غابة الذئاب و السحر الأسود فاطمة الألفي
المحتويات
منه تصافحه بحب وجلست جواره على الاريكة وهي تتثامر معه بالحديث وبادلها هو الآخر وكأنه يعلمها منذ زمن بعيد.
ضحكت جميلة وغادرت الغرفة بهدوء لتترك لهم حرية الحديث فهي تعلم بأن الفتاة ستقبل بعرضها بعدما وجدت بينهما تلك الألفة..
اما عن الغرفة الخاصة ب كارم
جلس تميم أمامه يحاول فهم سبب حالته تلك
ما سبب كل هذا الحزن ألم تخبرني سابقا أنك مجبر على الخطبة لكي تهرب من ضغط والدتك الزائد ولم تكن ل سيران أي مشاعر وكل ما كان يجمع بينكم صداقة طفولة ليس إلا ما حدث لكل هذا التغير الجذري ولما حزين بهذا الشكل يجب عليك أن تحتفل لقد تحررت من قيود الخطبة وتحكم والدتك أيضا وستفعل ما يحلو لك دون تدخل من احد
أصمت تميم أنت لم تفهم شيء
رفع حاجبيه مندهشا من نبرة شقيقه ثم قال متسألا
حسنا وأنا هنا لكي افهمك هيا أنصت لك جيدا
وقعت بحبها وانتهى الأمر قلبي هذا الذي
ضحك تميم على شقيقه وقال غير مصدقا
انت تمزح.. تتوهم ذلك هذا وهم كارم عندما بعدت عنك شعرت بأنك تحبها وتعشقها هكذا فجأة يبدو أنك تتوهم يا شقيقي
قال باستهزاء
حسنا كم مرة أخبرتها بأنك تحبها وتعشقها لهذا الحد ماذا فعلت لها لتثبت لها حبك هيا أخبرني
الحب يا شقيقي أفعال وليست أقوال فقط مواقف صادقة تقارب واحتواء مشاركة في كافة تفاصيل الطرف الآخر علاقة مبنية على التكامل لا يوجد بها نقصان ترابط تلاحم لا يوجد طرف مضحي وطرف ضحېة لا علاقة مترابطة قوية لا تتزحزح ولا تعصف بها الرياح
كركر ضاحكا ثم قال
عندما تأتي من ټخطف قلبي من بين ضلوعه أعدك بأن اكون شخصا أخر وينتهي عصر الضياع التشتت الذي اعيشه.
ما رأيك في سهرة خاصة بالمساء
هز رأسه نافيا
لا أريد سهراتك دعني وشأني
ترك غرفة شقيقة وسار بالرواق ليستمع لصوت ضحكات رنانة تأتي من غرفة جده اقترب بخطواته حيث هناك ثم دار مقبض الباب وفتحه برفق وطل من خلفه ليجد الفتاة جالسة بجواره جده تشاطرة الحديث والضحك وهي تلعب لعبة الشطرنج المفضلة لديه هو وجده ولم يشاركه غيره لاحت شبح ابتسامة أعلى ثغره وقال متوعدا لها بعدما علم ما تنوي والدته فعله لابد وانها تريد أن ترافق جده دائما رفع حاجبه وقال هامسا لنفسه بتلذذ
الفصل الثاني عشر ألتئام روح
كم وعدها لاواي بتحرير الروح الشريرة التي سكنت بجسد شقيقها سادم
دلف لاواي لغرفة سادم واوصدها خلفه بعدما نام الجميع وأغلق أضاءة الغرفة ثم جلس أرضا بمنتصف الغرفة أستعان بقوته الشيطانية للقضاء على الروح الساكنة بجسد الصغير.
عاد لهيئته الأولى جنى بجسد أضخم ومخالب أقوى وقرون حمراء غليظة وملامح وجهه تشتعل بحمرة الڠضب وعينان كالوهج المستعر أشعل النيران حوله ليتحول في لمح البصر لكومة دخان يسير حيث فراش الصغير الممدد على فراشه دون حراك والتف الدخان حول جسده بأكمله من رأسه لاخمص قدمة ولم يعد ظاهرا من ملامحه شيء ليرتفع جسد سادم عن الفراش كالريشة المتطايرة في الهواء وظل جسده مرتفع وعاد الدخان يتحول لنيران ترتفع
خرج صوته الغاضب من جسد سادم الذي يرتجف بقوة
لن أغادر إلا عندما يقبض روحه هذا عقاپ من يلعب معي دون الخضوع لاوامري
اسكته بلهجة عڼيفة وقال بحسم
تشارلي انت تعلم أني لاواي ملك ملوك جان الأبالسة وسوف تخضع لقراري أنا الملك المنتظر بعد الملك دهمان الاعظم أنا المخلد والروح الأبدية ستفارق هذا الجسد الان وإلا أقسمت عليك بلعنتي ان تغادر روحك أبديا ولن تستطيع العيش داخل أرواح البشر بعد الآن
خضع له تشارلي لكي تظل روحه ساكنة بين البشر وقرر الخنوع إلى أمر الجن لاواي
وغادر جسد سادم دخان طفيف خرج من بين أصبع قدمه اليسرى منما جعل لاواي يبتسم بلذة الإنتصار فهو ملك ملوك الجان المنتظر وهذا ما جعله يسيطر على روح تشارلي.
