كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري ٨

موقع أيام نيوز

حقيبتها فقامت بالتقاطه إذا مربية الأطفال تتصل بها فتوجهت بخطى متلهفة إلى الخارج لتجيبها و شاركتها خطواته بنفس ذات اللهفة حيث قادته إليها حين وجدها تتوجه إلى الخارج فتبعها كالمغيب وهو يشق طريقه بين الناس بصعوبة متجاهلا مجاملاتهم الزائفة التي كان يرد عليها بإبتسامة صفراء إلى أن وصل حيث تقف فوجدها تتحدث على الهاتف بإنفعال فشعر بضربات قلبه تتقافز بداخله وهو يقترب منها ليستمع إلى صوتها المړتعب وهي تقول 
حسنا سآتي على الفور .
أغلقت المكالمة وهي تلتفت مسرعه ليصطدم جسدها بقوة بآخر شخص تود رؤيته في هذا العالم لترتد إلى الخلف من فرط الصدام حتى كادت أن تقع لولا ذراعيه التي حاوطتها بلهفة لمنعها من السقوط وياليته لم يفعل فقد كانت تفضل أن تسقط أرضا أهون عليها من أن تسقط بين ذراعيه بتلك الطريقة 
رفعت عينيها تناظره فأسرتها نظراته الشغوفة لثوان قبل أن تتدارك الأمر و تجذب نفسها پعنف من بين يديه تنوي المغادرة لتوقفها قبضته القوية حول رسغها و نبرته التي تشوبها اللهفة حين قال 
ماذا هناك هل حدث شيء 
اهتمامه و لهفة نبرته ولدوا داخلها شعورا قويا بالڠضب جعلها تقول بجفاء وهي تنزع ذراعها من بين يديه 
ابتعد .
أغضبته نبرتها و طريقتها في الحديث فقسى صوته وهو يقول آمرا 
أجيبيني 
لون الاحتقار ملامحها و أبرزته عينيها بسخاء بينما احتدت نبرتها اكثر وهي تقول 
لا أريد حتى النظر إلى وجهك فلا تحلم بأن اشكو لك ما يحدث معي .. لذا ابتعد من أمامي
أيقظت وحوشه الكامنة فاشتد طوق أنامله فوق رسغها حتى كاد يطحن عظامها وهو يقول بنبرة قاسېة 
هذه هي المرة الأولي و الأخيرة التي سأسمح لك بمحادثتي بتلك الطريقة .. وأن كررتها أقسم أنني لن أتردد في اقتلاع لسانك من فمك هل فهمتي 
نجحت في إنتزاع يدها من قبضته الغير رحيمة وهي تجاهد عبرات الألم بضراوة بينما هسهست بجفاء 
لن أتردد في تكرارها أن اعترضت طريقي مرة أخرى .. و تهديدك هذا لا يخيفني أبدا..
لم تتيح له الفرصة للرد فقد أنهت كلماتها وانطلقت إلى داخل الحفل لتتركه كبركان مشتعل من فرط الڠضب الذي حول دمائه إلى جمرات جعلته يطلق أسوأ أنواع السباب وهو يغادر الحفل ..
بينما كانت هي تهرول باحثه عن زين لتخبره بأن طفلتها تعاني من آثار الحمى فقد هاتفتها المربية لتخبرها بضرورة أخذها إلى المشفى .. وحين سمع زين ذلك توجه معها على الفور إلى المنزل لنقل الطفلة إلى المشفى الذي ما أن وصلوا إليه حتى هرول قسم الطوارئ لاستقبالهم و لنجدة الطفلة التي كانت ترتجف من شدة إرتفاع حرارتها مما جعل هدى تفقد أعصابها وټنهار أمام باب المشفى فالتقطتها يد زين وهو يحاول تهدئتها بشتى الطرق ولكنها كانت ترتعب كلما تذكرت حالة الطفلة.. أخيرا و بعد عناء نجح في تهدئتها و خاصة حين جاءت الممرضة لتخبرها بأن الأطباء قاموا باللازم و قد زال الخطړ نسبيا و إن أرادت رؤيتها فقد وضعوها في غرفة منفردة 
بالطبع أريد رؤيته ابنتي .. أين هي 
أخذتها الممرضة إلى حيث غرفة الطفلة و خلفها زين الذي ما أن أوشكت أن تدلف إلى داخل الغرفة حتى أوقفها سؤاله الذي أثار حنقها كثيرا 
هل أخبرتي شاهين بما حدث 
اكتفت بكلمة واحدة مقتضبة 
لا ..
كان يعلم الإجابة مسبقا وحتى لو لم تعجبه فهو لن يجادلها الآن فهو يعلم أنها
تم نسخ الرابط