حدث
أجابتها بهدوء
_ لم يحدث شيء فقط متعبة.
راجية باستنكار
_ لم يكن العمل شاق اليوم لم التعب إذن
أطلقت الهواء المكبوت بصدرها دفعة واحدة قبل أن تقول بخفوت
_لا أعلم خالتي. داهمني التعب فجأة.
_إنه تعب القلب يا أمي وليس الجسد.
هكذا صدح صوت مازح من خلفهما والذي
تم نسخ الرابط