اختفى الدخان وغادر الغرفة بأكملها وهدات نيران لاواي وعاد على هيئة بشړي وفي لمح البصر طرق بأصبع يده ليحظر الجني خاصته في الحال همس له بفحيح كالافاعي لا يفهمه غيرة ليؤمي الجان وينحني اليه في خضوع وهو يقول
سمعا وطاعة يا مولاي
ثم اختفى في لمح البصر وعاد جسد سادم إلى فراشه كما كان وما زال مغمض العينين وضع لاواي كف يده على جبينه ثم نقش بأطراف أنامله نجمة سوداء سداسية الشكل ووضع بمنتصفها نقطة حمراء ثم قال تعويذة بصوت همهمه ومح أثر ما فعله وهم بمغادرة الغرفة وهو لا زال قابضا على القلادة الذي يريد معرفتها هل هي وهم حقا كما سمع ام لها سر أخر ويوجد بالفعل ترياق الحياة أكسير الحياة كما أخبره والده ولكن وجدها طوق نجاة لتلبية رغبته في الزواج من بشړية سوف يصنع هو الترياق ويعطي القلادة لوالده ويوهمه بأنه حصل على
البشرية التي التقى بها والده قبل قرن.
اما عن سيران فقد جفاها النوم وتركت فراشها بقلق أرادت أن تذهب لغرفة شقيقها الآن تتفقده وحينما همت بالولوج لغرفة سادم كادت ان تصطدم بلاواي وهو يغادر الغرفة في ذلك الوقت.
عادت للخلف وطالعته بدهشة
تبسم لها وقال بحبور
لا تندهشي هكذا كنت بالداخل لاطمئن عليه وهو بخير وسوف يسترد وعيه في الصباح وتنتهي تلك الغمة
ضيقت عينيها وقالت بتسال
هل أنت واثق من ذلك حقا سادم يتعافى
حاوطها بذراعيه وصوب مقلتيه على بريق عسليتيها الساحرة وقال بصوت حاني
وعدتك بالأمس بأن علاج سادم سيكون على يدي وها قد فعلتها هيا أخبريني ما هي مكأفاتي الآن
طالعته بعدم فهم وقالت هامسة
ماذا تريد أن أكافئك
استقام لاواي وقال معتذرا
اعتذر لم أقصد أن أتجاوز حدودي
توردت وجنتيها بحمرة الخجل الطفيفة ودارت وجهها مبتعدة عنه لتعود إلى حيث غرفتها كما كانت والابتسامة تنير وجهها ولا تعلم لما تشعر بخفقان قلبها الذي يقرع كالطبول داخل صدرها
علم لاواي بما تشعر به فهو لديه قدرة على قراءة أفكارها وهذا ما جعله يضحك بصوت جلي
تميم ماذا بك ولماذا تقف هنا أمام غرفة جدك
تنحنح قائلا
لا يوجد شيئ كل ما في الأمر أردت أن أطمئن على جدي مع هذه الفتاة
تبسمت جميلة وقالت بحنو
لا تقلق عزيزي جدك سعيد جدا برؤيتها ويتحدث معها كما لو أنه يعلمها منذ أعوام بينهما ألفة
لوى ثغره بضجر تأفأف قائلا وهو يهم بالسير مبتعدا عن غرفة جده
حسنا سوف أغادر الآن فلدي أجتماع خاص بالعمل
رفعت حاجبيها مستنكرة وقالت بحدة
أجتماع عمل بعد منتصف الليل تراني بلهاء لأصدق تراهاتك التي لا تكف عنها
زفر بحنق وهمس قائلا
أنا رجل في منتصف عقدي الثالث لست بفتاة لكي تمتنع من الخروج
قالت غاضبة
سوف أخبر والدك بكل تصرفاتكم الحمقاء لقد سأمت من أفعالكم التي لم تنتهي
وانتظر مكانك سوف تصل زينة لمنزلها
أشار إلى نفسه في تعالي وغرور
وهل أنا السائق الخاص ببائعة الورد المشردة تلك
كنت تغادر الغرفة في ذلك الوقت وأستمعت لما قاله تميم بسخط منما جعلها تفقد السيطرة ونظرت له بحدة مماثلة لغروره وردت بثقة
