غابة الذئاب و السحر الأسود فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز

مرة واثنان وهو متلهف لفتح مقلتيها شهقت فجأة وسعلت بشدة لتخرج المياه من جوفها جرعة واحدة وجذبها لتجلس لكي تستطيع التنفس
بعد نوبات السعال التي اجتاحتها.
هتف بلهفة يتتوق أن تطالعه ويرا ملامحها
هل أنت بخير 
رفعت عسليتيها تناظره برؤية غير واضحة وانفاسها تتسارع لم تستطع جابته.
ولكن هو يطالعها بشوق وحنين متلهف لرؤية بشړية في خلوته الخاصة تاتي لعالمه ما يتمنى حدوثه .
دقق أنظاره على نضارة بشرتها ووجها المستدير كالقمر ليلة أكتماله هبط بانظاره على جبينها الصغير ثم عينيها الواسعتين وحدقتيها العسلية التي تلمع منما زادت من شغفه وهو يهبط ببصره على أنفها الصغير ووجنتيها البارزتين كقطوف ورد الجوري استقرت مقلتيه تحدق بشفاها الشهية كحبتين من التوت البري
أنسدل شعرها البني على كتفيها لتكتمل ملامحها الجميلة وطلتها الساحرة. 
هزت رأسها في إيماءة بسيطة وقالت بأقتضاب
بخير ..
تنهد بعمق وجلس بجوارها ثم عاد يرمقها بنظراته وقال متسالا 
لما أتيت إلى هنا في هذا الليل هذه الجزيرة خطړا 
طالعته بدهشة وقالت
لم يريد الإفصاح عن هويته خلل أنامله يزيح خصلاته للواراء وقال بثبات
أفضل العزلة وأختلي بنفسي هنا وهذا من حسن حظك إذا لم أاتي لهنا لكدت في تعداد الأموات
قالت بحزن عندما تذكرت ما تعرضت له من خذلان وخېانة
ليتك لم تأتي وتركتني أمت 
هتف بحزن 
لما تتمنين المۏت
زفرت أنفاسها بهدوء وقالت بيأس لم تعتاده لم يكن من ضمن شخصيتها أنها فتاة تستسلم وتيأس لا كانت القوية الصامدة الجادة التي لا يستهان بها العقل المدبر في لعبتها لم يطرق اليأس بابها يوما .
قالت بضيق والحزن أرتسم على ملامحها
لأن الحياة أصبحت قاسېة قاسېة لدرجة يصعب علينا تحمل القادم ظالمة لأنها تضعنا في اختبارات لم نقدر على تحملها وتخطيها
شعر بحزنها وعندما أراد التحدث وجد كاحلها ېنزف دما وأثر دما أيضا على ساعديها قال بلهفة
من أين أحضرت هذا
نسيتي هنا خلوتي الخاصة وكل شيء يوجد معي لأن أعشق البحر ودائما أغوص بأعماقه ولذلك التقيت بك صدفة وبعد أن أنهى تطيب چروح يديها فعل بكاحلها تحت نظراتها المندهشة ولكن حاولت ابعاد قدميها ولكن كان يجذبها إليه ثانيا ويمسد برفق على كاحلها وعندما أراد أزاحت ثوبها الأسود رفضت بإصرار وجلست القرفصاء تستد بوجهها على أرجلها وتحاوطهما بذراعيها.
لم تخبريني عن اسمك بعد
طالعته بهدوء وقالت 
سيران
تبسم لها ومد كفه يصافحه وهو يشدد على كفها قائلا
لاواي 
حاولت سحب كفها من راحته ولكن في خفة منه انهضها معه لتشهق پصدمة سرعان ما اختفت عندما همس قائلا 
لابد وأنك متعبة يجب أن تستريحي هذا المخيم خاص بي
ولجت لداخل وهو طأطأ رأسه لكي يدلف خلفها هو الآخر بسبب طوله الفاره ثم جلس على متكئ وجلست على مقربة منه وقررت أن تبتعد عن كل شيء وتحاول إعادة ترتيب أفكارها.
أسبلت عينيها في تعب منما جعله يقترب منها برفق واراح جسدها ثم جلب لها الغطاء ودثرها جيدا وظل جوارها يتطلع لها بحب ويردد حروف إسمها س ي ران
لو تعلمين كم كنت متتوق لرؤية بشړية وضع كفه على مكان قلبه الذي يخفق بشدة وقال 
يبدو أنه وقع الإختيار عليك يا ساحرتي ..
داخل الفندق بالتحديد بغرفة ميلا
بعدما نجحت مكيدتها في الإيقاع بين كارم وسيران لكي تشتتها وتجعلها تترك لها البطولة.
