كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري ٣

موقع أيام نيوز

حين رأت نور تقف خلفهما 
_منذ أن كنت تقولين عشيقته هل لي أن أعلم ماذا تقصدين!
كانت نبرتها مهتزة وكذلك حدقتاها فقد تشكلت بهم طبقة كريستالية من الدموع التي تهدد بالهطول في أي وقت.
التفتت فريال تناظره وقد هالتها تعابيره المكفهرة وعينيه التي تحمل وعيدا لم تخطئ في فهمه فحاولت أن تبدو لهجتها ثابته حين قالت 
_لا من المؤكد أنك أخطأت السمع فأنا لم أقل.
_بل قلتي وأنا متأكدة أنني سمعت بطريقة صحيحة.
هكذا قاطعتها بلهجة غاضبة توازي ألم عميق يتشعب بصدرها منذ أن سمعت حديثها معه وذكرها لأمر تلك العشيقة دام صمت مطبق ولأول مرة ترى والدتها بهذا الضياع وتلك الحيرة التي تلون ملامحها فتضاعف الألم والڠضب بداخلها وقبل أن تعيد سؤالها سمعت صوته القاطع وهو يقول 
_اخرجي.
التفتت تناظره پصدمة فوجدت عينيه مسلطة على والدتها التي كانت تتآكل من فرط الڠضب ولكنها لم تتفوه بحرف بل التفتت تغادر الغرفة صافعه الباب خلفها بطريقة جعلت جسدها يهتز من فرط الخۏف الذي كان يلون ملامحها مما جعل الڠضب يتعاظم بداخله ولكنه تجاهله قائلا بخشونة
_ كيف حالك الآن
كانت أنفاسها مسموعة في الغرفة من فرط ما تشعر به مما جعلها تتجاهل سؤاله وتقول بنبرة مهتزة
_أريد أن أعلم ماذا قصدت والدتي بأمر تلك العشيقة.
زوى ما بين حاجبيه وقست نظراته وشابهتها نبرته حين قال
_لا تبالي كثيرا لحديث والدتك فمن الواضح أن عقلها لم يعد يعمل بشكل صحيح.
كلماته أيقظت شرارة الڠضب بداخلها فجاءت نبرتها حادة على الرغم من أن صوتها لم يرتفع 
_هل تتهم أمي الآن بالجنون
فراس بفظاظة
_لا أتهمها بل أصف حالتها ولننهي هذا النقاش اللعېن فلست في مزاج جيد الآن.
قال جملته الأخيرة پغضب أفزعها لذا تراجعت خطوة للخلف وهي تقول بنبرة شبه باكية 
_حسنا اعتذر عن إزعاجك.
التفتت تنوي المغادرة والهروب من بين براثن غضبه ولكن تجمدت خطواتها أمام باب الغرفة حين قال بصرامة
_ توقفي.
احتبست الأنفاس بصدرها وشعرت بجميع خلاياها تتحفز حين شعرت به خلفها فأجبرت نفسها على الالتفات لتصطدم بوهج عينيه الذي أشعل شيء ما بجوفها وخاصة حين قال بهسيس خشن 
_للآن لم ترحبي بي بشكل صحيح.
لم تفهم ما ترمي إليه كلماته فانكمشت ملامحها بحيرة سرعان ما تبددت وتحولت لصدمة حين وجدت نفسها تلتصق بسياج صدره ويديه تحتويها بقوة توازي قوة دقاتها حين وجدت نفسها قريبة منه لدرجة امتزاج أنفاسهما حد الاحتراق النابع من عينيه ولهجته حين قال هامسا بخشونة
_هكذا يجب أن ترحبي بي يا زوجتي الصغيرة.
ما أن أنهى جملته حتى وجدته يسطو على ضفتي التوت حاصتها بقوة على خاصتها بطريقة كانت مدمرة شغوفة ومتطلبة فقد كان يستنشق أنفاسها بنهم ويرتشف ريقها بتلذذ بينما يديه كانت تمارس فنون العبث بقسۏة تليق به وتتنافى مع رقتها فألقت بثقلها على كاهله فكان أكثر من مرحب بذلك وأخذ يعمق اقترابه منها أكثر حتى أوشك على إزهاق روحها فتركها على مضض وأخذ صدره يعلو ويهبط ويديه ما زالت تحتويها بقوة بينما هي كانت تحاول تنظيم أنفاسها الهاربة ودقاتها الچنونية إثر هجومه الضاري الذي لم تكن تتوقعه كما لم تكن تتوقع كلماته الفظه حين قال
_ينقصك الكثير لتتعلميه.
رفعت رأسها تطالعه بذهول فاصطدمت بجمرتيه المشتعلتين بنيران لا تعرف سببها وعلى الرغم من خۏفها إلا أنها لم تستطع سوى أن تقول پغضب وهي تنتزع نفسها من بين يديه 
_أنت أيضا ينقصك أن تتعلم كيف تتعامل مع البشر.
لا تعلم كيف واتتها الجرأة لتقول هذا فقد صدم من حديثها وقد استغلت صډمته في أن تهرول من أمامه قاصدة غرفتها فهي لا تأمن لغضبه وقد كانت حالتها لا تسمح لها بأي هجوم آخر من جانبه لذا ما أن وصلت إلى غرفتها حتى دلفت إلى الداخل وأوصدت الباب خلفها لتقف تستند عليه وصدرها يعلو ويهبط من فرط الانفعال فما حدث في الساعات الماضية تجاوز حدود المعقول لقد عاد فراس من المۏت.. عاد زوجها بعد سنة ونصف من اعتقادهم بأنه ماټ وقد اختار أسوأ توقيت للعودة أو ربما كان أصح توقيت هكذا أخبرها عقلها فلو تأخر لثانية أخرى لكان وجدها زوجة لرجل آخر وهذه هي الطامة الكبرى رجفة قوية ضړبت سائر جسدها وهي تتخيل ما كان سيفعله بالجميع وعلى رأسهم هي.
شهقة قوية خرجت من جوفها حين سمعت الطرق على باب الغرفة فوضعت يدها فوق قلبها الثائرة نبضاته ړعبا من هوية الطارق ولكنها هدأت قليلا حين سمعت صوت والدتها يناديها
_ نور هل أنت بخير!
تنفست الصعداء ومدت يدها تدير قفل الباب الذي انفتح لتجد والدتها تناظرها باهتمام قبل أن تتوجه إلى الداخل وتغلق الباب خلفها فالتفتت نور لتجلس على الأريكة وتستند برأسها للخلف في محاولة للاسترخاء الذي تعلم استحالة حدوثه وسط كل ما يحدث معها.
_ماذا حدث بينكما في الأسفل!
لم تفتح عينيها إنما أطلقت زفير قوي قبل أن تقول بخفوت
تم نسخ الرابط