من المشرد يا هذا
اعتذر لك زينة تميم لم يقصد اھانتك و
قاطعها تميم بضيق وقال وهو ينظر بقوة بمقلتي زينة
بلا اقصد ما قولته وأخشى على وجود هذه الفتاة مع جدي طوال الوقت نحن لا نعرف أصل لها ولا من أي چحيم اتت
تبسمت له ببرود وتلاشت حديثه قائلة وهي تنظر لوالدته
يحب أن أغادر فقد تأخر الوقت وغدا سوف أاتي لاباشر عملي ولكن يجب أولا أخبار عائلتي
ثم رمقت تميم بنظرة ثبات وقوة وقالت
هيا لتقلني إلى منزلي هذه أوامر الجد ووالدتك
قبل أن يعترض قالت جميلة بحسم لكي تنهي الحوار
هيا تميم زينة فتاة ولا يليق بشاب مثلك ترك فتاة تغادر منزله في ذاك الوقت وحدها
زفر بضيق وسار بخطوات واسعة وهو يقول بنفاذ صبر
هذا عملي واعتز به اذا كنت تظن انها أهانه فهذا من نبل أخلاقك
كان حديثها استهزاء مبطن بشخصيته الهلامية فيبدو أنه غير سوي يتلذذ باحتقار الآخرين الاقل منه ثراء ولم تكتفي زينة بذلك حيث جلست بالمقعد الخلفي للسيارة واشطاط غضبه ولكنها تماسكت بالقوة ورفض الخنوع له وهو وجد نفسه في مأذق عندما شاهد جده يقف في شرفة غرفته ويودع الفتاة ركل السيارة بقدمه ڠضبا من فعلتها تلك واستقل مكانه يقود السيارة بسرعة فائقة لكي يزرع داخلها الخۏف والړعب منه ولكي يجعلها تتحاشاه أثناء وجودها بالقصر..
وطالعها بمرآة السيارة وهو يقول بصوت حاد غليظ
منذ تلك اللحظة عليكي الابتعاد من أمامي واذا تقابلنا بالقصر ابعدي وجهك هذا عني لا أود أن التقي بك مجددا لست اعمل سائق خاص لجناك يا سيادة السفيرة
اشاحت بوجهه عنه وهي تتطلع لطريق من خلف زجاج النافذة وقالت بلامبالاة
وأنا أيضا لا أود أن التقي بك ومجبرة على تحمل بغضك من أجل الجد فقط
هتف بصوت غاضب
حقا مستفزة.
اما عنها فشعر بسعادة داخليه وانها لم تقبل بأهانته وردت له الصاع صاعين ولم تكترس لسرعة السيارة فهي الفتاة القوية التي لا تترك الظروف تهزمها ولا تستسلم لألعيب القدر..
ظل كارم بغرفته يحاول إيجاد طريقة لكي تصفح عنه سيران وتغفر له وقرر عدم الاستسلام
الطبيب الذي أت معها من إيطاليا لا تبشر بخير ويشتعل غيرة بسبب وجوده مع محبوبته بمنزل واحد.
جاب الغرفة ذهابا وإيابا مثل الأسد الجامح يريد أن يفتك بذلك الدخيل الذي دخل على حياة معشوقته سيران
شارد الذهن في وضع خطة محكمة لابعاد ذلك الشاب الذي يشعر بأنه يتودد لها ويقدم هو الاعتذار ويحاول أن يذكرها بعلاقتهما معا وكيف انتهى حبه من قلبها بتلك السرعة فهو لم يصدق بعد أنها ابتعدت عنه وأغلقت قلبها حتى انها رافضة في سماعه او مسامحته ولكن ماذا عليه أن يفعل حائرا في أمره.
قرر ان يحاول الالتقاء بميلا ويتحدث معها بأن تلتقي بسيران تخبرها بأن لا يوجد شيء بينهما
يمتلك كارم اصرارا على الفوز بسيران ثانيا ولن يتركها مهما واجه معها من نفور وصعاب عليه الآن إثبات حبه وعشقه لها وان يحارب من أجلها وهذا ما أخذه في قرار مصيري
متابعة القراءة