أبتعدت عنه فلن تعطيه أكثر منما هي نوت بفعله ثم هتفت قائلة وكأنها تذكرت أمر ما
أعتذر حبيبي ولكن يجب أن أنام الآن وهذا اللقاء سيتكرر لا محالا
جف حلقه وكان ينظر لها بشغف يتلهف للمزيد من قربها
لن تستجيب له تلك المرة أبعده قسرا ولكن همست برقة وهي ترفع أناملها تلامس وجنته بنعومة
تصبحين على خير سالتقي بك غدا 
تبسمت له وهي تؤمي برأسها ثم سارت خلفه لكي تغلق باب غرفتها وهي تطبع قبلة رقيقة أعلى وجنته تودعه وبعد ذلك أغلقت الباب وهي تعود بخطواتها الماكرة داخل غرفتها وابتسامة الانتصار شقت ثغرها بفرحة لا توصف بعد نجاح خطتها ..
أما عنه فقبل أن يعود لغرفته وقف أمام باب غرفة سيران وطرقه عدة طرقات رقيقة ولكن لن يجد منها أي رد فقرر التفتل وحده والتمتع بشوارع روما الساحرة فلن يأتي إلى هنا من أجل أن يظل حبيس غرفته ..
الفصل الرابع
أختفاء
ظل لاواي يتأملها طوال الليل ومقلتيه يصوبها يخترق جسدها ويترقب كل سكناتها وحركاتها في تقلبها أثناء نومها فقد كانت تتقلب على جانبيها يبدو على ملامحها عدم الارتياح وتقلصت ملامح وجهها كأنها داخل كابوس تبغضه.
ود لو بدل عبسها ذلك لسعادة وتسلل لداخل أحلامها يعلم ما الذي يرق منامها ويقلق مضجعها.
لديه قوة خفية على معرفة ما يدور بخلدها ولكن هي الآن غافلة فلا يشعر بما تواجهه داخل كوابيسها يتمنى إيقاظها الآن ليعرف ماذا كانت تقصد عندما أخبرته يا ليته تركها ټموت ولم 
أتاه الجني ووقف أمامه فجأة ومال على أذنه يهمس قائلا 
الملك دهمان يبحث عنك وقد كلفا جيشا من نسل الابالسة بالعثور عليك وحضورك المملكة في التو
أنهى الجن ما جاء من أجله واختفى في لمح البصر زفر لاواي أنفاسه غاضبا ثم تحول لدخان وتبخر تماما من الخيمة وترك الفتاة وحدها ذهب ليجحم ڠضب والده.
بعالمهم الخاص في جوف الأرض جلس دهمان على عرشه تحدث بصوته الغليظ الذي يهتز على أثره المملكة بأكملها 
وقف لاواي أمامه في الحال ثم انحنى بجذعه في ولاء وطاعة وهو يقول برزانة
في السمع والطاعة يا ملكنا الأعظم
تعلم لما طلبتك لاواي يجب تنفيذ الأمر لحماية النسل من الانقراض
تحجج لاواي قائلا 
ولكن الزواج سيعطلني عن مهمتي الكبرى لقد أمرتني بأغواء بني أدم من الإنس والجن أن يخضعون بإرادتنا ويؤمنون بوجودنا ومنهم من اتبعنا 
دعك من هذا أريد تنفيذ أوامري لابد وأن يستمر نسل دهمان للألف الأعوام حان دورك بالزواج لقد تزوجا جميع أشقائك وحان دورك
قرر ملاعبة والده بما يدور في خلده فجلس عند قدمه وقال 
وما رأيك في خلط نسل بني دهمان بنسل بني البشر نسيت أمر الهالة الذهبية وما سردته لي عن تلك المغامرة مع البشرية جال بخاطري الآن بالزواج من بشړية وسيكون هذا الابن المخلد لك يا ملكي العظيم 
أكفهر وجهه وهو يتذكر لمحات من أعوام مضت وقال بهمس الأفاعي يجب الحصول على 
قال لاواي بتسأل 
وما سر تلك التميمة
أنها ليست تميمة عادية وحسب لا هي تميمة مخلدة وبها هالة خفية تحمي من يرتديها ولذلك حجب عني رؤية البشرية ونسلها من بني البشر زرعت الأرض من مشارقها إلى مغاربها لكي أعثر على التميمة المحصنة ولكنها مخفية تماما عن عيون الجن أجمع أذا حصلت على تلك التميمة لك ما تريد لاواي 
أبحث عنها من أرض الكنانة ومهد الحضارة مقطن رأس الفتاة ونسلها من الإشراف
وجدها فرصة للبعد عن والده والاختلاء بالفتاة التي سلبت قلبه منذ النظرة الأولى وهو كان متتوق لرؤية بشړية والآن حصل على مبتغاه فنهض من عند قدم والده وانحنى برأسه توقيرا وتعظيما ثم قال
سوف أموج الأرض ومن عليها لأجد تلك التميمة ولن أعود المملكة إلا وهي معي كن مطمئن يا ملكي الأعظم
حسنا يا جني الصغير... لك ما شأت وعند عودتك سيقام العرس على الملكة ازابيلا ولك ما شأت إذا أردت الزواج من البشر ستحصل على وثيقة مني بذلك ولن يعترضك أحد
أنحنى يقبل يده ثم أنصرف مسرعا كالريح لن يشعر به أحد وصلا لخيمته في طرف عين.
اختفى ظلام الليل وات نهار يوم جديد يحمل في طياته الكثير
عندما عاد كارم من سهرته فجرا ذهب لغرفته ونام على الفور دون أن يبدل ثيابه وأثناء كل هذا الوقت لم يكترث بغياب سيران.
وفي مطعم الفندق انتظر المدرب حضورها فلم تأتي بعد وجاء موعد التدريب حاول الاتصال بهاتفها ليجدو مغلقا زفر بضيق وذهب إلى الاستقبال تحدث مع الشاب وطلب منه مهاتفة غرفة سيران
وبالفعل وضع سماعة الهاتف ينتظر اجابتها ولكن طال الوقت ولازال يستمع لرنين الهاتف على الطرف الآخر منما انتابه القلق فطلب من صديقتها ميلا أن تذهب
وتتفقدهاولكن تحججتميلا بأنها غاضبة بسبب تدريب أمس تنهد بضيق وقرر أن يذهب لغرفتها والبحث عنها ويعلم ما سبب تأخيرها فليس من عادة سيران أن تتخلف عن موعد تدريبها .
وقف أمام باب غرفتها وظل يطرق بابها برفق وعندما لم يأتيه ردا توجها لغرفة كارم لعلها بغرفته طرق بابها هي الأخرى
نهض كارم من فراشه بتكاسل وهو يفرك عينيه متوجها لفتح باب الغرفة ليتفاجئ بالمدرب يقف أمام غرفته يتسأل عن سيران
أعتذر منك كارم هل سيران معك فهي ليست بغرفتها وظننت ربما تكون على علم بوجودها أين هي الآن
حك عنقه وقال ببرود 
لا لم أراها أمس
تركه زياد وهو يهتف بضجر 
لا أعلم كيف تعشق هذا البغيض الذي لا يشعر بغيابها 
هبط لإدارة الفندق لكي يبلغهم بقلقه ربما أصابها مكروه وهي بغرفتها ولم يشعر بها أحد لأن لم يراها أحد منذ عودتهم من ملعب الإسكواش وبالفعل صعد معه إحدى موظفي الفندق وفتح الغرفة ولج زياد بحثا عنها بقلق ووجد الغرفة فارغه.
مسح زياد على وجهه پغضب وقرر البحث عنها بكل أرجاء الفندق ولغى موعد التدريب منما أثر الشك بقلب ميلا وضحكت داخلها بمكر فقد نجحت مكيدتها في الخلاص منها ولكن قلق مدربها الزائد عن الحد جعلها تعيد حياكة مخططا أخر .
أما عن كارم فلم يتحرك ساكنا ولن ينهش القلق قلبه وكأنها لا تعنيه بصلة ذهب إلى المرحاض صدره العريض وبنطال أسود أيضا ومشط شعره لأعلى ثم غادر الغرفة بهدوء معتاد عندما هبط لاسفل التقى بهم وتحدث شابا من الفريق وهو يرمقه بنظرات غاضبة
أين كنت ما هذا البرود يا صاح الفتاة متغيبة منذ أمس وأنت لا تهتم ولا تعلم بماذا حدث لها 
تلاقيت أعينه بنظرات ميلا الساكنة مكانها دون أدنى إهتمام بما يحدث ثم تطلع للشباب قائلا 
سيران ليست طفلة لكي اقلق عليها كل هذا القلق ربما شعرت بالملل وستعود لاحقا
عاد زياد في تلك اللحظة ونظر لهم پغضب وهتف بحدة 
كاميرات الفندق أوضحت ترك سيران الفندق ليلا وقد كانت بحالة من الحزن ولا أحد يعلم أين هي إلى تلك اللحظة دار وجهه يتطلع لوجه كارم بحنق وقال 
ماذا فعلت لها ليلة أمس
أبتلع ريقه بتوتر وقال بجمود 
لم ألتقي بها من الأساس 
غادر زياد المكان بضيق وهو يبحث عنها بقلب منفطر فمنذ أن رأ حالتها التي تركت على أثرها الفندق وقلبه يقرع بقوة يكاد يخرج من بين ضلوعه فهي فتاته المفضلة ويكن داخله مشاعر خفية لها ود الإفصاح عنها ولكن قبل أن يصارحها بمشاعره تفاجئ بخطبتها من ذاك البغيض الذي يكرههفهي لا تستحق إلا قلبه هو لتسكن بين أضلعه يا ليتها تعلم بمدا عشقه الذي طالما حاول أخفاءه ولكن ليس بيده فعل شيء قرر البحث عنها مهما كلفه
تم نسخ الرابط